المركز العربي الألماني
برلين
الدكتور/ضرغام الدباغ.
النشرة الشهرية لإجمال الأحداث
السياسية والاقتصادية والثقافية في ألمانيا
لشهر آب ــ أغسطس
2021
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراسلات :
Dr. Dergham Al Dabak : E-Mail: drdurgham@yahoo.de
دراسات ـ إعلام ـ معلومات
العدد :
التاريخ : / 2021
الأحداث السياسية :
ــ الوضع في أفغانستان
قالت حركة طالبان إنها قصفت بالصواريخ مطار قندهار في جنوب أفغانستان بسبب ما وضفته أنه “استخدام للمطار في هجمات جوية” على قواتها. يأتي ذلك في الوقت الذي تسيطر فيه الحركة يومياً على المزيد من الأراضي.
يخشى خبراء من أن استيلاء طالبان على أحد المراكز الحضرية الرئيسية في أفغانستان قد يغير ديناميكيات الصراع لصالح الإسلاميين.
قال متحدث باسم حركة طالبان إن مقاتلي الحركة ضربوا مطار قندهار في جنوب أفغانستان بثلاثة صواريخ على الأقل خلال الليل، مضيفا أن الهدف هو إحباط ضربات جوية تشنها قوات الحكومة الأفغانية.
وقال ذبيح الله مجاهد لرويترز: “استهدفنا مطار قندهار لأن العدو يستخدمه مركزاً لشن ضربات جوية علينا”. بالمقابل ذكر مسؤولون أفغان أن الهجمات الصاروخية أجبرت السلطات على تعليق الرحلات وأن المدرج قد تضرر جزئياً. وأضاف المسؤولون أنه لم ترد بعد تقارير عن سقوط مصابين.
وقال رئيس مطار قندهار مسعود باشتون “أطلقت ثلاثة صواريخ الليلة الماضية على المطار أصاب اثنان منها المدرج (…) ونتيجة لذلك ألغيت كل الرحلات من المطار وإليه”، وهو ما أكده مسؤول في الطيران المدني في كابول.
قتال على جبهات متعددة
في وقت تدور معارك بين عناصر طالبان والقوات الأفغانية منذ أسابيع عدة في محيط المدينة الواقعة في جنوب أفغانستان، وذلك في إطار تحركات هجمات عسكرية مكثفة تقوم بها حركة طالبان منذ ثلاثة أشهر في أنحاء البلاد، بالتزامن مع بدء انسحاب القوات الأجنبية بصورة نهائية من هذا البلد والذي بات على وشك الاكتمال.
وسيطر عناصر الحركة على مساحات شاسعة من المناطق الريفية وباتوا في الأيام الأخيرة يهددون عواصم عدد من الولايات إذ اقتربوا من قندهار كما من هرات، كبرى مدن غرب أفغانستان وثالث أكبر مدينة عدديا في هذا البلد (600 ألف نسمة)، ولشكر قاه عاصمة ولاية هلمند (جنوب).
وإذا سقطت قندهار التي جعلت طالبان منها مركز نظامها حين حكمت أفغانستان بين 1996 و2001، فسيشكل ذلك كارثة للسلطات الأفغانية. ولم تبد القوات الأفغانية أي مقاومة شديدة أمام تقدم طالبان، ولم تعد تسيطر سوى على المحاور الكبرى الرئيسية وعواصم الولايات.
وفي إقليم هلمند جنوب البلاد، مازال مسلحو حركة طالبان يقاتلون القوات الحكومية في العديد من مناطق الشرطة في مدينة “لاشكارجاه”، بحسب مسؤولين محليين.
وقال عضو مجلس الإقليم، عبد المجيد أخوندزاده لوكالة الأنباء الألمانية إن هجمات جوية استهدفت مستشفى خاصاً، حيث كان مسلحو طالبان يختبئون. وأعرب عن مخاوفه بشأن الصراع المستمر في مناطق حضرية مأهولة بالسكان. وأضاف: “الكثير من المدنيين محاصرون داخل منطقة الحرب. هناك مصابون وقتلى”.
تغيير لديناميكيات الصراع
وفي إقليم هيرات غربي البلاد، يخوض المسلحون قتالاً ضد القوات الموالية للحكومة على بعد بضعة كيلومترات فقط من وسط المدينة، حسبما قال عضو مجلس الإقليم غلام حبيب هاشمي. وأضاف هاشمي أن المسلحين شنوا هجمات على منطقتى انجيل و جوزارا يوم الخميس .
وقال المتحدث باسم حاكم الإقليم، جيلاني فرهاد، إن قتالا يجري في بول إي مالان، وهو جسر تاريخي يقع على بعد 10 كيلومترات من هيرات، اليوم السبت. ويسيطر مقاتلو طالبان على ما لا يقل عن 13 من 15 منطقة في الإقليم ولها وجود ضخم فى المنطقتين المتبقيتين.
وقال المسؤولون إنه لتجنب الانهيار الكامل للإقليم، يدافع مئات المدنيين بقيادة قائد سابق للمقاتلين وسجين سابق بطالبان في السبعينات من عمره، وهو اسماعيل خان، عن مسقط رأسهم حالياً ضد هجمات طالبان.
ووفقًا للخبراء، فإن استيلاء طالبان على أحد المراكز الحضرية الرئيسية في أفغانستان من شأنه أن يغير ديناميكيات الصراع لصالح الإسلاميين. ويخشى المراقبون من أن طالبان قد تستعيد السيطرة في أفغانستان بعد الانسحاب الكامل لقوات الناتو، إذ أن حوالي نصف المقاطعات الأفغانية البالغ عددها 400 هي بالفعل تحت سيطرة الحركة.
