عادل إمام برسم التحرش الجنسي وشريهان تصنع الفرح بعد طول غياب!
تصاعدت في الآونة الأخيرة الأصوات المنددة بظاهرة «التحرش الجنسي» في العالم العربي، لا سيما بعد فشل القوانين والتشريعات المحلية في الحد من هذه الظاهرة.
ويؤكد المحللون أن أبرز أسباب تزايد انتشار هذه الظاهرة في المجتمعات العربية يعود إلى لوم الضحية ومطالبتها بالصمت تفادياً لما يسمى بـ«الفضيحة»!
لقد أظهرت نتائج استطلاع سابقة أجراها «الباروميتر العربي» ونشرها موقع قناة «الحرة» الأمريكية أن مصر والعراق والسودان والجزائر والمغرب في مقدمة الدول العربية، التي تنتشر فيها ظاهرة التحرش بشقيه اللفظي والجسدي.
وتعد فئة الشباب من الذكور والإناث الأكثر تعرضاً لممارسات التحرش. ويعاني قرابة 40 شخصاً من بين كل 100 في مصر من التحرش اللفظي.
كما يشكو قرابة 30 شخصاً من بين كل 100 من التحرش الجسدي.
وأظهرت بيانات «الباروميتر العربي» – الذي يصدر عن شبكة أبحاث مقرها جامعة برنستون الأمريكية – أن تونس وليبيا والأردن هي أقل الدول العربية عرضة للتحرش.
وفي تحقيق جريء أعدته هدير جمال أبو مسعد وآية ياسر ونشره موقع رصيف 22 بعنوان: «أشهر المسيئين في السينما والدراما المصرية… الإساءة للنساء في الكوميديا ليست كوميدية» تم التطرق إلى شخصية الفنان عادل إمام.
ويذكر التحقيق «أنه في فترة الثمانينيات، حينما كان يقررعملاً له مع فنانة ترفض القبلات أو المشاهد الحميمة، أو يكون دورها لا يسمح بوجود علاقة بينهما تمنطق حدوث القبل والأحضان، كان يُحضر معه عدداً من الكومبارسات ليقبّلهن عوض البطلة.
قرص فخذ رجاء الجداوي في «التجربة الدنماركية». وتحسس ساق شيرين تحت الطاولة في «بخيت وعديلة». واستغل داليا البحيري، الناشطة السياسية، وأظهرها وعائلتها كأرجوزات لرغبته الجنسية في «السفارة في العمارة».
كما كانت «بيبي دول» هدية لإمرأة لا علاقة له بها في «سلام يا صاحبي».
ويضيف التحقيق: «تحسّس يسرا في «جنازة بوبوس». وانفرد بعايدة رياض على طاولة المخابرات في «اللعب مع الكبار». وضرب مؤخرة سيدة المطعم في «حنفي الأبهة». وعانق أخت الضابط بعد استعطافها وهو يقصّ عليها حكاية خيالية في «حنفي الأبهة». وسخر من الطبقة الراقية بلمس أجساد سيدات القصر، الذي يعمل فيه في «الواد سيد الشغال».
ويؤكد التحقيق أن «هذه المشاهد السامّة مرّت مرور الكرام، ولم تثر في دواخل المشاهدين سوى الضحك. فالظلم الطبقي والفقر والجهل وقلة الوسامة خلقت دنجواناً مقدساً منفوضاً عنه الغبار، قرر إسعاد المشاهد مهما كثرت التهم، لتكون سيكولوجية العامة وجمهور البسطاء «اللي هما مصر وكل العرب» منهج عادل إمام، الذي وضعه في هالة من التفرّد والقبول عند الملايين، مهما بلغ إسفافه ووضاعة أعماله أحياناً وجراءته ووقاحته المرفوضة من غيره تماماً».
بالطبع سوف يقول محبو عادل إمام إن أفلامه كانت تهدف الى تسليط الضوء على عيوب المجتمع، لا سيما وهو الساخر في معظم أعماله من السلطة، ومن احتكارها للصواب السياسي ورفضها لوجود تيارات معارضة.
لا ننكر بأنه الممثل خفيف الظل الذي أضحكنا وأبكانا في المسرح والسينما.
إلا أن ذلك لا يمنعنا من القول إن حضوره مؤخراً نتيجة لمواقفه السياسية المتناقضة وأدواره غير الهادفة والمتخمة بالتقبيل المبتذل ومشاهد العري الخارجة عن سياق النص من أجل كسب نوعية من الجمهور أسقط تلك الهالة عن رأسه.
المؤسف أن ظواهر «التحرش الجنسي» بكل أشكالها، لا تزال عربياً من الظواهر المسكوت عنها.
