ملاحظات حول كارل ماركس والماركسية وفكرة العدالة الاجتماعية.
يعد كارل ماركس (1818 – 1883) أكثر الشخصيات المؤثرة في تاريخ الفكر البشري الحديث فنظرياته الاجتماعية والسياسية تدرس في جميع الجامعات الغربية. ويعتبر كتابه الشهير «رأس المال» نقطة تحول في الفكر الغربي.
وقد اسس كارل ماركس مدرسة فكرية في المفهوم الشيوعي تسمى الماركسية، وعلى الرغم من كونها المدرسة الأشهر في الشيوعية فيوجد غيرها مثل الشيوعية الفوضوية والشيوعية المسيحية وغيرهما.
الشيوعية هي عقيدة غير دينية شمولية تهدف إلى تأسيس مجتمع عديم الطبقات وعديم الانتماء إلى أي وطن أو قومية، وعلى أساس الملكية المشتركة لوسائل الإنتاج وأغلبية الممتلكات (ويعني هذا بالنسبة للشيوعيين استيلاء الدولة عليها) وتأسيس مجتمع مبهم غير واضح المعالم وذي مثالية غير واقعية، وإن على المجتمع أن يتغير حسب مبادئها، وهذا يعني أن المجتمع يخدم الشيوعية وليس العكس، والذي يشرف على تطبيق الفكر الشيوعي بالطبع هو الحزب الشيوعي، الذي يعتمد على طاعة الأعضاء العمياء لقيادته. وترفض الشيوعية الاعتراف بأي فكرة أخرى فهي بالنسبة للمؤمنين بها الفكرة الوحيدة في العالم، وأي شيء آخر خائن للجماهير يجب القضاء عليه ويمثل هذا لدى الكثيرين نوعا متطرفا جدا من الفكر اليساري. وقام بعض مشاهير الكتاب اليساريين بمهاجمة الشيوعيين مثل الروسي هرزن، الذي قال إنه إذا سيطر الشيوعيون على الحكم فسنسحل جميعا في الشوارع، وأثبت التاريخ صدق نبوءته فالثورات الشيوعية في روسيا والصين امتازت بوحشية بالغة صاحبها تحطيم بالغ لمؤسسات الدولة السابقة وقيم المجتمع. وأما الفكر الماركسي الشيوعي فقد حول الفكر الشيوعي إلى فلسفة تشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتوصل إلى استنتاجات حول مصير العالم، ولذلك فقد أضافت الماركسية الكثير إلى الفكر الشيوعي وتركزت على فكرة سيطرة طبقة العمال (البروليتاريا) على مقاليد السلطة ولتشكل ديكتاتورية البروليتاريا وبشكل عنيف متجاهلة فئات المجتمع الأخرى وفشلت في الوقت نفسه في توضيح تفاصيل المجتمع في نهاية هذه العملية باستثناء بعض الإشارات. وقد اعتبر الشيوعيون أنفسهم ذوي رسالة عالمية وأعطوا لأنفسهم الحق في تحقيق الحكم الشيوعي في كل مكان في العالم، أي حتى خارج أوطانهم بدون أي محاولة لإخفاء مشاعرهم المعادية للدولة (باستثناء الدولة التي يؤسسونها هم) والنظام القائم وتقاليد المجتمع ومعتبرين أنفسهم محتكري حق تحدي كل ما هو حولهم وكونهم هم البديل الوحيد للدولة، كما اتهموا جميع المؤمنين بالمشاعر الوطنية كونهم يمينيين، وللأسف الشديد فقد اقتبس الكثيرون من غير الشيوعيين هذا النوع من التسمية وأصبح لدينا خلط مضحك لتعريف اليمين