غدا الأحد الخامس والعشرون من أكتوبر.. أو بعد ساعات.. كما هو معلن ومتفق عليه من قبل لجان التنسيق وجموع الثائرين.. ستنطلق أكبر التظاهرات في العراق.. بمشاركة شبابية ونسائية فاعلة مدعومة برصيد جماهيري شعبي من النقابات المهنية والمؤسسات المشاركة في دعم الانتفاضة والثورة التي تواصلت لليوم..
والخطوة المهمة غداً تأتي في سياق تفاعلات سياسية جديدة افضت للجان عمل وتنسيقيات.. تشكل ما يمكن اعتباره هيئة ممثلة لساحات الاحتجاج.. او ان شئت شكلا من أشكال إدارة العمل الثوري تجنباً لمفهوم القيادة غير المستساغ لحد هذه اللحظة..
وهي خطوة تتناغم مع نهج الاتجاه العقلاني في الدولة والحكومة.. ممثلاً بشخصية رئيس الوزراء وعدد من وزراءه.. الذين أعلنوا في أكثر من محفل براءتهم وانفكاكهم من دائرة القمع والاستبداد السياسي المرتبط بالفساد.. ومجموعات اللصوص والحرامية في الدولة والمجتمع والأحزاب المتهرئة.. وأدانوا بشكل علني وصريح الاغتيالات.. والتجاوز على المناضلين.. ووقفوا مع الضحايا معلنين رفضهم لهذه الممارسات الاجرامية..
وفي ذروة هذا النشاط الثوري.. استبق العقلانيون في الدولة الأحداث.. متخذين جملة إجراءات تشكل منعطفاً في سياسة الحكومة والموقف من التظاهر.. شملت الإعلان المسبق عن التواجد غير المسلح للشرطة وبقية أجهزة الدولة العسكرية.. ممن كلفوا بحماية المتظاهرين.. وهو اجراء يعكس النية الصادقة لرئيس الوزراء ومن معه في التعامل مع الحدث المقبل.. الذي نأمل ان يتكلل بالنجاح ليكون مؤشراً تاريخياً ومنعطفاً في تاريخ العراق المعاصر..
منعطفاً يجدد العلاقة بين الدولة والمواطن.. ويعزز من اللحمة الوطنية.. ويعيد ثقة المواطنين بإمكانية الخلاص من مجموعات الفساد والعبث والعودة لأجواء الدولة ومؤسساتها الفاعلة.. وهي أمور طموحة باتت من أولى اولويات العمل السياسي والاجتماعي في العراق الراهن الذي شهد وما زال يشهد مظاهر انحلال الدولة.. وتفكك المجتمع.. وتعفن احزابه السياسية التقليدية دون استثناء..
لذلك يكون من الضروري اليوم.. ومع هذه الخطوة لأحياء الذكرى الأولى لانطلاق الثورة العراقية.. التفكير بخلق مؤسسة سياسية جديدة تنبثق من رحم الثورة.. لتشارك في الانتخابات المقبلة تعبيراً عن الأمل الاجتماعي في التغيير.. وخلق الجديد الممكن.. وفرضه كبديل مطلوب ليكون جزء من الحل في المستقبل القريب.. وفقاً للانتخابات الموعودة في حزيران 2021..
كما جري التنويه عن موعدها من قبل المسؤولين في الدولة والحكومة الراهنة.. واولهم مصطفى الكاظمي.. الذي كرر الوعد بتحقيق هذا المطلب لأكثر من مرة لحد الآن..
وعلى هذا الطريق يجب ان يكرس المنتفضون في كل يوم المزيد من النجاحات عبر التلاحم والإصرار على فرض البديل الأفضل.. لهذا من الضروري التفكير بفرض إدارات محلية.. وتشخيص محافظين ومسؤولين اداريين لعدد من المحافظات المنتفضة كالناصرية وبغداد والبصرة وميسان والنجف والديوانية والاقضية والنواحي التي تتواصل فيها الاحتجاجات بزخم دون تراجع..
إن تحقيق نجاحات في فرض عدد من المحافظين والمسؤولين الإداريين الجدد.. قبل الانتخابات سيعزز التوجه الثوري لجيل الشباب.. ويمدهم بالمزيد من الإصرار والعزيمة على الانتقال في الخطوات اللاحقة لمواقع إدارة الدولة.. وانتزاع السلطة من الزمر الفاسدة والعصابات الإجرامية.. التي ما زالت تعبث بأمن المواطن وتقامر بمستقبل العراق والعراقيين..
لتكن الذكرى الأولى لثورة الاحتجاجات العراقية منعطفاً في تاريخ العراق المعاصر..
الى المشاركة الفاعلة في مسيرة الغد.. لـ طوي صفحة الفساد والمفسدين..
كل الجهود لبناء عراق المستقبل الآمن والضامن لحقوق مواطنيه..
لا نريد حكام فاسدين وسلطة لصوص
نريد وطن..
ليكن العراق وطناً للجميع
ــــــــــــــــــ