فكثير من النساء يقعن فريسة لها، حتى عبر الـ»سوشال ميديا» حيث لا فرق بين المتعلمة أو الأمية، كلاهما يخاف من «تشويه السمعة أو الفضحية أو كلام الناس».
وقد تكون هناك أسباب أخرى لصمت النساء كأسباب الممثلات اللواتي صمتن على التجاوزات من قبل كبار الفنانين بحثاً عن الظهور والشهرة.
شريهان بائعة الفرح
في خبر نشرته عدة مواقع الكترونية أبرزها «العربية نت» وتناقله رواد مواقع التواصل الاجتماعي تطل علينا نجمة المسرح شريهان بعد غياب لا يقل عن ثلاثين سنة.
نعم شريهان غابت عن المسرح، لكنها لم تترك ولا للحظة واحدة مكانها المتميز في قلوبنا، نحن عشاقها المخلصون من أيام فوازير رمضان. إنها تلك الفراشة المحلقة التي تنثر الفرح على جمهورها العريض.
عادت نجمتنا لتعيد لنا سحر النهايات، التي تشبه قصص الأطفال كقصة «سندريلا» وغيرها، ولتجسد لنا قصة «كوكو شانيل».
وهي حكاية مؤثرة من تأليف مدحت العدل وإخراج هادي الباجوري وإنتاج «العدل غروب».
هكذا قدمت شريهان عرضها الأول للمسرحية في مناسبة عيد الأضحى.
ربما اختارت هذه القصة بالذات لرغبتها في تذكيرنا بأن الأمل موجود. ولرغبتها في نشر الفرح كما عهدناها.
أذكر أنها كتبت يوماً على صفحتها في العالم الأزرق:
على خشبة المسرح أجهد نفسي في إسعاد الناس.
إنها بائعة الفرح.
كم نحتاج مجهودك هذا وكم نشكرك عليه.
نحن الذين فقدنا الأمل ونسينا معنى الفرح بعد كل الخيبات التي نعيشها بفضل حكامنا المنافقين والفاسدين.
شريهان تلك الفنانة الأصيلة التي تهتم بتفاصيل الحياة أرادت أن تعيد ترتيبها لنا بشكل يليق بالإنسانية والعدل.
لقد كتبت على صفحتها الفيسبوكية الموثقة:
«الاهتمام بالتفاصيل يصنع حدثاً عظيماً. وهذه مسؤولية كل إنسان وبالأخص الفنان».
أرادت أن أجسد قصة تحمل نهاية سعيدة.. نهاية تختلف عن النهايات البائسة التي وصلت إليها شعوبنا.. نهاية فيها شيء من أمل يضيء ظلمة الفقير. وكم كثر عدد الفقراء والمحتاجين بفضل الاستبداد.
قصة لا تنتهي بالانتحار من شدة البؤس أو بالموت لعدم توفر الدواء أو الخبز. قصة لا تنقطع فيها الكهرباء. ولا يعتلي فيها الفاسد العرش. ولا يجلس الديناصور النائم في قصره العالي. قصة تنصف بأحداثها الفقير.
تدور أحداث تلك القصة حول شخصية «كوكو شانيل». وهي فتاة لا هوية لها نشأت في ميتم. لم تعرف يوماً حنان الأم ودعم الأب ومحبة الأخوة والأخوات، لكنها كبرت لتصبح من أشهر وأهم النساء في العالم، تماماً مثل ساندريلا التي كانت تعيش البؤس الشديد والتعاسة والظلم في بيت والدها وزوجته، لكن الحياة تنصفها لتصبح في ما بعد أميرة يعشقها أمير البلاد الوسيم.
اليوم ونحن مهزومون جداً نحتاج ليجسد لنا على المسرح قصص الفرح، فنحن ما زلنا شعوباً ترغب في التلصص على الحياة من ثقب أوجاعها.
وكانت شركة «فودافون» قد تمكنت في رمضان المنصرم من إقناع شريهان بالعودة إلينا بعد غياب يزيد عن 19 سنة عبر إعلان رمضاني تم عرضه لينتشر بسرعة البرق على معظم القنوات العربية ومنصات التواصل الاجتماعي، وهو إعلان جسدت من خلاله قصة حياتها. فكان محط إعجاب الملايين. وربما كان النجاح الباهر الذي حققه هو من شجعها اليوم لتقف من جديد على خشبة المسرح بعد أن افتقدها العالم العربي لسنوات طويلة.
بعد نجاح الإعلان وجهت شريهان رسالة لمحبيها كان أبرز ما كتبته فيها: «ما دمنا على قيد الحياة وما دامت الحياة مستمرة واليوم سيرحل وأمس رحل. غداً بإذن الله قادم فلا يوجد مستحيل».
هذه هي شريهان الأمل.