حوار مع طيب الذكر المناضل الشيوعي البارز آرا خاجادور
رفيقي العزيز ابا طارق / تحية طيبة / 30/ 4 /2015
وجهة نظر حول وضع الحركة العمالية اليسارية العراقية
الحركة العمالية العراقية اليسارية أراها اليوم في أضعف حالاتها من حيث التمزق والانشقاقات . والطامة الكبرى هو تأسيس احزاب شيوعية بأسماء مختلفة وعددها يزيد عن عشرة أحزاب تسمى شيوعية هل هي دكاكين أو كتل سياسية هدفها الأساسي تدمير حركة العمال اليسارية في العراق وكما هو الحال الذي وصل به الوطن العراقي من تمزق وانحلال . هل هذا ناتج عن سياسة مدروسة ونهج مبرمج من أعداء العراق في خلق كهذا أحزاب ودكاكين سياسية أم أنه صراع فكري بين قوى سياسية مشبوهة وأخرى تتبنى الاتجاه الصحيح / رفيقك ابو نبراس
الرفيق العزيز أبو نبراس
أولا أشكرك على التواصل الدائم، وإن كان في فترات متباعدة نسبياً، لا شك في أن الأوضاع الراهنة للقوى التقدمية عامة ليست كما يتمناها المضحون والمناضلون.
نعم في مثل هذه الظروف يحتاج الجميع الى شد أزر بعضهم البعض الآخر، من أجل تجاوز مرحلة الإنحسار، قد تخف وطأة الحالة القائمة عند النظر الى ما مر به شعبنا والشعوب الأخرى في فترات التراجع والإنحطاط السياسي والإجتماعي، ولم تكن الثورة في أي فترة من التاريخ المكتوب تسير في خط مستقيم، هكذا هي طبيعة طريق التقدم، وفي ذلك عزاء أو جبر خاطر لكل ثوري.
أيها الرفيق العزيز في بعض دول أمريكا اللاتينية قد مضى على ثوراتها المسلحة قرن كامل مازالت في طريق الثورة الواعدة، وتتحول القارة بأكملها تقريباً الى فصيل متقدم في حركة الشعوب ضد الهيمنة والتسلط الإمبرياليين.
إن صدمة الإنهيارات التي ضربت شرق أوروبا والشرق الأوسط تحتاج الى بعض الوقت لمتصاصها، ومن ثمة يجري ترميم المعنويات، وقهر الثورة المضادة التي إتخذت من السخرية سلاحاً ضد قوى التغيير الإجتماعي.
أنا لا أشعر بوجود خطر من تتعدد الأحزاب، التي تدعي الشيوعية عن وجه حق أو عن غير ذلك، على الرغم من تأكيداتنا السابق على القول: إذا وجد حزبان شيوعيان في بلد واحد فأحدهما إنتهازي. هذا الموقف قد يكون مقبولاً وصحيحاً في حالة الهجوم على حزب شيوعي حقيقي، والعمل على تدميره أو إضعافه على الأقل، من خلال خلق حزب شيوعي شكلي أو وهمي أو بلغة المرحلة الحالية فضائي.
لماذا لست قلقاً الآن من هذه الظاهرة؟.
عدم قلقي الحالي يقوم على حقيقة أن مواصلة النضال ليس بالأمر الهين، ولا يمكن أن يواصله من هو ليس على إستعداد للتضحية، لأن العدو الطبقي لا يحتمل حتى الأحزاب الشكلية إذا رفعت بحق راية العمال، وهنا سوف يحصل الفرز موضوعياً وعلى أرض الواقع. لقد درسنا بعض الرفاق وأنا الواقع التنظيمي لهذه الأحزاب، التي تحمل عناوين شيوعية، ووجدنا في كل هذه القوى بغض النظر عن حجمها الحقيقي ودورها النضالي وسمعتها الثورية فيها عناصر من أروع الناس وأكثرهم صدقاً وصلابة ولا سيما الشباب منهم، وإن إتخاذ مواقف عدائية من تلك القوى لا يخدم نضالنا العام، وربما تأتي اللحظة المناسبة ليجد هؤلاء جميعاً أنهم في صف واحد، خاصة إذا وجد رفاق يملكون هذا التصور عن تلك العناصر، وهذا عامل موضوعي للإصطفاف الجديد والمطلوب دون التفريط بأحد، وإعلم أيها الرفيق العزيز أن المناقشات على الطريقة اللينينية سوف تفل فعلاً قد لا نقدره حالياً حق تقديره الضروري. وإن من يريد أن يناضل بشكل حقيقي لا يمكن أن يعيش في دكان للتكسب، الثوري قد يُخدع ولكنه في كل الأحوال لن يُخدع طويلاً.
شكري مرة ثانية، والى اللقاء. 30/4/2015