الحل في مدغشقر .
الدكتور / ضرغام الدباغ .
أريد أن أنكر أن عنوان المقالة وفحواھا، كان مفاجأة لي شخصيا طرحت للتخلص من اليھود، وخاصة يھود أوربا، وفي مقدمتھا : ا8رجنتين وأوغندا، وحتى يتردد أحيانا أسم ھنغاريا، ولكن ا8وربيين يريدونھم في أوربا، وخيار فلسطين لم يكن من بين احتمات القريبة، ذلك أن ا8وربيين يريدون ابتعاد عنھم بأقصى ما يمكن، وقد كتبت مرة أن الغرب كان ھمه أن يبحث عن مكب نفايات …! واعتقدوا خطأ (وتلك غلطة فضيعة ..! أن فلسطين ھي المكان المناسب) ا8وربيين منطقيين، وحيت يقودھم المنطق إلى حل معين يذھبون إليه ويفعلوه بصرف النظر عن قضايا المشاعر والحTل والحرام … فا8وربيين يعرفون ھذه المصطلحات، وخاصة في السياسة. وحين يكون ناتج ضرب(5×5 (25 ،يجرون العمل بموجبه بصرف النظر إن كانت عملية دموية ( Bloody Operation ،(أو نزھة رومانسية في قارب على ضوء القمر ..سيان ..! و مانع من عزف سمفونية بتھوفن (light Moon (ضوء القمر لتكون المسألة حضارية …. ! فا8وربيون يھتمون بالتفاصيل … حقيقة فوجئت حين قرأت وفي مجلة رصينة جدا (دير شبيغل/ Spiegel Der ( أن جزيرة مدغشقر كانت ً إحدى الخيارات المطروحة لتأسيس الكيان اليھودي على أرضھا. وواصلت بحثي عن جذور المسألة، وھذا لم يكن صعبا وانترنيت، يصبح العالم بأسره كبرتقالة في جيبه. وبعد قراءة ً، فمن يمتلك الحاسوب بضعة سطور صار الموضوع بأسره مفھوما .ً والمدھش أكثر وأكثر …. أن مثل ھذه ا8فكار قد نوقشت خTل الحرب العالمية الثانية وبمشاركة النظام النازي الھتلري …! ولكن الموضوع لم يمض إلى نھايته، ترى ما ھي ا8سباب الجوھرية . الحرب العالمية كانت ما تزال مشتعلة، والنتائج النھائية التامة ما تزال مجھولة، فالنتائج ستقررھا سTسل الدبابات وخوذات الجنود الفوذية وحراب البنادق . .. ومدغشقر كانت تحت استعمار الفرنسي، الذي يتميز عن شقيقه استعمار البريطاني، بأنه يسلم بالحقائق التاريخية. فا{نكليز بمجرد أن يأكلوا صفعة واحدة، يدركون أن صفعات أخرى كثيرة مذلة ومھينة قادمة، فا8حسن تدبير صورة حال لحفظ ماء الوجه والھيبة، وربما قليل من المصالح خير من فقدانھا كلھا. فينسحبون بأدب. مرغمين عليه . ولكن غالبا يتركون ورائھم مشكTت صعبة وحلولھا أصعب ..! أما المستعمرون الفرنسيون، فT ييأسون حتى لو تتوال عليھم الصفعات، ولن يغادروا البTد إ وقد أثخنوا جراحا ھزيمة ثلثين المراجل ..! ما عليك بأناقتھم وعطورھم ففي قضايا استعمار توجد ً وتصبح ال لياقات وأناقات … ھو مشروع ھمجي وحشي، فحين يكون الحديث عن الديمقراطية وحقوق ا{نسان، 3 تجدھم في المقدمة وھم من يقيم الناس، ولكن حين تشحذ الحراب وتوجه فوھات المدافع فليس غيرھم من يحسن فعل ذلك، بحيث وضعوا أختامھم ووشم العذاب والموت والجوع والفقر على جلود شعوب العالم كلھا … أليسوا ھم القائلون ” ممتلكاتنا تغيب عنھا الشمس “، بل وبلغ خبثھم أن جعلوا شعوب المستعمرات تقاتل بعضھا تحت راياتھم استعمارية … ويحفرون في أراضيھم بأيديھم ويستخرجون