ـ الناخبون یرفضون حلفاء طھران.. ھل یتخلص العراق من النفوذ الإیراني؟
الدكتور ضرغام الدباغ .
وجھ الناخبون في العراق صفعة لحلفاء إیران في الانتخابات .لكن تخفیف قبضة الفصائل الشیعیة المسلحة
على مفاصل الدولة ما زال مسألة تتسم بحساسیة سیاسیة، في وقت تخیم فیھ على الرؤوس سحابات القلق من
احتمال تفجر العنف في أي لحظة.
ًوسعت كتلة الصدر قاعدة تمثیلھا النیابي إلى 73 مقعدا، صعودا من 54 في البرلمان السابق.
الفائز الأكبر في الانتخابات البرلمانیة العراقیة ھو رجل الدین الشیعي الشعبوي مقتدى الصدر، بالصورة
التي رسمھا لنفسھ كمعارض شرس لكل من إیران والولایات المتحدة. وبث الصدر البھجة والسرور بین
أنصاره عندما أعلن أن النتیجة “انتصار الشعب على… المیلیشیات.”
وفي معقلھ بمدینة الصدر في بغداد، قال یوسف محمد العاطل الذي یبلغ من العمر 21 عاما “أھم ما في ھذه
الانتخابات ھو أن دولا أجنبیة مثل إیران لم تتدخل في التصویت.. نحن نحتفل منذ لیل أمس”. ًوسعت كتلة
الصدر، وھي الأكبر بالفعل في البرلمان المؤلف من 329مقعدا، قاعدة تمثیلھا النیابي إلى 73 مقعدا،
صعودا من 54 في البرلمان السابق.
وانھار تحالف الفتح المنافس الرئیسي لھا منذ سنوات، والذي یضم فصائل مرتبطة بجماعات مسلحة موالیة
لطھران، بعد أن انكمشت رقعة تمثیلھا النیابي إلى 14 مقعدا نزولا من 48 .وعلى غیر المعتاد جاءت كتلة
سنیة موحدة في المرتبة الثانیة، مما قد یمنح الأقلیة السنیة أكبر قدر من النفوذ تتحصل علیھ منذ سقوط صدام
حسین. المثیر أیضا أن كل التكھنات حول تفوق الأحزاب القدیمة انھارت أمام مجموعات جدیدة من
الإصلاحیین الذین شنوا حملات على النخبة الحاكمة. على سبیل المثال نالت كتلة یرأسھا صیدلاني عشرة
مقاعد.
8
رغم ذلك، لا تزال ھناك مؤشرات تدلل على أن العراق لم یتخلص من قبضة النفوذ الإیراني الھائل. أبرز
ھذه المؤشرات تحقیق رئیس الوزراء الأسبق نوري المالكي، حلیف إیران، مكاسب ھائلة، بعد أن احتل
فریقھ المركز الثالث بحصولھ على 37 مقعدا.
انتخابات العراق ـ تكتل أحزاب شیعیة یتحدث عن “أكبر عملیة احتیال”
نتائج أولیة.. التیار الصدري “یتصدر” الانتخابات العراقیة
إشارة واضحة”- الانتخابات العراقیة تشھد إقبالا ضعیفا للغایة
وقال دبلوماسي غربي إن إسماعیل قاآني قائد فیلق القدس الإیراني كان في بغداد لحظة إعلان النتائج
الأولیة، ولا یزال یفتش في جعبتھ عن وسیلة للاحتفاظ بالسلطة في أیدي حلفاء طھران. أضاف الدبلوماسي
الغربي “بحسب المعلومات المتوافرة لدینا، كان قاآني في اجتماع مع (أحزاب الجماعات الشیعیة) أمس .
سیبذلون قصارى جھدھم لمحاولة تشكیل أكبر كتلة (في البرلمان) رغم الصعوبة الشدیدة لإدراك ھذا الھدف
نظرا للقوة التي یتمتع بھا الصدر.”