ووصلت مفاوضات السلام بين طالبان والحكومة الأفغانية في الدوحة إلى طريق مسدود منذ أشهر.
ع.ح./ع.غ (د ب أ، رويترز، ا ف ب)
ـــ اتفاق الانسحاب الأمريكي من العراق.. مجرد “مسرحية دبلوماسية”؟
رغم اتفاق واشنطن وبغداد على انسحاب القوات الأمريكية من العراق، ورغم المطالب بطرد هذه القوات وتصويت البرلمان العراقي على ذلك، إلا أن مراقبين يرون أن مختلف الأطراف ـ بما في ذلك إيران ـ لا تريد الانسحاب الكامل، فكيف ذلك؟ هل بات الجيش العراقي قادرا على مواجهة تنظيم “داعس” وملء الفرغ الذي سيخلفه انسحاب القوات الأمريكية؟
شهد هذا الأسبوع اتفاق الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على إنهاء المهام القتالية للقوات الأمريكية في العراق بنهاية العام الجاري وذلك خلال زيارة الكاظمي للولايات المتحدة الاثنين الماضي. وأكد البيان المشترك للجولة الرابعة من “الحوار الاستراتيجي” بين بغداد وواشنطن أن “العلاقة الأمنية سوف تنتقل بالكامل إلى دور خاص بالتدريب وتقديم المشورة والمساعدة وتبادل المعلومات الاستخباراتية”.
وأضاف البيان “لن تكون هناك قوات أمريكية تقوم بدور قتالي في العراق بنهاية الحادي والثلاثين من ديسمبر / كانون الأول عام 2021.” وأشار البيان إلى أن القواعد العسكرية التي استخدمتها القوات الأمريكية “هي قواعد عراقية تعمل وفقا للقوانين العراقية” وأن الجنود الدوليين المتمركزين في هذه القواعد كانوا فقط للمساعدة في الحرب على “داعش”. ولم يحمل إعلان اتفاق الانسحاب أو التوصل إليه أي مفاجأة للمراقبين أو حتى العراقيين بسبب أن الاتفاق جاء كنتيجة غير مباشرة للأحداث التي وقعت في يناير / كانون الثاني عام 2020. ففي الثالث من ذاك الشهر، قٌتل قاسم سليماني – القائد السابق لفيلق القدس الإيراني- ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس وشخصيات أخرى من ميليشيات تدعمها إيران في غارة شنتها الولايات المتحدة بطائرة مسيرة استهدفت موكبهم في مطار بغداد.
وعلى وقع الغضب إزاء انتهاك السيادة العراقية ، صوت البرلمان في أواخر يناير / تشرين الثاني على طرد القوات الأمريكية من العراق. بيد أن تصويت البرلمان العراقي على الانسحاب لم يكن ملزما، لكن جاء اتفاق الانسحاب الأمريكي من العراق من قبل بايدن والكاظمي لينهي فصلا من الوجود القتالي للجنود الأمريكيين في العراق.
ومع ذلك ورغم الضجة التي صاحبت الإعلان عن الاتفاق، فإنه يجدر الإشارة إلى أن الانسحاب الأمريكي من العراق ليس انسحابا كاملا على غرار السيناريو الأمريكي في أفغانستان إذ قررت إدارة بايدن الانسحاب الكامل من أفغانستان قبل الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2021.
فمن المرجح أن يشهد القرار الأمريكي-العراقي إعادة ترتيب القوات الأمريكية وتحديد دورها أكثر من خفض عددها. ويتواجد على الأراضي العراقية حاليا قرابة 2500 جندي أمريكي.
(الصورة: الرئيس بايدن يعلن انتهاء “المهمة القتالية” لقوات بلاده بالعراق، خلال زيارة رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي لواشنطن (26 /تموز 20212)
وقبل زيارة الكاظمي إلى الولايات المتحدة، وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” الاتفاق الجديد بكونه ليس سوى “مسرحية دبلوماسية”، فيما انتقدت قناة “صابرين نيوز” التابعة للحشد الشعبي على منصة تليغرام الاتفاق إذ قالت في منشور: “لن يتم سحب أي جندي أمريكي…سوف يتم تغيير توصيفهم على الورق !”.
ونشرت “صابرين نيوز” العديد من الرسائل عن استمرار محاربة القوات الأمريكية تحت وسم #الانسحاب_بشروط_المقاومة. فلماذا يُنظر إلى الاتفاق باعتباره “عرضا مسرحيا”؟ يرجع هذا الأمر إلى التسامح المستمر للوجود الأمريكي في العراق باعتباره سرا لكنه مكشوف بمعنى أن كل شخص في السلطة يتفق عليه ضمنيا لكنه لا يمكنه الحديث عنه علنا.
وفي ذلك، قال ريناد منصور – مدير “مشروع مبادرة العراق” في معهد تشاتام هاوس السياسي في لندن- إن “معظم القادة العراقيين يدركون أهمية التواجد الأمريكي في العراق بما في ذلك السياسيين الذين لا يتحدثون عن الأمر علنا”.
وفي مقابلة مع DW، أضاف منصور “يريد عدد قليل من القادة العراقيين ـ بما ذلك بعض القادة شبه العسكريين – انسحاب الولايات المتحدة من العراق بشكل كامل وقطع العلاقات”، في إشارة إلى قادة الميليشيات المدعومة من إيران التي يعتقد أنها وراء الهجمات بطائرات مسيرة التي تستهدف قواعد تستخدمها القوات الأمريكية وكذلك قوافل إمدادات أمريكية.
