جريمة مروّعة تشهدها أرض السويد محمد السعدي ماتس إيكمان … صحفي سويدي وباحث مختص بقضايا الشرق الأوسط وتحديداً العراق وقضاياه . شاع صيته مؤخراً في وسائل الأعلام والتواصل الاجتماعي وتناقل المعلومة عقب صدور كتابه الذي يحمل عنوان ( مهمة من بغداد ) ( På uppdrag från baghdad ) . الكتاب يتناول حقبة مهمة ومرحلة حرجة من تاريخ السويد وحساسية العلاقة بين جمهورية العراق والملف الأمني حول قضايا اللاجئين العراقيين والمخابرات على حد سواء منذ مطلع السبعينيات . في صباح يوم 4 أذار العام 1985، أستيقظت السويد والسويديين على جريمة قتل مروعة ، هزت الرأي العام ، حيث تشهدها أرض السويد لأول مرة ، هزت وسائل الاعلام وحيرة المعلقين ودوخت المحللين عبر شاشات التلفزة وأروقة المحاكم والتي ما زالت تبحث عن أدلة وشهود لأنهاء هذا الملف الخطير . في صبيحة ذلك اليوم عثرت الشرطة السويدية عبر مخبر عارض بوجود حقيبتين سوداوين متروكتين في منطقة ( سودرتاليا ) في جنوب العاصمة السويدية ( أستوكهولم ) . لتجد الشرطة في داخلهما أكياسا بلاستيكية لاشلاء أنسان مقطعة بعناية وخبرة الى 48 قطعة حسب وصف المذيع السويدي المذهل لواقع الجريمة . أنها جثة رجل ضابط الاستخبارات العراقي ماجد حسين عبد الكريم ، الذي فر من العراق عام 1983 متجهاً الى مملكة السويد طالباً اللجوء السياسي حسب أتفاقية ( جنيف ) المعمول بها وضمن أتفاقيات الدول الموقعه على لائحتها القانونية والانسانية ، أراد أن يكون بعيداً عن أيادي وعيون وخطورة الجهاز الذي ينتمي له ، هكذا كان معتقداً من خلال تصريحه الأول للصحف السويدية ( سفينسكا داغبلادت ) ، مهدداً بهز وفضح أربعة خلايا مخابراتية تعمل على أرض السويد ونشاطهم التخريبي وشبكة العلاقات داخل أوربا ، وتفاصيل لقاء مناحيم بيغن رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق مع برزان التكريتي عندما كان مديراً للمخابرات وقصة ضرب المفاعل النووي العراقي ( تموز ) في منطقة الزعفرانية أطراف العاصمة بغداد العام 1981 من قبل سرب من الطيران الاسرائيلي يضم 18 طائرة حربية بناءاً على معلومات حول المكان وهيكلة بنائه وزواياه قدمها لهم عملاؤهم من الفرنسيين ، الذين كانوا يعملون في موقع المفاعل الذري ، والطيران الذي خرق أجواء دول مجاورة وعطل كل الرادارات عبر الحدود الاردنية الى العاصمة بغداد منطقة ( سلمان باك ) ليحقق مهمته في تدميره ، كان المقتول ماجد حسين حاضراً وشاهداً على هذا اللقاء وهدد بكشف تفاصيله الى وكالات الانباء العالمية ودوائر أستخباراتية . وفي خطوة أستباقية قام النظام العراقي في بغداد بحجز زوجته وأطفاله الثلاثة وسيلة للضغط عليه من أجل عودته الى العراق أو تحييد موقفه في ألتزام الصمت ، لكنه لم يعر أعتباراً لذلك التهديد أو حتى لم يأخذه على محمل الجد . أثارت عملية قتله وطريقتها الهلع والخوف بين صفوف العراقيين على أراضي مملكة السويد والدول المجاورة ، الذين هربوا من العراق بسبب قمع النظام وسياسته وحروبه ودب الهلع والخوف بين أوساط العراقيين وتذمرهم من برودة الموقف السويدي الرسمي في أتخاذ الاجراءات الرادعة والسريعة في حمايتهم من نشاط رجال المخابرات العراقية ، مما زاد من توجساتهم الأمنية ، وأضطر قسم غير قليل منهم ترك الاراضي السويدية