يوميات الإنتفاضة في الموّال السومري:
الباحث عبد الحميد برتو .
لم يُبْعِد نزيفُ الشعر، وكذلك متطلباتُ البحث العلمي الكاتب الشاعر د. خيرالله سعيد عن هموم شعبه الكبرى، وحتى الصغرى منها، بل كانت تلك الهموم تأخذ دائماً موقعاً متميزاً عنده. تركت الأحداث الوطنية الكبرى كتاريخ أو معايشة أو واجب عملي، أخاديد عميقة في بنائه الفكري والثقافي الداخلي، وفي وعيه وذاكرته.
تظهر، كما هو معروف، في كل ذاكرة قمم عالية في البدء. تحمل الذاكرة شحنات موجبة وسالبة أيضاً. تُكَوِّنان معاً ضوءً عند العقل اليقظ المتوثب. أشار الشاعر إليها بإنسيابية واثقة. حملها إلينا موّاله السومرية: كان البدء في الذروة العالية ثورة الشعب العراقي في 30/ حزيران ـ يونيو 1920، إنتكاسة 5 حزيران ـ يونيو 1967، إنتصار ثورة 14/ تموز ـ يوليو 1958، إنقلاب 8/ شباط ـ فبراير 1963، الأحزاب السياسية في البلاد، وذروتها حزب فهد ـ الحزب الشيوعي العراقي، الذي إستحوذ على إهتمام الباحث الشاعر الكادح في الحالتين: الإتفاق والإعتراض.
بديهي أن مَنْ واجه الدكتاتورية بصلابة وشرف، أن يثير الإحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 سخطه وغضبه. أدان بوضوح تام الإحتلال وكل مَنْ تعاون معه. فضح جهود الإحتلال ومحاولاته لتشـويه كل ما هو جميل في تراث ونضال شعبنا الغني بالمآثر المتنوعة والمتواصلة. ونبه الى مخاطر الطائفية والمحاصصة، وتولي الجهلة واللصوص لشؤون ومقدرات البلاد. وفضح كل محاولات التدخل في شؤون الشعب العراقي من كل الأطراف المعنية، التي تعمل على تركه ساحة مستباحة، لكل مَنْ هب ودب، الى درجة باتت فيه حتى الدول “المجهرية” تبحث عن مصالح لها في إستغلال العراق وشعبه.
عجزت كل تلك المظاهر السلبية الطافية على سطح الحياة اليومية في العراق، أن تزرع اليأس في نبض الشاعر الشعبي أو في ضميره أو آماله. بانت الأصالة والقدرة على التنبؤ والحدس الثوري في مقدمة كتابه. التي كُتِبَتْ قبل فترة طويلة من إندلاع إنتفاضة الشعب العراقي في الأول من تشرين الأول/ إكتوبر 2019. جاء فيها: “وقد يئِـسَ أبناء الشعب العراقي من هؤلاء السياسيّين، فنشطت الإضرابات والهَـبّات الجماهيرية العنيفة، بغية إعادة كرامة الإنسان العراقي الى الواجِهة”.
تَمَخَّضَ صبر العراقيين وغضبهم وقسوة الزمان عليهم عن إنتفاضة أثارت الدهشة، ثم الإعجاب، ثم إعادة الإعتبار الى وزن الشعب في المعادلات السياسية بعد تجاهل مديد. إنطلقت منذ الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2019. وهي مازالت متواصلة الى يومنا هذا. أعادت الإنتفاضة للشعب العراقي حيويته، وألهبت حماس وثقة المواطنين بأنفسهم، وعادلة مطاليبهم ومشروعهم التاريخي. نالت الإنتفاضة إحتراماً كبيراً وطنياً ودولياً. فضحت الإنتفاضة الجرائم التي ارتكبت ضد الشعب العراقي بفترة قصيرة. إذ حققت قفزة نوعية، فيما يخص تفهم العالم لهموم ومصاعب الشعب العراقي. عجزت عنه ستة عشر عاماً سابقة.
