بعد ماكرون… من يصفع السيد الرئيس في العالم العربي؟ وشابان فلسطينيان يتحديان الموت!
بيدر ميديا.."
بعد ماكرون… من يصفع السيد الرئيس في العالم العربي؟ وشابان فلسطينيان يتحديان الموت!
تداولت وسائل الإعلام العالمية صورة وفيديو تلقي الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، صفعة أثناء مصافحته عددا من المواطنين خلال زيارته جنوب شرق فرنسا.
وكان الرئيس يزور أصحاب المطاعم في المنطقة، بمناسبة تخفيف القيود المفروضة لمنع تفشي فيروس كورونا.
هذا ما أكده قصر الإليزيه في بيان نشره موقع «سي أن أن» يوم الثلاثاء.
ونشرت قناة «بي أف إم» التابعة ل_سي أن أن» صوراً للرئيس الفرنسي. وهو يسير إلى جانب حاجز معدني، مصافحاً عدداً من سكان قرية «تان لورميتاج» في مقاطعة دروم، جنوب شرق فرنسا حين تلقى الصفعة.
أما المهاجم فكان يقف خلف الحاجز، وفجأة مد يده وضرب ماكرون على خده الأيسر، معترضاً بأعلى صوته على وجود الرئيس هناك، ومطالباً بأنها «ماكرون» ، في إشارة إلى المرحلة السياسية التي تشهدها فرنسا الآن في ظل رئاسة ماكرون.
لكن الحرس الخاص بالرئيس الفرنسي ألقى القبض عليه فوراً بعد أن أسقطه على الأرض، وطوق رجال الأمن والحراسة ماكرون واصطحبوه بعيداً عن الأنظار.
يبدو أن المهاجم كان قد جهز نفسه مسبقاً لصفع الرئيس، فقد سُمِع وهو يصرخ قبل دقائق من حصول الحادثة:
«Montjole! Saint Denis» ! تلك هي صرخة الحرب التي كانت تعرف في العصور الوسطى أثناء مرحلة عائلة «Capetian» المالكة التي حكمت فرنسا بين القرنين الـ10 والـ18.
اعتقلت الشرطة الفرنسية الرجل الذي ضرب ماكرون بتهمة «العنف ضد شخص يشغل منصباً عاماً في السلطة الفرنسية» حسبما قال مكتب المدعي العام في مدينة فالنس ل_»سي أن أن».
كما استهجنت زعيمة أقصى اليمين، مارلين لوبان، الاعتداء على الرئيس، قائلة إن الاعتداء الجسدي على ماكرون «غير مقبول» وأن الاعتداء على الرئيس قد يكون دافعه سياسي، لكن العنف مدان ومستنكر في بلد ديمقراطي.
يبقى السؤال: ماذا لو حصلت هذه الحادثة في العالم العربي؟ ترى كيف كانت ستتعامل معها السلطات ووسائل الإعلام؟
بغض النظر عن همجية التصرف وعن عدوانية السلوك، إلا أن القانون الفرنسي وفر الحماية الكاملة للمعتدي. بل إن القضاء الفرنسي سيوكل له محامياً للدفاع عنه أمام المحكمة.
لو حصلت هذه الحادثة في العالم العربي لتم حفر قبر المهاجم وحفر قبر عائلته وكل المقربين له في الدقيقة نفسها. وقد تتحول عملية الاعتداء إلى مؤامرة خارجية على الأمن الداخلي للبلاد. ولكانت اتهمت القوى الغربية والخفية بالوقوف وراء الحادثة التي نالت من رأس الدولة.
سبق أن شاهدنا أيام تظاهرات ثورة 17 أكتوبر/تشرين الاول في لبنان حملات القمع التي شهدها عدد من المناطق من قبل القوى الأمنية، واعتداء مرافقي ومناصري المسؤولين على المتظاهرين، التي طرحت يومها علامات استفهام كثيرة حول حماية المتظاهرين وتحرّك السلطات القضائيّة لمحاسبة المعتدين عليهم.
لم ننس كيف أطلق مرافقو وزير التربية أكرم شهيب النار على متظاهرين في وسط بيروت، بعد هتافهم ضد الوزير: «حرامي».
يومها خرج مرافقه من السيارة وهو يصرخ. ثم أطلق الرصاص في الهواء. ماذا كان سيحصل إذن لو صفعه أحد، كما حصل مع أعلى مسؤول في الجمهورية الفرنسية؟
الحياة أقوى من الموت
هناك شعوب لا تموت. بل تنبت لها أجنحة وترتفع إلى السماء لتغني.
هناك شعوب لا تستسلم بل تقف فوق ركام أحلامها شامخة لتحلم من جديد.
ألا تذكرون «التايتانيك» ؟ وكيف استمرت الفرقة الموسيقية بالعزف رغم غرق السفينة؟ إنها الحياة التي هي أقوى من الموت.
غزة دمرت بصواريخ العدو المجرم. أطفالها استشهدوا وانتشلت أشلاؤهم من تحت الأنقاض.
لكن شبانها لم يفقدوا أحلامهم.
لم تقتل تلك الصواريخ طموحهم. بل تشبثوا به بقوة ليقفوا من جديد.
انتشرت مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي قصة شابين فلسطينيين بنيا شركة صغيرة حجراً حجرا. وضعا فيها كل ما يملكون من أفكار وأحلام. وعملا بجهد لتحقيق أهدافهما لمدة 15 سنة.
لقد صنعا وبنيا معاً كل المعدات حتى أصبحت جاهزة للعمل.
لكن صواريخ العدو الإسرائيلي لم ترحمهم، ودُمّرت تلك الشركة دفعة واحدة.
هكذا تحول مشروعهما إلى كومة تراب في غمضة عين.
ولم يبق من الشركة سوى كمبيوتر قديم وجد بين الحجارة. لكن فرحتهما به كانت كبيرة جداً.
يقول أحد الشابين:أ «قف الآن على ركام مكتبي.. مفارقة هزلية لكن الحمد لله نحن مستمرون..».
كان الشاب محمد قدادة، المؤسس والمدير التنفيذي للشركة، جالساً في منزلة حين اتصل به صديقه لينقل له خبر إخلاء البرج استعداداً للقصف.
أما شريكه محمد مطر فقد خرج يبحث عن أي أدوات سليمة بين الركام. يخبرنا بحرقة أنه لم يبق للأدوات أثر. الدمار شامل.
كانت الشركة المتخصصة في الخدمات الالكترونية والبرمجة وتصميم المواقع تعيل عشرات الموظفين. واليوم أصبحوا جميعهم بلا عمل! لم يتوقف الشابان عن زيارة موقع شركتيهما المدمر، ربما للملمة أحلامهم المبعثرة واستعادة الذكرى الجميلة التي كانت يوماً باب رزقهما.
هناك فوق تلة من الحجارة قررا عدم الإستسلام للواقع المؤلم، وترميم شركتهما والانطلاق من جديد.
هكذا وضعا خطة لمزاولة العمل من جديد.
يقولان: «صحيح إن الأدوات دمرت لكن العزيمة والهمة حاضرتان». وهكذا تحديا الدمار وقريباً سينهضان بشركة جديدة تثبت للعالم أن الشعب الفلسطيني لا يهزم، بل ينهض دائماً كطائر الفينيق من بين الرماد.