واليسار. وطالما أن الشيوعية بالنسبة لهم تمثل أسمى أنواع الثقافة فقد اعتبروا انفسهم المثقفين الوحيدين في العالم، فكون الإنسان شيوعيا بالنسبة لهم يعني كونه «مثقفا» و»تقدميا» وذا صوت مسموع. أما غير الشيوعي فجاهل مهما بلغ مستوى علمه. وإذا كان هناك الكثير من الرأسماليين في الدول الرأسمالية، ففي الدولة الشيوعية يوجد رأسمالي واحد وهو الدولة الواقعة تحت سيطرة الحزب الشيوعي الواقع بدوره تحت سلطة المكتب السياسي، الذي يرأسه الأمين العام والذي يعتبر شبه الإله المطلق الصلاحيات والمعصوم عن الخطأ. وعلى الرغم من كل هذا التركيز على ديكتاتورية البروليتاريا فإنه لم يقد أي شخص ينتمي إلى تلك الطبقة، أي ثورة أو نظام شيوعي، فلا لينين أو ستالين أو ماوتسي تونغ أو باكونين أو غيرهم كانوا عمالا، ولولا الحزب الشيوعي وأساليبه غير القانونية لما وصلوا إلى مقاليد السلطة، فقد أصبح الحزب وسيلة سهلة لكل من أراد السلطة بدون أن تكون له القابلية على الوصول إليها بالطرق الطبيعية والمقبولة. وقد انتشر الفكر الشيوعي إلى درجة أنه اختلط بأفكار مناقضة له فظهرت الأحزاب الدينية – الماركسية، وفي العالم العربي ظهرت الأحزاب التي آمنت بالقومية العربية والشيوعية تحت اسم الأحزاب العربية الاشتراكية، واقتبست هذه الأحزاب مساوئ الشيوعية وأساليب الحزب الشيوعي لتؤذي الشعوب العربية واقتصادها الفتي كثيرا ولم يتوقف تأثير الحزب الشيوعي الى هذا الحد فقد ظهرت أحزاب من قبل أعضاء سابقين مشابهة للحزب الشيوعي، ولكن ذات أهداف نظرية مختلفة. ومما هو جدير بالذكر أنه على الرغم من كون الفكر الشيوعي فوق القومية، حيث أنه يوحد المواطنين تحت راية الشيوعية الأممية فإن التطبيق اتخذ منحى آخر، لأن الأحزاب الشيوعية حاولت جاهدة أن تقسم الشعوب على أساس القوميات مشجعة قوميات معينة على حساب أخرى وبشكل خاص ضد القومية العربية واشتركت الأحزاب الشيوعية جميعا في دعوتها الصريحة للتبعية للاتحاد السوفييتي.
يذكرنا الفكر الشيوعي بما ذكره الفيلسوف الإغريقي القديم أفلاطون في القرن الرابع قبل الميلاد، مع اختلاف مهم وهو دعوته لتسليمه للملك الفيلسوف لتحقيق مجتمع مثالي تسوده العدالة والمساواة في كتابه «الجمهورية»، مع العلم أن افلاطون تقبل فكرة وجود طبقة العبيد في كتابات أخرى، فعلى ما يبدو أنه لم يعتبر العبيد جزءا من المجتمع. ودعت بعض الأديان إلى المشاركة في كل ما يمكن أن يمتلكه الإنسان، وكان لهذا تأثير بالغ على بعض الطوائف الدينية المتطرفة، التي سنذكر بعضها لاحقا، وظهر في بلاد فارس في القرن الخامس، الدين المزدكي الذي نادى بالمشاركة في الممتلكات والنساء. وهذا لا يعني عدم ظهور كتابات مشابهة لكتاب أفلاطون لكتاب آخرين مثل الفارابي.
