وإذا نورزان سئلت: ثلاثة رجال وسكين واحدة
مروة الخفاجي
تفاقمت أصداء خبر مقتل نور زان الشمري، يوم الخميس 26 آب 2021 مثل كرة الثلج، التي تفخمت الى إجتماع ثلاثة رجال بالسكاكين حول الضحية نور، التي قتلت في الجادرية!
جوهر الموضوع لخصه بيان وزارة الداخلية، على لسان مدير الإعلام اللواء سعد معن، بأن القتلة ثلاثة رجال فعلاً.. كما شاع على ألسن الناس.. تداولاً، وقال الرأي العام إعتداء جنسي، بينما البيان الرسمي أوضح أن القتل تم نهاراً في الشارع بما لم يسمح بالإغتصاب.
عذر الداخلية محزن جدا .. في إهمال الواجب كون الوقت نهاراً، لأن تمكن ثلاثة رجال من قتل فتاة شابة.. حيوية الحركة، لا بد أنها قاومت وتملصت وتهربت وناورت، وربما أسقطت السكين من يد حاملها الوحيد بين الثلاثة ما يعطي وقتاً كافياً لتقديم المساعدة، فأين رجال الداخلية؟ واين المارة ؟ والمفروض ان منتسبي الأمن مندغمين بنسيج الشارع.. باعة وسواق تكسي وكيا وعمال نظافة، يظهرون وقت الشدة.. إذا تعرض مواطن لـ (وليه) فالجبان إذا تولى لا يعف إلا بقوة تحد من خطر المعتدي وتنقذ الضحية، وإن تلكأت تعاقب!
بل ثمة دول قوانينها تعاقب حتى الفرد العادي.. غير المنتسب لجهة أمنية وليس في واجب عندما يحجم عن تقديم المساعدة لإنسان في لحظة ضعف من أي نوع…
ضعف الأمن في العراق آتٍ من غياب قيم الرجولة، في ضمير مشرع القوانين، ورجال الأمن من أعلى المستويات الى أدناها، وتدجين الفرد عن نخوة الشهامة.. العراقي بات جباناً لأن “الطايح رايح” يخشى التدخل فيفاجأ ببلوى.
إنك إن إنحنيت لإنهاض فتاة تعثرت لا تستغرب إن طالبك ذووها بـ (فصل) عشائري! الأمر الذي قطع سبيل المعروف.
العنف منتشر في العراق، كالماء والهواء، والشرطة يتورط مشتكٍ إذا تقدم إليها ببلاغ.. المُبَلِغُ عن حالة ما.. تعرض لها هو أو سواه فإشتكى يدخل في دوامة مع الشرطة لن يستطيع إنتشال نفسه منها إلا بكذا مليون والـ… سجن!
هناك فساد يجب الاعتراف به حتى يتم علاجه، حال بين الضحية والشكوى، وأعطى قوة للمجرمين، والمرأة أوهى من خيط شبكة العنكبوت مثلما الطفل صار حاجة للتبضع.
أتمنى على وزارة الداخلية، وعموم التشكيلة الوزارية في العراق، أن تلتفت ولو بنصف عين، الى واجباتها، ولا تكرس السلطة للإستحواذ على المال فساداً يستهتر بالرأي العام لأنهم محميون بالمحاصصة يفرطون بالبلد سافحين مال الشعب وحياة أفراده وعرضهم.