محمود شكاره
سعاد خيري
القابضة على العراق
كالقابض على جمر النار
المقابلة الاعلامية، التي اجراها الاعلامي عامر ابراهيم في فضائية الشرقية نيوز، مع المناضلة الوطنية والشيوعية سعاد خيري “سعيدة مشعل” ، اخذتني الى سبعينيات القرن الماضي،حينما عملنا سوية في العمل الصحفي في جريدة طريق الشعب، عبر المكتب الصحفي التابع للجنة تنظم بغداد للحزب الشيوعي العراقي ، اذ كانت سكرتارية المكتب الصحفي مكونة من سعاد خيري لقيادة السكرتارية وكلا من المناضلة ام راءد “زوجة الشهيد عبد الرحيم شريف” وابراهيم المشهداني ومحمود شكارة ،اعضاء السكرتارية
لقد تعلمنا من المتاضلة سعاد ،قيم الاخلاص آلى والتفاني والعزيمة على انجاز العمل والمسؤوليات المناطة بنا، وقبل هذا واهم من هذا ربتنا علي قيم الوطنية وحب الوطن وعشق تراب العراق ، لقد كانت سعاد تتغزل بالعراق حتى الوجد ، وليست مصادفة ،ان تنحاز لوطنها العراق هي وزوجها الراحل زكي خيري ،ابان اختلال القوات الايرانية لشبه جزيرة الفاو ، مثلما دافعنا ، نحن في المنبر الشيوعي ، عن الوطن ولم يكن هناك تنسيق اذ كنا مفصولين من الحزب وبشكل تعسفي،بينما لم يكن زكي خيري وزوجته سعاد مفصولين ولكن المضايقات عليهما في تزايد حتى اضطرا الى طلب اللجوء في السويد .
لقد عملنا في المكتب الصحفي بحماس وعزيمة ، اذ بلغت مساهمتنا في تحرير ” جريدة طريق الشعب” 25% علما اننا جميعا في المكتب متبرعون ولا نتقاضى اي مبلغ ،والفضل كله يعود الى المناضلة سعاد خيري ,اذ كنا اسرة واحدة لم نشعر ان هناك رءيس ومرؤوسين ومن كثرة تعلقنا بمناخ العمل السايد الذي احدثته سعاد،اصبح تواجدنا في مقر هيءة تحرير طريق الشعب يوميا
ايام الهجمة البربرية ،اثر انقلاب شباط الدموي عام 1963 ،تعرضت الى الاعتقال والتعذيب ثم سفرت الى خارج العراق بسبب ديانتها اليهودية فلم تجد دولة بالعالم تستقبلها لعدم امتلاكها جواز سفر ، الا اسراءيل ،ولكن سعاد خيري رفضت الذهاب الى اسراءيل وفضلت المكوث في سجون العراق على الاقامة فيها ، وبعزيمتها المعهودة واصرارها على العودة الى البلد الذي تعشقه وان تعيش في سجونه،اعيدت الى العراق واودعت السجن
اين نحن الان من عراقية سعيدة مشعل ” سعاد خيري” هذه المناضلة الوطنية والشيوعيه الباسلة التي عجن العراق في دمها
محمود شكاره