ونعود إلى التطور الفكري الذي أدى في نهاية المطاف إلى ظهور الشيوعية، فقد كتب المحامي الإنكليزي البارز توماس مور في كتابه «يوتوبيا» عام 1516 والفيلسوف الإيطالي توماسوكامبانيللا في كتابه «مدينة الشمس» عام 1601 عن عالم مثالي تسود فيه العدالة والمساواة، بعد ذلك تأثر المنظرون الشيوعيون في القرن التاسع عشر وبشكل كبير بالكاتب الفرنسي السياسي الشهير جان جاك روسو (1712 – 1778) الذي عاش في القرن الثامن عشر حيث كتب عن تطور الإنسان الأول وظهور المجتمعات الأولى لاحقا، التي خلقت توزيع الأعمال وعدم المساواة، وأدى هذا إلى ظهور الدولة الأولى التي قامت على أساس عقد اجتماعي اقترحته الطبقة المسيطرة على المجتمع، يجعل عدم المساواة وعدم استقلالية الفرد أجزاء منه وهي بذلك تخدع بقية المجتمع، وقد أسهب في شرح آرائه حول تطوير هذا العقد وتأسيس الدولة المثالية منتقدا مفهوم الملكية الخاصة والتطور المادي للإنسان، معتبرا إياهما أسبابا رئيسية لفقدان الصداقة الحقيقية في المجتمع وإدخالها الريبة والغيرة، بل الخوف في النفس البشرية. إن أول تطبيق حقيقي للفكر الشيوعي المتطرف لم يكن على يد الشيوعيين الروس أو كارل ماركس، بل على العكس تماما، ففي القرن السادس عشر قامت طائفة مسيحية بروتستانتية متطرفة بالثورة على النبلاء ورجال الكنيسة الكاثوليكية في منطقة منستر الألمانية والسيطرة عليها، ونتيجة لذلك أسسوا نظاما صارما شمل إلغاء الملكية الخاصة وفرض عقوبات قاسية على المخالفين، حيث كان تطبيقها لهذا النظام بمنتهى التطرف، معتقدة أنها تنفذ تعاليم الدين المسيحي حسب وجهة نظرها. ولم يستمر وجودها أكثر من سنوات قليلة، حيث حاربتها الكنيسة الكاثوليكية وبقية الكنائس البروتستانتية بشدة لتقضي عليها. كما أن جماعات دينية متطرفة ظهرت في بريطانيا وآمنت بمبادئ مضادة لمبدأ الملكية الخاصة وحاربت بشراسة إلى جانب الجمهوريين في الحرب الأهلية البريطانية (1642 – 1649) التي أوصلت كرومويل إلى الحكم قبل أن تعود الملكية للحكم.
الإشارات الأولى للنشاط الشيوعي الحديث كانت الثورة الفرنسية عام1789، فللمرة الأولى سنحت الفرصة لمجموعة من المغامرين المتعطشين للدماء للسيطرة على مقاليد الحكم، مستغلين شلل الدولة في الدفاع عن نفسها وفرض إرادتها على الشعب. وبعد إعدام أشهر زعيم للثورة الفرنسية، روبسبير، عام 1794 ظهر الفرنسي بابوف الذي أصبح أكثر الفوضويين الشيوعيين خطورة، بل أن حركته المسماة «مؤامرة المتساويين» أصبحت من علامات الثورة الفرنسية، وقد بلغ هذا الرجل من الخطورة والعنف إلى درجة جعلت الطبقة الحاكمة الفرنسية تقوم بالقبض عليه وإعدامه عام 1797. ولكن أسلوب بابوف أصبح من مميزات العمل الشيوعي السري العنيف، وبشكل خاص في نهاية الحكم القيصري لروسيا عندما اختلطت الأفكار الشيوعية بالأفكار الفوضوية.
ويعد عام 1848 بداية التنظيمات الشيوعية كما سنعرفها لاحقا من الناحيتين الأيديولوجية والعملية، ففي هذا العام وبعد عامين من الأزمات الاقتصادية والجفاف اندلعت الاضطرابات في أوروبا وظهرت التنظيمات المسلحة لتواجه جنود الحكومات. وحدث كل هذا بعد سنوات الثلاثينيات التي امتازت بمحاولات الانقلابات في إيطاليا وفرنسا وبولندا وظهور تنظيمات سرية في جميع أنحاء أوروبا مثل «إيطاليا الفتاة» على يد الإيطالي جوزيف مازيني وغيرهما.
كانت القوى البارزة في أوروبا القرن التاسع عشر متكونة من روسيا وبروسيا (التي نمت لتصبح ألمانيا) والنمسا، وفرنسا وبريطانيا وكانت روسيا الأكثر سعيا للتوسع جغرافيا، بينما ألمانيا الأكثر سعيا للنمو صناعيا وعلميا، وأدى هذا إلى هجرة واسعة من الريف إلى المدن الألمانية لسد حاجة الصناعة إلى العمال فازدادت أعدادهم بشكل واضح وأصبحوا جزءا واضحا من المجتمع الألماني وتميزوا بفقر مدقع جذب عطف المثقفين لهم وأصبحوا رمزا للمعاناة.
ولد كارل ماركس في مدينة ترير الألمانية عام 1818 من أسرة من الطبقة المتوسطة وذات سمعة حسنة وكان والده محاميا ناجحا وطموحا وتمتع بتأثير كبير على ابنه في شبابه وتخرج كارل ماركس من جامعة برلين وحاز الدكتوراه من جامعة يينا الألمانيتين اللتين تعتبران من أفضل جامعات العالم، وتزوج عام 1843 من امرأة أرستقراطية تكبره بأربعة أعوام، أثبتت أنها كانت مثالا للزوجة الصالحة طوال حياتها. ولا يستطيع المرء أن ينكر أن كارل ماركس كان مثقفا كبيرا وذا اطلاع كبير على ما سبقه من نظريات اجتماعية واقتصادية ودينية، حيث ألمّ بكل ما سبقه من تطور حول الفكر الشيوعي وما شابهه، كما أنه كان كاتبا ممتازا نجح في دمج الجوانب الفلسفية بالاقتصادية لدعم آرائه، إلا أنه لم يكن معروفا جدا زمانه كما هو عليه الآن وبرع في قابليته على كتابة دراسات فلسفية حول مفهومه للشيوعية، وكان الوحيد الذي استمر في هذا المجال طوال حياته وأحد القلائل المتعلمين أكاديميا في الأوساط الشيوعية وكان «البيان الشيوعي» أول كتاب شهير نشره كارل ماركس وشاركه في هذا العمل رفيق دربه فريدريك انغلز (1920 – 1895) عام 1848 بناء على طلب الاتحاد الشيوعي، وقد ادعى المؤلفان أن تاريخ العالم هو في الحقيقة تاريخ صراع الطبقات في المجتمع. ومن الممكن القول إنه ربما قد تكون الكثير من معالم نظريات كارل ماركس مقتبسة من آخرين، إلى درجة أنه من الصعوبة بمكان التأكد إن كانت بعض الأفكار التي كتبها منه أو مقتبسة من مفكر آخر، بل ان كتابه «رأس المال» نفسه الذي يعتبر أبرز ما كتب عن الشيوعية، قد لا يكون كله من تأليف كارل ماركس، لأن الجزئين الثاني والثالث كانا قد نشرا من قبل فريدريك انغلز، بعد وفاة كارل ماركس.
قام كارل ماركس بتقسيم المجتمع إلى ثلاثة أجزاء: الطبقة البرجوازية (الرأسمالية) والطبقة الأرستقراطية والطبقة البروليتارية (العمال) وتأثر بشكل خاص بالنظرية الجدلية للفيلسوف الألماني الشهير جورج هيغل (1770 – 1831) الذي كان له أثر بالغ على الفلسفة العالمية ومشاهير الفكر البشري مثل جان بول سارتر، الذي يعد أشهر فلاسفة القرن العشرين، وكان هيغل أستاذا في جامعة برلين، التي تخرج منها كارل ماركس، وهو من أبرز رموز مدرسة فلسفية تسمى المثالية الألمانية، وقد يكون أشهر ما قاله إن أي مرحلة في التاريخ هي نتيجة للصراع بين المتناقضات في المرحلة التي سبقتها، فلكل شيء نقيضه الذي لا يستطيع الاستمرار في الوجود بدونه. وقد وسع هيغل من نظريته هذه فاستعملها في تفسير الأحداث السياسية فعلى أن الثورة الفرنسية ازدهرت أثناء محاربتها لأعدائها، أي من ناقضها، وما أن نجحت في مسعاها وقضت عليهم جميعا أصبح وجودها في خطر فانقض قادتها على بعضهم بعضا. ومما هو جدير بالذكر أن هيغل كان من منتقدي جان جاك روسو متهما أياه بأن أفكاره شجعت حكم الإرهاب أثناء الثورة الفرنسية، أما من الناحية الاقتصادية فقد تأثر كارل ماركس وفي القرن التاسع عشر أيضا بالسياسي والاقتصادي البريطاني دَيفِد ريكاردو (1772 – 1823) الذي طور نظريات القيمة والأرباح والمرتبات، وبدرجة أقل بالفيلسوف البريطاني آدم سميث (1723 – 1790) الذي يعتبر مؤسس الاقتصاد السياسي.
