كركرات عاهرة
الروائي/عبد الجبار الحمدي .
الشارع المؤدي الى الحانة عاري تماما إلا من رواده، حتى اعمدة الإنارة بهت ضياءها مراعاة لمشاعر سكارى، فعالم المزاج هذا عالم غريب!! فيه تموج النفوس كمن يركب سفينة بحر هائح لا يستكين في مكان واحد، يتقافزعلى طاولات حانه مثل كؤوس الخمر وقناني العرق، هو من الرواد الذي تعشقهم صاحبة الحانة، فما أن يرى شفاهها المنتفخة حتى يرتعش كل جسمه ينتصب واقفا كمن يهب نفسه لشيطان الشهوة، اما أثدائها اللاتي شق منتصفها إخدود عميق غمر خماره مرات كثيرة داعب حلمات عطشى الى لسان رطب…
الرجال موزعين على طاولات شتى وألسنة الشهوة تتدلى مثل السنة كلاب، تتنفس رائحة الغريزة والرغبة التي فاحت من بين فخذيها حينما شاهدته وقد رمقها بنظرة ساخنة، كم تمنوا أن تسارع شهواتهم سهام رغبة الى لعق أفخاذها التي يرونها وهي تهتز على المنصة، أرداف ومؤخرة تصرخ الى إله الجنس ان يطارحها من ترغب… أما تلك العيون ولعاب افواه فلا زالت تشتهي ان تلتصق على افخاذها كالحلزون محاولة لأن تتسلل الى ما بين فخذيها، ذاك الذي غمر براعم انوفهم برغبته في المضاجعة، ودوا لو لعقوا ثناياه او يقبلونه لنيل الرضا عن شهوتهم التي لا يطلبون سوى رضاها… هي تتلاعب بهم، تغتال كل رغباتهم بكركرات عاهرة، هم يخوضون الاستمناء على كركراتها التي ما ان تطلقها حتى تكون كسهام كيوبيد الماجن تدفع بهم الى الجنون والرغبة في افتراس مفاتنها، غير ان هناك من يقف جدارا حاميا لها، يبعد البراغيث التي تريد الالتصاف بمفاتنها فهي ملك لمن تعشق وترغب، لا تبيع جسدها الى كل من يرغب بل الى من تهواه وتعشقه… جلس في مؤخرة الحانة كانت كل مفاتنها تدفع بها الى ان تقترب منه تناديه بغنجها، تصرخ طالبة مضاجعته لقد غاب عنها طويلا هذه المرة حتى ان ما بين فخذيها اباح برغبته فأحسها على عضوه الذي انتصب يمزجر بأنه سيقوم بهتك كراركاتها سيبيكيها تأوها سيرضخ فتنتها الى الجنون، سيمتص حلماتها العطشى، سيرهبها من كثرة رغبته سيخيف ما بين فخذيها اشتياق دام أعوام لكنه بالتأكيد لن يخذل انوثتها وشبقها، ساعيد الكرة حتى تكتفي هههههههههههه وهل تكتفتي تلك العاهرة، إنها مثل البحر تبتلع كل ما لدي من جرأة، فبرغم أني قرصان إلا ان إمساك دفتها تطيح بقواي، أتخاذل وتهن عظامي وفرائصي… يا لها من عاهرة!؟؟ اعشقها حد الجنون… كانت الاعين ترمقه بالحسد والغيرة، وكثيرا ما تساءلوا بينهم ما الذي عنده يميزه عنهم، او يحمل بين رجليه غير الذي عندهم؟ أهو الحجم؟ فواحدنا يكاد يكون ذكره مثل الحصان، والبعض كالحمار إننا شياطين جنس حفاة البحر عراة الخجل… فمن لا يعرف عنا هذا الامر، لكنها تفضله وهذا ما لا يمكن السكوت عليه، فنحن نرغب بجسدها هي بالذات لا تلك النساء اللاتي مللنا معاشرتهن وذقنا لزوجة أجسادهن وقد خرمنا جميع خباياهن إلا هي لا زالت تستعصي علينا…
لم تكترث لشهواتهم وأعينهم التي اغتصبتها قبل ان ينالوا من جسدها، هي تشتهي من احبته.. قالت له في مرة كن لي إلى الأبد وساكون طوع يمينك وثق أني لن اقرب هذه الحانة سأبيعها الى اي طالب برخص التراب شرط ان تعيش معي بقية ايامي فأنا رغم عهري احبك جنون كل النساء اللاتي تعشق وتغار حد الجريمة.. أعني الموت في سبيلك، لكنه وفي كل مرة يتحجج ويتعذر بمواويل واهية ملت منها وكلت سماعها لكنها لا تطيق فراقه… راحت تقترب منه حتى جالسته وقد أيقن انها قد تمكنت منه وثار جموحه كفحل لا يطيق الانتظار بعد ان شم رائحة جسدها الذي يريد المضاجعة.. سكب زجاجة الخمر الى جوفه مرة واحدة اشتعل رأسه وطفق يصيح اريد المزيد كانت ترمقه وقد شارفت ان ترمي نفسها الى حظنه غير عابئة بكل ما حولها… احس بها فقام ليمسك بيدها حتى يأخذها الى الداخل فقد اعتادت غرفتها حكاياهم طويلا..
فجاة سارع من استشاط غضبا بأن يأخذ بيدها عنوة وهو يصرخ ارفع يدك عنها.. إنها ملكي هذه الليلة سأطفيء لهيب جسدها بهذا واشار الى عضوه الذي بدل منتصبا.. لم يرد عليه بل باغته بضربة اطاحت به، كان الرد زجاجة على رأسه ممن كان يرغب بها كشريك مع صاحبه الذي سقط.. ترنح وهز رأسه كان الدم غزيرا غطى عينيه و وجهه، لم ينتظر دار عراك بينهم وهي تدفع بيدها تدافع عنه، شرسا قوي البنية دافع عنها وعن نفسه بكل ما كان يعرف من وسائل القتال.. ابتعد من في الحانة، صاروا متفرجين يتصايحون البعض مؤيد له ولصاحبة الحانة والبعض الآخر كان ينتظر النتيجة.. كانت حالة هستيرية فقد الجميع عقله.. لم يستطع احد ان يميز النتيجة إلا بعد ان تحطم كل شيء حتى هي، كان الصمت هو السائد بعد ان افرغ الحانة من تلك الاصوات التي كانت تدوي، اسقط كلا الرجلين اللذين أتيا على الصراع معه .. كانت تمسك به رغم كل شيء لم يعي نفسه وقد طعنت بدلا عنه بسكين من يد لم يرها.. لقد فدته بنفسها.. فتلك العاهرة احبته بصدق وكانت مستعدة للتضحية بنفسها عنه فحب العاهرات لا يمكن ان يكون طاهرا إلا بإراقة الدم وإن كان محرما، فالشياطين تريق القرابين كي تحظى برواد جهنم.
القاص والكاتب
عبد الجبار الحمدي