السماح بالتعليق والتصويت .
محمد السعدي
التعليق والتصويت أو السماح بالتصويت أو التعليق فقط أو بدونهما أيضا تقليدية وماشية ، تلك الخيارات التي تواجهك في حال لامناص منه وأنت تمضي في نشر موضوعك أو مقالتك في موقع الحوار المتمدن الشهير للسيد رزكار عقراوي . وقد دأبت منذ عام ٢٠٠٧ بالنشر على منصة الحوار المتمدن أن أختار واحدة من تلك الخيارات لموضوعاتي السماح بالتعليق والتصويت بالنسبة لي بمثابة مهمة ومفيدة لكي أحصي ردود الأفعال والأراء حول المادة المنشورة في أعادة التقييم والدراسة والقراءة المتأنية لموضوعاتي ، وحتى الأراء والملاحظات التي تصلني على الخاص ، أتمنى من باعثيها أن تنشر على الملأ لأطلاع الأخرين عليها وأن كانت معارضة لأفكاري أو بالضد من نبض مادتي المنشورة لملاحظة ردود أفعال الأخرين والأستفادة منها في المرات القادمة من لغة وفكرة .
ذات مرة أبلغوني أدارة موقع الحوار المتمدن ، أن هناك شخص يترصد مقالاتك في التعليق السيء دوماً وذكروا أسمه المستعار لي ، وأنا صوبت لهم شخصيته الحقيقية فهو ليس أسمه صادق الكحلاوي كما يدعي ، فأنا على معرفة شخصية معه ومعرفة ورفقه بعائلته حيث ألتقيته مرة واحدة في العاصمة الاردنية ( عمان ) عام ٢٠٠٤ ، عندما كان أستاذ في أحدى جامعاتها ، وكان تواً خارج من لقاء دعا له البعثيين العراقيين على هامش الاحتلال الامريكي للعراق ، وحسب ما نقله لي على تعليقه على أحدى الصور الفاقعة في الاجتماع ، وكان مستاء منها ، عندما أنبرى أحد المدعوين في مطالبة البعثيين في بيان إعتذار للشعب العراقي عن مأسي تلك السنوات التي مضت من حياة العراقيين ، فتصدى له السيد البعثي حميد سعيد مدير الأذاعة والتلفزين سابقاً بمزايا وأفضال البعثيين للشعب العراقي وما على العراقيين الإ أن يقدموا آيات الطاعة والعرفان والشكر للبعثيين عن ما قدموه لهم من عطايا ومزايا وهدايا . ولم ألتقيه ثانية ، لكن نحن العراقيين بحكم وضعنا والظروف التي تحيط بنا نتابع أخبار بعضنا ولاسيما كان أحد الكوادر الشيوعية العراقية في مطلع السبعينات ومن عائلة مناضلة .
طلبت من أدارة الحوار المتمدن أن ينشروا تعليقاته على الملأ ، لكنهم أعتذروا لانه هذا يتعارض مع أسس وضوابط الموقع المعمول بها ، وقدموا شكرهم لي على كشف شخصيته الحقيقية . في متن هذا العام حدثني رفيقي وصديقي الدكتور محمد جواد فارس من لندن عن تعليقات متهورة تأتي على مقالاته في الحوار المتمدن بأسم ( صادق الكحلاوي ) . فوضحت له عن ماجرى معي سابقاً وكشفت له شخصيته الحقيقية وهو أيضا على معرفة رفاقية وإجتماعية وعائلية معه . فتفاجأ بهذا التصرف ”. رغم طيبة العلاقات والرفقة الطويلة من النضال .
وأنا في هذا التوضيح سوف لم أكشف عن شخصيته الحقيقية وما هو الا أحتراماً لنصوص وقواعد موقع الحوار المتمدن في النشر ، ومن جانب أخر لقد بلغ به العمر عتياً ، والشعور بالهزيمة وارد ، ونزولاً لتلك الرفقه والسنوات والمعرفة والنضال . يبدو لي ومن خلال متابعاتي اليومية لأهم ناشطيء وكتاب الحوار المتمدن يبتعدوا عن تلك السجالات الفاضية أو شيزوفرينيا التطفل والفضول في أختيار الجانب المهم في النشر بعدم السماح بالتعليق والتصويت على مقالاتهم المنشورة ، وذات مرة سألت وبدافع الفضول أحد الكتاب المهميين والسياسيين السابقين . لماذا لم يسمح التعليق والتصويت على مقالاته وهو ذو باع طويل في السياسة والكتابة ، أجابني وهو لي وقت أتابع صغائر الأمور لتعليقات لا تغني ولا تسمن . فالعراقيين شعب يحب التلاعب بالمعاني وهلوسات النقد وجلد الأخرين .
أما أنا مازلت ومنذ ٢٠٠٧ ماشي بهذه الخيارات ليس الا فقط من أجل سعة التأثير وردود الأفعال على ما تكتبه من الأخرين في أمور الحياة والثقافة والسياسة .
محمد السعدي
مالمو/ديسمبر٢٠٢٠