جائزة نوّار(2021) لمؤلف كتاب – سماء بغداد القرمزية.
أ.د. ضياء نافع
أعلنت لجنة جائزة نوّار لتعزيز الحوار العراقي – الروسي اسم الفائز بالجائزة لهذا العام ( 2021) , وهو – فيكتور فيكتوروفيتش باسوفاليوك ( 1940 -1999) – وكيل وزير الخارجية الروسية سابقا , وآخرسفير للاتحاد السوفيتي واول سفير لروسيا الاتحادية في العراق , ومؤلف كتاب – ( سماء بغداد القرمزية ) , الصادر بالروسية في موسكو عام 2010, والذي ترجمه د. فالح الحمراني الى العربية وصدر في بيروت عام 2017 .
تمّ تسليم جائزة نوّار لتعزيز الحوار العراقي الروسي يوم الخامس من شهر تشرين أول / اكتوبر 2021 الى ابنته السيدة يلينا فيكتورفنا باسوفاليوك في سفارة جمهورية العراق بموسكو من قبل السيد سفير العراق في روسيا الاتحادية الدكتور عبد الرحمن الحسيني , والذي ألقى كلمة في بداية الحفل , وقال فيها , ان جائزة نوّار لتعزيز الحوار العراقي الروسي أصبحت واحدة من الظواهر البارزة في مسيرة العلاقات العراقية الروسية , وأشاد بمؤسسيها وجهودهم الدائمة من أجل استمرارها , وتوقف قليلا عند اسماء الحائزين على هذه الجائزة في السنوات السابقة , وهم بوغدانوف وكيل وزير الخارجية الروسية , ومكسيموف سفير روسيا في بغداد و العذاري سفير العراق في موسكو , وديوكوف المدير التنفيذي لشركة ( غاز بروم نفط ) الروسية , وتكلّم بعدئذ عن شخصية الحائز على هذه الجائزة لهذا العام وهو فيكتور باسوفاليوك , وأشاد بدوره الكبير ومكانته المتميّزة في تعزيز العلاقات العراقية الروسية في كافة المجالات , وتحدث عن كتابه ( سماء بغداد القرمزية ) باعتباره وثيقة مهمة ومتميّزة في مسيرة العلاقات العراقية الروسية , والتي ابتدأت قبل أكثر من خمس وسبعين سنة , وتوقف عند اهمية هذه العلاقات بالنسبة للبلدين .
جرى بعدئذ منح المدالية الذهبية للسيدة يلينا باسوفاليوك وسط تصفيق الحاضرين , ثم تم تسليمها الشهادة الخاصة بتلك الجائزة من قبلي , باعتباري رئيس مجلس ادارة دار نوّار ومؤسس الجائزة , وقد تحدّثت عن معرفتي الشخصية بوالدها في بغداد , واعلنت عن سعادتي بتوحيد اسمي باسوفاليوك ونوّار في مسيرة العلاقات العراقية الروسية وتعزيزها , فهما يمتلكان صلة عضوية ومباشرة بهذه العلاقات .
تحدّثت بعد ذلك السيدة باسوفاليوك عن انطباعاتها حول هذا التكريم , الذي حظى به والدها , وردود فعل عائلتها على هذا العمل , الذي قالت عنه , انه كان ( ..مفاجأة سارّة جدا لكل عائلتها ..) , وقالت, ان هذ الجائزة تجسّد وفاء العراقيين تجاه عمل والدها بشأن تعزيز العلاقات العراقية الروسية , وتوقفت عند ذكرياتها عندما كانت تعيش في بغداد مع والدها آنذاك , وكيف كانوا يعشقون بغداد , وقالت انها ( …لازالت تتذكر طعم الخبز العراقي اللذيذ ..) وطيبة العراقيين وضيافتهم , ثم توقفت عند سيرة حياة والدها , وعن دراسته المعمقة للغة العربية وعشقه الكبير لها , وكيف انه بدأ عمله في مجال الترجمة من الروسية الى العربية وبالعكس , وأصبح نجما ساطعا في عمله , وترجم مباحثات القادة السوفيت مع القادة العرب وهو في هذا العمر اليافع , وتحدثت كذلك عن بقاء ثلاثة سفراء فقط في بغداد اثناء القصف الامريكي , وهم السفير الروسي والكوبي والفلسطيني . لقد كانت كلمة السيدة باسوفاليوك شفهية وحميمية جدا واستخدمت اللغة العربية في بعض المقاطع , وقالت في نهاية كلمتها وهي تمسك بالمدالية – ( ..ما أجمل النخلة, رمز العراق , وما أجمل شجرة البتولا , رمز روسيا , على هذه المدالية !..) وشعرنا جميعا , ان هذه الكلمات صادقة وحقيقية و تخرج من القلب مباشرة .
تكلم في نهاية الحفل الدكتور فالح الحمراني , مترجم كتاب سماء بغداد القرمزية , وأشار الى عمق افكار الكتاب , والتي عكست عواطف المؤلف تجاه بلدنا وصدق كتاباته حول كل ما شاهده هناك , وأشاد د. الحمراني بجائزة نوّار لتعزيز الحوار العراقي الروسي ومؤسسة دار نوار , التي اقترحت اقامتها والاستمرار بتنفيذها طوال كل السنوات الماضية , وقال في الختام , ان هذه الجائزة – ( .. تعدّ ظاهرة فريدة ولا مثيل لها في اطار علاقات البلدان العربية كافة مع روسيا ..) .