توصل د. خيرالله سعيد من خلال تجربته الحياتية العملية والعلمية والذوقية، الى قناعة تامة بأهمية النظر الى الأوضاع القائمة في العراق تحليلاً وتقويماً، من زاوية الإبداع الشعبي. كتب: “إن آداب الشعوب في كل المــراحل التاريخية، هي المـرأة العاكسة، سلباً أو إيجاباً. ومن خلال مِـرآة الأدب والفكر، نستطيع الحُـكم على نفسية وأخـلاق كل شعبٍ من تلك الشعوب. ووجد أيضاً، أن الأدب الشعبي أكثر صدقاً وحميمية في التعبير عن السواد الأعظم من كل شعب، لأنهُ ألصق بحياتِهم اليومية بكل ما فيها، وبالتالي فإن الأدب الشعبي أكثر صِـدقاً وبساطة وعفوية وقبولاً وتعبيراً عن نبض قلوبهم وعن إحتياجاتهم الملحة.
اعتبر النقاد جهداً مميزاً يُثير الإعجابَ، أَنْ يَكْتُبَ باحثٌ مسيرةَ حركاتٍ اجتماعية لِفترةٍ تَمْتَدُ نحو قرن. ولكن ماذا نقول عن تدوين ذلك شعراً؟ ليس هذا حسب، وإنما تُدون تلك المسيرة شعراً شعبياً، ومن قبل باحثٍ أكاديمي جاد ومتمرس. عاش وشارك ولاحظ وراقب وإنفعل في بحر تلك الأحداث. وأخيراً، توج سفره الغني بملف جميل عن يوميات حدث كبير ـ إنه إنتفاضة الأول من اكتوبر ـ تشرين الأول.
يقول الكاتب والشاعر خيرالله سعيد في إستهلاله بوضوح تام. إن الإنسان موقف، هذا نص ما جاء في الكتاب: (إسـتهلال: إذا كان الإنسان أثمن رأسمال، وفق تعبيرات كارل ماركس الإقتصادية، فلا قيمة لهذا الإنسان إذا لم يكن لديه موقف). يؤكد الإستهلال ما أكده ماركس بكون الإنسان قيمة عُليا. وشارك الكاتبُ ماركسَ بإختصارٍ جميل لأحلى تجليات الإنسان ـ الموقف. تظهر وتتجسد فيه المثل والقيم العليا والتضحيات في سبيلهما، ومن خلال زاوية رؤية لا تعاني الغبش. وبديهي أن تتأثر زاوية الرؤية بالموقع الذي تنطلق منه الإنسان، أي تحت تأثير أين يقف الإنسان من إنتاج وإستهلاك الخيرات المادية والروحية. وأين يقف الإنسان بالأمس واليوم خلال حركة المجتمع. وكيف ينظر الى التاريخ، وكيف يحلل أحداثه، ويستخلص عبره، وكيف يقوم تجاربه.
قال الشاعر بصدق: تفاجأت بالإنتفاضة. هذا هو حال تلقي كل الأحداث العظيمة في تاريخ الشعوب. تزداد الأحداث زهواً حين تتسع المحاولات لإغلاق أبواب الأمل لفترات مديدة وقاهرة. يتوهج إنفعال الشعراء الذين يحبون شعوبهم، ويَكون أعمق مما يتخيله غيرهم بمثل تلك الحالات الثورية المميزة. تكون إيقاعات وألوان وحركات الأحداث عندهم مختلفة، أي صافية دون أية شائبة تضر بجمالها. يكمن السبب في صدق المشاعر ورهافة الحس والقدرة على التحليق في عوالم اللحظة الراهنة والمستقبل القادم.