الى دول مجاورة ، وقسم أخر أنتقلوا وغيروا عناوينهم وألقابهم الى مدن سويدية أخرى بعيداً عن متناول أياديهم وهواجس الرعب والخوف تطاردهم في أبسط تفاصيل حياتهم . أستند إيكمان في كتابه الذي يحوي 340 صفحة على وثائق المخابرات السويدية ( سيبو / Säpo ) وعلى ملفات وزارة الخارجية السويدية بهذا الشأن تحديداً ( الشأن العراقي ) . ستة وسبعون صفحة من الكتاب مكرسة للتغطية على أغتيال ضابط الاستخبارات ماجد حسين عبد الكريم وتفاصيل تنفيذها وتداعياتها والتي ما زالت طاغية على المشهد الأمني السويدي . وذكر الكاتب ماتس معاناته بعدم تجاوب المعنيين بهذا الملف من الجانب العراقي حيث خاطب عشرين جهة رسمية ومدنية ولم يتلق جواباً واحداً مما أحزنه كثيراً ، لهذه اللامبالاة ، بعيداً عن المسؤولية الاخلاقية والتاريخية والقانونية . السويد كمركز قرار وعلاقات دولية كانت تغض النظر عن نشاطات المخابرات العراقية على أراضيها رغم معرفتها الكاملة والمؤكدة بالتضييق والتجسس على حياة العراقيين ومسببة لهم هلعا وخوفا في منظومة علاقاتهم وحياتهم الطبيعية أرتباطاً بالمصالح السويدية ( الاقتصادية ) . تنظر السويد لمصالحها الاقتصادية بعين الاعتبار وتضعها في الاولوية ، حيث لها عدة شركات تعمل بالعراق وخبراء ومستشارين فلا تريد ان تفرط بتلك الميزات والهبات على حساب ضمان حياة جمهرة من الناس الهاربين من جحيم نفس تلك الاجهزة . اجندة خاصة الدول والانظمة بكل أنماطها وشكل حكمها لا يهمها الا مصالحها وأجندتها الخاصة . في نهاية السبعينيات أصبحت السويد من المحطات المهمة للمخابرات العراقية وثقل دبلوماسي وعلاقات أقتصادية وتجارية ، كان معمل الأسمنت في مدينة ( مالمو ) الجنوبية أعتماده الاساسي على التصدير الى العراق ، وعندما تأزمت العلاقات في السنوات الاخيرة بين البلدين وضعف التبادل التجاري والاقتصادي بينهما، ومن أولويات أسبابها الحرب والحصار أغلق هذا المعمل وتحولت أرضه الى عمارات سكنية للساكنين ، وشهدت العلاقات والزيارات المتبادلة على مستويات عالية جداً ، حيث زوجة النائب صدام حسين زارت السويد مرتين ، وكان يفترض واحدة من المرات أن تلتقي بزوجة الملك ( كارل السادس عشر كوستاف ) ، لكن يبدو سفرة مفاجئة لزوجة النائب ( ساجدة خيرالله طلفاح ) الى لندن لموعد مهم مع طبيب حال دون ذلك ، وفي العام 1979 تقاطر الى مملكة السويد عدد من القادة البعثيين والوزراء محمد عايش وزوجته ومحيي الشمري مشهدي وعائلته وتجولوا في المدن السويدية في أهتمام رسمي وزاروا العاصمة الفنلندية ( هلسنكي ) . وفي عودتهم الى بغداد ذبحوا على مسلخ قاعة الخلد الشنيعة بسيناريو معد مسبقاً بأخراج فاشل ومفضوح أنها مسرحية ( المؤامرة ) راح ضحية عرضها 23 وزيراً وقائداً حزبياً أنها مساع في السيطرة على الحكم وتصفية حسابات . فاغتيال رجل الاستخبارات ماجد حسين عبد الكريم نتاج ذلك الارباك في العلاقات العراقية / السويدية وعلى ضوء مساحتها الخضراء تتحرك أجهزة المخابرات بحصانات دبلوماسية ، وحسب وثائق وملفات جهاز المخابرات السويدية ( سيبو / Säpo ) لحين سقوط نظام صدام حسين على يد المحتلين الامريكان عام 2003†يوجد حوالي مئة منتسب للاجهزة المخابراتية العراقية يعملون على الاراضي السويدية . والبعض منهم عاد وتعاون مع