شاحنة لنقل الماء الصافي تنقذ أثنتين من رفيقاتنا كانا في زيارة لمعتقل الزعفرانية في بغداد ربيع 1977 .
بيدر ميديا ..
شاحنة لنقل الماء الصافي تنقذ أثنتين من رفيقاتنا كانا في زيارة لمعتقل الزعفرانية في بغداد ربيع 1977
((شهيدة الشيوعية المناضلة الشابة عبلة جزعون))
مع شروق شمس أحد ايام ربيع سنة 1977 نهضت زوجتي أم نبراس مبكرة ومستعجلة وقالت لي أنا اليوم ذاهبة لزيارة أحدى رفيقاتنا المعتقلة وتعرفها أنت ( عبلة ) أخوانها أصدقاء يوسف وتقصد الرفيق ابو علي يوسف أخيها رفيق العمر ( يوسف كان صديق ورفيق ل أخوان هذه الرفيقة ولكونهم يسكنون نفس المنطقة صليخ الجديد ) , فقلت لها هي الآن في أي معتقل ولماذا معتقلة أنها صغيرة وينخاف عليها من هؤلاء الكلاب الضالة , بعدين مو أنتو وياهم بالجبهة وكان كلامي فيه نوع من التجني ! , في وقتها كنت مجمد من قبل الحزب لمعارضتي الشديدة لقيام الجبهة ,امور آخرى, المهم نظرت علي وقالت أنت ما تجوز , أني رايحة وأخذ معي أحدى الرفيقات وأنا في طريقي الى ساحة الطيران ومن هناك الى معتقل الزعفرانية للنساء لأنه ذولة الكلاب واضعين الرفيقة عبلة مع الموقوفات العاديات , لأنها بطلة ويريدون مذلتها . الطريق من بيتنا في حي الأمين الأولى بغداد الجديدة الى الزعفرانية يأخذ تقريبا بالفورتات ( سيارات تشبه الكيا تسعة ركاب صناعة ألمانية فورد تاونس ) تقريبا ساعة . كان الأطفال نائمين وقت خروج أم نبراس (***) . بعد 45 دقيقة سمعت جرس الباب وخرجت مسرعا وأذا الرفيقة أم علي ( سعاد حبة مناضلة شيوعية معروفة زوجة حسين الوردي وأخيها الشيوعي المعروف عادل حبة ) في الباب أهلا رفيقتنا تفضلي , قالت وين أم نبراس بالبيت قلت لها لقد خرجت منذ أكثر من 45 دقيقة . قالت تعزينا قلت خير ليش شكو قالت ذولة السفلة مسوين كمين الى كل واحد يروح يزور رفيقتنا عبلة ورأسا يعتقلونه , شلون هسه شنسوي قلت سألحق بها المهم أبقي مع الأطفال أنتِ . كنت أعمل مع أحد أصدقائي المرحوم محمد عبد الجبار وهو من أصدقاء الحزب أيضا في تصنيع تنكرات الماء التي توضع على لوريات الحمل لغرض نقل الماء الصافي الى قرى محافظة ديالى ( مقاولة 20 حوض لنقل الماء الى وزارة الداخلية محافظة ديالى ) وكانوا يزودونا بالسيارات كل أسبوع سيارة من نوع سكانيا شاصي تجميع مصنع الأسكندرية الواقع بالقرب من كربلاء ) كانت عندي سيارة في ذلك اليوم واقفة أما بيتي ولعدم وجود مكان امين في العمل لتركها فيه أجلبها معي , وحتى أرقام السيارة موضوعة على دشبول السيارة , ( ومكتوب عليها داخلية ) بسرعة شغلت وخرجت بأتجاه معسكر الرشيد والذي يجب علي أن أتجاوز هذا المعسكر كي أصل الى الزعفرانية . كان هناك طريقان داخل المعسكر واحد مخصص فقط للجيش ( يسمى بالربية تل محمد ) والثاني طريق عام تمر فيه كافة السيارات مرورا الى طريق ديالى القديم والعمارة بصرة الخ , كانت أرقام السيارة هي المشجع لي لأختصار المسافة مرورا من داخل المعسكر وعبر طريق خاص بالجيش ولوجود رقم داخلية على دشبول السيارة لا أحد يوقفني في ربية المعسكر وعليه أن هذا هو الطريق الذي يمكنني فيه الوصول خلال وقت قصير الى معتقل الزعفرانية المشئوم , المهم أجتازيت المعسكر ويا ريح أسرعي وخلي اللوري يصير طيارة !! وصلت أمام المعتقل والذي يقع على الشارع العام للمنطقة وقرب البيوت السكنية للمواطنين , وقفت لحظات أنظر الى الشارع وباب المعقتل بريبة وكان الهدوء يخيم على المنطقة , صباحا ولا أحد لا في الشارع ولا باب المعتقل غير شرطة الحراسة , وأذا بسارة فورد تاونس تقف بجانبي وتنزل منها أم نبراس وأحدى الرفيقات , صحت بصوت عالي وين رايحة تعالي , بكل هدوء وب ابتسامة من أم نبراس قالتها ها مليوصة و قلت لها أي مليوصة يلة تسلقي أنت والرفيقة سيارة السكانيا وصعدوا الى جانبي في قمارة السكانيا ( اللوري كان الصدر فيه عالي ولازم على الشخص التسلق على درجه ) أنقذنا اثنتين من الرفيقات ولكن بقت الرفيق عبلة في السجن ,
تلك الأيام مرت علينا وهي صور لتاريخ الشعب العراقي وكل الشيوعيين ..
المناضلة الشيوعية المقدامة الشهيدة عبلة جزعول , أستشهد معها ثلاثة من أخوتها كونهم شيوعيين متمسكين بحزبهم ووقوفهم بوجه فاشية النظام الفاشي البعثي ,,
– تم القبض عليهم في النصف الثاني من عام 1980 وظهرت اسماؤهم في قوائم الاعدام بعد سقوط النظام وقد اعدموا عام 1994.
– هادي عبد جزعول موظف في مصرف الرافدين.
– عادل عبد جزعول موظف حكومي- عسكري مكلف عند القبض عليه.
– سعد عبد جزعول طالب جامعي.
المجد والخلود للعائلة المناضلة والموت والخزي والعار للمجرمين القتلة البعثيين الفاشست ومجرمي العصر من عملاء الاحتلال
كريم / 24/2/2021