قصة قصيرة جدا
حيزبون والدردبيس
كان للدردبيس حيزبون لا تنفك تقرض الشعر تهجو دردبيسها لمفارقته الفراش… يسمعها فيحمر حنقا لكن سرعان ما يقول حيزبونة شمطاء لا زرع فيك ولا ماء مالك بي وقد فارقتي ولم تعودي عيطموسة يبهج القلب مرآها… سكنت الخراب كالغربان تنعقين الشعر ليل نهار على ماض تولى… كنتِ فيها مهرة وكنت لك فحل لا يكل ولا يمل من ركوبك دون سرج، لكن الايام تكالب وعوسجت وكبلت و وهنت العظام وكُنيت دردبيسا فلا تثقلي كاهلي بما تحلمين وتتمنين فلا نفس لي في النفاخ خوف أصابتي بعلة.. لقد تغير جلدك وصار حرشفا ولو كنت ذا علطبيس لهفوت لك بالروح والجسد غير أن صقبي أنحنى وفارقتني الرغبة ثم صارت العظام مني واهنة بعد أن كانت قوية، كنت كالشقحطب لا أكل ولا أمل عن المناطحة أو المناكحة … إنها الدنيا يا حيزبون ماجت بروثها ومياه أيامها الآسنة وركدنا كبرا في مستنقعات عمر رذيل فلا حاجة لك بي ولا حاجة لي بك… وهوسك عافك وأنقرض وزهوِ تركني وإن يهوى لصاحبة العلطبيس لكنها فارقت هي الأخرى.. ولو دنت مني مثلها لعريتها وألبست جيدها أي حربصيص يتجمل بها، لذا كُفي عني لأكف عنك ودعي الدود يأكل منك أكثر مني علِ أجاري من يستفيق لها صقبي وأعيد به أمجاد خلت… فلك علي وعد إن منيت بواحدة لألقمنك صقبي بعدها كي اشفي شغفك وبعدها ليكن الموت حاضرا… طفقت حياتنا يا حيزبون وما عاد فينا ما فينا نبكي العمر سكة قطار حتى كلت مآقينا… تعالي وأبعدي أضغاث أحلام كُنِ تحت دثارِ وأبكي وإياك عما نسينا فالعمر يا حزبونتي كهل فارق اللذه وسكن أمانينا … إتركِ هجوك ونكلي بالدهر فأنه قاتلك وقاتلي ومجري سيفه بحاضرنا وماضينا… لك من الرغبة بصقب فتذكري ومرري يدك بالامنيات شيء كان فيك وفينا ولتكن آخر أيامنا لحاف يغطي عيبك… لا أ عيب نفسي فالدردبيس لا يكل ولا يمل من نصب شباك عل من تقع ذات أدراف فطاريس فينعم بها كما لم يكن قد ذاق عيطموس قبلها والسلام.
القاص والكاتب
عبد الجبار الحمدي