الثروات، ويحملوھا على ظھورھم إلى السفن لتبحر إلى المراكز استعمارية ولتعود سلع مصنعة يدفعون ثمنا … يأتون بالخونة وأسافل الناس ويصنعون منھم أكا{نسان . وزعماء … ثم بعد كل ھذا ً للحصول عليھا يحدثوك عن الديمقراطية وحقوق ا{نسان .. نعم ھكذا كانوا وما زالوا يفعلون …! نكتب اليوم عن مشروع مدغشقر الذي لم يتم … فشلت الخطة ليس 8نھم شرفاء … بل 8ن مدغشقر كانت ً أنھا ستغادر فلسطين والعراق لقمة موضع جدال وتناھب، بريطانيا بخبثھا المعلوم، ھي أدركت تماما ومصر والھند والمسألة ھي حفنة سنوات ليس أكثر وستخسر ھذه المناطق كما خسرت أميركا … اللقمة ا8دسم على مائدة المستعمرين البريطانيين والفرنسيين وا8سبان لذلك قرروا أن يخلفوا ورائھم في الشرق ا8وسط مشكل ة دموي (ة فلسطين)، كما خلفوا في الھند مشكلة مماثلة (كشمير) ومشاكل في زمبابوي (روديسيا) ومشاكل في جنوب أفريقيا، وغيرھا . الحل في مدغشقر لم ينجح، كما فشل الحل في فلسطين الذي ھو ان على طريق إعTن الفشل … عصر استعمار انتھى، وعصر النازية والفاشية، وعصر ا{مبريالية / العولمة (Globalisation ( يلفظ أنفاسه اخيرة… العالم مقبل على مرحلة جديدة … الثروات التي سرقوھا سوف يأكلھا الكساد والصدأ في موانئ وعلى ظھر السفن التي سوف لن تجد من يستقبلھا … العقرب حيوان مؤذ يقتل وقد يأكل من يقتله … وأحيانا يموت بعد اللدغة … والعقارب تقتل بعضھا ….لمجرد القتل و تأكلھا …. وقد يتكلف العTج من سم العقرب الكثير من الجھد والوقت … ولكن في النھاية يشفى المصاب باللدغة … وكل ديمقراطية وحقوق إنسان وأنتم بخير ……! ضرغام الدباغ (الصورة : حل الصھيونية … مدغشقر … وطن المستقبل لليھود ) 4 אل…. د…! #$: #و%و ل ( Gunkel Christoph( 20.01.2017 / (Der Spiegel ) ل)د ($ #( $:,מאدغ في كانون الثاني / 1942 ،وخTل مؤتمر فانزي(Konferenz Wannsee ، (وجه أدولف ھتلر موظفين من مساعديه، {بادة مTيين من اليھود، وبذلك انتھت الخطة التي كانت قد وضعت لترحيل جميع اليھود المعتقلين والمحتجزين إلى جزيرة مدغشقر (في المحيط الھندي)، ليكون لھم بمثابة غيتو / معتزل (Ghetto (كبير . كانت الحرب بالنسبة لفرانز راداماخر كانت قد كسبت منذ أيار / 1940 ،لذا كانت ھذه إشارة للحقوقي عاما ستربليتز/ شمال برلين، أن يمعن التفكير وأن يجد إجابة ً الشاب البالغ من العمر 34 ، من مدينة نيو على تساؤل أساسي : أين سنذھب بكل ھؤء اليھود . لم تكد تمضي شھور أربعة على ترأس راداماخر إدارة الملف الجديد (III D (المسئولة عن ” اليھود والسياسة العرقية “في وزارة الخارجية ا8لمانية، حيث قدم في / 3 تموز / 1940 إلى رئيسه، خطة جذرية، وفي جمل جازمة طرد المTيين في عملية غير مسبوقة . وكتب راداماخر في تقريره ” ينبغي إبعاد يھود غرب أوربا، إلى مدغشقر على سبيل المثال “. أما يھود شرق أوربا ، فيحتجزون بصورة مؤقتة (كاحتياط) في المدينة البولونية المحتلة لوبين، كعھدة في أيدي ألمانية “. من أجل إيقاف الويات المتحدة من دخول الحرب. وإلى ھنا كان راداماخر