أول عرض للفيلم الوثائقي (مقاهي بغداد الأدبية)
أستضافت اللجنة الثقافية في الحزب الشيوعي العراقي المخرجة السينمائية ( إيمان خضير ) للحديث عن تجربتها الإخراجية مع عرض الفيلم الوثائقي (مقاهي بغداد الأدبية)، والذي يعرض لأول مرة في بغداد منذ إنتاجه عام 2013 ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية.
واستعرض مدير الندوة ” سيف زهير ” السيرة الذاتية للمخرجة حين تركت العراق مهاجرة إلى سوريا بعد تعرضها للمضايقات من قبل النظام الدكتاتوري البائد، ولم تستطع تحقيق حلمها في أكمال دراسة الفنون الجميلة، لكنها حملت ذلك الحلم إلى مهجرها لتكمل دراستها في قسم الفنون المسرحية، وأسست فرقة تمثيلية للعروض الفنية، وهاجر اغلب أعضاء الفرقة إلى خارج سوريا، إلا أن ( إيمان خضير ) رفضت أن تبتعد عن العراق وبقيت في سوريا بانتظار سقوط النظام الدكتاتوري والعودة إلى العراق.
وعن أعمالها الفينة قال “زهير” أخرجت ( ايمان خضير ) العديد من الأفلام الوثائقية منها ( أنيس الصائغ، طوابع فلسطين، الملك فيصل الأول، مقاهي بغداد الأدبية . . وأخيرا ضد الكونكريت ).
مستدركا بان الحديث عن الأفلام الوثائقية يختلف عنه في إنتاج الأفلام ذات الطابع الدرامي، إذ أن الفيلم الوثائقي يعتمد على الواقع أكثر وعلى زمان معين وأدوات حقيقية، ويتعامل مع مرحلة معينة وأشخاص حقيقيين عكس الأفلام الأخرى التي قد تتعامل مع عنوان حقيقي أو قصة واقعية لكن بأساليب فنية مصطنعة، مما يعني أن هذا المجال يتطلب إبداعا ورؤية حقيقية باعتبار أن الفيلم الوثائقي بطبيعته يتعامل مباشرة مع المتلقي، وهذه رسالة صعبة تحتاج إلى جهود كبيرة.
من جانبها عبرت المخرجة عن سعادتها بعرض الفيلم للمرة الأولى في بغداد قائلة ( أن الفيلم من إنتاج وزارة الثقافة عام 2013، ولكنه لم يعرض في بغداد في مهرجان عروض الأفلام، لكني تجولت به في نوادٍ ثقافية عراقية في لندن وباريس وهولندا، ولأول مرة عرضته في العراق كانت في الناصرية، في مدينتي التي منها أحببت السينما ).
وعن سبب إخراجها لهذا الفيلم الذي تناول احد الأماكن الذكورية وهي المقاهي قالت ( حرمت المقاهي على النساء منذ إنشاءها، وربما دخول المقهى قد تمركز في اللاوعي لديّ، لذلك أردت أن اقتحم ذلك العالم واشتعل عليه من وجهة نظر أنثى، فبدأت ابحث عن مدخل لقصص المقهى، وكانت رؤيتي أن أتناول المقهى من خلال النتاج الأدبي، فالقصيدة والرواية والعمل الأدبي بشكل عام يخرج من المقهى، وكذلك البيان السياسي، فالمقهى يعتبر مطبخا لكل الحركات الأدبية والسياسية، لذلك أردت تسليط الضوء على هذه النخبة التي هي مهمشة وخصوصا في فترة الثمانينات خلال الحروب الطاحنة فكانت المقاهي بمثابة الملاذ ).