وأكد منصور “بشكل عام، توفر الولايات المتحدة غطاءً للتمثيل الغربي في العراق بمعنى إذا غادرت الولايات المتحدة بشكل كامل، فمن المحتمل أن تحذو دول أخرى حذوها مثل بريطانيا وألمانيا. وفي هذه الحالة، يصبح العراق بلدا منبوذا ومنغلقا على العالم”.
وأشار منصور إلى أن هذا السيناريو ربما لا ترغب الأطراف الدولية في حدوثه بما في ذلك إيران- خصم أمريكا اللدود في العراق – إذ أن طهران لا تريد هذا الانسحاب الكامل بالضرورة.
وأوضح منصور ما ذهب إليه بقوله إن إيران تستفيد من أن حدود العراق في جوارها لا تزال مفتوحة على العالم الخارجي في الوقت الذي تجد فيه طهران نفسها محاصرة بالعقوبات ومنبوذة من الكثير من أعضاء المجتمع الدولي.
وفي مقابلة م DW، أكد مسؤول بارز في الحكومة العراقية – طلب عدم الكشف عن هويته – أن “القوات الأمريكية يُنظر إليها بأنها تحقق توازنا وتردع إيران”. ويقوم النظام السياسي في العراق على أساس التوازن بين مكوناته السكانية الثلاثة الرئيسية وهم الشيعة والسنة والكرد.
ويخشى المكونان السني والكردي من أنه في حالة الانسحاب الأمريكي الكامل فإن المليشيات الشيعية المدعومة من إيران ستملأ أي فراغ أمني.
وفي تعليقه على إعلان الكاظمي أن العراق لا يحتاج لقوات قتالية أمريكية، قال المسؤول إن “هذا الأمر حقيقي”. وقال المسؤول “لكن من الناحية العملية، لا نزال في حاجة إلى القوات الأمريكية في العراق خاصة عندما يتطرق الأمر إلى المقاتلات العسكرية والغطاء الجوي. السلاح الجوي العراقي ضعيف بشكل نسبي ومن غير القوات الجوية الأمريكية، لكان العراق أكثر عرضة للهجمات الطائرات المسيرة الخارجية وأيضا سيواجه صعوبات في شن هجمات جوية ضد داعش.”
وأضاف المسؤول أن “الجيش العراقي أيضا في حاجة إلى الحصول على معلومات استخباراتية أمريكية بشأن إرهابيي داعش”. بيد أن المسؤول شدد على أن الأمر البالغ في الأهمية يتمثل في التدريب، مضيفا “نحن في حاجة إلى ضمان أن جيشنا محايد وقوي ومحترف. وإذا تراجعت قدرات الجيش العراقي، فإن هذا الأمر سيصب مرة أخرى في صالح التنظيمات شبه العسكرية (الموالية لإيران)”.
الأسلوب الأمثل
أما فيما يتعلق بالولايات المتحدة، فإن الانسحاب الكامل من العراق سيضر أيضا بمصالحها، وفقا لما ذكره باحثون من منظمة “راند” البحثية ومقرها ولاية كاليفورنيا الأمريكية في تقرير نشر في مايو / أيار عام 2020 بشأن خيارات أمريكا في العراق.
وخلص الباحثون بعد دراسة كافة الاحتمالات بما في ذلك الانسحاب الأمريكي الكامل، إلى أن أفضل الخيارات أمام واشنطن يتمثل في التوسط في أمر الانسحاب بمعنى الحفاظ على قوة صغيرة من المستشارين والمدربين.
وأشار الباحثون في التقرير إلى أن “دعم عراق مستقر وصديق يخدم المصالح الأمريكية طويلة الأمد، فضلا عن أن التواجد (الأمريكي) طويل الأمد سيحافظ أيضا على النفوذ الأمريكي في العراق وبالتالي يمكن أن يساعد في تخفيف النفوذ الإيراني والروسي وأشكال أخرى من النفوذ الخبيث”.
وتتواجد القوات الأمريكية في العراق منذ عام 2003 عندما وصل قرابة 125 ألف جندي أمريكي إلى العراق في مارس / أذار من ذاك العام بزعم تدمير “أسلحة الدمار الشامل” ليسفر الغزو الأمريكي عن الإطاحة بالرئيس الأسبق صدام حسين. وعقب تولي الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما زمام الأمور في البيت الأبيض عام 2009، تعهد بسحب القوات الأمريكية من العراق إذ بدأ خفض عدد الجنود الأمريكيين بشكل مطرد.
وقال مراقبون للسياسة الخارجية في تغريدات إنه كان من المفترض “أن ينتقل دور الدور الأمريكي إلى الدور الاستشاري” منذ سنوات وحتى اليوم مثلما كان الأمر بين عامي 2007 و2009. بيد أن ظهور داعش في العراق وسوريا عام 2014 كشف عن حاجة العراق لاستمرار الدعم العسكري الأمريكي مرة أخرى.
وفي ضوء عدم تمكن الجيش العراقي والقوات الكردية من شن هجمات دفاعية ضد “داعش” في بداية الأمر، اعتمدت هذه القوات بشكل كبير على الضربات الجوية الأمريكية لصد تقدم التنظيم. وفي ذاك الوقت، كان عدد الجنود الأمريكيين في العراق يقترب من خمسة آلاف جندي.
وعلى وقع هزيمة “داعش” إلى حد ما فيما بعد، بدأ عدد القوات الأمريكية في العراق في الانخفاض وفي العام الماضي، قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خفض هذا العدد ليصل إلى 2500.