الوضع الجديد في العراق تحت عباءة الغطاء الطائفي وأجندة المحتل الامريكي . يشير ماتس إيكمان في كتابه حول إغتيال رئيس وزراء السويد ( أولف بالمه ) اليساري النزعة والاشتراكي الهوى بعد ثمانية أيام من العثورعلى جثة ماجد حسين عبد الكريم مقطعة ومرمية في شارع بالعاصمة السويدية . أولف بالمه الذي كان وسيطاً دولياً في مهمة أنهاء النزاع العراقي الايراني في العاصمة السويدية ( أستوكهولم ) وممثلاً شخصياً لرئيس هيئة الامم المتحدة ولاعب أساسي في الملف الفلسطيني الشائك , فبعد ساعات من لقائه بالسفير العراقي محمد سعيد الصحاف المعروف لاحقاً ( أبو العلوج ) , عقب إحتلال قوات المارينيز للأرض الوطنية العراقية والقائم باعمال السفارة العراقية والمتهم بالتخطيط لاغتيال الضابط العراقي ماجد حسين والذي عين سفيراً للعراق في باريس بعد 2004 ولمدة تسعة أعوام , وعندما زار هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي السابق العاصمة السويدية في عام 2007. طلبت منه الجهات السويدية الامنية عبر القنوات الدبلوماسية بالمساعدة بغلق هذا الملف عبر تسليمهم موفق مهدي عبود أحد المتهمين في أعمال قتل وتجسس على الاراضي السويدية , أو تشكيل لجنة مشتركة من خبراء أمنيين مختصين عراقيين وسويديين لأستجوابه في بغداد . سارع هوشيار زيباري الى تحرير خطاب الى وزارة الخارجية العراقية بنقل موفق من سفارة العراق في فرنسا الى منصب مسؤول دائرة أمريكيا الشمالية والجنوبية والبحر الكاريبي في مبنى وزارة الخارجية العراقية وما زال الى يومنا هذا, يشغل هذا المنصب ، وحاولت الجهات السويدية بأستجوابه عدة مرات عن ما حدث عبر وسطاء ، لكنه كان يستغرب من السؤال والاستفسار والتظاهر بعدم معرفته وبدون أي تعاون عراقي واضح حول ملف هذه القضية . تخزن ملفات السويد في أضابيرها حول شخصه وسلوكه تهمة التحرش الجنسي رغم أنه متزوج عدة مرات. تمكن بعد إحتلال العراق أن يحشر نفسه مثل عشرات غيره مع طابور جيش من الخونة والمتعاونين مع المحتل ضد بلدهم ، فذهب ضمن لجنة أعمار العراق وأعادة بنائه التي سرقت البلد ودمرته تدميراً . وحسب رواية الباحث ( ماتس إيكمان ) في كتابه الذي صدر في نهايات 2011 مهمة من بغداد , والذي أثار الآن أهتماماً واسعاً على صفحات تواصل العراقيين وأهتمامهم . يقول تمكنت المخابرات العراقية من تجنيد شرطة سويدية لصالح تحركاتها المشبوهة في أستهداف العراقيين المعارضين لسياسة النظام والهاربين من جحيمه , وكان واحد من هؤلاء يشغل مفوضاً في أجهزة الشرطة السويدية ( هانس ميلين / Hans Melin) , ويعمل في قسم حساس جداً في قضايا اللجوء في السويد ، بل هو مسؤول قسم خطير جداً أستغله بتقديم تقارير الى محطة المخابرات في مبنى السفارة العراقية حول القادمين الجدد والهاربين من العراق أسمائهم وعناوينهم في العراق وفحوى أدعاء أقوالهم في التحقيق أثناء طلب اللجوء ومنافذ خروجهم وطرق وصولهم . وقام شاب عمره 24 عاما ً أسمه ( ص.س ) يعمل ضمن جهاز المخابرات العراقية والده كان ضابطا كبيرا أصبح فيما بعد سفيراً للعراق في دولة ( سريلانكا ) بدعوته لزيارة العراق مع زوجته بل رافقفهم من العاصمة السويدية ( أستوكهولم ) الى العاصمة بغداد . وفي بغداد توفرت له سيارة وسائق يدعى ( س.