الدوزة : احدى المحلات السكنية الحديثة في قريتي الام ليست كغيرها من المحلات القديمة مثل (الشيخ دكل) و(الفضوة) و(الجرد) و(الجبان) و(الممدية) وجارتها(قلعة حسن الموسى) .
يعتقد ان اسمها مشتق من كلمة (توز) التي تعني الملح باللغة التركية ولعل ارضها اصبحت سبخة فماتت اشجارها وتحولت الى محطب يؤخذ منها الحطب فسميت كذلك . وهنالك رأي اخر يقول ان كلمة (دوزة) كلمة قديمة تطلق على القلعة وربما يقصد بها القلعة المجاورة والتي تعتبر ارض الدوزة امتدادا لها .
تقع( النعمانية) وهو اسم الدوزة القديم جنوب شرق قرية الهويدر يحدها من الشرق قلعة حسن الموسى ومن الشمال نهر عدنان – نسبة الى المرحوم عدنان السارة – الذي يفصلها هو والشارع العام( بعقوبة – هويدر) عن بساتين(ام الجبيرة) و(مال فريدة) و(مال ام العنب الجبيرة) او (مال قصابجي) سابقا والتي بني فيها مدرستي (الهويدر الابتدائية للبنين) عام١٩٥١م و(القاسم الابتدائية للبنين) بعد الاحتلال . كما يحدها من الغرب علوة الحاج محمد علي شحاذة (بستان المرحوم حافظ وادي) سابقا و(مال عنبكي) و(مال عدنان السارة) و بقية البساتين في ذلك الاتجاه . اما من الجنوب فيحدها بستان(ام الكبور) وجزء من المقبرة ونهر ديالى الجزء المسمى(ديالة الدوزة) .
تعتبر الدوزة عصب القرية لوجود المدارس والمستوصف الصحي ومركز الشرطة القريب منها . كانت بستان مملوكة لبيت شحاذة تسمى المحطب يؤخذ منها الحطب كََما اسلفنا ، اهملت واصبحت مهجورة وتحولت الى ساحة خالية من الاشجار في الاربعينيات حيث كانت تقام فيها فعاليات اليوم العاشر من محرم (الطبك) يتم فيها تمثيل احداث معركة الطف ويمثل التشابيه فيها شخصيات من القرية فشخصية الحسين عليه افضل الصلاة والسلام يمثلها والدي المرحوم السيد عبد علي (علي) الهاشمي الحداد وشقيقته العلوية عمة سيد زيد دور العقيلة زينب عليها السلام وشخصية العباس عليه السلام المرحوم السيد عباس بن السيد مهدي بن السيد صالح (والد السيد قاسم) وبناتهم من العلويات حريم الحسين ، كما كان يمثل دور حرملة عباس علي شان الطائي الملقب (ابو الننو) والد المرحوم لطفي رحمهم الله هذا ما كنا نسمعه من المعمرين الذين عاصروا احداث ذلك الزمن من ابناء قريتنا .
كانت احداث الواقعة تصور بالتفصيل تجلب فيها الابل والخيل وفي النهاية يتم سبي العيال وحرق الخيام وكل ذلك كان يجري في ساحة الدوزة في الاربعينيات .
في عهد المرحوم السيد حمود في الخمسينيات استمرت فعالية اليوم العاشر(الطبك) تقام في الدوزة حتى بداية الستينيات وكان الحادي انذاك عبد الامير الطويرجاوي شاب حسن الطلعة متمكن وذو شخصية محبوبة ظل يحدي لموكبنا عدة سنوات .
اول من سكن الدوزة مربي الجاموس بائعي القيمر وقد عاصرنا منهم ابا صياد وابا عباس وابا جميل رحمهم الله وكانت بيوتهم تقع على مرتفع مطل على ضفة نهر ديالى بين القلعة وبستان ( ام الكبور) ، بالقرب من بناء مسقف يستخدم لتغسيل الموتى وفيه دكة التغسيل ويغسل فيه الفقراء من ابناء القرية الذين لا يتمكن ذووهم من دفنهم في مقبرة النجف ايام شحة وسائط النقل ويتم دفنهم في مقبرة الدوزة القريبة ، وقد شاهدت بام عيني حين كنت طفلا مع بعض اصدقائي الاطفال تغسيل ميت من قبل المرحوم حميد الحنة الطائي لاحد المتوفين من ابناء القرية حين كنا عائدين من السباحة في نهر ديالى عام ١٩٥٢م . وبقرب المغتسل كان هناك بناء اخر لذبح
المواشي وصلخ اجسادها يسمى( المصلخ) .
في منتصف الخمسينيات وبعد فيضان العام ١٩٥٤م بدات الدوزة تتحول تدريجيا الى محلة سكنية حديثة خاصة بعد تقسيم ارض بستان المحطب الى قطع بيعت القطعة الواحدة منها والبالغة مساحتها ٢٠٠ متر مربع بسعر ٢٥ دينار في ذلك الوقت .
شهدت ساحة الدوزة احلى سني حياتنا اطفالا واحداثا وشبابا لاطمين على الحسين محيين ذكره تارة وتارة لاعبين فيها ومقضين امتع اوقاتنا في كرة القدم المحببة الى قلوبنا منذ نعومة اظفارنا متجاوزين مراحل الابتدائية والمتوسطة فالثانوية والى المرحلة الجامعية . ولا يوجد لاعب قدم هويدراوي واحد لم يلعب في ساحتها امام المستوصف وسياج مدرسة البنات او بين السياج وبستان (ام الكبور) .
هل تعلمين يا ساحة الدوزة ان كل الذين كتبوا عن تأريخ كرة القدم في الهويدر قد نسوا اسمي ولم يذكروه وعزائي انك تذكريني احد اعضاء فريق شباب الهويدر لكرة القدم الا ليت المرحومين ثابت سعيد الزيدان ومحمد احمد العلوان وغيرهم يبعثون ليشهدوا لي واملي كبير فيمن بقي منهم على قيد الحياة حفظهم الله اما الذين نسوني فشكرا لهم والله يسامحهم .
الصورة الاولى لوالدي السيد عبد علي (علي) الحداد في شبابه
الصورة الثانية لبعض ابناء القرية وهم واقفين اماَم السياج الخلفي لمدرسة البنات الابتدائية في الدوزة جهة المقبرة ، ويبدو ان هناك تجمعا جماهيريا في ساحة المدرسة في ستينيات القرن الماضي .
الاشخاص من اليمين : الحاج داود عباس الغضيب ، الحاج علي عبود الكشفي، عبد الله الكركور ، جواد كاظم الككو ، سلمان عباس الغضيب ، علي كاظم الككو ، والاخير لا اذكر اسمه لكني اذكر انه من اقرباء بيت محمد ابو الورد .
رحم الله المتوفين منهم وحفظ الباقين .