ولو ان بيني وبين الناس شعرة ماانقطعت.قيل:وكيف ذلك؟قال:كنت اذامدوهاخليتها واذاخلوها مددتها”
-معاويه-
…الشعرة المتضمنة في العبارة التي قالها معاوية في احدى خطبه والتي جرت كمثل.هي التي سأركز عليها ولا شيء غيرها.لاسياسة معاوية-ولامواقفه-ولاايمانه او عدم ايمانه -لا ظلمه وقمعه للناس-ولا دهائه ومكره وترويضه للجماعات المعارضة-لا خيره ان كان له خير وهذا مااشك فيه “-ولا شره وهو ثابت بالشواهد والوقائع.كل هذا لا يعنيني وليس من شأني اصدار احكام قيمة بهذا الخصوص..محط هذا المقال الذي هو ليس سياسيا ولا دينيا وايضا ليس معياريا.ما ابحث فيه ينصب على هذه الاستعارة ورمزها(الشعرة)على واقعنا الراهن الصاخب والعنيف ،والذي يموج ببحر من الفوضى والاضطراب والتجاذب.ربما وظف معاوية هذه العبارة المجازية(ميكيافيليا)على المستوى السياسي,ونجح فيه جزئيا بابرازه العصا اذا مد الناس وتلويحه بالجزرة اذا خلوا الشعرة ليحافظ على عدم انقطاعها,بحيث سام الناس سوء العذاب عندما تصدوا له .اما المذعورين وضعاف الشوكة فكانوا يقنعون بالهبات والعطايا والسلامة .معاوية في صفحات التاريخ الذي ادانه وان حاول البعض الرفع من شأنه وايجاد الاعذار والمبررات له والتي مهما بلغت لا تشفع له ابدا ما ارتكبه من قمع وقسوة وتصفيات شملت خيرة الرجال.مدلول الشعرة في سياق اجتماعي تاريخي مغاير لتصور وفهم ودلالة تصور معاوية لعلاقته بالناس.شعرتنا لها تأويل آخر في قراءتنا لهذه المفردة هي:روح المواطنة وايديولوجية الوطن بالمعنى الواسع والاجتماعي والايجابي لمفهوم(ايديولوجيا) في علاقة الدولة بالمجتمع من جهة وعلاقة افراد المجتمع بعضهم بالبعض الاخر من جهة آخرى..حيث تكون( الشعرة) الوطنية اطار التواصل واللحمه بين الدولة واطياف الشعب العراقي المتنوعة لتتحول الى حبل متين من القوة والتجدد والثبات. لن اتحدث لا عن الديمقراطية ولا الحريات ولا حقوق الانسان,فقد كثر اللغط واللغو والثرثرة حول هذه المفاهيم السامية (كغايات تصبو اليها البشرية)بمناسبة وبغير مناسبة.لدى الجميع.-احزاب-حركات-تجمعات-تيارات سياسية ومدنية-وسياسية دينية وقومية-وغيرها…ان ما يشكل محددات وابعاد الافراد والمجتمعات الطبيعية-يتأسس على بايولوجية الكائن البشري وعلى مستوى حاجاته الفزيولوجية الحيوية ,كونه نرجسيا في البعد السيكولوجي وميله المتأصل للتسلط والهيمنة على مجاله المحدد لبني جنسه استنادا لمبدأ ارادة القوة وحفظ الذات ولكون هذه المعطيات واقعية وملموسة من اصغر وحدة اجتماعية وهي العائلة الى اعلى مؤسسة في شبكة وهي الدولة بكافة اجهزتها وادواتها من:قمعية-تربوية-ثقافية-اعلامية دعائية-الخ.الانانية(حب الذات).المصالح (اشباع الحاجات).نزعة السيطرة (الزعامة-القيادة-التميز-حب الظهور)..هذه ابرز معالم الصراعات الاجتماعية وحركة التاريخ .وهذا لا ادعو لمحاربته والغاء هذه الملامح القارة في اللاوعي الفردي والجمعي .بل الانطلاق من هذا التصور و البناء عليه،و نحو الموازنة بين التجاذبات السياسية والفكرية والاجتماعية والثقافية بأتجاه تنظيم وضبط هذه الصراعات بنحو من الاعتدال والمرونة والشفافية -نحو قبول الآخر ومحاورته لحل المتناقضات وتخفيف حدة النزاعات بالاحتكام للعقلانيةوالمنطق ومواجهة -الانا النحن-للهو الهم -بمرآة مزدوجة الانعكاس يرى فيها الكل ذواتهم ,لنرى انفسنا بنحو جديد ,ونجعل من هذه التربية عادات واعراف ثابتة وقيم متفق عليها والمرونة القصوى والتحاور حتى النفس الاخير دون كلل ونبذ العنف والتعصب بلا عودة وترك اليقينيات المزعومة بامتلاك الحقية المطلقة.فلكل يقينياته وحقيقته واوهامه ومسلماته لنتعلم ونعلم ان اختلافاتنا دليل دينامية وحراك وحياة لامؤشر تشرذم اوفرقة لنؤمن بان الديمقراطية-ها انا اعرج على ما ذكرت انني سااتجنبه ولكنه يفرض نفسه-ليست فقط جزء من البنية الفوقية السياسية بل هي اولا وقبل كل شيء انشاءا وتكوينا وتربية يجب ان يرضعها اطفالنا مع حليب امهاتهم لنعدل دستورنا ونجعله جامعا مانعا بلا ثغرات او فجوات ولايترك نقصا اوخللا ينال من كرامة وحرية وحقوق اي مواطن عراقي في اي بقعة من الارض ان يضمن الدستور فعلا اننا في عراق جديد واننا سنجد الحرية والعدل والامان والكرامة عند اعتاب بيوتنا .ونستعصم بوشائج المواطنه ولانقطعها بسكاكين الطائفية والعرقية والقبلية.بهذا ينجو الوطن من التفكك ويزدهر بمواطنيه ،والا فستعيد الازمات والكوارث انتاج نفسها ونعود الى تلك الدائرة المقفلة من الرعب والدم وساعتها ستنقطع شعرة المواطنةالى الابد، وعلى العراق السلام..لقد قال (سبينيوزا) يوما:اذا وقعت واقعة عظيمة لاتضحك.لاتبكي ولكن فكر -وانا اكمل نعم لنفكر ولكن لنفعل تفكيرنا ونهبط من عالم المثل والاوهام الى واقع الارض لانه لا شيء يمكث في الارض الا ماينفع الناس