يعتبر أن فرنسا وبريطانيا قد ھزمتا في الحرب، فقد كان منھمكا ير ” كم ا8موال والسفن نحتاج لھذه العملية ” التي ً بالتفك يتعين على ھذه الدول (المنھزمة في الحرب) تأمينھا لغرض احتجاز ھذه ا8عداد ودفعھا لتأمين إبعاد ھؤء . بغتة، صار الجميع يتحدث عن مدغشقر أخذ مارتن لوثر (رئيس راداماخر في العمل) الخطة المجنونة على أنھا الفكرة اللقطة، وتدريجيا ابتدأ كافة قادة الحزب النازي يقتنعون بالفكرة بما في ذلك : أيخمان، وھيرمان غورنغ، وروزنبيرغ، وھايدريش معجبين بفكرة الجزيرة ا8فريقية البعيدة. وسرعان ما سرى ھذا ا{عجاب بالفكرة إلى ھتلر الذي أصدر أوامره أن تكون مدغشقر مكاناً :قامة اليھود تحت المسؤولية الفرنسية، ووجه بإيصال الفكرة إلى الزعيم ا{يطالي موسولويني . بعد عام ونصف تقريبا، في / 20 كانون الثاني / 1942 ،أجتمع نفس الرجال (القادة في الحزب والدولة) ً في فيلT فاخرة مطلة على بحيرة فانزي ببرلين(,Wannsee am Villa ،(وناقشوا تصفية المTيين من اليھود. وكان ا8مر يدور بإقامة تنسيق بين عدة دوائر لھذه العملية، وعملية القتل (ا{بادة الجماعية) بدأت بتصفية نحو 000,500 الف يھودي . 5 ً مضت، على مؤتمر فيلT فانزي سيئ السمعة، يزال المؤرخون على وفي العودة إلى الماضي، 75 عاما خTف حول تقييم أھمية المؤتمر. ترى ھل قرر ھؤء الموظفون الكبار وبدم بارد إطTق حمTت ا{بادة ..؟ أم أن المؤتمر كان له ا8ھمية المركزية، 8نه أكد إقامة ا{بادة الجماعية لليھود على مستوى القارة ا8وربية، وأقاموا برنامج للقتل كما يؤكد المؤرخ بيتر لونغرايش في أحدث دراسة له ؟.. مؤتمر فانزي، التصفية بقرار بارد . اجتمعوا في ھذه الفيلT الفخمة المطلة على بحيرة فانزي، من أجل ” قرار مبارك “. خمسة عشر رجTً تنظيم عملية إبادة اليھود . ھايدريش، فريسلر، وإيخمان، موظفون فاقدون ل£نسانية، ولكن من ك ان الرجال اخرون في مجموعة ا{ اثن عشر ؟.. الذين ناقشوا ا{بادة الجماع ية وھم يشربون الكونياك …! ــ الدكتور جورج ليبراندت: بأعتبار أنه كان يعتبر خبيرا في الشؤون الروسية، أستلم بعد انضمامه للحزب النازي عام 1933 ،رئاسة ا{دارة الشرقية في مكتب السياسة الخارجية للحزب، وكان ليبراندت يعتبر بجانب المفكر الحزب الرسمي الفريد روزنبرغ، من أھم مفكري الحزب النازي في مجال السياسة الخارجية . وفي السنوات الTحقة شغل العديد من المناصب القيادية في مكتب السياسة الخارجية للحزب، وفي عام 1941 ،تأسست وزارة الرايخ {دارة ا8راضي المحتلة الشرقية(شرقي أوربا). وكانت كلتا ا{دارتان بقيادة الفريد روزنبرغ. وشارك ليبراندت في العديد من المحادثات حول قضية إبادة اليھود، وقد حضر أيضا مؤتمر فانزي كممثل لوزارة إدارة المناطق المحتلة . (الصورة . د: جورج ليبراندت 1899 ــ 1982( ورغم أنه كان من المشاركين بدرجة كبيرة في تنظيم المحرقة (الھولوكوست)، وأعتقل عام 1945)بعد الھزيمة في الحرب)، إ أنه أطلق سراحه عام 1945 ،وفي كانون الثاني 1950 ،بدأت محكمة نورمبرغ المحلية إجراءات محاكمة جنائية بحقه بتھمة : المساعدة على القتل، ولكن التحقيق أغلق بعد بضعة شھور. ً، في مدينة بون . وتوفي ليبراندت عام 1982 عن عمر يناھز 83 عاما 6 ـــ الدكتور فيلھام ستوكارت ً منذ انظمامه للحزب النازي في كان ھذا الرجل محاميا وعضوا كانون ا8ول / 1922 .