توهجت بفعل الإنتفاضة أطياف مشاعره. طوى أوراقاً أتعبت ذاكرته، وأجهضت بعض آماله. وضعها بحذر ورفق الى جانبه. استرجع ذكريات الصعود الثوري في منطقتنا في عهد فتوته وشبابه. ردد مع نفسه المتوثبة: الشعوب ولادة والعراق كالماء في ساعات إنسيابة وساعات غضبه، وبلغة الجواهري: يسرف العراقي في شحه والندى.
تريّث قليلاً، ولكنه سرعان ما عاد الى سلاحه المجرب الى الشعر. كما يعود المقاتل الى مشجبه. كتب الشاعر نصه الآتي بعد أن إستعد: “لرصد تلك الحالة السياسية شِـعريّاً، ومعالجتها ضمن سياقات الموّال السومري” ويضيف: “لكنّي نظمتها على صيغة ـ المـوال الزهـيري ـ والذي ينظم على سبعة أبيات فقط، مع الحفاظ على الوزن البسيط والجناس في كل ثلاثة أبيات، فيما يكون البيت السابع، والذي نسميه “القفل” يعود بجناسه الى الأبيات الثلاث الأولى، لأنه بهذه الصيغة يكون أقرب الى روح الثوّار في الإنتفاضة الشعبية. وقـد تركت هذه الموّالات بدون شرح، لأن العراقيّين يفهمونها على سجيتهم، وقد راعيت في نظمها أحداث الإنتفاضة الشعبية ويوميّاتها، وأحداثها، وما رافقها من تجليات، بحيث أن مضامين تلك المواويل، يشرح ما فيها من احداث بصدقٍ وواقعية”. هكذا ولد الملحق: يوميات الإنتفاضة في الموّال السومري. كما صوره الشاعر نفسه في الأسطر السابقة.
إن لجوءَ شاعرٍ الى تسجل أحداث عصره الهامة أمراً نجد في الكثير من الحالات والمنعطفات. أما المشاركة في الأحداث الكبرى فأمر أقل إنتشاراً، ولكنه حاصل. لنأخذ على سبيل المثال ما عُرِّف بالفتنة الرابعة، الفتنة المروعة بين الأخوين الخليفتين العباسيين الأمين والمأمون ولدي هارون الرشيد، التي جَرَّت البلاد الى حرب أهلية مروعة في بغداد. تلك الفتنة دفعت عمّرو الورّاق البصري للتعامل معها ليس كمجرد متابع لتطوراتها، بل كان حسب طاقته شاهداً ومساهماً ومؤرخاً بشعره للأحداث اليومية خلال تلك الفترة الضاربة في العنف والتدخلات من جانب اصحاب المصالح. سجل فيها مجموعة كبيرة من القصائد الشعرية المعبرة عن تلك المحنة. على طريق عمّرو الورّاق البصري الذي سجل أحداث الفتنة بكل مراراتها. سار الشاعر خيرالله سعيد. ننتخب أبياتاً للشاعر العباسي عمّرو الورّاق:
أي دهر نحن فيه ـ مات فيه الكبراء
هذه السفلة والغو ـ غاء فينا أمناء
مالنا شيء من الأشـ ـ ياء إلاّ ما يشاء
ضجت الأرض وقد ضجّـ ـ ـت الى الله السماء
رفع الدّين وقد ها ـ نت على الله الدماء
يا أبا موسى لك الخيـ ـ رات قد حان اللقّاء
هاكها صرفاً عقاراً ـ قد أتاك الندماء
يمكن تشبه تبرعم الموّال الزهيري بجذع الشجرة النامية والباسقة، التي تمدنا بأغصان جديدة، لتخلق حالة أوفر فيئاً وأزكى ثماراً وإلتزاماً بقـواعـد وأصول النظم، وزناً وجـناساً وقفـلة. وأخيراً قد لا أجد قولاً بعد قول الغزالي: “من لم يحركه الربيع وأزهاره، والعود وأوتاره، فهو فاسد المزاج، ليس له علاج”.
