فلاديمير لينين .
من شر التشويهات التي تقترفها الأحزاب ” الاشتراكية ” السائدة ، بحق الماركسية ، و قد يكون أوسع التشويهات انتشاراً ، هو الكذب الانتهازي الزاعم أن تحضير الانتفاضة ، و بوجه عام ، اعتبار الانتفاضة فناً ، إنما هو ضرب من ” البلانكية ” [1].
إن زعيم الانتهازية ، برنشتين ، قد اكتسب شهرة سيئة باتهامه الماركسية بالبلانكية . و في الأساس نري أن الانتهازيين الحاليين الذين يزعقون بتهمة البلانكية لا يجددون و لا ” يغُنون ” في شيء ” أفكار ” برنشتين الهزيلة .
اتهام الماركسية بالبلانكية لأنهم يعتبرون الانتفاضة فناً ! فهل يمكن أن يكون ثمة تشويه للحقيقية أشد وضوحاً ! فما من ماركسي ينكر أن ماركس نفسه قد أبدي رأيه حول هذه المسألة بأكثر ما يكون من الدقة و الوضوح و الجزم ، مسميا الانتفاضة بالضبط فناً ، قائلا أنه ينبغي اعتبارها فناً ، و أنة ينبغي إحراز نجاح أول ، و المضي فيما بعد من نجاح إلي نجاح ، دون وقف الهجوم علي العدو ، و مع استغلال بلبلته ، …..إلخ ، إلخ ..
و في سبيل النجاح ، ينبغي للانتفاضة ألا تعتمد علي مؤامرة أو علي حزب ، بل علي الطبقة الطليعية . تلك هي النقطة الأولي . النقطة الثانية . ينبغي للانتفاضة أن تعتمد علي انعطاف حاسم في تاريخ الثورة الصاعدة ، حين يبلغ نشاط الصفوف المتقدمة من الشعب ذروته ، حين تبلغ الترددات في صفوف الأعداء و في صفوف أصدقاء الثورة الضعفاء ، الحائرين غير الحازمين ، أشدها . تلك هي النقطة الثالثة . إن الماركسية لتمتاز عن البلانكية لأنها تصوغ هذه الشروط الثلاثة بالذات عند طرحها مسألة الانتفاضة .
و لكن إذا توافرت هذه الشروط ، كان رفض اعتبار الانتفاضة فناً بمثابة خيانة للماركسية ، بمثابة خيانة للثورة .
ولكي نثبت أن الفترة الحالية هي بالضبط الفترة التي يجب فيها علي الحزب بالضرورة أن يعترف بأن مجري الأحداث الموضوعية قد طرح الانتفاضة في جدول الأعمال و أن يعتبر الانتفاضة فنا ، لكي نثبت هذا قد يكون من الأحسن استخدام طريقة المقارنة و رسم مقابلة بين يومي 3 و 4 تموز ( يوليو ) و أيام أيلول ( سبتمبر ) .
في 3 و 4 تموز ، كان من الممكن و الصائب وضع المسألة علي النحو التالي : من الأصح استلام الحكم ، و إلا اتهمنا أعدائنا حتما بالانتفاضة و قمعونا كعصاه . و مع ذلك لم يكن من الممكن القول بضرورة استلام الحكم حينذاك ، لأن الشروط الموضوعية لانتصار الانتفاضة لم تكن متوافرة حينذاك :
1 ) لم تكن معنا الطبقة التي هي طليعة الثورة . لم تكن معنا أغلبية العمال و الجنود في العاصمتين . أما الآن فنحوزها في كل من سوفييتي العاصمتين . إن هذة الأغلبية قد ولدتها فقط حوادث تموز و آب ( يوليو و أغسطس ) ، عن طريق تجربة أعمال” القمع ” المسلط علي البلاشفة ، و كذلك عن طريق تجربة فتنة كورنيلوف .
