الحشد اليوم والأسئلة الصعبة
علاء اللامي
بصراحة وصدق أسأل، لأتفادى شخصيا التشوش في الرؤية التحليلية؛ وقبل أن أطرح أسئلتي وتساؤلاتي أسجل أنني أعرف أن هذا الكلام قد لا يعجب الكثيرين، وقد لا يجرؤ آخرون على تقبله وقراءته، إنما يكفيني أنني أطرح أسئلتي وأبحث لها عن أجوبة حقيقية غير تلفيقية، فمن شاء قرأها وحاول مقاربتها أو الإجابة عليها معي ومن شاء أهملها وآثر السلامة، فالأسئلة كما أعتقد تبقى أكثر إيجابية لأنها متحركة ومفتوحة بعكس الإجابات المغلقة والمكتفية بذاتها:
لقد كنت – وما أزال – أفرق كغيري من أصدقاء وكتاب يرفضون دولة المكونات وحكم المحاصصة الطائفية والاحتلال والوجود العسكري الأجنبي، أفرق بين الحشد الشعبي والمليشيات “الفصائل الولائية”، فأدافع عن الحشد المؤلَف من متطوعين مستقلين من أبناء الفقراء والكادحين ساهموا بفعالية في انقاذ العراق وشعبه من اجتياح داعش، واتحفظ على دور ووجود الفصائل المسلحة الولائية خارجه، وخصوصا تلك التي تورطت أو اتهمت بالتورط في جرائم قتل أو فساد وسرقة منشآت حكومية ففككتها وباعتها في السوق السوداء، ولكنني اليوم أتساءل؛
*حين نتكلم اليوم عن الحشد، فأي حشد نقصد، أهو الحشد العتباتي أو كما يسمونه أحيانا “حشد المرجعية” الذي خرج رسميا من قوام الحشد الدستوري ورفض المشاركة في العرض العسكري يوم أمس في محافظة ديالى على الحدود الإيرانية، أم نقصد ما تبقى من الحشد المؤلَف في غالبيته من كتائب الفصائل المعروفة بأسمائها وأرقامها؟
*هل هناك حشد آخر من المتطوعين المستقلين ونحن لا نعلم عنه شيئا، وأية نسبة أو قوة يشكل؟ أتساءل صادقا ودون أدنى غمز أو لمز أو تلميح لأي جواب أو موقف مسبق ومَن كان لديه معلومة أو تحليل مفيد فليتكرم ويقدمه وسأناقشه معه بطيبة خاطر كسائر قراء هذه الأسطر.
*إن هذه الأسئلة تقودنا الى أسئلة وتساؤلات أخرى تتفرع عنها، منها مثلا:
-إذا كان الحشد العتباتي قد انفصل عن الحشد الرئيس أو الأصلي، فهو مؤلف – منطقا- من المتطوعين المستقلين الذين لبوا نداء المرجعية وفتواها، وعليه؛ ألا يتناقض ذلك مع موقف المرجعية نفسها التي لم تفتِ بتشكيل حشد أو أي قوة مسلحة أخرى تحت أي اسم بل أفتت بالتطوع في القوات الأمنية الحكومية المنهارة، فكيف ترتضي المرجعية اليوم تشكيل وانفصال حشد آخر باسم الحشد العتباتي وتنقلب على فتواها؟
– وإذا كان جلُّ المتطوعين المستقلين حزبيا قد ذهبوا في حشد العتبات، أ فليس مَن تبقوا في الحشد الرسمي الدستوري هم عناصر الفصائل الولائية؟
– ألا يعني ما حدث تقسيما عمليا للحشد؟ ألم يكن هذا التقسيم قائما حتى قبل انفصال كتائب العتبات؟
– ألا يحمل الإصرار على بقاء الحشديين كجسمين عسكريين أيديولوجيين دينيين، ألا يحمل هذا الإصرار هدفا آخر، أو قد يقود إليه تلقائيا، لتشكيل جيش بديل أو مواز للجيش الحكومي الرسمي؟ وإلى متى ينبغي أن يبقى هذا الجيش البديل أو الموازي؟