وبعيدا عن السياسية، فإن اتفاق الانسحاب الأمريكي الذي أعلنه بايدن والكاظمي من غير المحتمل أن يحمل في طياته تغييرا كبيرا على حياة العراقيين العاديين إذ اختفت منذ زمن طويل من المدن العراقية نقاط التفتيش التي كانت قوات أمريكية تتمركز فيها.
ففي الوقت الحالي، باتت كافة نقاط التفتيش في العراق تتمركز فيها قوات من الجيش أو الشرطة أو عناصر من الحشد الشعبي.
وبات الحديث عن الوجود العسكري الأمريكي في الشارع العراقي منحصرا على سماع أنباء عن شن القوات الأمريكية ضربات جوية أو غارات بطائرات مسيرة. ولم ير معظم العراقيين العاديين جنديا أمريكيا أمامهم منذ سنوات فقد غاب مشهد الجنود الأمريكيين من الشوارع العراقية.
كاثرين شاير / م ع
الاحداث الاقتصادية :
الاحداث الثقافية :
ــ استعادة آلاف القطع الأثرية..
في أكبر عملية استرداد للآثار المهربة، استعاد العراق آلاف القطع الأثرية النادرة التي سُرقت وتم تهريبها من بلاد الرافدين بعد حرب عام 2003. وهو ما رحب به علماء آثار وأثنوا على الجهود التي بذلت لاستعادة تلك القطع.
(لوح طيني كتب عليه جزء من ملحمة جلجامش بالخط المسماري من أهم القطع الأثرية التي استعادها العراق)
تمكن العراق من استعادت أكثر من 17 ألف قطعة أثرية من الولايات المتحدة، كانت قد سرقت وتم تهريبها بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003. وتشكل هذه القطع النفيسة جزءا هاما من حضارة وتاريخ بلاد النهرين القديمة فيما يتوقع المسؤولون العراقيون الشهر المقبل استرداد لوح أثري مصنوع من الطين مكتوب عليه باللغة المسمارية جزء من “ملحمة جلجامش” السومرية التي تُعتبر أحد أقدم الأعمال الأدبية للبشرية.
ولاقت عودة تلك القطع النفيسة قبولا وترحيبا من العراقيين ومن بينهم المؤرخ العراقي عبد الله خورشيد قادر الذي يعمل في مجال الآثار منذ عام 2000 عندما بدأ التحضير لنيل درجة الماجستير في جامعة صلاح الدين في أربيل شمال العراق ليصبح فيما بعد أستاذا في قسم الآثار بالجامعة.
ولكونه عالم آثار عراقي ومديرا لمعهد العراق للحفاظ على الآثار والتراث، فقد كان مبتهجا بأن بلاده استعادت كنوزها القديمة من الولايات المتحدة. وفي مقابلة مع DW، قال خورشيد “شعور عظيم وكنت متفائلا بسبب ردود الفعل الإيجابية من الولايات المتحدة”.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت قبل أسبوع أنها ستعيد 17 ألف قطعة أثرية للعراق. وعادت القطع الأثرية التي يبلغ عمر بعضها أكثر من 4 ألاف عام وتعود للحضارة السومرية، الخميس الماضي على متن طائرة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي اختتم زيارة للولايات المتحدة أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.
من جانبه، اعتبر وزير الثقافة العراقي حسن ناظم، عملية الاسترداد “غير المسبوقة” لكونها “أكبر عملية استرداد لآثار العراق”، مضيفا أنها كانت “نتاج جهود بذلتها السلطات العراقية على مدى أشهر بالتنسيق مع السفارة العراقية في واشنطن”.
يشار إلى أن بريطانيا أيضا أعادت إلى العراق القطع الأثرية التي سرقت عقب الاحتلال الأمريكي وتم تهريبها إلى المملكة المتحدة. وفي مقابلة مع DW، قالت إليزابيث ستون، أستاذة الأنثروبولوجيا والآثار في جامعة ستوني بروك في نيويورك، إن معظم القطع الأثرية التي استعادها العراق كانت “جزءا من الآثار التي سُرقت من المتحف الوطني العراقي في بغداد أثناء الغزو الأمريكي”.
وشاركت ستون في العديد من البعثات الأثرية التي زارت العراق بما في ذلك البعثة الأثرية الهامة عام 2012 حيث قامت وفريقها بأعمال تنقيب في مدينة أور الأثرية حيث يُعتقد أن النبي إبراهيم ولد فيها. ووفقا لعالمة الآثار ستون، فإن هذه القطع خرجت من العراق بطرق غير مشروعة عبر شبكات التهريب. وتقول “كان من الواضح للجميع أن هذه الآثار سُرقت من المتحف الوطني العراقي حيث كانت تحمل أرقاما تسلسلية ما يؤكد أنها لم تكن نتاج أعمال حفر غير قانونية”.
وتشير ستون إلى أن سلطات الجمارك صادرت بعض القطع فيما تم شراء القطع الأخرى من قبل جامعة كورنيل الأمريكية وشركة هوبي لوبي لبيع الأعمال الفنية واليدوية بالتجزئة.
وتناولت وسائل الإعلام اسم الشركة ومقرها مدينة أوكلاهوما سيتي الأمريكية، بعد الكشف عن أنها قد حصلت على لوح نادر بخط مسماري مكتوب عليه جزء من “ملحمة جلجامش” السومرية. وتم شراء هذا اللوح لعرضه في متحف الكتاب المقدس وهو قيد الإنشاء في العاصمة واشنطن وتموله عائلة ديفيد غرين مؤسس شركة هوبي لوبي.