2) لم يكن التهوض الثوري حينذاك قد شمل الشعب بأسرة . أما الآن ، فقد تم ذلك ، بعد فتنة كورنيلوف . و الدليل علي ذلك الملحقات ، و استيلاء السوفييتات علي الحكم في الكثير من الأماكن .
3 ) لم يكن حينذاك أعداؤنا و البرجوازية الصغيرة الحائرة قد أبدوا ترددات ذات مدي سياسي عام خطير . أما اليوم ، فإن هذه الترددات كبيرة جدا : إن عدونا الرئيسي ، الإمبريالية المتحالفة و العالمية – لأن الحلفاء هم في رأس الإمبريالية العالمية – ، يتردد بين الحرب حتى النصر و بين صلح منفرد ضد روسيا ، و أصحابنا الديموقراطيين البرجوازيين الصغار ، الذين تبين أنهم فقدوا الأكثرية في صفوف الشعب ، هم فريسة ترددات هائلة ، و قد تخلوا عن الكتلة ، أي عن الائتلاف مع الكاديت .
4 ) و لهذا ، لو أن الانتفاضة شبت في 3 و 4 تموز لكانت خطأ : فلا ماديا ، و لا سياسياً ، كان بوسعنا أن نحتفظ بالحكم ، رغم أن بتروغراد كانت في أيدينا أحياناً ، لأن عمالنا و جنودنا ما كانوا ليقاتلون و يستشهدون في ذلك الحين بغية امتلاك المدينة : فما كانوا في مثل هذه الحالة من ” الضراوة ” كما هي حالتهم اليوم ؛ و ما كان يغلي في صدورهم الحقد الضاري نفسه سواء علي كيرنسكي و اضرابه ، أو علي تسيريتيلي و تشيرنوف و اضرابهما ، و ما كان مناضلونا قد تمرسوا بتجربة القمع المسلط علي البلاشفة بمساهمة الاشتراكيين ـ الثوريين و المناشفة .
و سياسياً ، ما كان بوسعنا أن نحتفظ بالحكم في 3 و 4 تموز ، لأنة كان بامكان الجيش و الملحقات أن تزحف علي بتروغراد و لكانت زحفت علي بتروغراد ، قبل فتنة كورنيلوف .
أما الآن ، فاللوحة مغايرة تماماً .
فمعنا أغلبية الطبقة ، طليعة الثورة ، طليعة الشعب ، التي تستطيع اجتذاب الجماهير .
معنا أغلبية الشعب ، لأن استقالة تشيرنوف هي أبرز و أوضح دليل ، و إن لم تكن الدليل الوحيد ، علي أن الفلاحين لن يتلقوا الأرض من كتلة الاشتراكيين ـ الثوريين ( و لامن الاشتراكيين ـ الثوريين أنفسهم ) . و الحال ، علي هذا يتوقف طابع الثورة الشعبي الشامل .
نحن الآن بأفضلية حزب يعرف تمام المعرفة السبيل الذي ينبغي سلوكه حين تبدو ترددات لا سابق لها في صفوف الإمبريالية بكليتها و كتلة المناشفة و الاشتراكيين ـ الثوريين بأسرها .
إن انتصارنا مضمون ، لأن الشعب علي قيد شعرة من اليأس . و نحن دللنا الشهب بأسره علي المخرج الصحيح إذ بينا له ” في أيام فتنة كورنيلوف ” أهمية قيادتنا ، ثم عرضنا علي الكتلويين إجراء مساومة ، فرفضوا عرضنا ، و لكنهم ما يزالون يترددون .
و إنه لمن الخطأ الاعتقاد أن عرض المساومة لم يرفض حتى الآن ، و أن ” الاجتماع الديمقراطي “[2] لا يزال في وسعه أن يقبله .