نعود الى المساهمات الهامة للشاعر خيرالله سعيد في إنتفاضة الشعب العراقي. أعد جبلاً عالياً ومزهراً من الموّاويل، وزاد عليه لرفع الهمم ما عرف بالهوسات العراقية التي كانت مقتصرة على العشائر، وهي تؤثر بقوة على العقل الجمعي. زادت شعبيتها بين شباب المدن الكبرى أيضاً في عصر الإنتفاضة الملهم. أضاف ملاحظات معبرة ـ مشيـچـيخـــات كما عرفت شعبياً. وكما لم يبخل بالهوسة الشعبية، لم يفته المرض الخطير اليوم ـ المرض العالمي ـ كرونا، بكل أبعاده. الى بعض تلك الإبداعات من السجل اليومي للإنتفاضة:
بِـسِم المَذاهِـب چـذب ـ صـاروا علي سـادة
وادّعوا عِـترة نبي ـ مِـن صُـلـْبِـهِ وسـادة
يا صاح جيت أسألك ـ هَم تِسـْـرق السادة !؟
* * *
وكُل الفضايـح بهُم ـ من يوم اجوا للحُكُم
هذا يبوك البَـنِـگ ـ وذاك يُزوّر حُـكُــم
وثالِـث يحوش الخُمُس ـ ويـگول هذا حُكُم
وضاع الشعب والوطَن ـ من ظهروا السادة
* * *
فِرقونا هُم من إجوا ـ بِـن سَـيّد وعامي
بريمر فُـضَـحهُـم صدگ ـ لَمّن كِـتَب “عامي”
ودقّقْـنا في كُل نَـسَب ـ وكُلها اطـلعـت عــامي
* * *
وكُلهُم أعاجِم صفوا ـ ما صـدگ بيهُـم نَـسَـب
واعرفـنا بيـهُـم نَـغَـل ـ لا أب إله ولا نَـسَب
واللّي خِدع شَعـبِــنا ـ واجِب عَـليهِ نِـسِــب
بالزور يدعي نَـسَب ـ وحَتْ ما ثِـبَت عامي
* * *
يا صاح دَمّك هِدر ـ لا يَـصُـح أن تَغـفِله
وبوگ الحَرامي غَفُل ـ إيّاك أن تغـفِله
وذيب الطوايف نُجِس ـ ما عين قَد تغفِله
* * *
بِسـْم الـديانة إجوا ـ وچذبوا علينا بقَـسَــم
ولمّن صفوا بالحُكُم ـ قَسِّموا بينا قِسِــــم
وصار الُحكُم طائِفي ـ ولكل جماعة قِسِم
وصار الوطن عِندَهُم ـ كل الفِعِل يغفَله
* * *
خرسا تسانِـد شَعب ـ وافعالها تحـچـي
والشَـعَـب من شافَها ـ گال الـوطن يحـچـي
كلينس ورق وَزِّعت ـ وبدموعها تحـچـي
* * *
واللّي نظرها وُگف ـ واحتار بيـــه الفِـكر
وتأمّل بفعلها ـ وكيـفَ يُـفَلسِف فِـكر
كيف انـزرع هالوطن ـ بلسان قَط ما فِـكـر!؟
واللّي ضـميره صَـحى ـ قط ما يحوج الحـچـي
* * *
قُم يا شَـهيـد الوطن ـ بِـسـمـك حِـچـت ندِبه
وِدماك حِـنّه صُـفَت ـ والوطن بيه نادِبه
وِحْديثه حـچـيـت شِــعِــر ـ وصوت الشَـعَـب نادابه
* * *
إعلم يصاحِـب جَرح ـ سيوف الغَـدر ماضـيـه
وكُل شَـخِص في هالوطن ـ يُـعرف صِدق ماضيه
جَرحَك يعَلّـم بِـنا ـ واحنا بدرب مـاضـيه
واللّي مُـضــى بنِـيّـةٍ ـ صوت الـشَعَب نادابِه