– وإذا كان الجيش الحكومي غير جدير بالثقة في الدفاع عن البلاد والشعب حتى الآن، فهل تصح مطالبة البعض اليوم بحل الحشد – أو الحشدين – أو إدماجهما في الجيش الحكومي الذي لم نشهد منذ هزيمة داعش أي محاولة جادة لإصلاحه أو تطويره وطنيا؟ وهل يمكن تطوير وبناء جيش وطني في نظام حكم طائفي توافقي تابع للأجنبي؟
– وأخيرا فإذا كنتُ شخصيا قد رفضت وسأرفض مستقبلا أي استهداف أميركي صهيوني لأي فصيل عراقي سواء كان داخل بنية الحشد أو خارجها، وأرى أن من حق أي عراقي، فردا كان أو جماعة، أن تقاوم وتتصدى بالسلاح للاحتلال والوجود الأجنبي الأميركي وغير الأميركي، فهل يكفي هذا الموقف لتجنيب البلاد صدمات وصدامات سياسية وامنية متوقعة طالما بقي هذا النظام المكوناتي الفاشل والتابع للأجنبي والذي تقوده عصابات من اللصوص والعملاء والفاسدين؟
-وأخيرا، وبمناسبة العرض العسكري باسم الحشد في ديالى أتساءل: هل كان يليق بالحشد الشعبي وتضحياته الكبيرة خلال تحرير العراق من عصابات التكفيريين الدواعش هذا العرض المرتجل والشديد البدائية والتلفيق، حيث عرضت فيه ضمن ما عرض كراديس من أشخاص يضعون عمائم شيعية وأخرى لأشخاص يرتدون أزياء وقبعات يزيدية وكراديس أخرى يحمل عناصرها الصلبان على صدورهم تتقدمهم صورة لوحة للسيدة مريم العذراء؟ هل يريدون إقناع الجمهور الذي “يعرف البير وغطاه” بأن الحشد الشعبي يمثل جميع الطوائف والقوميات العراقية، في حين تغيب عنه مكونات كبيرة كالكرد الذين لديهم جيشهم الخاص “البيشمركة” ويغيب عنه العرب السنة في غالبيتهم الساحقة؟ أ ليس في هذا التلفيق الساذج والذي كان سائدا أيام عراضات واستعراضات النظام السابق إساءة لتضحيات مقاتلي الحشد من المتطوعين الشجعان؟
*الصورة عن قناة العالم الإيرانية للعرض العسكري الذي أقيم باسم الحشد يوم السبت 26 حزيران الجاري. رابط تقرير قناة العالم:
لقد كنت – وما أزال – أفرق كغيري من أصدقاء وكتاب يرفضون دولة المكونات وحكم المحاصصة الطائفية والاحتلال والوجود العسكري الأجنبي، أفرق بين الحشد الشعبي والمليشيات “الفصائل الولائية”، فأدافع عن الحشد المؤلَف من متطوعين مستقلين من أبناء الفقراء والكادحين ساهموا بفعالية في انقاذ العراق وشعبه من اجتياح داعش، واتحفظ على دور ووجود الفصائل المسلحة الولائية خارجه، وخصوصا تلك التي تورطت أو اتهمت بالتورط في جرائم قتل أو فساد وسرقة منشآت حكومية ففككتها وباعتها في السوق السوداء، ولكنني اليوم أتساءل؛
*حين نتكلم اليوم عن الحشد، فأي حشد نقصد، أهو الحشد العتباتي أو كما يسمونه أحيانا “حشد المرجعية” الذي خرج رسميا من قوام الحشد الدستوري ورفض المشاركة في العرض العسكري يوم أمس في محافظة ديالى على الحدود الإيرانية، أم نقصد ما تبقى من الحشد المؤلَف في غالبيته من كتائب الفصائل المعروفة بأسمائها وأرقامها؟
*هل هناك حشد آخر من المتطوعين المستقلين ونحن لا نعلم عنه شيئا، وأية نسبة أو قوة يشكل؟ أتساءل صادقا ودون أدنى غمز أو لمز أو تلميح لأي جواب أو موقف مسبق ومَن كان لديه معلومة أو تحليل مفيد فليتكرم ويقدمه وسأناقشه معه بطيبة خاطر كسائر قراء هذه الأسطر.