وفي السابع والعشرين من يوليو/ تموز الفائت، أمرت محكمة في نيويورك بمصادرة هذه القطعة الأثرية التي قالت وزارة العدل الأمريكية إن تاجر آثار أمريكي اشتراها من تاجر عملات معدنية في لندن. وجاء في البيان “قام تاجر آثار وخبير أمريكي في الكتابة المسمارية بشحن هذه القطعة الأثرية إلى الولايات المتحدة عن طريق خدمة بريدية دون التصريح بالمحتوى كما هو مطلوب. وعقب استيراد القطعة وتنظيفها، اكتشف خبراء في الكتابة المسمارية أنها تحمل جزءا من ملحمة جلجامش. ويبلغ قياس اللوح نحو 15 X 12 سم، وهو مكتوب باللغة الأكدية”.
يشكل اللوح المنقوش عليه جزء من ملحمة جلجامش، أحد أقدم الأعمال الأدبية للبشرية، مع آلاف القطع الأثرية الأخرى واحدا من أكبر المجموعات الأثرية الهامة التي سرقت بعد حرب عام 2003.
ولا تزال أعمال التنقيب غير القانونية عن الآثار وأعمال التهريب والسرقة للقطع الأثرية التاريخية، تعد مشكلة في العراق وسوريا حيثيستغل تجار السوق السوداء والمهربون وعناصر تنظيم داعش حالة الفوضى في تلك المنطقة، إذ من السهل نسبيا العثور على قطع أثرية ومن ثم تهريبها وبيعها في الخارج.
وقبل وصول القطع الأثرية إلى العراق، أعرب علماء الآثار العراقيون ومن بينهم خورشيد قادر عن سعادتهم بأن جهود استعادة الآثار المنهوبة كُللت بالنجاح. وفي ذلك، يقول خورشيد قادر “أكدت الاتصالات العراقية مع الجانب الأمريكي أن القطع الأثرية المهربة في أيدي جهاز الأمن الداخلي الأمريكي”. ويضيف بأن مسؤولي السفارة العراقية في واشنطن أجروا اتصالات على مدار الأعوام الماضية لاستعادة هذه القطع، وقد “أصبح هذا الأمر واقعا الآن”.
ويأمل خورشيد في أن تساعد دول العالم العراق على استعادة آثاره المسروقة والمنهوبة. ويعمل خورشيد قادر وعلماء آثار على وضع حجر الأساس لإعادة بناء المؤسسات والمناطق الأثرية التي تم تدميرها خلال سنوات من الحروب والصراعات التي عصفت بالعراق. ويقوم بالتعاون مع منظمات أمريكية مثل معهد سميثسونيان وجامعة ديلاوير بتدريب شباب عراقيين مهتمين بالآثار، كما يشرح للمواطنين أهمية الحفاظ على الآثار وتعريفهم بتاريخ بلدهم. ويعمل على “استعادة الثقة في مجتمع المتحف العراقي والمهنيين الأثريين من خلال بناء وتعزيز برنامج وطني للحفاظ على التراث الثقافي” يقول خورشيد قادر مختتما حواره مع DW.
ماناسي غوبالاكريشنان / م ع
الزي الرياضي …. مشكلة
أثار رفض لاعبات منتخب النرويج للكرة الشاطئية ارتداء “البكيني” خلال بطولة أوروبا، الجدل حول زي اللاعبات الذي يتعين عليهن ارتداؤه. فهل يحق لهن اختيار الزي الرياضي الخاص بهن خلال المنافسات الرياضية؟
لاعبات فريق النرويج لكرة اليد الشاطئية أثرن الجدل وفتحن الباب لتغيير قواعد اختيار الزي الرياضي للاعبات
لم يكن الأمر سهلا على لاعبات منتخب النرويج للكرة الشاطئية، برفض ارتداء البكيني خلال بطولة أوروبا واستبداله بسراويل طويلة وسط خوف اللاعبات من تداعيات القرار، واستعدادهن للمخاطرة بالتعرض للغرامة أو ما هو أسوأ جراء خرق قواعد اللعبة.
السعودية: “الحشمة” كشرط لممارسة البنات للرياضة
حجاب المرأة لا يصلح كلباس رياضي”
لم يدم هذا التردد طويلا وقبل مباراة تحديد الفائز بالميدالية البرونزية ضد إسبانيا في البطولة الأوروبية مطلع الشهر الماضي، قررت لاعبات منتخب النرويج المضي قدما في قرارهن وارتداء سراويل طويلة. وتقول تونيه لاشته، حارسة مرمى الفريق النرويجي، “كنا نخاف من أن يتم طردنا من المسابقة”.
وتضيف لاشته في مقابلة مع DW “لكن في المباراة الأخيرة، كنا على استعداد لدفع أي غرامة تفرض علينا. وقلنا: لا يمكن طردنا الآن. ماذا هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟”
وتصف ما حدث بعد ذلك “بالجنوني” إذ حظيت أزمة الفريق باهتمام كبير على مستوى العالم حتى أن المغنية الأمريكية الشهيرة بينك عرضت دفع الغرامة إذا ما تم تغريم الفريق.
وقالت لاشته إن أهم شيء نجم عن الخطوة أنها أثارت مجددا الجدل حول قواعد الزي الرياضي الذي يتعين على اللاعبات ارتداءه خلال المسابقات، مضيفة “يحدوني الأمل في أن يستمر الأمر الذي بدأناه. في الماضي، كانت اللاعبات تعتقدن أنه يجب التعامل مع قضية الزي باعتبارها أمرا مسلما به. لكن الآن يمكننا التحكم في الملابس، وهذا أمر عظيم”.