لقد عرضت المساومة من حزب لأحزاب ، و لم يكن بالامكان عرضها علي نحو آخر . فرفضتها الأحزاب . و ليس الاجتماع الديمقراطي سوي اجتماع ، لا أكثر . و ينبغي ألا ننسي شيئا واحدا : هو أن أغلبية الشعب الثوري ، الفلاحين الفقراء الحانقين ، غير ممثلة في هذا الاجتماع . إنه اجتماع أقلية الشعب ؛ تلك حقيقة بديهية لا يجوز نسيانها . فإذا اعتبرنا الاجتماع الديمقراطي برلمانا ، اقترفنا شر خطأ ، و وقعنا في شر بلاهة برلمانية ؛ إذ انه لا يقرر أي شيء ، حتى و لو أعلن نفسه برلمان الثورة الدائم ذا السيادة : فتقرير الأمور لا يتوقف عليه ، بل علي أحياء العمال في بتروغراد و موسكو .
إن جميع المقدمات الموضوعية لنجاح الانتفاضة متوافرة الآن ، فلدينا الأفضليات الاستثنائية الناجمة عن وضع لا يقضي فيه غير انتصارنا في الانتفاضة علي الترددات التي عذبت الشعب ، و التي هي أشد الأشياء تعذيبا في العالم ، و لا يعطي فيه غير انتصارنا في الانتفاضة الأرض للفلاحين علي الفور ، و لا يحبط فيه غير انتصارنا نحن في الانتفاضة مهزلة الصلح المنفرد الموجه ضد الثورة ، إن انتصارنا سيحبط هذه المهزلة بعرضه علنا صلحا أكمل ، و أعدل ، و أسرع ، صلحا في صالح الثورة .
و أخيرا ، إن حزبنا وحدة يستطيع إنقاذ بتروغراد بعد أن ينتصر في الانتفاضة ؛ لأنه إذا رفض عرض الصلح الذي نتقدم به و إذا لم نحصل حتى علي هدنة ، غدونا نحن من ” أنصار الدفاع ” و سرنا طليعة أحزاب الحرب ؛ و أمسينا أشد أحزاب الحرب ضراوة ، و خضنا الحرب بصورة ثورية حقاً ، و انتزعنا كل الخبز و كل الجزم من الرأسماليين ، و تركنا لهم الفتات و احذيناهم الأحذية من لحاء الشجر ، و أعطينا الجبهة كل الخبز و كل الأحذية .
وإذ ذاك نحتفظ ببتروغراد .
و ما تزال في روسيا موارد هائلة ، مادية و معنوية ، لخوض حرب ثورية حقا . و ثمة 99 بالمئة من الاحتمالات أن يمنحنا الألمان هدنة علي الأقل . و الحال ، أن الحصول الآن علي هدنة ، إنما يعني التغلب علي العالم بأسرة .
* * *
إننا ، إذ ندرك أن من الضروري إطلاقا أن يقوم عمال بتروغراد و موسكو بانتفاضة في سبيل إنقاذ الثورة و في سبيل إنقاذ روسيا من تقاسم ” منفرد ” بين إمبرياليي الكتلتين ، يترتب علينا بادئ الأمر أن نكيف تكتيكنا السياسي في الاجتماع وفقا لشروط الانتفاضة التي تتصاعد ؛ و من ثم يترتب علينا أن نثبت أننا لا نكتفي بالموافقة قولا فقط علي فكرة ماركس حول ضرورة اعتبار الانتفاضة فناً .
و علينا ، في الاجتماع ، منذ البدء ، أن نشد من لحمة الكتلة البلشفية ، دون الركض وراء العدد ، دون الخشية من ترك المترددين في معسكر المترددين : فهناك يكونون أوفر فائدة لقضية الثورة مما لو كانوا في معسكر المكافحين المفعمين بروح الحزم و التفاني .
