الهمجية الإسرائيلية… وسلوكها النازي!
مشهد مروع شاهدته في نشرة الأخبار في إحدى القنوات التلفزيونية الفرنسية.. كما شاهده الملايين. طائرة إسرائيلية تقصف المبنى الفلسطيني في غزة وتهدمه بأكمله فوق رؤوس سكانه من أطفال ونساء ورجال.. في استعراض لقوتها الحربية.
وقلت لنفسي: يا للتغول الإسرائيلي وغطرسة القوة! لكن بعد نصف دقيقة شاهدت المبنى المجاور الذي هدموه وهو يُدَك أيضاً بالقنابل ويتم هدمه بأكمله فوق رؤوس الفلسطينيين المقيمين فيه بكل أعمارهم من نساء ورجال وأطفال. هذا إلى جانب هدم المستوطنين لبيوت الفلسطينيين في القدس وسواها.
وبعدها استمعت إلى نشرة أخبار «إذاعة الشرق» في باريس، وحاور المذيع سفير فلسطين في باريس الأستاذ سلمان الهرفي، وقال كل ما يمكن قوله حول اللجوء إلى الأمم المتحدة وتكلم بلغة حضارية عقلانية.
أتساءل: من سيقف ضد التوحش الإسرائيلي في فلسطين المحتلة؟
حتى في أماكن العبادة!
من أساطير إسرائيل أن لها حصة في المسجد الأقصى وتجد ذريعة لمهاجمة المصلين المسلمين على يد المستوطنين.
إسرائيل تهدم بيوت الفلسطينيين أو تحتلها وتطرد أهلها.
ما يدور في الأرض المحتلة لا يطاق، وردّة الفعل على ذلك الهول كله فاترة، وحتى المصلي في المسجد الأقصى لم ينج من الهمجية الإسرائيلية.. ونحن نتكل على ردة فعل العالم ضد ذلك.. لكن «ما حك جلدك مثل ظفرك». والموقف العربي الفاتر صار في حاجة إلى تضامن حتى من قبل الدول التي في طريقها إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وما أشد حاجتنا إلى موقف فلسطيني وعربي موحد!
حلم «الوحدة العربية»… كرادع
تأسس في بيروت منذ أعوام طويلة «مركز دراسات الوحدة العربية»، ولكن كل يوم يمر يمزق ذلك الحلم الكبير.. ولو كانت الأوطان العربية كلها متفقة الكلمة من المحيط إلى الخليج لكان لموقفنا الموحد كعرب كلمة في مجلس الأمن الدولي ضد التوحش الإسرائيلي. وإذا كانت إسرائيل قد سمت مرتفعات الجولان السورية باسم الرئيس الأمريكي المنحاز لها السيد ترامب، فإنني أخشى من بناء فندق فيها يحمل اسم بايدن!
ما حالنا كعرب؟
بعض أقطارنا مشغول بحروبه المحلية عن قضية فلسطين والتمدد الإسرائيلي في أرضها العربية.. وكان ياما كان حلم «الوحدة العربية»، وبعض أقطارنا يكاد يطالها التقسيم في حروبنا المحلية! ومعذرة من القارئ لأنني أكره كتابة ما يسبب له الغم، ولكن الحقيقة يجب أن تقال، على الأقل بين وقت وآخر!