وفي السابق، اشتكت العديد من اللاعبات في عدد من الرياضات مما يرونه “سمات جنسية” للقواعد وازدواجية في المعايير مقارنة باللاعبين الذكور.
وفي خضم منافسات دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، بدأ الجدل يطفو مرة أخرى على السطح. وفي ذلك، تقول ماري هارفي، المديرة التنفيذية لمركز الرياضة وحقوق الإنسان، إن النساء يتعين عليهن التوازن بين صناعة أسمائهن وكيف يمكن أن يشعرن بالارتياح، وهذا ما قد يؤثر على أدائهن. وتضيف “بادئ ذي بدء، إذا كنت لاعبا رياضيا سوف ترغب في أن يكون الأمر يتعلق بالأداء الرياضي” وتشير إلى أن “البعد الأول يتعلق بوظيفة الملابس التي يرتديها الرياضيون وكيف يمكن أن تساعدهم من الناحية الفيزيولوجية، أما البعد الثاني فيتعلق بالحالة الذهنية، فإذا شعر اللاعب بالرضا، فسيكون أداؤه جيدا”.
ظهرت لاعبات الجمباز الألمانيات وهن يرتدين بدلات كاملة خلال أولمبياد طوكيو
قواعد مختلفة لكل رياضة
لم يكن ما أقدمت عليه لاعبات منتخب النرويج الواقعة الوحيدة في الشهور الأخيرة التي تسلط الضوء على ثياب النساء خلال المنافسات الرياضية. فخلال أولمبياد طوكيو، اتخذت لاعبات الجمباز الألمانيات موقفا ضد إضفاء طابع جنسي على الرياضة التي يمارسنها، إذ ظهرن وهن يرتدين بدلات كاملة.
وكانت اللاعبات قد ارتدين هذه البدلات لأول مرة خلال منافسة جرت في أبريل/ نيسان الماضي وفي ذلك الوقت، قالت إحدى اللاعبات لـ DW إنها تريد أن تتاح الفرصة لكل لاعبة “لتقرر بنفسها الزي الرياضي الذي ترغب في ارتدائه”.
لكن يبدو أن مسار تحقيق هذا الهدف يختلف من رياضة إلى أخرى، فعلى سبيل المثال يٌسمح في رياضة الجمباز بارتداء ملابس تغطي الجسم بالكامل، أما في رياضة كرة اليد الشاطئية فإن الأمور أكثر تقييدا حيث تنص القواعد على أنه يجب على اللاعبات ارتداء “البكيني” بمقاس محدد.
وفي أعقاب الخطوة الاحتجاجية التي قامت بها لاعبات النرويج، فإنه من المرجح أن يضطر الاتحاد الدولي لكرة اليد الى تغيير القواعد الخاصة بالزي الرياضي. وفي تعليقها على هذا، تقول تونيه، حارسة مرمى الفريق النرويجي “لا يمكنني التفكير في أي نتيجة غير ذلك”.
ومن اللافت صعوبة تحديد السبب وراء استمرار تطبيق مثل هذه القواعد. وفي هذا السياق، تقول الباحثة الرياضية، جوانا ميليس، في بعض الحالات تكون هذه القواعد إلزامية لضمان أن تُجرى اللعبة بشكل عادل وآمن، لكن في رياضات أخرى يكون الأمر متعلقا بشكل اللاعبات وكيف يُنظر إليهن.
وفي مقابلة مع DWتقول ميليس “كشف مؤرخو الأزياء الرياضية عن أنه عندما تعلق الأمر باللاعبات، فقد خشي (صناع القرار في حينه) من أن تظهر اللاعبات في مظهر ذكوري لدرجة أنهم أرادوا التأكد من أن اللاعبات سيظهرن في شكل أنثوي جذاب للرجال”.
وأعادت واقعة لاعبات منتخب النرويج إلى الذاكرة موقف السويسري جوزيف بلاتر، الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم، عندما قال في إحدى المناسبات إنه يجب أن ترتدي اللاعبات “سراويل ضيقة” لتعزيز شعبية كرة القدم النسائية. ورغم أن هذا الطرح لم يلق قبولا، إلا أن المغزى كان أكثر وضوحا.
الثقافة الذكورية
ولا ينحصر الأمر على كونه يحمل في طياته استغلالا جنسيا، إذ تقول ميليس إن هناك قضايا أخرى يجب أن تؤخذ في الحسبان، مضيفة أن واقعة منتخب النرويج حققت “نتيجة إيجابية”، لكن لا يجب النظر إليها باعتبارها نقطة تحول، لأن “الاستغلال الجنسي جزء من قضية كبيرة”. وتتابع “تكره هذه المنظمات إحداث أي تغيير كما لو كان الأمر أن هذا سوف يقلل من نفوذها. يدير الرجال هذه المنظمات. وهذه الأشياء متجذرة في ثقافة الذكور الغربيين البيض.”
وتشير ميليس إلى واقعة أليس ديرينغ، وهي أول سباحة من أصول أفريقية تمثل بريطانيا في الألعاب الأولمبية حيث تم منعها من ارتداء قبعةمصممة خصيصا لتلائم وتحمى شعرها ذي اللون الأسود.
وعزا الاتحاد الدولى للسباحة رفضه إلى أن القبعة لا تتناسب مع “الشكل الطبيعي للرأس”، إذ زعم أن السباحين الدوليين لم يطلبوا من قبل ارتداء “قبعات بهذا الحجم وهذه المواصفات”.