* * *
جـيل الوفا بالوفا ـ معلوم اله سـابِـقه
وجيل “التـــكــــاتِــــك” ظهر ـ محّد سِـبق سـابقه
أَشْده جمـيع الخَلـگ ـ لمّن ظَهــر سابِـقه
* * *
وصـرنا نعاين يِـله ـ ومشدوه منّا بَـصَـر
كيفَ يِدير الوعي ـ وهوَّ بَعَـد ما بُـصَـــر
يادوب تَوّه انفطَم ـ وَوّل حياته بُـصَـــر
ومن شاف وطْـنَه انسِلب ـ گام وسِبق سابِقه
* * *
ما بين كَرٍّ وفَر ـ جِبنا “المربعة وسِـنـك”
ودَم الشهادة جَرى ـ ما بـين جـسر وسِـنك
واتْركنا في كل كـتر ـ جرح ودماء وسِــنك
* * *
بعمر الزهور المِشو ـ خَلّوا مآسي وجرح
وارواح لِـيهم هِـفَت ـ ما بين شوگ وجرح
بِسـم العِراق انتِخـوا ـ لمّن رأوه انجرح
وحِسموا أمر شَــعـبُهـم ـ كي يضحَـكِـلهم سِــنَك
* * *
يـاصاح روحي يِـلَك ـ وگلبي يِـلَـك مِـنفِـــتِـح
ومِن يوم صِـرنا رَبُـع ـ بابي يظَل مِـنفِـــتِـح
وسِـرّي فِـــتَـحـته إلَـك ـ لغـيرك أبد مَـنـْفِـــتَح
* * *
واحفَـظت عَهد الوِفا ـ من يوم گـمت افتِـكِر
قَط ما خِنِتْ لحظـةٍ ـ مَـرّت عـليِّ بفِـكِر
وابسط سـوالِـف مُضت ـ مااخـطرَت ليك بفِكر
وانا ذِكرت بوَجد ـ وگـلبك أبـد مَـنـْـفِــتَح
* * *
هـوسة:
إحنا اطفال عِـدنـا وتِـلْعـب ويه الموت
وجمع نسوان عِـدنـا اتـعانـق التابـوت
إهـِــي تـدري إبنها ولعـثمـاها الصوت
هي: يل شايل نعـشه ـ حطْ الورد وشير اعـليه
* * *
* هـوسـة :
ما نقـبـل نِـبيـعك وانتَ مـاتـنـباع
ولا نِـقـْبل نِبَدّل گاعَك بِكل گاع
إنتَ عراگنا وأبناء بيـك اسبـاع
هـي: برموش العين احنا انشيلك
* * *
مشيـچـيخات سومريـة:
يا حيف صار البَزِخ ـ كِلمن يجي لاعِـبه
واللّي اجونا غَفُل ـ صاروا بِهِ لاعـِـــبـه
ولو تِنشِد اعلى الأصل ـ شوف الذي لاعبه
* * *
من حـيث حـتى الفَرح ـ يعرُف بـزخهُم چذب
واللّي چذب عالخلـگ ـ حتماً بدينه چذب
وباسِم النبي چذِّبوا ـ وبكُل حـچـيـهُم چذب
وذب العِـمامة صَـفُـح ـ وگام وبزخ لاعبه
* * *
موّال سومري، يحاكي “جائحة الكارونا” وانعكاسها على الحلة العراقية:
“كارونا” جَتنا غَـفُل ـ خَرْبَت حِـساب الـوكتْ
طَـشرت رِفاق الدَرُب ـ والسُلطـة وجدت وَكِتْ
الغُمـّان قادة اصـبحوا ـ والله زمان ووَكِــــــتْ
* * *
لا برلمان الصِـدگ ـ ولا مِن شَريفٍ ظَهر
واحزاب كلها غَدر ـ كِسرت عِراق بظهر
خانت أماني الشَعب ـ بوضح النهار وظـُهُر
حِسْ يا شَعَـب مِحْنِتك ـ بيدَك تِغـير الوكِت
* * *