أفغانستان ….. إذا حلت المقادير بطلت التدابير
الدكتور/ ضرغام الدباغ
ھذه ھي مقالتي الثانية بعد ھزيمة امريكان في أفغانستان، وھي ھزيمة متوقعة. ليس ن حركة طالبان عظيمة لدرجة أنھا استطاعت أن تھزم قوة عظمى كالو6يات المتحدة في ذروة صعودھا ومعھا حليفاتھا ، في مرحل ة القطبية ا6حادية والعولمة و . 6 تخلو حركة طالبان من مكامن قوة طبيعية مكنتھا من إحراز ھذا وا أموا6 ًا6نتصار التاريخي، فامريكان استخدموا قنابل تذيب الجبال، قفوأن يشترون بھا انس والجن، ولكن أيضا القصو ى داخليا بتناقضاتھا العميقة، ً وھذا مھم، أن اIمبريالية العالمية بلغت درجة ا6ھتراء وخارجيا تفوق ا6قتصادي لصالح مراكز أخرى . ً خسرت مكانة ال حضرت مرة مؤتمرا دوليا في كلية الحقوق ــ جامعة روما / إيطاليا، والموضوعة اساسية فيه حق الشعوب في المقاومة، والشعب العراقي كمثال. ولكن المؤتمر تطرق إلى حا6ت عديدة، منھا مقاومة الشعب افغاني لXحتXل امريكي/الغربي وموضوعات طابعھا قانوني/ فلسفي، ومن تلك، تأكيد أن 6 يوجد احتXل شريف مھما كانت الذرائع، والقوة الشعبية اخXقية (بالدرجة اولى) بوسعھا أن تتصدى aله الحرب المتقدمة وتھزمھا، نھا تتمتع بالقوة المادية التاريخ . ية أحد المتداخلين، قلل من قيمة المقاومة افغانية ن الطابع الديني ھو الغالب، ھذه قوة روحية يتمتع بھا الشعب، يوحد بھا صفوفه، وينتصر على من يحاول احتXله .. فقاطعه أحد الشيوخ من أساتذة القانون من اIيطاليين، وھو شيوعي مخضرم، ونھر المتكلم بشدة، وقال ھل يعني أن ھناك قوة تسمح لبلد أن يعتدي على بلد آخر ويصادر استقXله، إن مقاومة ا6حتXل أي احتXل ھي قضية مشروع و ة بأي وسيلة متاحة . إذن فا6حتXل ومآله يقع في مدى التحو6ت المادية التاريخية، وفي افق المنظو وليس البعيدر، وا6مر ليس بقضية نظرية خيالية و. من البديھي أن سيناريو انتصار حركة مقاومة شعبية على تحالف قوى عالمي كالو6يات المتحدة وحلفاءھا، سوف لن يتوج بسقوط العاصمة واشنطن، أو بروكسل (مقر الناتو)، بل النصر يتحقق بعجز القوى ا6ستعمارية / اIمبريالية من تحقيق ما تريد، وما تريده ھو القضاء على جذوة الحرية لدى الشعب وإلحاقه في مخططاتھا. وقد تحطمت أكف المتدخلين وتكنولوجيتھم الحربي ة المتقدم ، ة من القرع على البوابات الخشبية ال/ فو6ذية لكابل وقندھار وقندوز، وبادرو ا بھذه اللغة أو تلك بالطلب : رجاء أسمحوا لنا بجمع حوائجنا والفرار ..! ضاعت مئات المليارات وضحاياھم في الھواء …وھذا برھان آخر وعبرة أن مصير أي احتXل ھو الزوال، وأعوان ا6حتXل وأذنابه ھو التبخر في الھواء الطلق ! ….. اaن رحل المحتل … ومن كان يعتقد أن ا6حتXل سرمدي تبين أنه جاھل، ومن كان يعتقد أن الشعب يبدل قياداته الوطنية ( أي كان صنفھا) بحكومة المكدونل والھامبرغر تبين أنه غشيم …ومن أعتقد أن القتل والتدمير والسجن وا6غتيال مفيد، تبين أنه غبي 6 ي فھم التاريخ .. ثم أن ا6حتXل أخذ معه أفضل كXبه من المتعاونين ( من غير المعقول أن يأخذھم كلھم)، وترك الباقين لتذروھم الرياح، تحت شعار “ھم قبضوا أتعابھم الو ، حمار يموت بكروته ، ” ماذا سيفعل بقية المتعاونين ماذا سيفعلون .. النظام العمXء الذي أقامه امريكان 6 يريد أن يصدق أن الحلم انتھى، وھيا انقلعوا إلى اماكن التي جئتم ً طالبا السماح والعفو …وأرجح أن طالبان ً باكيا ً خاضعا منھا، سائر الناس : البعض منھم سيأتي راكعا اليوم، ھي غير طالبان قبل 20 عام خلت. التجربة الكبيرة لھا دروسھا، ھناك من لعب دور الخادم والمتملق، واجير ھذا قضيته سھلة …وھناك من الخونة من تبلغ درجة الصفاقة والوقاحة به درجة عالية، فيريد أن يحجز تذكرة ليشارك في حفل ا6نتصار …ھذا أيضا قضيته سھلة، وھناك من الخونة من تلطخت أيديھم بدماء الشعب مقابل حفنة دو6رات