ومن الناحية الشخصية، امتاز ماركس أيضا بحب كبير لتناول المشروبات الكحولية إلى حد الثمالة، ومن المعروف أنه كان يستمتع بالمشي في شارع توتنهام كورت في لندن ليلا وهو في حالة يرثى لها من السكر ويكسر مصابيح الشارع، ولم يكن ودودا في حياته الاجتماعية ولم يكن لديه من الأصدقاء الحقيقيين سوى فريدريك انغلز، الذي كان من أشد المعجبين به ومصدر دخله الرئيسي، حيث كان يمده بالمساعدة المالية البسيطة لفترة طويلة أثناء وجوده في لندن. وكانت مشكلة كارل ماركس الدائمة هي كرهه لكل من يبرز في محيطه، وكأنه يمثل تهديدا له، بل أنه كان يهاجم الآخرين حتى إن رددوا ما سبق أن قاله هو بنفسه أحيانا، فقد كان ذا طبيعة شرسة وفظة، وكان يهاجم العمال الشيوعيين أثناء اجتماعات التنظيمات الشيوعية، عندما يتحدونه في المناقشات ويتهمهم بالجهل، ناسيا أنه سبق وقال مرارا وتكرارا بأنهم سيحكمون العالم ويؤسسون ديكتاتورية البروليتاريا.
لقد كانت نقطة التحول في حياته رحلته إلى باريس عام 1844 فهناك عقد صداقة مع فريدرك انغلز، الذي كان شيوعيا قبل كارل ماركس، وهي الصداقة التي ستكون ذات فائدة قصوى لماركس، وهناك اعتنق ماركس الشيوعية التي خلدت اسمه. وكانت باريس مركزا رئيسيا للثوريين الأوروبيين بشكل عام ومنهم اطلع على فكرة البروليتارية، أي «الطبقة العاملة» وجعلها جزءا أساسيا من الماركسية. إلا أن بقاءه هناك لم يدم طويلا، حيث طرد من فرنسا وبدأ بالتنقل حتى انتهى به المطاف في لندن عام 1849 فقد قامت بريطانيا برفض الطلب البروسي لتسليم ماركس لها.
تغيرت أفكار كارل ماركس عندما انتقل إلى بريطانيا، فقد استمر في دعوته إلى قلب أنظمة الحكم في أوروبا باستثناء بريطانيا التي دعا الشيوعيين فيها إلى دخول الانتخابات البرلمانية واتباع القوانين البريطانية. ويجب ملاحظة جانب آخر من فكر كارل ماركس وهو انتقائيته في الدفاع عن المستضعفين لأنه لم يهتم على الإطلاق سوى بالعمال في أوروبا فقد كانوا بالنسبة له المستضعفين الوحيدين في العالم.
توفي كارل ماركس في لندن في الرابع عشر من آذار/ مارس عام 1883 بدون جنسية، فلم تمنحه بريطانيا جنسيتها وقامت بروسيا بإسقاط جنسيته البروسية. ولم يحضر جنازته أكثر من أحد عشر شخصا، هم بناته وأصدقاؤه وقال أحدهم في الجنازة «في الرابع عشر من مارس وفي الساعة الثالثة إلا ربعا توقف أعظم مفكر حي عن التفكير، فبالكاد تركناه بمفرده لدقيقتين وعندما عدنا إليه وجدناه نائما على كرسيه بهدوء ولكن إلى الأبد».
لم يكن كارل ماركس ثريا على الإطلاق، ولذلك فإنه لم يترك الكثير لبناته ولكن رفيق دربه انغلز ترك الكثير لهن من ثروته الكبيرة عند وفاته.
كاتب عراقي