عود على الامثال الروسية (26)
أ.د. ضياء نافع
الترجمة الحرفية – تحرث – تبكي , تحصد – تقفز فرحا.
التعليق – العمل يتطلب جهدا كبيرا , في حراثة الارض , او اي نوع آخر من الاعمال , ولكن نتائج هذا العمل تمنحك الفرح . المثل يجسّد خلاصة منطقية للعمل , الذي يبذله الانسان , والنتائج التي يحصدها بعد هذا الجهد . لنتذكر مثلنا المعروف والبسيط والواضح , وهو – من جدّ وجد …
+++
الترجمة الحرفية – بعد الضيوف , ولنا جيدا.
التعليق – هكذا الامور دائما وفي كل مكان طبعا , فعلى المائدة يبقى ما لذ وطاب من الطعام , الذي تم اعداده خصيصا للضيوف , وبالتالي يكون من حصة اهل الدار انفسهم . المثل في غاية الطرافة , وهو واقعي جدا .
+++
الترجمة الحرفية – الغابة لا تبكي على شجرة , البحر لا يحزن على سمكة .
التعليق – لان الشجرة الواحدة لن تؤثّر على طبيعة الغابة , والسمكة الواحدة لن تغيّر طبيعة البحر . الاعمال االانقلابية الجذرية الكبيرة , هي التي تؤدي الى ( بكاء الغابة!) , وليست الغابة وحدها , والى ( حزن البحر!) , وليس البحر وحده . مثل فلسفي بامتياز .
+++
الترجمة الحرفية – الثعلب يعيش أكثر شبعانا من الذئب.
التعليق – الثعلب يأكل بالحيلة والذئب بالقوة , اي ان المثل يرمز الى ان الحيلة تطعم اكثرمن القوة , رغم ان صاحبي يرى , ان المثل يعني , ان استخدام التفكير افضل من استخدام القوة , ولكني قلت له , ان استخدام القوة ايضا تتطلب التفكير, فقال غاضبا – اي تفكير, القوي يستخدم عضلاته فقط في حلّ كل الامور .
+++
الترجمة الحرفية – الجوع يعلّم الانسان ان يتكلم .
التعليق – اضفنا كلمة ( الانسان ) على الترجمة الحرفية رغم عدم وجودها في النص الروسي , كي يكون المثل واضحا في ترجمته. المثل يمتلك سمات عالمية طبعا , وليس عبثا , ان هناك مصطلح عالمي يرتبط بظاهرة الجوع , و هو – (ثورة الجياع) , اي عندما يتحول الكلام الى عمل منظّم يقضي على ظاهرة الجوع في المجتمع.
+++
الترجمة الحرفية – العالم – جبل ذهبي .
التعليق – يضرب بعد حدوث ضياع ما لدى الانسان تذكيرا له ان العالم ملئ بالثروات التي تنتظر الانسان , وانه يقدر ان يسترد ما ضاع منه , لان الفرص كثيرة في العالم . علّق صاحبي قائلا , ان جبل الذهب هذا يتطلب جهدا كبيرا من اجل الحصول على الذهب , فقلت له – دون جهود لا يمكن الحصول على اي شئ …
+++
الترجمة الحرفية – بقايا ( الطعام) حلوة ( المذاق) .
التعليق – اضفنا كلمة الطعام وكلمة المذاق بين قوسين , رغم عدم وجودهما في النص الروسي , كي يكون المثل واضحا للقارئ الروسي , لان هذا المثل يضرب في روسيا حصرا لبقايا الطعام فقط , تأكيدا على ضرورة تناوله وليس رميه والتخلص منه , وذلك لان بقايا الطعام بشكل عام لا تؤكل , بل وتسمى بلهجتنا العراقية – ( فضاله ) , وتسبب هذه التصرفات خسارة كبيرة للطعام الجيد والصالح للاكل اولا , وثانيا ضياع تكاليفه و الجهود في تحضيره , ومن هنا جاء هذا المثل الروسي , الذي يرتبط بوقائع مريرة في تاريخ روسيا , وهو مثل ضروري ايضا للكثير من الشعوب الاخرى , والتي عانت من الجوع , ولكنها لم تبلور عاداتها بعدئذ حسب تلك المعاناة.
+++
الترجمة الحرفية – الحوصلة مليئة , لكن العيون جائعة .
التعليق – ونحن نقول في نفس المعنى و بلهجتنا العراقية – جدره على ناره و عينه على جاره . قال صاحبي – مثلنا أجمل . قلت له , نعم هو أجمل فعلا , اذ توجد هناك صورة فنية طريفة , لكن المثل الروسي أكثر وضوحا …
+++
الترجمة الحرفية – على البضاعة الممنوعة – كل السوق .
التعليق – هناك مثل عالمي , استقر بالعربية كما يأتي – الممنوع مرغوب . المثل الروسي هنا يؤكد على نفس المعنى , وهو مثل صحيح فعلا , فالناس ترغب بشراء البضاعة الممنوعة , ولهذا فانها تطغي – في السوق – على البضائع الاخرى .
=======================================================
من الطبعة الثانية المزيدة لكتاب – ( معجم الامثال الروسية ) , الذي سيصدر عن دار نوّار للنشر في بغداد وموسكو قريبا.
ض. ن.