الدكتور ضرغام الدباغ .
يتيح لك الكومبيوتر والأنترنيت مع الفضول الثقافي والمعرفي، وشيئ من المهارة بأستخدام الكومبيوتر، فعل ما لم ليس بالحسبان، والحصول على مواد لا نهاية لها. وخلال هذا الإبحار الممتع الذي لا تكل منه ولا تمل، بل أنك تنسى أحياناً مواعيد مهمة، بما في ذلك تناول الطعام. وإذا كان نهمك للثقافة يتحول إلى متعة وإدمان، فأنك سوف تشد إلى المقعد أمام شاشة الكومبيوتر وتمنح أشرعتك للريح … لتأخذك إلى بحار وخلجان بعيدة، وجزر خرافية وصور وألوان وقصص وأساطير مذهلة …!
عثرت في إحدى هذه الجولات على صورة لبغداد الحبيبة / 1919، ورسامها أسم غير مشهور، على الأقل بالنسبة لي، ومعرفة الأسم وكيفية كتابته بصورة صحيحة باللغة الأجنبية، قد يكون المفتاح الذي يوصلك لنتائج كثيرة. ولحسن الحظ فإن أسم دونالد هو شائع في الثقافة الأنكلوسكسون، وكذلك أسم ماكسويل، ولذلك يسهل كتابته والعثور عليه، ولكن بنفس الوقت ستجد فيضا من الشخصيات بهذا الأسم بينهم سياسيون، وفنانون، وأدباء، ولكن عليك أن تتحلى بالصبر لتصل إلى مبتغاك … وحقا وصلت إلى ملفات دونالد ماكسويل… فمن هو هذا الذي أحب بغداد ورسمها في عدة لوحات ……..
دونالد ماكسويل كاتب ورسام بريطاني (1877 ــ 1936)، أشتهر بوصف رساماً طبوغرافياً (الطبوغرافيا هو علم تضاريس الأرض) رسم صورا كثيرة بيعت بعضها بأسعار جيدة، سافر إلى الهند والمشرق.كان قد درس الفن في عدة معاهد، عمل كمراسل صحفي. معظم كتبه هي عن رحلاته في أوربا والمشرق : بلاد ما بين النهرين، وفلسطين، والهند. طبعت رسومه ووضعت في عربات السكك الحديدية، وساعد ذلك في ذيوع شهرته.
في هذه الحقبة التي نشط فيها ماكسويل ككاتب ورسام، حقق الكثير من شهرته من خلال الرحلات في وقت كان المشرق يعج بالرحالة والمغامرين والباحثين الآثاريين، وشذاذ الآفاق، والباحثين عن الشهرة، والجواسيس أيضاً، فقد كان العالم والمنطقة على أبوب الحرب العالمية الثانية، وهناك دائماً من يبحث عن دور يسند إليه في هذه المعمعة. وفعلا البعض نجح في مساعيه وعرفوا كهواة آثار وبرحالة، أو كضباط أستخبارات ومنهم أشتهر لورانس الذي لقب بلورنس العرب.
هذه الصورة التي أقدمها لكم هي واحدة من أشهر رسوم ماكسويل عن بغداد والعراق.