لاأمل في إجراء إنتخابات في العراق .
محمد السعدي
مرة أخرى أن أجد نفسي امام سلسلة محنة الإنتخابات في بلدي العراق لكثرة التداول في ألفاظها وتضارب الأراء حولها والنتيجة المرجوة منها واحلامها الوردية في ظل تداعيات وضع العراق الخطير منذ إحتلاله عام ٢٠٠٣ من قبل الغزاة الامريكان والعراقيين المتعاونين مع أجندته في تحطيم وحدة العراق الوطنية رغم شبح الدكتاتورية ، لكن كانت هناك لحمة وطنية وإرادة جماعية في المواطنة والإنتماء .
لا أمل في إجراء انتخابات قال الكولونيل ……
فقال له الطبيب: لا تكن ساذجا أيها الكولونيل. فقد أصبحنا كبارا على انتظار المسيح المخلص.
غابريل غارسيا ماركيز من رائعته ” ليس لدي الكولونيل من يكاتبه ”
حسب لوائح حكومة الكاظمي هناك تلاعب صريح بمواعيد الانتخابات رغم الوعود التي أعطيت عنها والاعلان التقريبي عن مواعيدها منذ أنطلاقة أنتفاضة تشرين البطلة وأسقاط حكومة عبد المهدي والمجيء بالولد مصطفى الكاظمي كمشروع لزعزعة الازمة في العراق من خلال تلبية بعض مطاليب المنتفضين في ساحات العراق والكشف عن فرق الموت التي تغتال في وضح النهار ناشطيه أنتفاضة تشرين وللأسف الشديد لم تتوقف الى اليوم ولم ولن يتم الكشف عن القتلة المعروفين من قبل أبناء شعبنا ، وقد تركت جائحة كورونا ظلالها السلبية على حركة وتنسيقات ثوار تشرين مما أستغلتهاالحكومة لصالحها من أجل تفتيت رص صفوف ثوار الانتفاضة مع الأساليب التي أتخذتها حكومة الكاظمي بالتنسيق مع قادة الميليشيات وفرق الموت وعصائب الاغتيالات ، وفضلاً عن ذلك العمق الإيراني في التدخل بمصير العراقيين في رسم مستقبل بلادهم بالتوافق مع الدور الامريكي بتحقيق أجندته في العراق . سيناريو القضاء على بوادر الانتفاضة لم يعد مجدياً بما تفرضه ساحات العراق يومياً من تظاهرات وإحتجاجات تطالب بحزمة من حقوقها المدنية والطبيعية ، وفي تقدير نقدي للمتابعين بقوة أنطلاقها مره أخرى في رسم مستقبل جديد للعراقيين ، لانه دوافع وأسباب إنطلاقها ما زالت قائمة بل أزدادت قبحاً وألماً .
ما معنى أن تكون هناك إنتخابات على ضوء التداعيات المفروضه الآن في ساحات العراق من فساد ومحاصصة وميليشيات وغياب دولة القانون تحت أجنحة ربع الله . وأن قامت فما الجدوى من ورائها ” فهي أولاً لم تكن خياراً ديمقراطياً . فالمفوضية العليا المستقلة للانتخابات تدار من قبل الاحزاب المسيطرة ومليشياتها في رسم خارطة جديدة للعراق وفق أجندات وتعهدات لاتمس الى مصلحة الشعب العراقي ، فمقاطعة الانتخابات بهيأتها الحالية وتعبئة الناس في مقاطعتها سيساهم بلا شك في أسس وطنية جديدة لمصلحة العراق والعراقيين .
يقول فيودور دوستويفسكي ” أحيانا لا يريد الناس سماع الحقيقة لأنهم لا يريدوا رؤية أوهامهم المحطمة .
شريحة هامة وواعية من العراقيين ، باتت تدرك جيداً الأعيب الاحزاب وميليشياتها من أجل الامساك بكراسي السلطة عبر أساليب شرعية محتالة الإنتخابات أحدى الواجهات يعني النفوذ والفساد وفرق الموت ، حيال هذا الدمار اليومي يتصاعد الرفض الشعبي ( العفوي ) تجاه ممارسات وأساليب رؤساء المليشيات والطوائف التي تتحكم في أدارة البلاد والعباد ، وهذا كله يحدث وسط غياب تام لقوى مدنية وديمقراطية تتبنى تطلعات الجماهير بل تعبأتها باتجاه المصير المشترك من خلال تبني برامج وأهداف ومصالح الجماهير . فعلى القوى الخيرة المدنية والديمقراطية وتنسيقات تشرين في البلاد أن تعمل من أجل مقاطعة تلك المهزلة التي تسمى الإنتخابات من أجل تضييع الفرصة على الاحزاب والميليشيات الفاسدة في إعطاء شرعية لها بأدارة أمور البلد تحت واجهة الإنتخابات .
محمد السعدي
مالمو/أبريل٢٠٢١