يترتب علينا أن نضع بيانا موجزا باسم البلاشفة ، نشير فيه بأشد ما يكون من الجزم إلي انه ليس من المناسب إلقاء الخطب الطويلة و ” الخطب ” بوجه عام ، إلي انه من الضروري القيام بعمل فوري في سبيل إنقاذ الثورة إلي انه من الضروري إطلاقا إجراء قطيعة تامة مع البرجوازية ، و خلع كل الحكومة الحالية خلعاً ، و إجراء قطيعة تامة مع الإمبرياليين الانجلو ـ فرنسيين الذين يهيئون تقاسم روسيا بصورة ” منفردة ” ، إلي انه من الضروري انتقال كل السلطة فوراً إلي الديمقراطية الثورية التي تترأسها البروليتاريا الثورية .
ينبغي أن يصوغ بياننا ، بصورة موجزة قاطعة قدر الامكان ، و بالارتباط مع مشاريع برنامجنا ، الاستنتاج التالي : السلام للشعوب ، الأرض للفلاحين ، مصادرة الأرباح الرأسمالية الفاضحة ، كبح جماح الرأسماليين الذين يخربون الإنتاج بصورة فاضحة .
و كلما كان هذا البيان موجزا و قاطعا ، كان ذلك أحسن ، إنما ينبغي فقط أن نشير فيه بكل وضوح إلي نقطتين علي جانب كبير من الأهمية : ان الترددات قد عذبت الشعب إلي أقصي حد ، و ان تذبذبات الاشتراكيين ـ الثوريين و المناشفة قد عذبته تعذيباً ، ولذا نقطع نهائيا كل صلة لنا مع هذين الحزبين لانهما خانا الثورة .
النقطة الثانية : اننا ، إذ نعرض فورا صلحا بدون الحاقات ، و إذ نقطع فورا كل صلة مع الإمبرياليين الحلفاء و جميع الإمبرياليين الآخرين ، إنما نحصل فورا علي هدنة ، و اما علي تبني كل البروليتاريا الثورية وجهة نظر الدفاع و علي قيام الديمقراطية الثورية ، تحت قيادة البروليتاريا الثورية ، بحرب عادلة حقا ، ثورية حقا .
و بعد تلاوة هذا البيان ، بعد الدعوة إلي التقرير لا إلي الكلام ، إلي العمل لا إلي تدبيج القرارات ، ينبغي علينا أن نوجه كل كتلتنا إلي المعامل و الثكنات : فهناك مكانها ، هناك عصب الحياة ، هناك مصدر خلاص الثورة ، هناك محرك الاجتماع الديمقراطي .
هناك ، في خطابات حماسية متأججة ، ينبغي علينا أن نوضح برنامجنا و أن نطرح المسألة علي النحو التالي : إما قبول الاجتماع هذا البرنامج قبولا تاما ، و إما الانتفاضة . و ليس ثمة من حل آخر ، و يستحيل الانتظار . فالثورة في سبيل الهلاك .
بطرح المسألة علي هذا النحو ، و تركيز كل نشاط كتلتنا في المعامل و الثكنات ، سنعرف كيف نختار اللحظة المناسبة للقيام بالانتفاضة.
و لكي ننظر إلي الانتفاضة نظرة ماركسية ، أي لكي نعتبرها فناً ، ينبغي علينا ، في الوقت نفسه ، ألا نضيع أي دقيقة ، فننظم هيئة أركان لفصائل الثوار ، و نوزع قوانا ، و نوجه الأفواج الأمينة نحو أهم النقاط ، و نطوق الكسندرينا [3] ، و نحتل بتروبافلوفكا [4]، و نعتقل هيئة الأركان العامة و الحكومة ، و نرسل ضد اليونكر [5] و الفرقة الوحشية [6] فصائل يستطيع أفرادها التضحية بحياتهم و لا يدعون العدو يمر نحو النقاط الهامة من المدينة . ينبغي علينا أن نعبئ العمال المسلحين ، و ندعوهم إلي خوض معركة مستميتة أخيرة ، ينبغي أن نحتل دفعة واحدة التلغراف و التلفون ، و أن نقيم هيئة أركاننا نحن الثورية عند المركز التلفوني ، و أن نربطه تلفونيا بجميع المعامل و المصانع ، بجميع الأفواج ، بجميع النقاط التي سيجري فيها النضال المسلح ، الخ .. .
