مهمتان ثوريتان أمام الانتفاضة
بمناسبة مرور عام على ثورة أكتوبر. نضع أمام الثورة قادتھا، مناضليھا، جماھيرھا، مھمتان برسم المداولة، واتخاذ الموقف الثوري حيالھا :
أولاً : الانتفاضة في ستجتاز عامھا الأول، لا شك أن الكثير قد تغير في العراق منذ 1 / أكتوبر / 2019، بما في ذلك تأثيرات في موازين القوى الداخلية، بل وتوشك أن تكون أإقليمية، وأن الثورة قد أحدثت، وأنجزت الكثير، ولكن لنجر جرداً في الايجابيات والسلبيات، وبموضوعية تامة، نجد أن الثورة قد حققت
الكثير جداً ولكن بالطبع مقابل تضحيات لا نعتبرھا خسائر ..
نعم خسر العراق الكثير جداً من الأرواح الغالية يصيب من يتذكرھا بالحزن العميق، ولكن الانتفاضة جاءت لنا بمكسب كبير، أن أفقھا ليس طائفياً، وإن الطائفية ولت إلى غير رجعة، وأن الانتفاضة تطرح وعياً ليبرالياً / ديمقراطيا،ً نعم نحن بحاجة لتعميقه وتجذيره، نعم الكل يعلم أن ھناك محاولات بائسة من قوى رجعية موجھة من الخارج تريد أن تركب الموجة الصاعدة، ولكنھا محاولات فاشلة، لأن جوھر الانتفاضة ھو عراقي، عراقي صميم بمكونه الواحد الموحد المنصھر في وحدة عراقية خالصة، فيھا المستوى القومي / العراقي، يتلاحم مع المستوى الاجتماعي الطبقي، ومع المستوى الوطني، اليوم ھذه المستويات في الساحة، تناضل بلحم صدرھا الأعزل قوى سوداء تتآمر عليھا مع الأجنبي الظاھر منه
والخفي .
الثورة أحدثت وما تزال تحدث فرزا نجده ھاماً، بين التوجه الوطني الديمقراطي، وتوجھات رجعية تفوح منھا رائحة التبعية للأجنبي، وتبلورات في ھذا الطريق ھي في غاية الأھمية لأنھا وضعت القضية الوطنية )National question( في المقام الأول، وبذلك وحدت أھداف الشعب وعواطفه وكثفته في نقطة
مركزية واحدة. وھي مھمة تاريخية كبيرة.
ضرغام الدباغ
ثانياً : المھمة الثانية المطلوب إنجازھا ھي: موقف حاسم من القوى السياسية الثورية العراقية التي لم ً
تتحرك لحد الآن بالمستوى المطلوب منھا تاريخيا. لم تعد كافية مشاركات الأفراد بالانتفاضة وفعالياتھا، بالمبادرات الفردية، أو بتوجيه قيادي مركزي، إذ لا يكفي المشاركة بالتظاھرات / الانتفاضة، المطلوب تحديداً مواقف حاسمة، وتجاوز التردد، والمشاركة الوجدانية إلى مرحلة يتصاعد فيھا الفعل لدرجة ومستوى الانتفاضة، والمطلوب من الأحزاب الثورية التاريخية أن تلتقي فوراً، وتضع كل شيئ خلفھا، أكرر كل شيئ، لأن العراق أثمن من كل شيئ، وھا ھو يكتب تأريخاً جديداً يكتب بالدماء العراقية، الغير مسجلة على رصيد حزب ولا طائفة، ولا حزب أو كيان سياسي، إنھا ثورة نابعة من لھيب الفرن العراقي، أيھا السادة … الفرن في أعلى درجات اشتعاله، التاريخ سوف لن يرحم من لا يفھم ھذه الحقائق فرداً كان
أم حركة سياسية.
ھلموا إلى ساحات النضال السلمي، لتكسبوا ثقة الجماھير بكم، كقيادات تاريخية، أدلو بصوتكم الكبير، قد يكون مرجحاً ..التفوا حول الثورة وكونوا في عدادھا، لا تبحثوا أن تتسلقوا قيادتھا، دعوا الأنانيات الحزبية، العراق في خطر، ناضلوا، والنضال الصادق الحر ھو من سيدفع بكم إلى المستويات القيادية، أقبلوا فكرة أن الشباب الثائر ھو من أشعل الشرارة، ورب شرارة أشعلت السھل كله، شدوا من أزر الشباب، آنذاك ستطرحون أنفسكم كأدوات ثورية تاريخية ضرورية وتكسبون ثقة الجماھير مجدداً …
تحت شعارات الحرية والوطنية، وبناء عراق موحد متكافئ للجميع.
المطلوب منكم حالاً وعلى الفور …الآن ….الآن ….اللقاء الفوري في ميدان النضال بين قيادات الحركات التاريخية الوطنية، والمھمة ھي: تأكيد وقوف قوى الشعب العراقي موحدة، والمزيد من العزلة للطغمة التي تتعامل مع الوطن على أنه سوق ھرج وباعوه كخردوات لمن ھب ودب ..
الآن فوراً .. ھو مطلب عراقي خالص من أجل الوطن بتجرد عال وبمسؤولية عالية .. ھي مھمة عاجلة بدون تعقيدات ومناقشات لا تفضي لشيئ … ليجمعكم تيار الثورة .. والعراق الجديد الذي يبزغ نوره ويلوح لنا … الانتفاضة تتجذر… تتبلور، جماھيرھا تزداد وعياً، تنتقل من العفوية إلى الوعي ….الطائفية قبرت في العراق وإلى الأبد، والطائفيون ارتدوا ثوب المصالح الأجنبية بجدارة، الانتفاضة تطھر صفوفھا بسبب تصاعد الوعي، وتصاعد سقف الانتفاضة، القمع الدموي قد يقلص شيئاً من جماھير الانتفاضة، لكنه سيرفدھا من جانب آخر بدماء ساخنة جديدة … لقد تراجع المحسوبون زوراً على الثورة، وسيتراجع المترددون… ومن يبحث عن أنصاف الحلول … ولكن سيلتحق بالثورة مستوى جديد من المناضلين الأشداء … وعلى أكفھم سيشيد العراق الجديد …..
حيال المخاطر الجسيمة … الجبھة الوطنية الديمقراطية ھي مطلب الجماھير العاجل اليوم عاش الشعب العراقي وانتفاضته الباسلة عاشت قوى الشعب الثورية المجد والخلود لشھداء الثورة العراقية المجيدة العراق للعراقيين ….