وألمحت ميليس إلى أن الأمر يحمل في طياته “نغمة عنصرية”. وأضافت أن “السباحة تعد مصدر قلق حقيقي. فإذا كان الناس لا لم يتعلموا السباحة بسبب عنصرية منهجية أو غيرها من أشكال التمييز، يمكن أن يؤدي ذلك إلى حوادث غرق مروعة، وفي الواقع يحدث هذا”.
ورغم رفع بعض القيود في بعض الرياضات مثل الملاكمة، إلا أنه المقابل يتم تغريم اللاعبات المسلمات أو يتم حظر مشاركتهن بسبب ارتداء الحجاب. وفي هذا السياق تقول ماري هارفي، المديرة التنفيذية لمركز الرياضة وحقوق الإنسان، “في بعض المجتمعات، الثقافة تحدد ما يمكن للمرء أن يرتديه“، على سبيل المثال الحجاب. وإذا تم حظر الحجاب في المنافسات الرياضية، فإن هذا سيعني أن “النساء المسلمات لن يتمكن من المشاركة. الملابس تعد إحدى الطرق للوصول إلى بعض الثقافات”.
مشاركة النساء في صناعة القرار
وترى هارفي وميليس أنه يجب أن تشارك النساء في صناعة القرار داخل المنظمات الرياضية من أجل معالجة القضية المتعلقة بالزي الرياضي الخاص باللاعبات. وتقول هارفي “وجود صوت (نسائي) رياضي سيكون أمرا أساسيا لحل مثل هذه الأمور. العملية يجب أن تكون شاملة للجميع. لا يمكن أن تتحدث إلى رياضي فقط، عليك التحدث إلى جميع الرياضيين خاصة النساء حول العالم. هناك اعتبارات تتعلق بالمجتمعات المحافظة يجب أن تؤخذ في الحسبان. لا يمكن استبعاد مجموعة من الناس عن عمد”.
وأتضيف “يتم إبلاغ النساء بالقرارات، لكنهن لا يتخذن هذه القرارات. كلما باتت عملية صنع القرار متنوعة وشاملة، كلما كانت القرارات أفضل. إذ كان هناك عشرة رجال سويسريين يتخذون قرارات بشأن ما يمكن وما لا يمكن للمرأة أن ترتديه، فهل هذا ما نصبوا إليه؟”.
أما بالنسبة إلى تونيه لاشته، حارسة مرمى الفريق النرويجي، فلا سبيل للندم على ما أقدمت عليه وزميلاتها. وتقول”لقد أثبتنا أن هناك دعم كبير لما قمنا بفعله. سيحصل أي فريق آخر أو أي لاعبة على نفس الدعم. لقد أخرجنا هذه القضية إلى النور، وحاليا هناك الكثير من الاهتمام حيالها. هذا هو الوقت المناسب لإجراء تغيير”.
يوناثان كرين / م ع
العرب في أولمبياد طوكيو
رغم ظروف جائحة كورونا الصعبة، حقق الرياضيون العرب نجاحا كبيرا في دورة طوكيو الأولمبية 2020. جولة مصورة مع أبطال الرياضة من تسع دول عربية، صعدوا منصات التتويج في الدورة الأولمبية بطوكيو.
1. قطر تتسلم الريادة من مصر
بالنسبة للرياضيين العرب كانت دورة طوكيو الأولمبية 2020، التي أسدل عليها الستار الأحد 8 أغسطس/ آب 2021، هي أنجح دورة منذ مشاركة المبارز المصري أحمد حسني في استوكهولم 1912. وإذا كانت لمصر الريادة في الفوز بالميداليات بداية من أمستردام 1928، عندما أحرز سيد نصير ذهبية رفع الأثقال وإبراهيم مصطفى ذهبية المصارعة، وفريد سميكة فضية وبرونزية في الغطس، فإن الريادة العربية في طوكيو 2020 كانت من نصيب قطر.
- عزف النشيد القطري لأول مرة
جاءت قطر في مقدمة العرب في طوكيو، بحصولها على ميداليتين ذهبيتين وميدالية برونزية، محتلة المركز 41 بجدول الترتيب العام. وكتب الرباع القطري فارس إبراهيم حسونة تاريخا جديدا للرياضة القطرية والخليجية والعربية، بحصوله على الميدالية الذهبية في رفع الأثقال “وزن تحت 96 كيلو غراما”، وسجل رقمين أولمبيين جديدين بالنتر بـ225 كغم والمجموع بـ402 كغم، ليعزف النشيد الوطني القطري لأول مرة في تاريخ الأولمبياد.
3. تفرد لبرشم وطائرة قطر الشاطئية
وحصد القطري معتز برشم الذهبية في الوثب العالي وصنع حدثا تاريخيا عندما وافق على تقاسم الذهبية مع الإيطالي جانماركو تامبيري. وكانت هذه المرة الأولى منذ أولمبياد 1912 التي يتشارك فيها رياضيان في ألعاب القوى الميدالية الذهبية. وللمرة الأولى أيضا، ينجح منتخب جماعي عربي في تحقيق ميدالية، حيث تمكن الفريق القطري للكرة الطائرة الشاطئية المكون من الثنائي شريف يونس وأحمد تيجان من تحقيق الميدالية البرونزية.
4. مصر تحصد الذهب من جديد
حلت مصر ثانية عربيا والـ54 في الترتيب العام، بحصولها على ذهبية واحدة وفضية و4 برونزيات. وبعد 17 عاما من ذهبية كرم جابر بأثينا جلبت فريال أشرف الذهب مجددا عبر الكاراتيه. وحقق أحمد الجندي الميدالية الفضية في الخماسي الحديث، فيما توجت هداية ملاك ببرونزية في التايكوندو، وفاز سيف عيسى ببرونزية في التايكوندو أيضا. وحصد محمد إبراهيم كيشو برونزية في المصارعة، وحصلت جيانا فاروق على برونزية في الكاراتيه.
