القرارات السياسية في الولايات المتحدة حسابات خاطئة، ونتائج كارثية
الدكتور / ضرغام الدباغ
يسود ا اعتق د في بلداننا، أن القرار السياسي امريكي عملية دقيقة معقدة . فالمعلوم أن ھناك حلقات وقنوات ودوائر عديدة (بالطبع متفاوتة في اھمية ) معنية بھذا امر، تدقق وتناقش، وتفحص، من أجل أن تصدر القرارات صائبة خالية من أدنى خطأ. كما يساھم في العملية، إنضاج القرار بصيغه ابتدائية والمتقدمة (، حين يدور امر عن خيارات متعددة، بدرجات تصعيد مختلفة)، علماء وفIسفة واستراتيجيون، وقادة عسكريون أذكياء مجربون محنكون وخبراء أمن، دورھم ھو العمل على إنضاج الخيارات، وحساب ردود افعال : من يحتمل أن يكون معنا، أو ضدنا، أو يقف على الحياد لحين، أو غير مكترث، أو عديم القدرة على إبداء رد فعل يستحق اعتبار . وبالطبع أن ھذه التقديرات تخلو من المبالغة، وبعض من ذلك بسبب أن العقل الشرقي ميال تلقائيا للمبالغة، من جھة، ومن جھة أخرى، فإن معلوماتنا وإدراكاتنا عن الويات المتحدة تحملنا على ا اعتق د أن قدراتھا ھائلة وغير نھائية. وامريكان أنفسھم بأعتبارھم المالكون لھذه القدرات ً الكبيرة من بالطبع بد أن يكون ھناك شيئا الغرور والعجرفة في اتخاذھم لقراراتھم، وربما ھناك من القادة السياسيون ً أخر م )ى ن والعسكريون (من بلداننا وبلدانا يعتقد أن قناعات وقرارات القيادة امريكية، ھي إرادات سامية وقرارات يجب أن تنفذ وتسود . ودون ريب أن قدرات الويات 3 المتحدة ھ ي كبيرة، وبالفعل تشارك قنوات وجھات عديدة في إنضاج وصياغة القرارات السياسية، ولكن إذا فكرنا بشكل براغماتي، يقيتو م دقة وصواب عمل ھذه القنوات من خل النتائج النھائية ( ، واميركان يقربون السياسية بالنظريات وا[يديولوجيات العقائدية ) فإننا سنIحظ أن أ اعم لھا حافل ة باخطاء، فطالما سمعنا من مسؤولين أمريكان إدانتھم لقرارات كبرى سبق وأن ا تخذت ،ةقباس تادايقھا وتعثر سبيل تحقيقھا، بل آلت إلى فشل ذريع، وأحيانا . فھل أخطأت كل ھذه القنوات والفIسفة ً يصح وصفھا بالھزيمة والشخصيات والقادة، والمؤسسات استخبارية والعلمية ؟… لا( ص غ :ةرو ف ھو ،مياتلا ةلجم / ةيسايس ةميق لثمت ي إعمية 3 مث ،ةمھم ح لا ظ ص ةمدقملا يف ةرو ةربكم صو دج ةمھم ةل3د هلو ت تاھ ،اً ف ر@ا ىلع ىقلم ض ادكأ ، س لماك بارخو ةزجنم ريغ تافلم ھ )لو@ا مويلا( ةملكو ،طابحإو Lل مدختست ةلمج ي )ةثراكلا دعب لو@ا مويلا ةراش ً، أو بعبارة أدق وأعترف أن شيئ من ھذه القناعات كانت عندي أيضا، ولكنھا ابتدأت تتضاءل تدريجيا وأكثر وضوحا وتلك المصداقية (credibility ( . ترى ما السبب في ذلك، ھل ھو ً بدأت تفقد ذلك الوھج بسبب قناعتي أن الويات المتحدة ھى العدو اول للعراق وامة العربية، أقول … كI ،فأنا منذ أن منعا لتباس) ً امتھنت السياسة صرت أحب أحد و أكره أحد. وامتھان السياسة، وسوف أو ضحھا ( لI ً على عملي السياسي، وتعزز ذلك بعد أن ً، أتقاضى راتبا ھي عندي ابتدأت منذ أن صرت موظفا دبلوماسيا درست السياسة كعلم على أيدي علماء جھابذة، وتعلمنا أن نتعامل مع القضايا السياسية كحات (Cases( و عIقة ل}مر بالمزاج تايونعملاو ، بل أن يأ قضية سيصيبھا عطب شديد إذا مرت اھيعل نسائم المزاج والعواطف . ولكن ھل بوسع السياسيين أن يتخلوا عن المزاج وأحكام الھوى …. ؟ يفترض نعم … وبالمقدار الذي تتسلل في العواطف في السياسة سيلحق العطب أو الوھن بالموضوع / القضية. ولكن ھذا يعني أن السياسي يعمل بدون قلب …! بالتأكيد أنه يحب بلده، ومخلص لھا، ً لكي يخدمھا أفضل خدمة. ولكن بالوسائل المفيدة . وبأساليب ولقضاياھا، وعليه أن يعمل، ويعمل كثيرا جدا ً) صار نصيب حكم الھوى يتضاءل علمية ناضجة، ليضمن لھا النجاح و . منذ السبعينات (1973 فصاعدا ً في أحكامي وتصوراتي السياسية. أن المرء يتعلم وكنت منذ بداية عملي في السياسة كحزبي، أعلم تماما عن سبيلين أثنين : • العلم . • التجربة . إذا كان العلم موجود في الكتب التعليمية، وفي الجامعات، فالتجربة تستمد مصادرھا، من تجاربك الشخصية، وتجارب غيرك، وتجارب الغير تشاھدھا أمامك، أو تسمعھا، أو تقرأھا في كتب ومصادر التاريخ الرصينة. وھكذا ابتدأت تتراكم في الفك ر التجارب والدراسة والقراءة الكثيفة، وھي المسؤولة عن ً الكثير . ومن الكتب المھمة التي تلقي ً مزيد من الرؤية العميقة فكريا وعمليا . من التجارب تعلمت مبكرا اضواء الكش فةا على السياسة امريكية : ــ كتاب: (نغودين خاكفين: عجز التقنية امريكية في فيثنام، بيروت 1968 (قرأت بدقة كيف تجرد ا م ارق قشو ر وتھريج البربوغاندا . في ھذا الكتاب، تحليل مادي علمي كيف أن صمود الشعوب، يوقع التقدم التكنولوجي بالعجز، وأن تعميق النضال وتوسيعه يشتت قوى العدو ويضعفھ .ا وبھذا المعنى، قال القائد غيفارا ” بد من فيثنام ثانية وثالثة يقاع الھزيمة بامبريالية “. في وقت حق، وحين تعمقت دراستي السياسية، قرأت كتب ةريثك ا مھمة ومن تلك : ــ نشوء الويات المتحدة. وھذا كتاب ينبغي أن يقرأ بعمق ليطلع الدارس على اصول التاريخية لنشأة الويات المتحدة ودور القوى المختلفة في ھذه العملية (. باللغة المانية / مترجم ). 4 ــ مذكرات الجنرال امريكي روبرت ھويزر” أياديكم ملطخة بالدماء ” عن دور الويات المتحدة في الثورة ايرانية عام 1979 .) باللغة المانية/ مترجم ). ــ مؤتمر بوتسدام / 1945 ،وفي ھذا المؤتمر يIحظ الكثير من المساعي امريكية واستخفافھا وغدرھا حتى بحلفاءھا المقربين ( . باللغة المانية/ مترجم ). ــ امبراطورية امريكية، كلود جوليان،(رئيس تحرير صحيفة الموند الباريسية)، وفيھا حقائق مذھلة عن القرارات امريكية السياسية واقتصادية . ــ استراتيجية للغد، ھانسون بالدوين ( باحث أمريكي)، وھذا كتاب يوضح أصول القرار السياسي امريكي في حقبة الحرب الباردة . ــ محاضرة للمستشار الماني اسبق ھيلموت شمت، التي تنبأ فيھا بضعف متواصل للويات المتحدة وعجزھا عن كسب معاركھا ( . باللغة المانية / مترجم .) ــ عقد من القرارات، وليم كوانت . Uljanowiski, A.: Der Sozialismus und die befreiten ةرر ( ،ةيكارتش نادلبلاو حتملا ــ ا ( Länder, Berlin 1973 ــ بريماكوف، يفغيني: تشريح نزاع الشرق ا(وسط، دمشق 1979 وأعمال أخرى كثيرة أكثر من أن تحصى، وفي اتجاھات متعددة، أوصلتني لقناعة أن ليس من الضروري أن يتمتع القادة السياسيون والعسكريون امريكان بالنزاھة التامة كما نتصور . و بالعبقرية التي نعتقدھا، ً من الفشل واخفاقات وتراجع مكانة الويات المتحدة السياسي وإ بماذا نفس ر الحجم الكبير جدا واخIقي قبل اقتصادي ر ، ا مغ يثكلا مادختس ف .