سعدي يوسف ..
المكانُ يشبهُ وادياً
يشبهُ بستاناً
يشبهُ دوحةَ صحراءٍ
مرّتِ الأفيالُ أولاً،
ثم جاءَ دورُ الأيائلِ
أَلقتْ علينا بعضَ أسرارِ المسكِ، وارتحلتْ
الليلةَ بيضاء والنمورُ السود تُقيمُ حفلتَها
كانت النارُ عاليةً
وكنتَ تأتي بصحبةِ الغانيةِ السمراء
ذات الشعرِ المنفوشِ،
ذات النشيدِ الأحمرِ
ذات الأفاويهِ والطيوبِ…
«مضى الليلُ في جذلِ الأشجارِ على جناحِ السرعةِ
ثم حلّ النهارُ
ذلولاً كانتِ المغنيةُ السمراء
خضراءَ
تركتْني أتقطّر مستحلَباُ من نحاسٍ…»
هكذا جئتَ تخبرُنا، أنتَ الذي تأتي لنا بالنار
«لونُ السماء تغيّرَ
والأرضُ والنهرُ تساوقا
تماثلا
لم أدرِ أيّهما النهر
أيّ أرضٍ
أيّ ورقٍ من الأشجارِ كان المهاد…»
الريحُ تعولُ في الغابةِ
وأنت تحملُ النارَ، تُغني مع الغانية.
كاتب عراقي