عود على الامثال الروسية (24)
أ.د. ضياء نافع
الترجمة الحرفية – اذا كانت الروح سوداء , فالصابون لا ينظّفها .
التعليق – قال صاحبي ضاحكا – آه , كم ينطبق هذا المثل على اناس كثيرين أعرفهم شخصيا , واضاف قائلا , يمكن اعتبار هذا المثل الروسي نموذجا لعالمية الامثال , وشموليتها بغض النظر عن قوميتها . ضحكت انا وأيدّت استنتاجه حول طبيعة الامثال , وقلت له – توجد ظواهر لا ترتبط بجنسية او قومية معينة , ويمكن لنا ان نضيف الى هذه الظواهر الامثال التي تشمل كل البشر ايضا …
+++
الترجمة الحرفية – دون لسان والناقوس أخرس .
التعليق – مثل طريف جدا , فالناقوس يصبح بلا اي فائدة اصلا دون اللسان , الذي يقرع به , اي ان الناقوس بلا لسان يفقد دوره نهائيا , ولهذا , فاللسان للناقوس اهم من اللسان للانسان , لكن صاحبي لم يوافق على ذلك , وقال , ان اللسان عند الانسان ايضا يؤدي دورا اساسيا في مسيرة حياتنا , وليس عبثا المثل العربي الذي يقول – ربّ كلمة سلبت نعمة . لم ارغب بالاستمرار في هذا النقاش , وقلت له , ان اللسان عند الانسان مهم طبعا , الا ان اللسان عند الناقوس أكثر اهمية …
+++
الترجمة الحرفية – النوم أعمق دون نقود .
التعليق – هذا صحيح بشكل عام , ولنتذكر مثلنا الطريف – ( المفلس في القافلة امين ) , الا ان صاحبي اعترض على هذا التعليق , وقال , صحيح ان المفلس في القافلة امين لكنه ينام اذا كان شبعانا , اما اذا كان جوعانا , فلا اظن انه يقدر ان ينام , فقلت له ضاحكا , ان المفلس العربي و الروسي ينامان دون قلق بشأن ( نقودهما !) , اما لقمة الخبز فيمكن ايجادها ….
+++
الترجمة الحرفية – لا يبحثون عن الطرق , بل يسألون .
التعليق – ضحك صاحبي وقال , هذا مثل عتيق جدا بالنسبة لعصرنا , فقلت له , صحيح ان هذا المثل يعكس حالات قديمة , لكن الامثال لا تصبح عتيقة , فالبحث عن الطرق في الحياة عموما يقتضي الحوار مع الآخرين , الذين يمتلكون تجارب , وتذّكر مثلنا العراقي الجميل – اسأل مجرب ولا تسأل حكيم . ( الحكيم = الطبيب) .
+++
الترجمة الحرفية – المصيبة لا يدعوها , هي نفسها تأتي .
التعليق – ولهذا نسميها مصيبة , اذ ان كل شئ يأتي بلا دعوة , او دون انتظار او توقعات – هو مصيبة بلا شك , وكل مصيبة تخلق مصائب اخرى , وليس عبثا المثل العربي المعروف – المصائب لا تأتي فرادى , او كما يقول المثل الروسي المناظر له , وهو – جاءت المصيبة – افتح الابواب …
+++
الترجمة الحرفية – التجارة بلا عقل – ضياع للنقود ليس الا.
التعليق – كل شئ يعتمد على عقل الانسان , والتجارة طبعا تقتضي ذلك . المثل الروسي يعبّر عن هذه الوضعية بشكل صحيح و دقيق وحازم جدا , لأن هدف التجارة هو الربح , وعندما تكون بلا عقل , فان النتيجة كارثية جدا .
+++
الترجمة الحرفية – قرب النهر لا يحفرون البئر .
التعليق – مثل رمزي جميل , وهو يتكرر من حيث المعنى باشكال وصور متنوعة في امثال العديد من الشعوب , بما فيها طبعا امثالنا العربية المعروفة , مثل – (… التمر في البصرة ..) , او ( ..الميّه في حارة السقايين) , وهناك مثل روسي عن (.. السماور في مدينة تولا ..) , وامثال مختلفة عند الاخرين , مثل ( ..السمك عند البحيرة ..) و ( ..الحطب قرب الغابة ..)…..الخ ..الخ
+++
الترجمة الحرفية – الشتاء والربيع يلتقيان لاول مرة في شهر شباط ( فبراير).
التعليق – شهر شباط ( فبراير) عندنا يعني بداية بوادر الربيع , وهناك مثل طريف جدا بلهجتنا العراقية يقول – (شباط لو شبّط لو لبّط به روايح الصيف) ( روايح = روائح ). المثل الروسي هنا أكثر جديّة وعقلانية , رغم انه يحمل نفس المعنى , فهو يحدد الربيع بالذات وليس الصيف كما في المثل العراقي.
====================================================
من الطبعة الثانية المزيدة لكتاب – ( معجم الامثال الروسية ) , الذي سيصدر عن دار نوّار للنشر في بغداد وموسكو قريبا .
ض. ن.