*إن هذه الأسئلة تقودنا الى أسئلة وتساؤلات أخرى تتفرع عنها، منها مثلا:
-إذا كان الحشد العتباتي قد انفصل عن الحشد الرئيس أو الأصلي، فهو مؤلف – منطقا- من المتطوعين المستقلين الذين لبوا نداء المرجعية وفتواها، وعليه؛ ألا يتناقض ذلك مع موقف المرجعية نفسها التي لم تفتِ بتشكيل حشد أو أي قوة مسلحة أخرى تحت أي اسم بل أفتت بالتطوع في القوات الأمنية الحكومية المنهارة، فكيف ترتضي المرجعية اليوم تشكيل وانفصال حشد آخر باسم الحشد العتباتي وتنقلب على فتواها؟
– وإذا كان جلُّ المتطوعين المستقلين حزبيا قد ذهبوا في حشد العتبات، أ فليس مَن تبقوا في الحشد الرسمي الدستوري هم عناصر الفصائل الولائية؟
– ألا يعني ما حدث تقسيما عمليا للحشد؟ ألم يكن هذا التقسيم قائما حتى قبل انفصال كتائب العتبات؟
– ألا يحمل الإصرار على بقاء الحشديين كجسمين عسكريين أيديولوجيين دينيين، ألا يحمل هذا الإصرار هدفا آخر، أو قد يقود إليه تلقائيا، لتشكيل جيش بديل أو مواز للجيش الحكومي الرسمي؟ وإلى متى ينبغي أن يبقى هذا الجيش البديل أو الموازي؟
– وإذا كان الجيش الحكومي غير جدير بالثقة في الدفاع عن البلاد والشعب حتى الآن، فهل تصح مطالبة البعض اليوم بحل الحشد – أو الحشدين – أو إدماجهما في الجيش الحكومي الذي لم نشهد منذ هزيمة داعش أي محاولة جادة لإصلاحه أو تطويره وطنيا؟ وهل يمكن تطوير وبناء جيش وطني في نظام حكم طائفي توافقي تابع للأجنبي؟
– وأخيرا فإذا كنتُ شخصيا قد رفضت وسأرفض مستقبلا أي استهداف أميركي صهيوني لأي فصيل عراقي سواء كان داخل بنية الحشد أو خارجها، وأرى أن من حق أي عراقي، فردا كان أو جماعة، أن تقاوم وتتصدى بالسلاح للاحتلال والوجود الأجنبي الأميركي وغير الأميركي، فهل يكفي هذا الموقف لتجنيب البلاد صدمات وصدامات سياسية وامنية متوقعة طالما بقي هذا النظام المكوناتي الفاشل والتابع للأجنبي والذي تقوده عصابات من اللصوص والعملاء والفاسدين؟
-وأخيرا، وبمناسبة العرض العسكري باسم الحشد في ديالى أتساءل: هل كان يليق بالحشد الشعبي وتضحياته الكبيرة خلال تحرير العراق من عصابات التكفيريين الدواعش هذا العرض المرتجل والشديد البدائية والتلفيق، حيث عرضت فيه ضمن ما عرض كراديس من أشخاص يضعون عمائم شيعية وأخرى لأشخاص يرتدون أزياء وقبعات يزيدية وكراديس أخرى يحمل عناصرها الصلبان على صدورهم تتقدمهم صورة لوحة للسيدة مريم العذراء؟ هل يريدون إقناع الجمهور الذي “يعرف البير وغطاه” بأن الحشد الشعبي يمثل جميع الطوائف والقوميات العراقية، في حين تغيب عنه مكونات كبيرة كالكرد الذين لديهم جيشهم الخاص “البيشمركة” ويغيب عنه العرب السنة في غالبيتهم الساحقة؟ أ ليس في هذا التلفيق الساذج والذي كان سائدا أيام عراضات واستعراضات النظام السابق إساءة لتضحيات مقاتلي الحشد من المتطوعين الشجعان؟
*الصورة عن قناة العالم الإيرانية للعرض العسكري الذي أقيم باسم الحشد يوم السبت 26 حزيران الجاري. رابط تقرير قناة العالم: