وثائق تكشف عملية نهب أرض في الموصل كانت تملكها المعمارية العراقية الراحلة زها حديد
الموصل ـ انطاكيا – “القدس العربي”: اخر ضحايا عمليات التزوير العقاري والاستيلاء الممنهج على الممتلكات في الموصل، كانت أ رض من ميراث المعمارية الراحلة العالمية زهاحديد، اذ تشير وثائق حصلت “القدس العربي” على نسخة منها، إلى تزوير مستندات تهدف لنقل ملكيتها من خلال عقد بيع مزور للأرض التي كانت ورثتها المعمارية الراحلة زها حديد من والدتها وجدها لوالدتها من عائلة الصابونجي.
وتتفشى ظاهرة الاستيلاء المنظم على العقارات والممتلكات في نينوى مع شيوع نفوذ ما يعرف بـ”المكاتب الاقتصادية” لفصائل الحشد والاحزاب، ما أدى إلى قرار بإغلاق دائرة التسجيل العقاري في أيسر الموصل لعدة شهور بداية هذا العام، قبل أن تعيد وزارة العدل افتتاحه، بعد عمليات تحقيق موسعة أشرفت عليها هيئة النزاهة، اعتبرت فيها أن دائرة التسجيل العقاري الأيسر في الموصل “طابو الزهور” أكثر الدوائر فساداً في العراق وفق بيان صادر عن الهيئة، كما اعتقلت هيئة النزاهة في آذار من عام 2019 المديرالسابق للتسجيل العقاري في الجانب الأيسر، فرحان طه حسين بتهمة التلاعب والتزوير بعد أن ورد اسمه ضمن لجنة تقصي الحقائق التي شكلها البرلمان العراقي.
وفي مقابلات أجرتها “القدس العربي” مع مسؤول قانوني في محافظة نينوى، وإداريين في التسجيل العراقي، فقد حصلت المهندسة المعمارية الراحلة زها حديد على هذا الأرض كإرث بعد وفاة والدتها التي تملك هذه الأرض من والدها الصابونجي “جد زها حديد من والدتها” المتوفى قبل تعداد 1957، وتعرف هذه الأرض بـ”بستان الصابونجي”، وموقعه: الموصل قرب منطقة الرشيدية المتاخمة لسهل نينوى، 33 دونما، رقم القطعة 26، مقاطعة 37 “بعويرة”، تاريخ السند 13/2/2014.
ويقول مسؤول مطلع “ان عمليات البيع والشراء تمت بعقد بيع مزور تاريخه 3/6/2014 .
في ذلك الوقت كانت الموصل تعيش معارك وحظر تجوال خلال مرحلة الحراك الشعبي وقبيل دخول التنظيم، وبعد تدقيق صحة السند فيما يخص بستان الصابونجي تبين أنه مزور، وغير صحيح، كما أن عمليات نقل الملكية قبل دخول تنظيم الدولة للمدينة كانت متوقفة آنذاك، حيث عمدت الحكومة المحلية إلى ايقاف جميع عمليات البيع والشراء ونقل الملكية في مديرية التسجيل العقاري “طابو الأيسر”، بعد ان حصلت هناك عمليات تزوير كبيرة خصوصا بعد استعادة المدينة من سيطرة تنظيم الدولة”.
ويقول مصدر آخر “مؤخرا بدأت جهات تابعة للحشد بتقطيع الأرض وبيعها، كما أن هناك قسام قانوني حول هذه الأرض من محكمة بداءة الشيخان (قضاء تابع للموصل) لا نعلم مدى صحته ولكن على الأرجح هو مزور، هم زوروا هذه الوثائق بهذا التاريخ بعام 2014، لأن البحث عن صحة صدور هذه الوثائق صعب كونها أُحرقت وأُتلفت بعد دخول تنظيم الدولة”.
وفي تصريح صحافي سابق لمعاون محافظ نينوى للشؤون الإدارية، رفعت سمو، لشبكة رووداو العراقية، أعلن عن حصول العديد من عمليات التزوير لوثائق تسجيل عقارات سكنية وأراضي زراعية وغيرها من الأملاك والعقارات في مديرية التسجيل العقار بأيسر الموصل، وأنه تم تسجيل عشرات الشكاوى في هذا السياق.
وفي مطلع العام 2021 أغلقت وزارة العدل العراقية مديرية التسجيل العقاري في الموصل الأيسر (طابو الزهور) بعد القبض على عصابة تزوير، حيث صرحت شرطة نينوى لوسائل الإعلام أن “المديرية المذكورة ستغلق “لشهرين اعتباراً من 10 كانون الثاني 2021، بعد القبض على عصابة تزوير وتلاعب بالأراضي ضمت أكثر من عشرة متهمين غالبيتهم من الموظفين لثبوت وجود الكثير من التلاعب والتزوير في أضابير التسجيل العقاري”.
وفي تموز من عام 2019، شكل رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي لجنة مشتركة من هيئة النزاهة والأمن الوطني، للتحقيق بشبهات فساد في دائرة الطابو، لتصدر مذكرات اعتقال بحق معقبين غير مجازين يروجون لمعاملات دون الحصول على توكيلات قانونية، كما اعلنت مديرية أمن الموصل في شهر تشرين الثاني 2019، عن اعتقال مدير دائرة التسجيل العقاري فرع الساحل الأيسر للموصل، بتهم فساد وتزوير.