5. تونس تفتح للعرب طريق الذهب والفضة
جاءت تونس في المركز الثالث عربيا والـ58 عالميا، بذهبية وفضية. وقصت تونس شريط افتتاح الميداليات العربية، حيث حصد لاعب التايكوندو محمد الجندوبي أول ميدالية عربية في أولمبياد طوكيو، وهي الميدالية الفضية في منافسات الرجال لوزن 58 كغم، وحقق السباح التونسي الشاب أحمد الحفناوي (18 عاما) أول ميدالية ذهبية للعرب، بفوزه بسباق 400 متر حرة في يوم عيد الجمهورية التونسية، ليسير على خطى مواطنه أسامة الملولي.
6. المغرب يكتفي بذهبية واحدة!
المركز الرابع عربيا من والـ63 عالميا من نصيب المغرب، الذي فاز بميدالية واحدة. فقد حقق العداء سفيان البقالي ذهبية سباق 3000 متر موانع بحلوله في المركز الأول بزمن قدره 8 دقائق و90ر08 ثانية. وكان البقالي يأمل بالسير على خطى النجم السابق هشام الكروج المتوّج في أثينا 2004 بذهبيتي 1500 و5 آلاف متر، بيد أنه كشف عن تعرضه للإرهاق بعد ليلة التتويج، ليفشل في إنهاء تصفيات سباق 1500 بسبب “الإرهاق”.
7. لشرباتي يفوز للأردن بعد مقاطعة!
الأردن احتلت المركز الخامس عربيا في طوكيو بالحصول على فضية وبرونزية. حصد صالح الشرباتي، الذي تأثر منذ صغره بشخصية جاكي شان، الميدالية الفضية في وزن 80 كيلو غرامًا في التايكوندو، رغم أنه قاطع التايكوندو لمدة أربع سنوات في أعقاب وفاة والده. أما عبد الرحمن المصاطفة، الذي كان طالبا متميّزا في كلية الطب، فحصد الميدالية البرونزية في الكاراتيه عن وزن 67 كغم، بعد وصوله إلى الدور قبل النهائي.
8. البحرين تحقق الفضة وعينها على الذهب
في المركز السادس عربيا والـ 77 في الترتيب العام جاءت البحرين، بعدما حققت ميداليتها الأولى بفضية سباق 10 آلاف متر سيدات عن طريق العداءة كالكيدان غيزاهيغني، التي حلت ثانية وراء النجمة الهولندية سيفان حسن. وقالت غيزاهيغني، الإثيوبية المولد، “في الألعاب الأولمبية المقبلة سأنال الذهبية في سباق الماراثون”.
9. السعودية.. فضية بطعم الذهب!
ومثل البحرين تماما، جاءت السعودية بالمركز السادس عربيا والـ 77 عالميا، بعدما نال طارق حامدي الفضية ضمن منافسات الكاراتيه كوميتيه 75+ كغم. وجه الحامدي ركلة قوية على رأس الإيراني سجاد زاده أطاحت خصمه وأحلامه بنيل الذهب، عندما كان متقدما عليه بسهولة. وبرغم اكتفائه بالفضة، أعلنت السعودية تقديم مكافأة الفوز بالميدالية الذهبية له ليحصل على جائزة قدرها خمسة ملايين ريال سعودي (1.33 مليون دولار).
10. الرشيدي المخضرم يهدي الكويت برونزية ثانية
وأحرز الرامي الكويتي المخضرم عبدالله الرشيدي (58 عاما) الميدالية البرونزية للكويت بحلوله ثالثا برصيد 46 نقطة، وراء الأمريكي فنسنت هانكوك (59، رقم أولمبي) والدنماركي يسبر هانسن (55)، ضمن مسابقات الرماية عن فئة الإسكيت رجال، وكانت تلك أول ميدالية خليجية في الدورة. وكانت ميدالية الرشيدي هي الثانية تواليا له وللكويت في مسابقة الإسكيت بعد أولمبياد ريو 2016. وبهذا تكون الكويت سابعة عربيا والـ86 عالميا.
11. السوري أسعد يتدارك ما فاته في ريو
وفي نفس ترتيب الكويت عربيا وعالميا تأتي سوريا، التي فاز رباعها معن أسعد بميدالية برونزية بوزن فوق 109 كيلوغرامات في رفع الأثقال. حل أسعد ثالثا بحمله 424 كغم، مع خطف 190 كغم ونتر 234 كغم. وسبق أن شارك في أولمبياد ريو عام 2016 في منافسات وزن فوق 105 كيلوجرامات وحل في المركز الخامس. وكان أسعد قد أحرز ذهبية بطولة كأس التحدي العالمية في سويسرا عام 2019 وحقق المركز الخامس على العالم في تايلاند 2019.
12. أفضل سجل أولمبي للعرب حتى الآن
وبشكل عام حقق الرياضيون العرب في أولمبياد طوكيو : 18 ميدالية متنوعة، وهو أعلى معدل من الميداليات للعرب في تاريخ المشاركات الأولمبية، وجاءت بواقع 5 ذهبيات، 5 فضيات و8 برونزيات.
وأقرب الدورات السابقة على هذا الإنجاز كانت أولمبياد لندن 2012، بـ14 ميدالية متنوعة بينها 4 ذهبيات. ودورة أثينا 2004 بـ 10 ميداليات منها أربع ذهبيات.
صلاح شرارة (د ب أ، أ ف ب، رويترز)