وھذه مسألة فيھا نظر و ، لكن ھناك من الخونة والمتعاونين من يريد أن يتطاول فيناكف الثورة الظافرة المظفرة المنتصرة و6 تعرف ما يريد بالضبط … سوى إثارة المتاعب وھؤ6ء سينالون من يكفي أن يلزموا جحورھم … قوى اقليمية ھالھا أن تكون أفغانستان حرة، فھم يفضلون التعامل مع القوي الذي 6 يحترمھم، بدل قوة إقليمية واعدة، ستحاول أن تضع لھا موضع قدم، وأن يكون لھا في العرس قرص … ھذه ستفشل وتنكفئ خاسئة خاسرة. الروس سينظرون بعين من يترقب اھوال … ويتردد ون بين لعبة الحوار والسياسة، وأستعرض العضXت، مع أنه جرب لغة فرض القوة، والنتائج كانت مأساوية . سيفوز من أدرك قواعد حركة التاريخ بالعلم والثقافة، أم بالسليقة … وبالحكم والثقافة الشعبية (جولة الباطل ساعة وجولة الحق إلى قيام الساعة) ولم ترھبه قعقعة السXح … وسيساھمون في خلق أفاق جديدة فغانستان ولعموم المنطقة، وأرجح أن نھاية ا6حتXل امريكي فغانستان سيكون فاتحة لمرحلة جديدة فغانستان وللمنطقة، ھذه الخطوة اولى فحسب …..! ـــ خسائر امريكان في أفغانستان : • من القتلى / خ ل المعارك : 1897 قتيل . • قتلى حوادث : 415 قتيل . • من الجرحى والمعوقين :أكثر من 660,20 جريح ومعاق . • مجموع القتلى 2312 قتيل • حرب استنزاف طيلة 21 عاماً، خسروا خلھا ما بين 800 مليار و3 تريليونات دور، بحسب مصادر مختلفة، ليقرروا أخيراً انسحاب منھا دون أن يتمكنوا من القضاء على عدوھم الصغير (حركة طالبان). َرت ِ • دمروا أشياء مثل السيارات المدرعة وأكثر من 15000 ُ قطعة أخرى من المعدات التي اعتب ملكية زائدة. • تقرير لمجلة Militarytimes ا0مريكية بعنوان “الحرب ا0فغانية كلفت أكثر من تريلوني دور أمريكي و240 ألف قتيل ،” فصل تلك الفاتورة اعتماداً على تقرير أمريكي رسمي صادر عن وزارتي الدفاع (البنتاغون) والخارجية. • التقرير تكلفة إرسال القوات ا2مريكية إلى أفغانستان منذ عام 2001 وحتى نھاية 2020 وأعداد تلك القوات، إضافة إلى ا2موال التي أنفقھا البنتاغون والخارجية 6دارة الصراع وع5ج ومساعدة العسكريين ا2مريكيين الذين أصيبوا ھناك، ويخلص التقرير الصادر الجمعة 16 أبريل/نيسان الجاري إلى أن الفاتورة المالية تتخطى حاجز 2 تريليون دور أمريكي. • وعن تفاصيل ا2موال وجد تقرير تكاليف الحرب أن البنتاغون ضخ 933 مليار دو=ر من خ5ل صندوق التمويل الطارئ للعمليات العسكرية عبر البحار، بينما باقي المبلغ الضخم جاء في صورة 443 مليار دو=ر من ميزانية البنتاغون السنوية وزياداتھا المخصصة لدعم الحرب في أفغانستان منھا 296 مليار دو=ر لرعاية قدامى المحاربين، إضافة إلى 59 مليار دو=ر من صندوق التمويل الطارئ الخاص بوزارة الخارجية و530 مليار دو=ر لتغطية فوائد وأقساط عاما.ً القروض التي حصلت عليھا الوزارتان لتغطية نفقات الحرب على مدى 20 • ورصد تقرير آخر لھيئة ا6ذاعة البريطانية BBC تفاصيل أخرى لتلك الفاتورة تمثلت في أنه بحلول عام 2018 بلغ ا6نفاق السنوي على القوات ا2مريكية في أفغانستان نحو 45 مليار دو=ر، بحسب ما قاله مسؤول كبير في البنتاغون للكونغرس ا2مريكي في ذلك العام، ووفقاً لوزارة الدفاع ا2مريكية بلغ إجمالي ا6نفاق العسكري في أفغانستان (من أكتوبر/تشرين ا2ول من عام 2001 وحتى سبتمبر/أيلول من عام 2019 (778 مليار دو=ر. • ورصد تقرير آخر لھيئة ا6ذاعة البريطانية BBC تفاصيل أخرى لتلك الفاتورة تمثلت في أنه بحلول عام 2018 بلغ ا6نفاق السنوي على القوات ا2مريكية في أفغانستان نحو 45 مليار دو=ر، بحسب ما قاله مسؤول كبير في البنتاغون للكونغرس ا2مريكي في ذلك العام، ووفقاً لوزارة الدفاع ا2مريكية بلغ إجمالي ا6نفاق العسكري في أفغانستان (من أكتوبر/تشرين ا2ول من عام 2001 وحتى سبتمبر/أيلول من عام 2019 (778 مليار دو=ر
