( دمشق ) لن تكون حبراً على ورق
لي صديقة تقيم مثلي في إحدى دول الاوروبية ، خابرتني للاطمئنان ،بادئة حديثها الطويل ،بسؤال : ( هل ستضيع دكرياتنا بضياع دمشق ) , سؤالها جعل إجابتي أطول من قصيدة ، لأنني في لحظة أحسست أن خوفنا من الضياع هو الضياع بعينه، فأجبتها : يا عزيزتي لأن دمشق بئر أسرارنا عندما التقيت بحبي الأوحد كانت حاراتها القديمة محجا لي،كنت قبل الوصول إليها أرتب كل أفكاري كي لا أنسى لحظة مما حدث معي لأخبرها به ، كنت أختار تلك الحارات لأبثها عشقي الكبير ، ولقناعتي أن عشاقا كثر مروا من دربي نفسه ، ونشروا عبره أسرارهم ، ولأنها نقية لم يفترقوا . .
ياصديقتي حارات دمشق أول العارفين بقصة حبي،شاركتني بسمتي ،ودمعتي،أخبرتها عن آخر ما أبدعته الكنايه،وكيف أدهشتني ، وعن أول همسة ،ولمسة، فكانت بعكس أمي تعانقني ،تشد على راحتي، كما فعلت مع عشاق سبقوني .
في دمشق يا صديقتي منحني الله طفلي الأول ،فكانت أول المباركين بمجد غير ببسمته عمرا بأكمله ، دمشق ياعزيزتي تعانقنا عندما نحزن ،تمسح عنا غبار هموم طفت على صفحة احلامنا الجميلة ، تسامرنا تقص على مسمعنا قصصا تشابه خيالنا حينما يكون كصفاء السماء .
دمشق كجدتنا تسمح لنا ان نلعب بجدائلها ، دون انزعاج ، تمنحنا اجازة مرور في احلامها لنكون جزءا من اطيافها ، وملائكتها تسبح حولنا تحمينا ،دمشق لا يمكن تشبيهها بشيء ابدا ، هي فوق كل مقارنة ، لكنها اليوم كأي جسد يعتريها المرض ولكنه سيتعافى ليعود أقوى ،ولكن على عشاق دمشق ، ومبدعيها ، أن يكون إيمانهم كبير بقدرتها على التعافي،فمن منا لم تواجهه صعاب الزمن ،هي مثلنا .
دمشق يا رفيقتي ليست قوية بنا ، بل نحن بها أقوياء ، ولن تهزمها رياح ، ولن تكسر أجنحتها عاصفة وكوني على يقين أن أحلامنا ودكرياتنا ستعيش معها ، ومن خلالها ،لأننا كما دمشق يا صديقتي لن تكون حلما على ورق .
بقلم الكاتبة
وسام حمود