الحادث الأخطر منذ السبعينيات يُصعّد التوتر بين المغرب والجزائر: «مقتل ثلاثة مواطنين بإرهاب دولة» أم «انفجار لغم بشاحنتين»؟
بيدر ميديا.."
الحادث الأخطر منذ السبعينيات يُصعّد التوتر بين المغرب والجزائر: «مقتل ثلاثة مواطنين بإرهاب دولة» أم «انفجار لغم بشاحنتين»؟
لندن – «القدس العربي»: في حادث يعد الأخطر من نوعه منذ عقود، اتهمت الجزائر في بيان عنيف المغرب بقتل ثلاثة من مواطنيها في قصف جوي في الطريق الرابط بين الجزائر وموريتانيا عبر الصحراء. وتوعدت بأن “اغتيالهم لن يمضي دون عقاب”.
ويعد الحادث ضربة قوية لأي مفاوضات مستقبلا حول مستقبل الصحراء الغربية، بل قد يؤدي لانخراط الجزائر بشكل ما في النزاع المسلح الدائر بين المغرب والبوليساريو.
وهكذا فقد سجل التوتر بين المغرب والجزائر تصعيدا جديدا وخطيرا للغاية بعدما أكد بيان الرئاسة الجزائرية الأربعاء صحة الأخبار التي جرى تداولها حول مقتل ثلاثة مواطنين جزائريين في قصف لسلاح الجو المغربي الإثنين الماضي خلال رحلتهم التجارية بين العاصمة نواكشوط وورقلة في الجنوب الجزائري. ولم يوضح البيان مكان الحادث بالضبط، ولكن كل المعطيات تؤكد أنه وقع في الصحراء الغربية، وبالضبط في الأراضي التي تقع وراء الجدار الذي شيده المغرب ويفصل المنطقة الى قسمين.
وجاء البيان الجزائري عنيفا ولا سابق له ضد المغرب، ووصف مقتل المواطنين الثلاثة بـ”القصف الهمجي الجبان”.
ويضيف في فقرة أخرى عنيفة حرفيا “عدة عناصر تشير إلى ضلوع قوات الاحتلال المغربية في الصحراء الغربية في ارتكاب هذا الاغتيال الجبان بواسطة سلاح متطور”. ويستطرد بوصف عملية القصف بـ”إرهاب دولة”، ويحذر البيان من أن الاعتداء لن يبقى دون “عقاب”.
وينتهج المغرب الصمت منذ أسابيع حول عدد من الاتهامات التي توجهها له الجزائر تجنبا للتصعيد، ولكن أمام الاتهامات الحالية رد بطريقة غير مباشرة.
و في انتظار بيان رسمي، نقلت فرانس برس عن مصدر مغربي أن “المغرب لن ينجر الى دوامة عنف تهز المنطقة”، واتهم الجزائر بجر المنطقة الى الحرب.
وأوردت وسائل مقربة من سلطات الرباط نفي الأخيرة لقصف جوي من طرف الجيش المغربي، بل يتعلق الأمر بـ”انفجار شاحنتين بسبب ألغام مزروعة، وكانت الشاحنتان تحملان أسلحة للبوليساريو”. وتنسب الصحافة هذه التصريحات الى مسؤول دبلوماسي رفيع المستوى دون تحديد هويته.
وتوجد مناوشات حربية بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ إعلان الأخيرة وقف العمل باتفاقية الهدنة خلال تشرين الثاني/ نوفمبر من السنة الماضية. وتشن البوليساريو بين الحين والآخر هجمات ضد تمركز الجيش المغربي على طول الجدار الفاصل في الصحراء، وبدوره يقصف سلاح الجو المغربي بواسطة طائرات درون السيارات والشاحنات التي تقترب من الجدار.
ويوجد تخوف من احتمال وقوع مواجهة بين البلدين المغرب والجزائر، ويبقى السيناريو الوارد لا سيما في ظل إصرار الجزائر على ممارسة حق الرد، ووصفته بـ “العقاب” هو مشاركة البوليساريو في تأمين طريق الشاحنات التي تمر عبر الجزء الجنوبي من الصحراء.
وكانت الجزائر قد أكدت أن الصحراء الغربية عمق استراتيجي لها. وإذا وقع هذا السيناريو، ففرضية تطور الأمور الى مواجهة عسكرية ستكون واردة للغاية.
ويعد هذا الحادث أكبر عائق أمام استئناف مفاوضات السلام بين الأطراف المعنية بالصحراء، لأنه يزيد من التوتر في المنطقة ويخلق أجواء شبيهة بمنتصف السبعينيات عندما وقعت مناوشات حربية بين المغرب والجزائر.