لماذا حلال على الرجل لا المرأة؟
زوجة الرئيس الأمريكي السابق ترامب تصغره بعدد كبير من السنوات، يكاد يعادل التي تكبر فيها بريجيت زوجها رئيس الجمهورية الفرنسية ماكرون، ولكن الصحافة الفرنسية والعالمية تتحدث عن زواج رئيس الجمهورية الفرنسية الشاب ماكرون وإخلاصه لزوجته التي تكبره بكثير من الأعوام يساوي الأعوام التي يكبر فيها ترامب زوجته. لماذا حرام على المرأة الزواج ممن يصغرها إذا رغبت في ذلك. ولماذا تعرضها باستمرار للتذكير بفارق السن، أما الرجل فمن حقه أن يتزوج من هي أصغر سناً منه بكثير دون أن يلحظ أحد ذلك أصلاً؟
من زمان، حين تزوجت المطربة اللبنانية صباح من شاب يصغرها سناً (قامت قيامة) الصحافة الفنية اللبنانية، لكنني دافعت عنها، ودام زواجها هذا سنوات طويلة.. والأمثلة كثيرة عن زيجات كهذه، فلماذا لا نترك العشاق يتزوجون بسلام مع امرأة تكبرهم سناً؟ ومتى نعامل المرأة العاشقة كما نعامل الرجل؟
نار الغيرة مشتعلة دائماً
ضحكت حين قرأت نصيحة الصحافية «فاليري تريريفاير» إلى الممثلة «جولي غاييت» بأن تعشق لاعب كرة قدم (رغبي) بدلاً من رئيس سابق للجمهورية الفرنسية! والمعروف أن فاليري كانت (محظية) الرئيس السابق للجمهورية السيد فرانسوا أولاند، حتى أنه جاء بها للإقامة معه في قصر رئاسة الجمهورية (الإليزيه) دونما زواج، وصارت تعتبر السيدة الأولى في فرنسا، لكنه صار فيما بعد يخونها سراً مع الممثلة جولي غاييت، ويغادر قصر الرئاسة على دراجة نارية متنكراً خلف حارسه الشخصي، ليقضي لياليه مع عشيقته الجديدة جولي!
لكن العشيقة في قصر الإليزيه فاليري لم تغفر. وبعدما هجرته ألفت كتاباً بعنوان «شكراً لك على تلك اللحظة» وعادت إلى عملها كصحافية في مجلة «باري ماتش». والرئيس السابق يعيش اليوم مع جولي غاييت، ويقال إنه على وشك خيانتها!
وعلى الرغم من انقضاء أعوام على تلك الحكاية، ما تزال نار الغيرة متقدة في قلب فاليري ضد التي انتزعت منها رجلها رئيس الجمهورية السابق، ويبدو أن نار الغيرة لا تعرف الإطفائي، وربما لذلك أخفى رئيس الجمهورية الفرنسية السابق فرانسوا ميتران عشيقته آن بانجو، واحتفظ بذلك سراً حتى افترسه مرض السرطان وصار على وشك الموت، ووقتها فقط أعلن أن له ابنة لا شرعية هي مازارين من عشيقته آن!
لكن زوجته الشرعية ووالدة أبنائه أخفت غيرتها بعد موته، وتعاملت مع ابنته اللاشرعية، وحتى مع عشيقته السابقة آن، بكثير من السلوك الحضاري… في المقبرة خلال دفنه حيث حضرتا.أمور كهذه لا تحدث في بلادنا.. إذ قد يتزوج الرجل زوجة ثانية غالباً.. أيهما أفضل؟ في نظري، من الأفضل عدم إخفاء الأولاد اللاشرعيين. واليوم مثلاً، نجد عدة أولاد لاشرعيين لأمير موناكو، أو ملك إسبانيا. وإثبات صدقهم أو كذبهم لم يعد صعباً في عصرنا العلمي وتحليل الـ»D.N.A» حيث تفضح نقطة دم الأسرار كلها.
القراء والزمن!
منذ ربع قرن بعثت لي إحدى القارئات خفيفات الظل ببطاقة طريفة طولها أكثر من نصف متر، لا أدري كيف أوصلها البريد إلى عنواني الذي حصلت عليه يومئذ من (مجلة الحوادث) أيام كانت تصدر، وهكذا رددت عليها شاكرة.. وصارت البطاقات البريدية التي ترسلها لي تصغر يوماً بعد آخر، ثم صارت تراسلني بإعجاب بواسطة الفاكس، فهي تعيش في عاصمة عربية.. وبعد طول انقطاع، وصلتني اليوم رسالة تهنئة بعيد الفطر بواسطة (إيميل) ابني، وتقول فيها إنها لم تعد تستعمل الفاكس، فقد تجاوزه الزمن، وهذا صحيح.. من طرفي، سأذعن لطبيب العيون الذي منعني من معاقرة الشاشة المضيئة، وأشكر قرائي الذين يكتبون لي تعليقاتهم على إيميل «القدس العربي» فأنا أعرف أن كل شيء يتبدل مع الزمن، وكل اختراع يلغيه الآتي.. وأحاول التكيف مع واقع الزمن!