ةيلاملا ةوقللو ،ةقوفتملا ةحلسملا ةوقلل ادج وقد قرأت تقارير عديدة ومن مصادر ممتازة، تشير بدقة إلى تورط قب نويسايس ةداق ض و ،يلام داسف ايا ضباط من القوات المسلحة امريكية، بتھريب المخدرات (أفغانستان) وتورط آخرين بغسيل اموال، وتھريب الذھب واحجار الكريمة، وفي العراق كانت البيوت التي تتعرض للتفتيش (ي سبب و) تتعرض لسرقة اموال النقدية ، الدور والعمIت الصعبة، والذھب، والتحف. وقد تعرضت دوائر عراقية كثيرة لسرقة ا[ثار الخيالية السعر، وقضايا تحف من القصور الرئاسية، وآثار وأعمال فنية (لوحات ومنحوتات ). وكنت خIل دراستي وإقامتي في ألمانيا قد أطلعت على معلومات ومعطيات مؤكدة، أن الجنود امريكان (بشكل خاص من قوات احتIل) من ، سرقوا ونھبوا الكثير جدا التحف لأ ماني ة التي كانت حتى احتIل ً من البلدان الراقية والثرية في العالم. عدا الموجودات من العمIت الصعبة في البنوك . أما عن تورط العسكريين في جرائم حر و ،ةدابإو ب اغتصاب، فھذه أكثر من أن تعد وتحصى، في ألمانيا وفي كوريا، وفيثنام والعراق وأفغانستان حصر لجرائم اعتداء واغتصاب والقتل والتعذيب حتى الموت، وحتى إقامة مجازر بإشرافھم المباشر، أو بتوجيه أذنابھم من العمIء المحليين . وفضائح السجون السرية، او نتھاكات غوانتنا .مو أما على الصعيد السياسي، فI تتورع القيادات امريكية من استغIل امم المتحدة ومجلس امن ،ً استغI ًفأساليب الضغط على الدول اعضاء كثيرة ومتنوعة، تبدأ من الضغط، إلى التلويح بشعا والتھديد، إلى عرض مزايا ( قروض)، وصوً إلى تقديم الرشاوي، وھناك شبكة لھا امتدادات خيالية، وأبعاد مذھلة . فعلى سبيل المثال كشفت احداث صدفة، وأ من خIل صحفيون يتميزون بالجرأة، أن عصابة اربعة ” الرئيس بوش، ورامسفيلد، وديك شيني، وكونداليزا رايز” ھم في الواقع من كبار المتنفذين في الشركات والبنوك العمIقة، واحتكارات صناعة ا ةحسل . وقد شاھدت لقطات تلفازية، الشعب يھينھم ويحتقرھم، ولكن ھذه قليلة اھمية في العالم الرأسمالي، فاعتبارات المعنوية والكرامة قيمة كبيرة لھا، فالمھم ھو حجم الرصيد في البنوك، واسھم والمداخيل . القادة امريكيون، يحكمون دولة عظمى، تمتلك قدرات ھائلة، ومع ذلك فقادتھم ورؤساءھم يتورعون عن اتيان بأعمال مخجلة، حتى يصاب المرء بالذھول، كيف بلغت ھذه الطحالب إلى قمة الھرم، و 5 يتورعون عن إطIق الشتائم البذيئة، وبعضھم ھزيل المستوى الثقافي بدرجة مخجلة. وإذا كان ھذا مقبول تقريبا ي مكان، وإذا كان النظام امريكي دقيق للغاية ونصدق ذلك، إذن كيف يتكرر ھذا امر، بلوغ ً في أ قادة للصف اول على ھذه الدرجة من الضعف. وكيف تتواصل الھزائم امريكية والنكسات واخطاء الفادحة (وفق تقديراتھم .) وكيف تقبل المؤسسات البريطانية وھي دولة قديمة ورزينة، أن يكذب رئيس ً على الحكومة والبرلمان والشعب علنا .. ؟ وبعضنا يعتقد أنھم دول عظمى وزرائھا بطريقة غير ئقة أبدا مھمة …! يمتلكون أسلحة فتاكة نعم، ولكنھم عظمى ومھمة … ل}سف …! الويات المتحدة لم تحقق النجاح التام في كوريا، رغم أنھا كانت تحتكر السIح الذري، ووجود عسكري وسياسي طاغ في شرق آسيا، وجلبت معھا جيوش الناتو، ثم أرغمت على ھزيمة مرة في فيثنام، وكابرت عاما في أفغانستان ھذا البلد الفقير الذي لم يساعده أحد، شعب باسل قاوم امريكان وحلفاءھم ً لمدة 20 بلحم صدورھم عشرون عاما . وفي حملة حمقاء في العراق تتراجع وتتخبط ً بقدراته الذاتية المتواضعة، و في تصريحات قادتھا ” أننا أخطأنا… فننسحب بتعقل كما تورطنا بحماقة . ” ولكن المعطيات تشير إلى أنھم فعلوا كل شيئ بتخطيط دقيق، ولكنه تخطيط عد وب يناو قيادات فاسدة، فلسفة رجعية معاد ية لحركة التاريخ، ً تعاملت في الشأن العراقي كصفقة، وفي حرب لم يكن لھا داع، كاد أن يغادر قطاع البلدان خربوا بھا بلدا النامية، وأعادوه كما خططوا للعصور ما قبل الحجرية. ولكن المطامع في ا لتھام الشرق اوسط بقضه وقضيضه . والھدف النھائي ھو وضع العالم بأسره تحت ھيمنتھم وخدمة ا مط اعھم التي سقف لھا، فھي كالوحش الذي يجوع أكثر كلما ألتھم أكثر . ً ً أميركا بلد عمIق ذو اقتصاديات جبارة، ولكنه اقتصاد فاسد، ھناك ثراء فاحش جدا، وفقر مدقع جدا ً إلى روح التضامن بين أفراده (solidarity (وھذا البلد والمشردين في الشوارع، مجتمع يفتقر تماما الثري ليس فيه التأمين الطبي، والمواصIت العامة في أوطأ درجاتھا، اعتادوا على النھب وأدمنوه، وسوف لن يتمكنوا من العيش من دونه، خططھم قائمة على معطيات خاطئة، لذا يصطدم ون حتى مع أقرب حلفاءھم وأصدقاءھم، فھم مكروھين في كافة أرجاء العالم . ھناك دائما . .. و يجدوه لماذا …؟ ن الخطأ يكمن ً خطأ ما في مكان ما يبحثون عنه بعد حلول الكوارث في الجوھر، و أحد يقوى على ذكر الحقيقة الكبرى … فعلوا المستحيل لكي يضعوا أقدامھم في أفريقيا، ولكن افريقيين يودون حتى رؤيتھم، فالسياسة امريكية ھي خلطة / تركيبة (Combination (من احIف، والتعامل اقتصادي غير المتكافئ، واستھانة واستصغار، والتدخل في الشؤون الداخلية، وإذا احتاجت اللوحة إلى اللون الديني لتكتمل ألوانھا، فيستعينون بالمؤسسة الدينية المسيحية واسIمية واليھودية، يھم، فالمھم واھم أن تخدم الغرض السياسي، و يساعدون في حل أبسط مشكلة في البIد التي يتدخلون بھا، بل يزيدون الصراعات الداخلية تأججا …. ً، ويبحثون عن ثغرات الضعف ليعمقوھا لذلك سوف لن يأسف أحد على أفول شمس امبريالية اميركية . في السياسة 3 يوجد شيئ نھائي ….ھذه سنة الحياة في السياسة، @نھا تعتمد على أسس قابلة للتغير. والو3يا ت المتحدة ستفقد قعھا إن عاجً أو آجً، (وأرجح عاجً) ستتساقط في كوريا الجنوبية، وفي إيران بفعل التناقضات الداخلية والخارجية، وإسرائيل بوصفھا الكيان الخطأ في المكان الخطأ، ھذه ا@طراف الثثة مر مغ ة ومحكومة بالتحالف مع الو3يات المتحدة، فھي أساس وجودھا.