ج ) . يعمل أيضاً ضمن جهاز المخابرات العراقية ورافقوهم لمدة عشرة أيام في المدن ( الموصل , كركوك , بابل , أربيل ) أضافة الى العاصمة بغداد في حسن ضيافة مبالغ بها مع هدايا ورعاية كبيرة ، ورداً على تلك الزيارة قام ( أبو جعفر ) بزيارة السويد وجمعته لقاءات وجلسات مع مستر هانس وعائلته ، وفي ملفات التحقيق السويدية رفض مستر هانس أمام المدعي العام في أروقة المحاكم السويدية بأي لقاء بـ(س.ج) في بغداد قد حصل . ووجهت المحكمة السويدية له عدة تهم تتعلق بالتجسس والتعاون مع المخابرات الامريكية CIA والمخابرات الروسية KGBلكن محاميه طعن بجميع تلك التهم ، لكن هذا لم يساعده في تبرئته من حكم القضاء فحكمت عليه المحكمة العليا أربع سنوات سجن بتاريخ 23 أيار العام 1979 قضى منها ثلاثة سنوات وخرج بعد أن قدم محاميه طعنا في القرار . اطلاق سراح فالمحكمة العليا نزلت الحكم عليه الى ثلاثة سنوات بتاريخ 18 أيلول من نفس العام ، فاطلق سراحه في حزيران العام 1981 بسبب حالته الصحية التي تدهورت في السجن وتوفى عام 1993 في العاصمة السويدية . واحدة من الأدعاءات التي قدمها محاميه الى هيئة المحكمة الوضع النفسي لمستر هانس وهو جالس في مكتبه ينتابه الضجر ويحتصر نفسياً من شكل مكتبه ولون جدران غرفته . في نفس هذه الفترة من عام 1979 ألقت المخابرات الاسرائيلية في ( تل أبيب ) قبل مغادرته , على شخص سويدي يدعى ( Steg bergling) يعمل في المخابرات السويدية لكنه أيضاً متعاونا ويعمل لصالح المخابرات السوفيتية ( KGB ) وفي التحقيق كشف لهم خطة الدفاع السويدية تجاه تحركات السوفيت ، مما أجبر السويديين بتغير هيكلية وخطة الدفاع والتي كلفتهم الملايين من الدولارات . وفي مشهد درامي تقع صدفة عيني الموظفة السويدية في السفارة العراقية على أوراق مرسلة من دائرة الشرطة الى السفارة العراقية تتضمن عدة أسماء من القادمين الجدد من العراق أو دول الجوار الى السويد طلباً للجوء وبحثاً عن الأمان . فقدمت تبليغا رسميا الى الجهات المعنية وأعتقل وتعرض للتحقيق عدة أشخاص . وبعد شهرين من تلك الجريمة عين الصحاف سفيراً للعراق في ( استوكهولم ) . وقد لعب دوراً في محو أثار الجريمة بقتل الضابط ماجد حسين ، وكافأ مادياً السويديين الذين تعاونوا مع المخابرات العراقية في نشاطاتها المحمومة على أرض السويد . العراق كان يمتلك سلاح المال حيث مكنه تجنيد اناس وشراء ذمم لمصلحة أجهزته في ربوع العالم ، حتى تمكن لسطوة أمبراطوريته المالية أن يشتري مواقف دول وصحف . مازال ملف إغتيال ماجد حسين مفتوحاً في أروقة المخابرات السويدية ( سيبو Säpo ) رغم مضي فترة طويلة عليه ويعتبر من الملفات الشائكة . والسويد لاترغب بغلقه قبل ان تكشف الجناة الحقيقيين والمتعاونين معهم والمتسترين . وحاولت في السنوات الاخيرة من العمل المتواصل حوله في كشف حيثيات وتفاصيل الجريمة في الاسماء والوقائع والشهود ، لكنها تصطدم بعدة معوقات هو عدم الوصول الى الفاعلين وسكناهم ، أنهم يختبئون بواجهات سياسية وبأسماء مستعارة وعناوين سرية . يذكر ماتس إيكمان طي صفحات كتابه .. أن المخابرات العراقية جندت موظفاً في الشرطة السويدية للتجسس على العراقيين المقيمين في السويد . وفي بداية العام 2000قامت المخابرات العراقية بتكليف أحد عملاء النظام وهو سويدي من أصل عراقي لتصفية أحد القادة البعثيين ، الذي كان قد أنشق عن نظام صدام حسين منذ عام 1975 وأنشأ منظمة معارضة لنظام صدام حسين في لندن المقصود ( أياد علاوي ) . ويستغرب المؤلف ويتساؤل بتعجب ؟ .. كيف أن العراق في تلك الفترة الذي كان يرزخ فيه تحت وجع الحصار المفروض عليه وأثار حروب مدمرة ومستمرة ، ونظامه ما أنفك يخطط لعمليات الاغتيال ضد معارضيه وتحديداً ممن أنشق عنهم ضمن أجهزة وتنظيمات حزب البعث . في العام 2003وعلى أثر سقوط نظام صدام حسين وإحتلال العراق حين بحثت قضية مقتل الضابط العراقي المنشق ماجد حسين من جديد ، أذ تم رفع وثيقة تذكير الى البوليس السري تتهم وزير أعلام النظام السابق محمد سعيد الصحاف ، الذي كان سفير العراق في السويد بين عامي 1985/ 1987بوقوفه وراء مقتل الضابط العراقي ماجد حسين ، وفي أواخر العام 2007 نشرت الشرطة السرية السويدية ( سيبو / Säpo ) ورئيس الادعاء العام ( توماس ليد نستراند ) في صحف عراقية وسويدية وفي بلدان أخرى صورة المرأة ( ج.ش ) المشتبه الأول لضلوعها في جريمة القتل مع شخصين آخرين . أملين الاستدلال عليهم والسبيل في الوصول لهم ، لكن البوليس لم يصل الى نتيجة الى الآن . ويعتقد ماتس إيكمان مؤلف كتاب ( بمهمة من بغداد ) : مخابرات صدام حسين في السويد هي المسؤولة وأن الحقيقة ستظهر فيما بعد وأن تقادم الزمن عليها . أخيراً .. تمكنت الوثائق السرية السويدية ونشرتها على العلن بتحديد العناصر الذين كانوا وراء تخطيط ومتابعة تنفيذ عملية الاغتيال ومنهم . < فاضل البراك .. مدير المخابرات العراقية ، الذي أعدمه النظام العراقي بتهمة التجسس لصالح المانيا الشرقية والاتحاد السوفيتي من خلال علاقته المشبوهة مع شخص لبناني يدعى ( صباح الخياط ) بتهريب معلومات مضللة عن نشاط المخابرات العراقية ، وتهمته الثانية إثراؤه المالي وطريقة البذخ في العيش من خلال أمتلاكه قصر كبير في المنصور وكوميشينات من تجار ورجال أعمال عراقيين ، أعدم عام 1992 في منطقة ( سلمان باك ) بحضور سبعاوي إبراهيم الحسن عندما كان مديراً لجهاز المخابرات الأخ غير الشقيق للرئيس صدام حسين ، وعندما طلب سبعاوي من أحد الاعضاء العاملين في الجهاز ( ع.ش ) باطلاق النار من مسدسه ضعف وسقط المسدس من يديه فأتخذ الجهاز قراراً بعقوبته وطرده متهماً إياه بالضعف والجبن ، لكن فيما بعد أعاده الجهاز الى صفوفه ليصبح سفيراً للعراق في دولة تونس ، وبعد سقوط النظام إغتيل في منطقة العامرية ببغداد العام 2004 ضمن حملة التصفيات السياسية بعد سقوط النظام والثارات الاجتماعية والعشائرية ، وفي سنوات لاحقة تزوج برزان أبراهيم الحسن زوجة فاضل البراك ( جنان ) . تهم مختلفة وأعدم برزان وسبعاوي وفاضل البراك في تهم مختلفة وتحت واجهات سياسية متصارعة وماتت زوجاتهما . وفاضل البراك حاصل على شهادة دكتوراه من معهد الاستشراق السوفيتي عام 1973في رسالته الموسومة عن حركة رشيد عالي الكيلاني ورغم الاعتراض من معهد الاستشراق على فحوى المادة باعتبار المركز متخصص بدراسات الماركسية اللينينية ، لكن طبيعة العلاقات بين الحزب الشيوعي السوفيتي وحزب البعث في العراق مررت على مضض . وقد لفت بتحركاته المريبة وعلاقاته المتنوعة الجانب السوفيتي مما دفعت المخابرات السوفيتية فتاة سوفيتية جميلة أسمها ( لودا ) على علاقة بالمخابرات لترتبط بعلاقة عاطفية معه وأشترى لها شقة وسيارة في موسكو ، وكشفت طبيعة علاقاته للسلطات السوفيتية مع المرحوم (خ.