عبد الأمير الحصيري وذكراه الرابعة والأربعون
كاظم السيد علي
الناس تحتفظ بذاكرة غنية عن سير رجالاتها ورموزها ممن يستحقون المجد والتخليد ، وواجبنا التعريف بهم امامك الأجيال الجديدة . والحصيري واحدٌ من هؤلاء الكبار .. الذين نقلوا تفاصيل الحياة اليومية إلى الشعر .لمعاناة ابناء جلدته من هموم وظلم وحرمان وجوع ، إضافة لذلك ” كان واقعيا ، جريئا ، قريبا من هموم الناس ومشكلاتهم ” هذا ما وصفه المفكر عزيز السيد جاسم . واذ تمر الذكرى السنوية ال 44 لرحيله هذا العام , وكانت بالضبط في الثالث من شباط 1978 وتمر هذا الذكرى مرور الكرام دون استذكار لهذا الشاعر والإنسان .
لماذا هذا النسيان التام ؟
الكل يعلم لقد دأبت الامم , على ان تخلد رجالها في كل المجالات, وتتخذ لهذا التخليد أنماطا شتى , من اطلاق اسمه على الشوارع والمدارس ,الى أقامت تماثيل لها تتوسط المدن إلى اقامة متحف يضم مخلفاتهم !فما احرانا ان ننشئ للحصيري في مواقفه الوطنية والتقدمية .أن نستذكره , او نبادر بإطلاق اسمه على احد شوارع العاصمة او في مدينته “النجف ” التي ولد فيها كما فعل مجلس المحافظة في اطلاق أسماء بعض الشعراء على شوارع ومدارس المدينة . واليوم هذه إسهامه متواضعة في احياء الذكرى ال 44 لرحيله ، وبانتظار ان تتبنى المؤسسات الثقافية في البلاد فكرة اقامة المهرجان السنوي, لهذا الشاعر الكبير شاعر الحياة اليومية, الذي عاش التشرد والحرمان والاغتراب في حانات وشوارع العاصمة بغداد , ما هو الا إعادة اعتبار لكل المفكرين والأدباء والكتاب والفنانين المحرومين في هذا الوطن ، وهذا ليس بغريب !وإنما تقليد سارت عليه الأمم ومؤسساتها الثقافية والاجتماعية والسياسية . الذكر الطيب للشاعر الحصيري.
كاظم السيد علي – بغداد