في الذكرى السنويةلإانتفاضة أكتوبر العراقية المجيدة ، مستمرة حتى تحقيق المطاليب
العادلة والمشروعة
محمد جواد فارس
أمين لا تغضب و أن هتك الستر
وديست حرمات الذمام
أمين خل الدم ينزف دما
ودع ضراما ينبثق عن ضرام
صبرا فقد نصبر كي نلتقي
با لجزء من ثانية طول عام
محمد مهدي الجواهري
1963
في الأول من تشرين ثاني ( أكتوبر )عام 2019 ، وبعد سبعة عشر عام من المعاناة ، وشعبنا يعاني المزيد من الحرمان في لقمة عيشه ، وصحته وتعليمه ، وصل السيل الزبى و في هذا اليوم أقدمت جماهير من الطلبة الخرجين العاطلين عن العمل والكادحين والمثقفين على وضع حد لما جرى ويجري في بلد الرافدين بلد الحضارات الأولى ، وبعد التشاور بينها على القيام بالاعتصام في ساحة التحرير في بغداد وامام نصب الحرية للفنان الراحل جواد سليم ، وبدأ التجمع وارتفعت الشعارات التي اطلقها المنتفضون في الساحة ، (أريد وطن ) والشعار الاخر ( نازل اخذ حقي ) تجسدت في هذين الشعارين كل المطاليب العادلة والمشروعة مما التف حولها الكثير من أبناء الشعب و توسعت وضمت الالف من المحتجين والمتظاهرين ، ولم يكن هناك حزب او جهة ما خلف هذه الانتفاضة التي كانت منظمة بشكل دقيق و معلنتا انها سلمية ، وفي مدن العراق الوسطى والجنوبية عملت جماهير هذه المدن ساحات تحرير مشابه لساحة تحرير بغداد في ساحة الحبوبي وساحة البصرة وكربلاء والسماوة وبابل والنجف و واسط والعمارة والديوانية وكلها تطالب بمطاليب موحدة بين المدن لان هممهم واحد مشترك ، وأول نصرو مكسب لهذه الانتفاضة هو اسقاط حكومة عادل عبد المهدي والتي أعطت الأوامر للشرطة مكافحة الشغب ، وكل القوى الأمنية بقمع التظاهرات باستخدام القوة المفرطة من القنابل المسيلة للدموع والغازات حتى وصل الامر بها استخدام الرصاص الحي وشاركتها قوى سميت بالطرف الثالث وهي قوى معروفة من مليشيات الأحزاب الدينية والتي لها المصلحة بقمع الانتفاضة ،للحفاظ على مكاسبها غير المشروعة ، وكل هذه الأساليب لم تجدي نفع ولم تثني المتظاهرين على العدول عن مطا ليبهم العادلة والمشروعة ، وهم بقوا على انهم سلمين ، وقد أقدمت جلاوزة السلطة والمليشيات على حرق خيمهم والتي كانت تعد فيها الطعام وتغسل فيها ملابسهم وهناك خيم أخرى فيها مكتبات للكتب لغرض المطالعة والاستفادة من الوقت ، والتسلح بالعلم والثقافة ، ورغم كل هذه الأساليب القذرة التي استخدمت ضدهم لن تثني عزيمتهم في الاستمرار على السير قدما ، فقد قدموا الشهداء في ساحات التحرير وكانت خسائرهم من الشهداء حوالي 800 شهيدا من النساء والرجال والشباب والشابات وعدد المعاقين بلغ حوالي 5000 معوق و 25 الف جريح تتراوح جروحهم بين العالية والمتوسطة والخفيفة . وعلى الرغم من جائحة كرونا التي فتكت في الكثير من المواطنين ، لن تثنيهم بالتواجد في الساحات مستخدمين التعقيم للخيم والاهتمام بالنظافة واستخدام المطهرات ولبس الكمامة لتغطية الفم والانف والالتزام الكامل بنصائح الأطباء ومنظمة الصحة العالمية .
وبعد أيام سوف تمر الذكرى السنوية الأولى للانطلاقة المباركة ، وقبل اشهر استلم مصطفى الكاظمي مهامه في رئاسة الحكومة ، وهو من المشاركين في المعارضة العراقية التي عملت على تدمير كيان دولة العراق و ضخت بالكثير من المعلومات المضللة لغزو العراق ، واليوم الكاظمي يأتي بقرارات بعضها تنسجم مع مطاليب المنتفضين و واعدهم لتنفيذ المطاليب و المهم التنفيذ وليس تشكيل لجان وتسويف القضايا المهمة وهي الكشف عن قتلت المتظاهرين والمخطوفين والمعتقلين منهم ، وسحب السلاح المنفلت من المليشيات التابعة للأحزاب وكذلك من العشائر على ان يبقى السلاح بيد الدولة الجيش والشرطة و أجهزتها الأمنية والسيطرة على المنافذ الحدودية مع ايران ومع دول الجوار ، و الشروع بإجراء الانتخابات المبكرة وفق قانون الانتخابات نزيه وشفاف على أساس الدوائر المتعددة والسماح بالترشيح الفردي ، وبإشراف من مفوضية انتخابات مستقلة وليست مشكلة على أسس المحاصصة الطائفية والحزبية ، وان تكون هذه الانتخابات بإشراف من الأمم المتحدة ، و ب استخدام البطاقة البيومترية لكي تنتهي عملية التزوير وكذللك تجفيف منابع المال المنهوب من الدولة المستخدم لشراء الذمم واصوات المنتخبين ، وكل هذه الأمور هي من صلب مطاليب المنتفضين وعلى حكومة الكاظمي ان تقوم بتنفيذها ، ولكي تكون هناك انتخابات شفافة ونزيهة تأتي بمجلس نواب وطني ويلبي إرادة الشعب ويحرس علي سيادة الوطن وثروة الشعب . المجد لانتفاضة أكتوبر المجيدة ،والنصر المؤزر للشعب .
كاتب وطبيب .