خ) و(ح.س). وعندما عاد الاول الى العراق في مطلع التسعينيات عثر عليه مقتولاً في شقته في بغداد . (م.م.ع) .. القائم بأعمال السفارة العراقية , يشغل حالياً رئيس دائرة ملف أمريكيا الشمالية والجنوبية والبحر الكاريبي في مبنى وزارة الخارجية العراقية بعد تسعة سنوات من سفير عراقي في باريس من 2004/2013 . وهو من أهالي مدينة الكاظمية ينضـح طائفية ويلعب على أوتارها الحساسة حسب وصف معرفة القريبين منه . -(ف.ف) .. مواطن عراقي , كان يصدر جريدة ( الحوار ) في مدينة ( أوبسالا ) السويدية ، ثم أنتقل الى مكتبه الجديد الفاخر في ( إستوكهولم ) . ولم يعد أي أثر له . -( ك.س) .. الملحق الدبلوماسي في السفارة العراقية ، وهو أيضاً لا ذكر له ومصيره مجهول . -(ج.ش) .. امرأة عراقية وعنصر مخابراتي تحمل جواز لبناني مزور ، وهناك تسريبات ربما تكون مغربية الاصل ، أستخدمت كطعم للايقاع بالضحية ، وهي محور رئيسي في ملفات التحقيق ، والبحث عنها قائم من خلال نشر صورها ومعلومات عنها للاستدلال عليها . تمكنت (ج) وضمن سيناريو معد لها بمتابعة تحركات المقتول ماجد حسين والاماكن التي يرتادها ، فتعرفت عليه بعلاقة أعجاب مشبوهة ، وبعد فترة من الزمن والمعرفة دعته الى شقتها في العاصمة السويدية على وليمة عشاء وخمر وسهر ، بعد ترتيب مسبق لعملية قتله والخلاص منه ، حيث كان في انتظاره على الأقل شخصان داخل الشقة ، ونفذوا به مهمتهم بنجاح وسلاسة بعيداً عن أي شبهات محتملة ، وبعد أن أجهزوا على الرجل وقطعوه تركوا السويد بنفس اليوم الذين نفذوا العملية به يوم9 كانون الثاني 1985. وعثرت الشرطة السويدية على جثته يوم 17 آذار 1985 في العاصمة إستوكهولم . - (ع.م.ح) عنصر المخابرات العراقية والقاتل الذي وصل الى السويد في يوم 14 كانون الاول 1985 وغادر في 9 كانون الثاني 1985 يوم تنفيذ العملية برفقة جميلة الشافي الى العاصمة الدانماركية ( كوبنهاغن ) ومنها الى مدينة ( نيس ) في فرنسا . وأختفى أثرهما من هناك الى الان . -(ع.ع.ح) .. عنصر مخابراتي والقاتل الذي وصل الى السويد في يوم 14 كانون الاول 1984 بجواز دبلوماسي كحامل للبريد الحكومي ، وغادر الى اليونان في يوم 9 كانون الثاني 1985 وأختفى أثره هناك ومصيره مجهول الى الآن تماماً . أضافة الى محمد سعيد الصحاف سفير العراق في مملكة السويد اللاعب الأساسي في ملف القضية . - (ن.ب) … شاب من أهالي مدينة البصرة وصل للسويد للدراسة وعمل مترجماً في مبنى السفارة العراقية في ستوكهولم براتب 3500 كرونه . عندما أستقر (س.ج) في العاصمة السويدية ، والذي رافق هانس ميلين في بغداد وقام بتنقلاته في المدن العراقية بسيارة ( التاكسي ) . دعا (ن) على وليمة عشاء برفقة طبيب الاسنان العراقي ( ف.ح ) في مطعم صيني في العاصمة ( إستوكهولم ) . فاجأ (س.ج)الشاب (ن) بوثائق دامغة على عمل المخابرات العراقية وعلاقاتها الواسعة وتحركاتها على أرض السويد فوضعه تحت الأمر الواقع للعمل والتعاون معهم ، وهدده في حالة تسريب أي معلومة سوف تقطع رقبتك ، مثل ما فعلنا مع الآخرين . فلم يكن أمامه خيار الا التعاون مع المخابرات العراقية .