ايلول شهر التحديات
وستبقى وحدتنا اولاً
____________________
بقلم المحامي عمر زين*
يوم الثامن والعشرين من ايلول يعتبر يوم المفاجآت الكبرى في تاريخ الامة المعاصر، ومن اعظم هذه المفاجآت السارة انطلاق انتفاضة الاقصى واندلاع الثورة الفلسطينية وتحرير بيروت من الاحتلال الاسرائيلي واشدها حزناً وانتصاراً للحلم العربي رحيل قائد الامة الرئيس جمال عبد الناصر بعد انفصال الوحدة العربية بين مصر وسوريا.
في 28 ايلول منذ عشرين سنة دخل شارون حرم المسجد الاقصى بحماية 2000 جندي اسرائيلي وتحدى شعور المسلمين في اقطار الارض وسرعان ما هبّ الشعب الفلسطيني وانطلقت مقاومته في محيط الاقصى وفي الضفة الغربية وقطاع غزة وتصدى في مخيم جنين للغزاة المجرمين الذين اعتقلوا معظم القيادات الفلسطينية منهم مروان البرغوثي واحمد سعدات وابو علي مصطفى واغتالوا شيخ المقاومة البطل الشيخ احمد ياسين واعتبر الشهيد الطفل محمد الدرّة رمز هذه الثورة المباركة.
ومنذ 39 سنة في 28 ايلول تم تحرير بيروت من الاحتلال الاسرائيلي على يد ابطال الشعب اللبناني الذي لا بد ان ينتصر اليوم على جلاديه في الداخل ليستعيد استقلاله وحريته والعيش بكرامة.
ومن الذكريات الاليمة في 28 ايلول 1961 ذكرى انفصال الوحدة السورية المصرية بانقلاب عسكري قاده في ظاهره النحلاوي ليحطم جزءاً من حلم الشعب العربي الذي ظل صامداً وراء قائده جمال عبد الناصر.
وجاء النبأ الصاعق في 28 ايلول 1970 وهو الاشد ألماً في تاريخ الامة العربية، جاء هذا الخبر عند الساعة السادسة وخمسة عشرة دقيقة برحيل قائد الامة الرئيس جمال عبد الناصر فإهتزت الارض العربية من المحيط الى الخليج ولم يصدق الشعب النبأ الصاعق فهتف الكل قائلاً:
“لا ما انقضيت، لا ما قضيت وان يعصف بك القدر فأنت حيّ، بك الاجيال تأتمر، والخَطب فوق احتمال الناس قاطبة، وهل يُلام بعبد الناصر البشر، وكم قرون مضت والشعب منتظرٌ، وظل بعد صلاح الدين ينتظر فكنت فينا صلاح الدين ثانية بل كنت دنيا بك التاريخ ينتصر”.
رحل عبد الناصر ولكن الشعلة لم تنطفئ وسيبقى الشعب العربي وفياً لمبادئه واحلامه برغم كل ما هو فيه من مآسٍ وهزائم.
وستبقى المقاومة والوحدة العربية الطريق اولاً وآخراً للانتصار على الاعداء ولنهوض الامة وتقدمها.
*الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب
بيروت في 27/9/2021