ائع المسابح يتكلم تسع لغات ليتواصل مع الآخرين ونائب لبناني لا يفقه لغته الأم!
شبكة بيدر / صحافة .
بائع المسابح يتكلم تسع لغات ليتواصل مع الآخرين ونائب لبناني لا يفقه لغته الأم!
منذ 10 دقائق
انتشر مؤخراً على فضائيات عربية أبرزها «بي بي سي عربي» فيديو لبائع سبح مصري متجول، يدعى أحمد زهران، يتقن تسع لغات. يدور من مكان إلى آخر في أهرام الجيزة محاولاً إقناع السواح شراء سبحه وبعض الاكسسوارات التقليدية..
وقد لاقى الفيديو نفسه رواجاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن المعروف، أن معظم الباعة في الأماكن السياحية يتقنون لغات عدة ليجذبوا السياح إليهم. ومن أبرز هذه اللغات الإنكليزية والفرنسية والإسبانية.
وهذا ليس بأمر جديد، بل هو ضرب من الذكاء يحسب لهم جميعاً وطعم قوي لصيد الزبائن. وربما قد أصبح مع الوقت واحداً من مهارات المهنة التي لا بد من اتقانها.
ولكن بائعنا أصبح مشهوراً، ليس فقط بسبب عدد اللغات الكثيرة التي يتقنها، لكن أيضاً باختلاف نبرة صوته وحركات جسده عند الانتقال من لغة إلى أخرى، وكأنه يحاول تطويع نفسه لخدمة اللغات التي ينطق بها.
تراه مبتسماً وكأنه ينشر بوجهه البشوش نوراً يشد العابرين إليه. يمشي كطاووس ملون واثق من نفسه. تعتليه قبعة فرحة، لم تترك لقوس القزح لوناً إلا واستعارته.
يضع على ظهره حقيبة قد تكون مثقلة بهموم الحياة ومشاكلها، ولكنه يخفيها جيداً خلفه كي لا يظهر سوى الفرح الذي يشد الناس إليه. كما يحمل بين يديه قوس قزح آخر من السبح يوحي بتواطؤ جميل بينها وبين القبعة. يسوق بضاعته مغرداً باللغة الإيطالية والروسية والصينية واليابانية والمجرية، التي لا ينطق بها سوى أهل المجر، وغيرها من اللغات.
حين يطالعك تشعر وكأنك أمام مهرجان متنقل من الحياة والبهجة. يبث طاقة إيجابية وسحراً في عبوره يكاد يوهمك بأن السبح والشالات التي يحملها تتقن أيضاً تسع لغات.
يعلق بعض المغردين أنه لا يتقن هذه اللغات. بل أنه يحفظ الجملة نفسها في لغات متعددة.
لنسلم جدلاً بأنه فعلاً لا يفقه من هذه اللغات إلا الجملة التي يحتاجها لبيع منتوجاته.
ألم يجتهد؟ ألم يحاول تطوير مهاراته؟
أليس أفضل من بعض سياسيي العالم العربي، الذين لا يتقنون حتى اللغة العربية الفصحى لمخاطبة شعوبهم؟
سياسيون لا يعملون فقط، يتكلمون. وحين يتكلمون يخطئون.
مأساة يعيشها العالم العربي وأبطالها حكامه الذين لا هم لهم سوى مصالحهم ومحاربة بعضهم البعض والمنافسة على كراسي الحكم البائسة، التي إن اعتلوها يلصقون بها أبداً. فلا سن للتقاعد، كما «طمأننا» رئيس المجلس النيابي نبيه بري في تصريح سابق له.
اللغة العربية تدخل العناية الفائقة
لقد حاول هذا البائع أن يطور نفسه شهوراً طويلة وربما سنوات ليتعلم عدة لغات تساعده في التواصل مع الآخرين، بعكس النائب اللبناني نديم الجميل، الذي أثار جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب خطاباته في المجلس وتصريحاته التلفزيونية المليئة بأخطاء أقل ما يقال عنها فضائح تضرب اللغة العربية كتسونامي مدمر. هذا إذا لم نذكر تلعثمه أمام الشاشة لعدة دقائق وهو يحاول إيجاد مفردات تهرب دوماً منه لتتركه وتتركنا في حلقات فارغة من الذهول أمام الكاميرا.
وكانت الفضيحة الكبرى حين أطل على اللبنانيين للتضامن معهم ومواساتهم، بعد انفجار مرفأ بيروت محاولاً الاطمئنان على الجرحى في العناية الفائقة قائلاً: «بهالمناسبة بدي عزي كل الضحايا يلي سقطوا بالانفجار الغشيم».
يا أستاذ نديم من هو الغشيم؟
الغشيم هو من لا يعرف بأن الانفجار غاشم!
الغشيم هو من جهل الأمور ولا يفطِنْ إليها.
وأضاف لا فض فوه، وهو يتحدث عن ألكسندرا، الطفلة التي ماتت في انفجار بيروت، قائلاً: «كانت بالعناية الفاقعة».
نتساءل، هل هناك فضيحة أفقع من تلك التي تلحقها باللغة العربية؟
حرام عليك، اللغة هي من دخلت العناية الفائقة، بعد أن شبعت منك تعذيباً.هل تريدون أمثلة أخرى؟
في لقاء آخر، قال مخاطباً رئيس الوزراء السابق حسان دياب:
«حسان دياب سرعو البرمبو»
وهو يقصد «سبع البرمبو»!
كل الأخطاء السابقة مغفورة، ولكن كيف تخطئ في هذه الجملة تحديداً والمجلس والحكومة مليئة بـ«السبوع المفترسة»!
بائع اجتهد لتطوير مهنته فنطق بتسع لغات ونائب لا يعرف كيف يخاطب شعبه بلغته الأم!
ليتنا نستطيع أن نفتح باب المجالس للبائعين المتجولين ونطرد النواب. ربما نشتري منهم ما يلون مستقبلنا بعد أن طفحنا السواد.
نعم طفحناه، حتى تمادى وكاد أن يجعلنا سوادا، كما قال منصور الرحباني في قصيدته.
كاتبة لبنانيّة