و طبيعي أن كل ما قيل ما هو إلا من باب الإشارة لكي نبين اننا لا نستطيع ، في الفترة التي نمر بها ، أن نبقي أمناء للماركسية ، أن نبقي أمناء للثورة ، إذا لم نعتبر الانتفاضة فناً .
——————————————————————————–
[1] البلانكية ، تيار في الحركة الاشتراكية الفرنسية ترأسه الثوري الكبير و أحد ممثلي الشيوعية الطوبوية الفرنسية البارزين لويس اوغوست بلانكي (1805 – 1881 ) . كان البلانكيون ينتظرون ” خلاص البشرية من عبودية العمل المأجور لا عن طريق نضال البروليتاريا الطبقي ، بل عن طريق مؤامرة تعدها أقلية غير كبيرة من المثقفين ” ( لينين ) . و إذ استعاض البلانكيون عن نشاط الحزب الثوري بنشاط جماعة سرية من المتآمرين لم يحسبوا الحساب للظرف الواقعي الضروري لانتصار الانتفاض و أهملوا الارتباط بالجماهير .
[2] الاجتماع الديمقراطي لعامة روسيا دعت إلي عقده اللجنة المركزية للسوفييتات التي كان يهيمن فيها المناشفة و الاشتراكيون ـ الثوريون ، للبت في مسألة السلطة . انعقد الاجتماع في 13 ـ 22 ايلول ( سبتمبر ) 1917 في بتروغراد . اتخذ زعماء المناشفة و الاشتراكيين الثوريين جميع التدابير الرامية إلي تقليل عدد ممثلي جماهير العمال و الفلاحين و زيادة عدد ممثلي مختلف المنظمات البرجوازية و البرجوازية الصغيرة .
اشترك البلاشفة في الاجتماع لاستخدامه منبرا لفضح المناشفة و الاشتراكيين ـ الثوريين . قرر الاجتماع الديمقراطي تشكيل البرلمان التمهيدي ( مجلس الجمهورية المؤقت ) الذي كان له طابع استشاري و كانت هذه محاولة للبرهان زورا علي اقامة النظام البرلماني في روسيا . في 7 ( 20 ) تشرين الأول ( أكتوبر ) ، يوم افتتاح البرلمان التمهيدي ، تلا البلاشفة بيانهم و انسحبوا من البرلمان التمهيدي .
[3] الكسندرينكا ، مسرح اليكسندرينسكي في بتروغراد ، انعقد الاجتماع الديمقراطي .
[4] بتروبافلوفكا تقع قلعة بطرس و بولص مقابل قصر الشتاء ، علي الضفة الثانية من نهر النيفا . في ظل القيصرية كانوا يزجون فيها بالمعتقلين السياسيين ، و كانت تملك ترسانة هائلة ، كما كانت نقطة استراتيجية هامة في بتروغراد . في الوقت الحاضر متحف تاريخي .
[5] اليونكر ، في روسيا القيصرية ، تلامذة المدارس العسكرية التي تخرج الضباط .
[6] الفرقة الوحشية ، اسم فرقة تشكلت ابان الحرب العلمية الأولي 1914 ـ 1918 من متطوعي الشعوب الجبلية في القفقاس . حاول الجنرال كورنيلوف استغلال ” الفرقة الوحشية ” كقوة صدام عند الهجوم علي بتروغراد الثائرة .
——————————————————————————–
كتب : في 13 – 14 سبتمبر 1917
نشر لأول مرة : عام 1921 في مجلة ( بروليتاريسكايا ريفولوتسيا ) ، العدد 2
المصدر الأصلي : لينين . المؤلفات ، الطبعة الروسية الخامسة ، المجلد 34
مصدر النسخة العربية : لينين . مختارات ، الجزء 3 ، دار التقدم ، موسكو 1968
ترجمة : دار التقدم
نسخ الكتروني : ناصر الحُصرى