وفي العلن نفت طھران وبغداد وجود قاآني في العراق، لكن مصدرین إیرانیین اتصلت بھما رویترز أكدا
وجوده. وقال قائد فصیل واحد على الأقل من الفصائل الموالیة لإیران إن الجماعات المسلحة جاھزة للجوء
لسیناریو العنف إذا لزم الأمر لضمان بقاء نفوذھا بعد ما یعتبرونھا انتخابات مزورة. أضاف “سنستخدم
الأطر القانونیة الآن. وإذا لم ینجح ذلك سنخرج إلى الشوارع ونقوم بعمل نفس الشيء الذي تعرضنا لھ خلال
فترة الاحتجاجات – حرق مباني الأحزاب” الخاصة بأتباع الصدر.
ساحة حرب بالوكالة
تحول العراق إلى ساحة لحرب بالوكالة على النفوذ بین الولایات المتحدة وإیران منذ الغزو الذي قادتھ
واشنطن في 2003 ،وأطاح بصدام حسین ومھد الطریق لسیطرة الأغلبیة الشیعیة على السلطة في مشھد
احتلت فیھ شخصیات مقربة من طھران موقع الصدارة. وفي 2014 ،وجدت واشنطن وطھران نفسیھما
تقفان في نفس الخندق عندما سیطر تنظیم الدولة الإسلامیة السني على ثلث أراضي العراق. كان كلاھما
یقدمان المساعدة لبغداد لمحاربة الدولة الإسلامیة. لكن بعد ھزیمة التنظیم في 2017 أصبحت إیران الفائز
الأكبر.
فقد فرضت الفصائل المسلحة الموالیة لھا ھیمنتھا على مساحة ھائلة من الدولة العراقیة. كانت تلك التطورات
مقدمة لرد الفعل العنیف في 2019 عندما خرج مئات الآلاف معظمھم من الشبان إلى الشوارع للاحتجاج
على الفساد والبطالة والنفوذ الأجنبي. وقتلت قوات الأمن والفصائل المسلحة 600 منھم بالرصاص. اضطر
رئیس الوزراء المقرب من إیران عادل عبد المھدي لتقدیم استقالتھ، مما مھد الطریق للانتخابات المبكرة التي
أجریت ھذا الأسبوع.
ُ في مشھد نادر الحدوث برز الصدر -وھو سلیل عائلة من رجال الدین الموقرین من بینھم أب وعم قتلا في
عھد صدام- كعدو وخصم لكل من واشنطن وطھران، بعد أن قاد في البدایة انتفاضة شیعیة ضد الاحتلال
الأمریكي، ثم شن حملة على النفوذ الإیراني.
ورغم زھده في تولي أدوار قیادیة في الائتلافات الحاكمة، تمكن أتباعھ والموالون لھ من السیطرة بخطوات
واثقة على وزارات وصناعات في حكومات ترأستھا فصائل شیعیة أخرى معظمھا مرتبطة بطھران. لكن
معظم أعضاء المؤسسة السیاسیة الشیعیة في العراق ما زالوا یناصبونھ العداء أو تساورھم الشكوك فیھ، بما
في ذلك قادة قوات الأمن الذین قاتلوا أتباعھ في الماضي. وربما یكون ھذا عاملا ساعد المالكي الذي قاد،
عندما كان رئیسا للوزراء، حملة منذ أكثر من عقد نجحت في انتزاع المدن الجنوبیة وأحیاء بغداد من أتباع
الصدر.
وقال حمدي مالك، المتخصص في شؤون الفصائل الشیعیة المسلحة في العراق بمعھد واشنطن، إن المالكي
أنفق أموالا طائلة على الحملات الانتخابیة وضرب على وتر الحنین إلى الماضي بین صفوف القوات
المسلحة مشددا على صورتھ كقائد قوي. وقال مسؤول من منظمة بدر، وھي من المنظمات الكبیرة الموالیة
9
لإیران بالعراق، إن أحد أسباب سوء نتائج تحالف فتح ھو أن أنصاره حولوا ولاءھم ونقلوا أصواتھم إلى
المالكي، معتبرین أنھ حصن أشد قوة في مواجھة الصدر. أضاف المسؤول “المالكي أثبت مسبقا” أنھ قادر
على الوقوف بوجھ الصدر.
