كاظم حبيب
لتُشل الايدي الخبيثة التي تريد اغتيال الانتفاضة السلمية!
على مدى شهور عديدة أثناء حكم الجزار عام 2019/2020 سقط 700 شهيد وشهيدة من أنبل أبناء وبنات العراق المستباح بالطائفي والفساد والتبعية، مضرجين بدمائهم التي خضبت ارض العراق، كما جرح وعوق ما يزيد عن 25 ألف متظاهر ومتظاهرة من أعز الناس على شعب العراق، سقط المناضلون البواسل على أيدي عصابات مسلحة أُطلق عليها حينذاك بالطرف الثالث. لكن هذا الطرف الثالث الشرير هو جزء من مكونات الدولة العميقة، ومعه جزء كبير من السلطات الثلاث الرسمية في الدولة العراقية المهمشة، عجزا عن اسكات صوت الانتفاضة السلمية المقدامة أو اغتيالها، لأنها انطلقت من ضمير الشعب الموجوع والمنهوب بوطنه وحقوقه ومستقبل أبناءه وبناته.
هناك من الوقائع والدلائل ما يؤكد ارتكاب هؤلاء القتلة لتلك الجرائم البشعة من جهة، وفشلهم الفعلي في اسكات صوت قوى الانتفاضة أو اغتيالها واحتواء من يمكن احتواءه من قواها في إطار قوى الطغمة الحاكمة. لقد اسقطت الانتفاضة السلمية الباسلة جزار الشعب العراقي وحكومته الطائفية الفاسدة والمغتنية على حساب الشعب، كما شَلًّتْ الانتفاضة يد قوى الدولة العميقة في الاجهاز على قوى الانتفاضة وقتل أمل التغيير في نفوس الشعب.. لقد نهضت شبيبة العراق وهي تردد.. نعم نحن قادرون على تحقيق التغيير.. نعم، نعم سنغير الأوضاع في العراق جذريا.. رغم أنف الأعداء الداخليين والخارجيين..
بعد مرور عام واحد على بدء الانتفاضة المقدامة، أي في الذكرى السنوية الأولى للخامس والعشرين من شهر تشرين الأول/اكتوبر 2020، قررت قوى الانتفاضة الباسلة أحياء ذكراها الأولى وتجديد الانتفاضة السلمية والإعلان عن استمرارها واصرار المنتفضين والمنتفضات على مواصلة النضال السلمي لتحقيق النصر والتغيير المنشودين, في الوقت ذاته كانت خفافيش الليل، قوى الدولة العميقة بكل مكوناتها الشريرة وكل المشرفين والموجهين لها من قادة سياسيين إسلامويين وميليشيات طائفية مسلحة ومن يشرف عليها من وراء الحدود، التخطيط لاغتيال الانتفاضة السلمية بإجراءات ثلاثة أساسية:
الأول: اتهام قوى الانتفاضة السلمية بالعمالة للولايات المتحدة، في حين هم وليس غيرهم من جاءوا راكبين ظهر الدبابات الأمريكية وتسلموا السلطة والمال والنفوذ بمساومة وقحة وضد مصالح الشعب العراقي بين الادارة الامريكية والقيادة الإيرانية ليفرضوا نظامهم الطائفي-الاثني الفاسد على المجتمع العراقي المتعدد القوميات والديانات والمذاهب والاتجاهات الفلسفية والفكرية العقلانية.
الثاني: اشاعة الفوضى والبدء بالاعتداء على اجهزة الأمن وجرِّ بعض قوى الانتفاضة السلمية الى معركة مرفوضة منهم مع قوى الأمن، التي مهمتها حماية قوى الانتفاضة من التجاوز عليها من جانب تلك القوى الشريرة. وقد فشلوا الى حد بعيد في ذلك، ولكنهم تسببوا بجرح العشرات من قوى الانتفاضة على أيدي الأشرار وقوى الأمن الداخلي، كما جرحت مجموعة من قوى الأمن العراقية على ايدي القوى الاستفزازية والشريرة.
