النفخ في قربة مخرومة .
محمد السعدي
الأوضاع السياسية في العراق وتداعياتها على كافة الأصعدة تدعوك الى الحذر والخوف من القادمات المخيفة ، وفي رأي المتابعين عن ما يجري اليوم ليس بجديد ، لكنه تصاعدت وتائره في الأونة الأخيرة على قرب موعد الأنتخابات المزمع أجرائها في حزيران عام ٢٠٢١ . الاصطفافات الجديدة التي يدعو لها بعض قادة الكتل السياسية والميليشيات الطائفية كالنفخ في قربة مخرومة ” حيال ما يجري بالواقع اليومي في الساحات العراقية والمنتديات الثقافية من رفض وتظاهرات وتحدي على أساليب وسياسات الكتل السياسية ومشاريعها الطائفية ومزاريب الفساد .
السيد مقتدى الصدر يدعو الى ترميم البيت الشيعي والاستعدادات لخوض الانتخابات حالماً بمئة مقعد نيابي ، وستكون حصة رئيس الوزراء هذه المرة من أستحقاقات التيار الصدري ملمحاً بأشارات واضحة ضد القوى المدنية والليبرالية والشيوعية ، بعد أن شكل تحالفاً معهم في دورة الانتخابات السابقة تحت مسمى ( سائرون ) ، وزج في هذا التحالف أسماً وهمياً تحت حزب الأستقامه لصاحبة السيد حسن العاقولي ، والذي بدوره أختفى تماماً بعد إنجاز تلك اللعبة السياسية ، أما القوى المدنية أو اليسارية أن صح التعبير راحت تنفخ ليل ونهار في قربة مخرومة عن أحلام السيد مقتدى الصدر في التحول الى الديمقراطية وبناء وطن حر وشعب سعيد ، كما جاء على لسان أحد المدفوعيين لقادة هذا التحالف عندما سأل في برنامج تلفزيوني عن فرص تحقيق شعار وطن حر وشعب سعيد يداً بيد مع سماحة السيد مقتدى الصدر ، ربما ما زالت لعنة بناء الاشتراكية يداً بيد مع كاسترو العراق شبحها يطاردنا أينما حللنا ، التحالفات والانتقال بها من قوى فاشية كحزب البعث الى ميليشيا إسلامية متخلفة تستدعي المراجعة والنقد والوقوف مع الذات وأعادة النظر في السياسات القديمه بعقل سياسي وفكري نظيف ومسؤول .
خطوة السيد مقتدى في تحالف ( سائرون ) مع القوى اليسارية والمدنية لم تكن من عندياته وإنما بتوجيهات من قوى طائفية أخرى لا تضمر للعراق خيراً ، رأت في ذلك بعد أن تصاعد رصيد القوى المدنية في الشوارع والساحات العراقية مقرونة بحملة كبيرة في رفض الطائفية ومحاربة الفساد ، رأت تلك القوى المتخلفة في شخص كمقتدى الصدر أن يلعب هذا الدور بسيناريو معد مسبقاً في إحباط هذا المشروع المدني والديمقراطي من خلال جملة تحولات في المطالبة في الاصلاح والتغير ، وقد أنطلت تلك اللعبة على القوى المدنية لتتحمل نتائجها السلبية في المشهد السياسي العراقي المتشرذم .
رأي في السيد مقتدى خارج قياسات التاريخ …..
(السيد مقتدى الصدر شخصية إسلامية ذات عمق تاريخي ويعمل من أجل مصلحة العراق وأنه ماض وجاد باتجاه إقامة الدولة المدنية)) رائد فهمي. سكرتير الحزب الشيوعي العراقي ).
اليوم السيد مقتدى في دعوته الطائفية بترميم البيت الشيعي لم تستجيب لدعوته تلك القوى الطائفية الشيعية في الواقع العملي وربما رافقت بعض التصريحات الإعلامية المنافقة لتلك الدعوة البائسة ، لكن في النتيجة هناك مشتركات بين تلك الكتل في موضوعات الطائفية والجهل والفساد ومحاربة القوى المدنية واليسارية وقمع التظاهرات وإغتيال الناشطين .
قبل الانتخابات عام ٢٠١٨، قام سياسي كبير في إيران، علي أكبر ولايتي، بزيارة العراق وأدلى بتعليقات تم تفسيرها على أنها ضد التحالف ( سائرون ): “لن نسمح للليبراليين والشيوعيين بالحكم في العراق” التعليقات التي انتقدها نواب عراقيون علمانيون ان لاأحد يحق له التدخل في الشؤون العراقية.
ما يقوم به اليوم التيار الصدري ومسمياته العديدة والتي تصب في مجرى واحد هو الطائفية والجهل والتخلف وبتوجيه مباشر من السيد مقتدى في قتل الناشطين والمعارضين وذو العقل النظيف المحب للعراق .
محمد السعدي
مالمو/٢٠٢١