ف.ي/ص.ش (رویترز(
انتخابات العراق ـ تكتل أحزاب شیعیة یتحدث عن “أكبر عملیة احتیال”
بعد إعلانھا نتائج أولیة غیر نھائیة لنتائج الانتخابات البرلمانیة، والتي أظھرت تقدم كتلة الصدریین، أعلنت
مفوضیة الانتخابات في العراق أنھا ستبدأ في تسلم طلبات الطعون على النتائج. وتكتل أحزاب شیعیة یعلن نیتھ
الطعن بالنتائج.
تصدر الصدریون نتائح الانتخابات
أعلنت المفوضیة العلیا المستقلة للانتخابات في العراق أنھا ستشرع ابتداء من الیوم الثلاثاء (12
أكتوبر/تشرین الأول 2021 (في تسلم طلبات الطعون على نتائج الانتخابات البرلمانیة، وذلك لمدة ثلاثة أیام.
وذكر القاضي جلیل عدنان خلف رئیس مجلس المفوضیة العلیا المستقلة للانتخابات في العراق، في تصریح
صحفي، أن قانون الانتخابات العراقیة یتیح للكتل والأحزاب المشاركة في الانتخابات البرلمانیة تقدیم الطعون
على النتائج الأولیة للانتخابات خلال ثلاثة أیام تبدأ من الیوم التالي لنشر النتائج الأولیة .وأوضح أن المفوضیة
العلیا للانتخابات ستتولى الإجابة عن الطعون المقدمة إلیھا أو إلى الھیئة القضائیة للانتخابات خلال مدة لا
تزید عن سبعة أیام من تاریخ ورود الطلب، وستبت الھیئة القضائیة للانتخابات في الطعن خلال مدة لا تزید
عن عشرة أیام.
وكانت المفوضیة العلیا للانتخابات قد أعلنت أمس الاثنین نتائج أولیة غیر نھائیة لنتائج الانتخابات البرلمانیة
التي جرت أمس الأول الأحد، وأظھرت النتائج الأولیة أن الكتلة الصدریة بزعامة مقتدى الصدر تقدمت على
جمیع القوائم المتنافسة وحققت 73 مقعدا في البرلمان العراقي الجدید المكون من 329 نائبا، فیما حل تحالف
تقدم بزعامة محمد الحلبوسي ثانیا بـ 41 مقعدا، وجاء تحالف دولة القانون بزعامة نوري المالكي ثالثا بـ37
مقعدا.
كما حصد الحزب الدیمقراطي الكردستاني على 32 مقعدا وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني على 15 مقعدا
في حین حصل تحالف عزم بزعامة خمیس الخنجر على 20 مقعدا وتحالف الفتح على 14 مقعدا.
وأعلن الإطار الاستراتیجي للكتل الشیعیة الذي یضم عددا من الكیانات الشیعیة، أبرزھا دولة القانون والفتح،
أنھ سیقدم إلى المفوضیة العلیا للانتخابات طعنا بنتائج الانتخابات بشبھة التلاعب بأصوات الناخبین.
وأعلن أبو علي العسكري المتحدث باسم كتائب “حزب الله” ً ، إحدى فصائل الحشد الشعبي الأكثر نفوذا في
بیان أن “ما حصل في الانتخابات یمثل أكبر عملیة احتیال والتفاف على الشعب العراقي في التاریخ الحدیث”.
وأضاف “الإخوة في الحشد الشعبي ھم المستھدفون الأساسیون، وقد دفع عربون ذبحھم إلى من یرید مقاعد
في مجلس النواب وعلیھم أن یحزموا أمرھم وأن یستعدوا للدفاع عن كیانھم المقدس .”
ونقلت قناة العھد، التي مقرھا بغداد، بأن رئیس تحالف الفتح ھادي العامري، أحد أقوى الشخصیات المؤیدة
لإیران في العراق، رفض نتائج الانتخابات ووصفھا بأنھا “مفبركة”.، حسب رویترز. ونقلت القناة الموالیة
لإیران عنھ القول الیوم الثلاثاء على حسابھا للتراسل على تلیجرام “لا نقبل بھذه النتائج المفبركة مھما كان
الثمن وسندافع عن أصوات مرشحینا وناخبینا بكل قوة”