الثالث: محاولة ثانية لاغتيال الانتفاضة الشبابية والسلمية في موقعها المركزي ببغداد، ومن ثم خنقها في ساحات العراق الأخرى، والقيام بحرق الخيام واشاعة الفوضى والخوف، إضافة إلى مواصلة عمليات اختطاف وتغييب وتشويه سمعة النشطاء المختطفين أو حتى قتلهم، والاستمرار بتخطيط وتنفيذ موجة من الاغتيالات ضد نشطاء الانتفاضة الشبابية والشعبية.
** ان من واجب كل الشعب العراقي شجب وإدانة أولئك الأوباش الذين لجأوا إلى اختراق صفوف الانتفاضة واستفزاز اجهزة الأمن والاعتداء عليها وعلى المتظاهرين والمتظاهرات في آن واحد، ومن ثم نشر الأكاذيب والادعاء بأن قوى الانتفاضة هي المسؤولة عن التحرش بقوى الامن الوطني.
** كما أن من واجب ا لدولة العراقية بسلطاتها الثلاث، لاسيما السلطة التنفيذية اتخاذ الإجراءات الكفيلة بفضح الميليشيات الولائية التي اعلنت الحرب على قوى الانتفاضة ولم تكتف بما قتلت من مناضلين ومناضلات مدنيين ديمقراطيين خلال العام المنصرم، بل بدأت يوم 25/10/2020 من جديد في محاولة قذرة بقتل وجرح مناضلين ومناضلات جدد واغتيال الانتفاضة الشعبية السلمية التي هي فخر العراق وطريق النصر المبين على القوى الظالمة واعتقال القتلة والفاسدين ومن يقف وراءهم لتقديمهم إلى القضاء ومحاكمتهم لينالوا العقاب العادل.
** إن حكومة مصطفى الكاظمي، التي لم تنزع السلاح المنفلت من أيدي الميليشيات الطائفية المسلحة ولم تحاكم القتلة ولا الفاسدين الذين وعدت القيام بكل ذلك قبل البدء بأي انتخابات مبكرة، أخلت بوعودها وشجعت القوى الشريرة على تنفيذ خططها التآمرية الجديدة ضد قوى الانتفاضة السلمية ومطالبها العادلة والمشروعة. ويبدو أن حكومة مصطفى الكاظمي استساغت تقديم الوعود العسلية، والامتناع عن تنفيذها، فـ”وعود الليل يمحوها النهار”.
** من واجب الرأي العام العالمي التحرك لنجدة الشعب العراقي ومساعدته من خلال تأييد انتفاضته الباسلة ومطالبها العادلة والمشروعة، وشجب القوى الداخلية والخارجية التي تساهم في قتل المتظاهرين واغتيال انتفاضتهم الباسلة أمل العراق في الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي واستعادة استقلال وسيادة العراق، والمشاركة في الضغط على الحكومة العراقية لتنفيذ وعودها والالتزام باليمين الذي أدته في انقاذ العراق من الطائفية والفساد ومحاكمة الفاسدين والمجرمين القتلة وتأمين انتخابات حرة وعادلة ونزيهة.
المجد والخلود لشهداء الانتفاضة التشرينية. الشفاء للجرحى والمعوقين. النصر للشعب المناضل وانتفاضة الشبيبة المقدامة. الخزي والعار للقتلة والطائفيين والفاسدين والنهابين لثروات العراق وخيراته وموارده المالية وسارقي قوت الشعب واللقمة من افواه الكادحين والفقراء والمعوزين وجياع الأرامل واليتامى. الخزي والفشل للمتآمرين على استقلال وسيادة العراق والمشاركين في فرض التبعية الخارجية عليه وعلى قراراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وعلاقاته ومواقفه الإقليمية والدولية.