ورقة عمل لحركة وطنية عراقية جديدة (3)
نزار رهك
سرية التنظيم وعلنية المواقف والبرامج والاهداف:
لكي لا تكون الحركة الوطنية الجديدة لقمة سهلة وسائغة لاعداء الوطن يجب ان تكون سرية التنظيم و خيطية الهيئات وشبكية الاتصال و لا تعلن اسماء او معلومات تواجد هيئاتها بوسائل التواصل الاجتماعي و يجب ترميز المفردات التي تفلترها القوى المعادية بوسائل التنصت التي تغزوا بها العالم .
سرية التنظيم لا تلغي العمل الديمقراطي كما هو المعتاد في كلاسيكيات العمل الحزبي حيث كان المناضلون يخوضون المخاطر ويسلمون بالاخير لحاهم لشخص مشبوه تختاره لهم قيادة ساقطة.
العمل الوطني ينتج قادته والاحرص على التنظيم وحمايته هو الاجدر على القيادة وبكسب ثقة المناضلين. وتاريخنا الوطني يزخر بمئات المناضلين الذين استرخصوا حياتهم حرصا على سرية التنظيم وحماية اسرار العمل لان تحرير الوطن هو اسمى ما يطمح له المناضلين وشعار (لماذا نموت من اجل الوطن ؟ )والذي حاول ان يروج له عملاء السفارة في انتفاضة تشرين تمت مواجهته بدماء الشهداء التي صرخت (نريد وطنا حرا ) ولن نعيش في وطن كالعبيد. احرار جئنا ولحرية وطننا نموت وكان حشدنا الشعبي قد لبى نداء الوطن الذي استباحته الدواعش الامريكية الصهيونية.
ان العراقيين مبدعون في ايجاد الصيغ والاساليب الملائمة التي تتناسب و المواجهة الامنية التي تنتظر التنظيم الوطني. الحرص على سرية الاسماء و العناوين والمناطق و تاريخ الفعاليات السياسية و ارقام التلفونات والمهنة والعمر وغيرها مما توحي للآخر بكشف بعض مما يجب اخفائه هو سر نجاح وامان العمل الوطني .. وعلى ان نكون على مبدأ ثابت ان عدونا أشرس واعنف و فاقد للاخلاق والانسانية وعلى استعداد ان يرتكب جرائم تفوق جرائم صدام حسين ونظامه البائد ويد الاستعمار دائما ملطخة بدماء الشعوب .
هذه السرية لاتمنع من اثارة الموضوعات والافكار والآراء وتجربة العمل الى العلن و بجميع وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي وكذلك اعادة نشر البيانات والنشرات الاخبارية واضافة مواقف التنظيم ضمنيا بهذا الحدث او ذاك ونشر اخبار النضال الوطني في الساحات والمعارك .. وكذلك فضح تحركات العدو و نشر ما يمكن من اسراره , دعما للمقاومة الوطنية و مناضلي التنظيم واعلامييهم ايضا.
السرية التنظيمية والاهداف المعلنة هي علاقة ديناميكية لتجاوز المعوقات وشراسة العدو .. وهي تعني ايضا ابدأ العمل ولا تنتظر احدا لانه منشغل بحلقاته التنظيمية ايضا ومن جميع الحلقات ستتجمع الفعاليات ومنها تتكون القيادة … الشارع والميدان هو من سينتجها. وحتى الكتاب والفنانين و اساتذة الجامعات هم جزء من هذا الشارع السياسي وذاك الميدان . وكلما كثر الحشد كلما ازدادت حصانة التنظيم وقويت سرية حلقاته.
علينا الاسراع بالعمل قبل ان يأتي (الاماراتي) الأسرائيلي وجهازهم الاجرامي المعروف ويخرب وحدتنا وامكانية اعادة تنظيم صفوفنا وصياغة ارادتنا الجمعية .