ثم التحق ستوكارت إلى قوات ال ( )SS عام 1936 .في السنوات ا8ولى من عمر الدولة النازية (1933 (في مختلف الوزارات، وساھم في إعداد ً عمل كوزيرا القوانين المعادية للسامية. وبالتعاون مع ھانز كلوبكة ألف عام 1936 كتاب ” تعليقات على التشريعات العنصرية ا8لمانية ” . خTل الحرب العالمية الثانية عمل على الخطط النازية المعدة 8وربا بعد تحقيق النصر النھائي . (الصورة . د: فيلھام ستوكارت 1902 ــ 1953( وكان الدكتور ستوكارت قد تقدم بمقترحات في مؤتمر فانزي يتضمن: إجراء تقيم قسري ” ل§قوام وفي خTل محاكمته بعد الحرب، دافع عن مقترحه قائT ًالمختلطة ” ، إنه كان ضرب من إجراء إداري بيروقراطي كان يھدف من إنقاذ ” المختلطين” من الموت والترحيل . )1 ) ً في شھر أيار / 1945 للداخلية في حكومة ، قبل سقوك الدولة ونھاية الحرب بأيام قليلة، عين كوزيرا أميرال البحر دونتز (خليفة ھتلر)، وأعتقله الحلفاء بھذه الصفة. وفي نيسان / 1949 حكم عليه بالسجن لمدة عأ 3 وام وعشرة شھور، وأعتبر قد أمضى مدة السجن خTل التوقيف، وحكم عليه بغرامة بسيطة. وفي عام 1953 توفي في حادث سيارة . ً في تاريخ العالم . وقد مھما ً . وخطة مدغشقر اليوم دخلت في عالم النسيان تقريبا كان مؤتمر فانزي فصTً تبدو الفكرة ربما غير واقعية، فقد وجد السياسيون ا8لمان (في مجال العنصرية) ھذا الخطة في وقتھا بأنھا ” العTج الشافي” بحسب قول المؤرخ البريطاني كريسوفر براونينغ ( Browning Christopher(. ولم تكن صحيفة شتورمر الوحيدة التي ا حتفلت وھللت للحل “مكان لمTيين اليھ “ود في مدغشقر، محاطة بسفن الشرطة السريعة واليقظة. والجزيرة ستكون متمتعة با{دارة الذاتية، بوصفھا غيتو/ منعزل كبير (ghetto ،(بل وكذلك كبار الموظفين والكوادر القيادية في الحزب النازي. الذين وجدوا الفرصة في تنظيم حفTت إبادة جماعية. كما وجد المؤرخ البريطاني براونينغ، في خطة مدغشقر، ” خطوة نفسية ھامة على طريق المحرقة (Holocaust ،(وحين فشلت الخطة، أنخفض معدت القتل الجماعي . الفكرة عبر التاريخ لم تكن الفكرة (خطة مدغشقر) فكرة نازية خالصة. فقد تعامل مع الفكرة منذ نھاية القرن مؤرخون معادون للسامية: بولونيون، وفرنسيون، وإنكليز، وألمان وكان المستشرق ا8لماني باول دي غار (د Lagarde de Paul (كان أول من كتب عام 1885 في مقاله له ” عن الواجبات المقبلة للسياسة ا8لمانية “، وعن الذين يتحدثون عن ” إلغاء فكرة ا{بعاد إلى مدغشقر ” لليھود. وقال أن مدغشقر الخيار ا8ذكى وا8كثر حكمة من فلسطين. ھذا ما أكده غارد وھو من ممثلي تيار معاداة السامية العنصري. وقد أعتمد الحزب النازي ھذه الفكرة، وكانت مدغشقر بدرجة كبيرة بدرجة كافية ستيعاب المTيين من اليھود. وكانت الجزيرة معزولة ستبعاد أي احتمال ختTط عرقي . المحرقة (Holocaust : (الخطة النازية الساخرة نج” ة مدغشقر “. 7 ھكذا بالضبط كان النازيون يبررون صيف عام 1940 لخيار مدغشقر: ” من أجل تجنب التماس المتواصل لليھود مع الشعوب ا8خرى، فإن حل ا{بعاد والعزل ھو أفضل الحلول “. ” فيما يبدو الخطر في حال التھجير إلى فلسطين خطورة أن تنشأ روما ثانية “. وبإعجاب أبدى المسؤول ايديولوجي للحزب النازي الفريد روزنبيرغ فقد أعتبرھا نظرة جديدة للعالم “. كما بھرت “خطة مدغشقر” المؤرخ البريطاني “ھنري ھاميلتون بيميش (” Hamilton Henry Beamish(مؤسس حركة ھجرة المعادين (البريطانيون). وكان قد تعرف عام 1923 على ھتلر في ميونيخ ، فأمتدح خطة مدغشقر ووصفھا ” المستقر المناسب لليھود “. “الجنة مدغشقر” بعد ذلك بأربعة سنوات سمح للبريطاني بيميتش أن يكتب في صحيفة الحزب النازي الرسمية مراقب ً الشعب ( Beobachter Völkischen ( ” أن جزيرة مدغشقر يمكنھا أن تستوعب بأرتياح 50 من مليونا ، وبدً ن قتل اليھود فمن ا8فضل ترحيله و إنقاذه “من وصمة عار الصراع مع الدم اري”.. البشر ” م أ” ين ھي الجنة التي يستطيع جميع اليھود العيش فيھا بسTم وسعادة … انھا ً وأضاف بيميتش ساخرا مدغشقر “. )2) الجنة، كانت بالنسبة للمعادين للسامية في مرحلة انتقال من القرن 19 إلى القرن 20 ،كانت الخيارات، إلى جانب مدغشقر كخيار وطن لليھود، غويانا الجديدة (-Neu Guinea ) (شمال استراليا)، والقوقاز، واسكا، أو أركيتس (Arktis (القطب الشمالي. وإذا كانت ھذه الخيارات صعبة، فإن مدغشقر كانت بسبب مناخھا استوائي تبدو صعبة للمعيشة بالنسبة ل§وربيين . وقد أثرت الخطط استيطانية حتى على العقTء من السياسيين، كوزير المستعمرات البريطاني جوزيف تشامبرلين. وبعد المذابح ضد اليھود ، أقترح عام 1903 على الصھيوني ثيودور ھيرتزل وعرض عليه مساحة من ا8رض تبلغ 000,13 ألف كيلومتر مربع في أوغندا، التي كانت آنذاك جزءا من المستعمرات البريطانية في شرق أفريقيا، وطرحت أوغندا كحل انتقالي، حتى تتمكن الصھيونية من تحقيق حلمھا بإقامة دولة يھودية في فلسطين. ومبعد مناقشات حامية، أرسلت الحركة الصھيونية ثTثة أشخاص في يعثة استكشافية إلى أوغندا، التي رفضت العرض . 8 ً بترحيل وتوطين في أفريقيا. ولكن ھذا لم يكن بامكان ً واجه اليھود ا8وربيون تھديدا وبعد 37 عاما تحقيقه، 8ن مدغشقر كانت مستعمرة فرنسية، وفرنسا كانت منذ حزيران / 1940 محتلة من الجيش ا8لماني . البيروقراطية النازية كانت جادة ووفقا ، ان بدأ جھاز ا{دارة النازي بالتعامل مع نتائجھا ً الخTصة النھائية التي كان راديماشر قد أعدھا ا8ولى . فقد أمر ھانز فرانك بوصفه حاكم العام لبولونيا (المحتلة)، بعد التوقف عن ترحيل اليھود، إذ تساءل ما لفائدة من ذلك وھم سيرحلون إلى أفريقيا … كما أنر بعد بناء المزيد من المعتزت (غيتو /Ghetto. ( لھم ترى كم كانت رؤية النازيين في خطة مدغشقر جدية ..؟ يطھر ذلك من خTل نموذج تقليدي: فالمراكز ا{دارية المتنافسة على القيادة، فقد كتب القائد النازي في وزارة الداخلية ( رئيس المكتب العام 8من الدولة ) خطابا وزارة الخارجية، أن ھيرمان غورنغ (نائب ھتلر) قد أوعز إليه البدء فعT ًبتھجير اليھود. وھنا ً إلى أبتدأ القائد النازي أدولف آيخمان الموظف البارز في المكتب العام 8من الدولة، بالعمل بجد ونشاط في مشروع، خطة مدغشقر . وأوضح آيشمان بعد الحرب : ” إنه يبدو غير المناسب بحيث أن ا8مر لم يتحقق “. وأضاف في تعزيز ً وجھة نظره : من أي أرجاء سيتم جمع اليھود، حوالي 4 مTيين خTل أربعة سنوات، على أن تبحر يوميا سفينتان، كل واحدة تضم 1500 يھودي في رحلة ستستغرق مدتھا 30 يومأ، إذن فالحاجة ھي لنحو 150 سفينة ..! في أولى رحTت الترحيل، ينبغي أن يكونوا ا8طباء، والحرفيين، والعاملين في ا8رض (الزراعة)، من أجل البناء ا8ولى ا8ساسي. وبتفاؤل برر موظفوا النازي، بأن من خTل تجفيف المستنقعات الكثيرة على أرض الجزيرة، بمكن التصدي ل§مراض المنتشرة. وھناك حيث توجد طرق مواصTت كافية والسواحل ملوثة، ولكن ھناك أعداد كبيرة من رؤوس الماشية، 7 مTيين من ا8بقار يمكنھا أن تؤمن الغذاء للمTيين من اليھود. ويمكن القراءة بين السطور ” حتى إذا لم يكن ا8مر كذلك سيان …! “. سفرة عمل مع القتل ..! كل ھذا اللعب بالخطط ، كانت تنطوي على سوء تقدير أساسي ويتمثل : أن بريطانيا يمكن إرغامھا ،ً ً مستبعدا على مخططات ھتلر كما كان يأمل، ومن جھة أخرى كان احتمال أن تھزم بريطانيا عسكريا بسبب تفوق البحرية البريطانية … وھذا ما أفشل الخطة . وفي النھاية كان على راديماشر، الذي لم يكن ھناك من دفع خطة مدغشقر صوب التحقيق أكثر منه، أن يقوم بدفن خطته بنفسه.: ففي / 10 شباط / 1942 وحين كان ھو قد أصبح رئيسا للدائرة السياسية في وزارة الخارجية ا8لمانية، بقرار ھتلر القاضي : ” أن العمل على ترحيل اليھود يجب أن ينتھي و ينبغي أن يكون إلى مدغشقر ، بل أن يبعدوا إلى الشرق …! ومدغشقر أنته كخطة وكحل نھائي . وفي حالة شعور راديماشر بالخيبة، لكنه في مھمته الثانية سقط، في سوء تقدير جديد في مھمته المقبلة، ففي المؤتمر الTحق لمتابع مؤتمر فانزي، الذي كان يخمان فيه مداخلة، حيث تقدم بمقترح تعقيم ً بالمقارنة مع مسؤوليته بالقتل ً جدا 000,70 من المختلطين ا8عراق، وھو مقترح كان يبدو ليس سيئا الجماعي. )3 ) توك ب راديماشر في طلب نفقات مخصصات سفرة واجب رسمي قام بھا إلى يوغسTفيا ” تصفية يھود في بلغراد “. وكان عدد الذين تمت تصفيتھم : 1300 شخص . 9 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ھوامش .1 يقصد بالمختلطين، الذين ليسوا من عروق صافية أو دخيلة على ألمانيا، أو الواقعة ضمن التصفيات العرقية الغير مرغوبين كاليھود، والغجر . .2 يبدو من سياق البحث، أن نزعة معاداة اليھود (معاداة السامية) كانت منتشرة في الثTثينات في أوربا، وساھم فيھا مفكرين ومؤرخين وكتاب، وخاصة في بريطانيا وفرنسا . .3 أدولف آيشمان. ضابط برتبة مقدم في ( )SS ، كان في طليعة الضباط النازيين الذين قاموا بتصفيات وجرائم حرب