في الذكرى السادسة والخمسين لرحيله… بدر شاكرالسّياب: حورب بُغضاً فازداد إبداعاً
ليس لشاعر أن يعبِّر عن مرارة واقعه وما فيه من تناحر وتصارع وبغض ومكائد مثل ما عبّر أبو الطيب المتنبي في العصور الغابرة، ومثل ما عبّر بدر شاكر السياب في العصر الحديث، فكلاهما عانى فأبدع وحورب فقاوم واضطُهد فترفع وأُوذي فنبغ.
وإذا كان السياب شاعرا مجددا لم ينصفه جيله، فإن التاريخ الأدبي هو الآخر جار عليه، حين حصر شاعريته في مسألة السبق والريادة، وهو ما تابعه عليه النقد الأدبي، في زمن لم تكن مناهج النقد ونظرياته بهذا التطور الذي نشهده اليوم. وإساءة مؤرخي الأدب في حق السياب، هي مثل إساءتهم لنازك الملائكة حين قدّموا عليها السياب وعدوه رائدا في كتابة الشعر الحر وقصيدة التفعيلة، مع أن هناك اختلافا بسيطا لا يتجاوز الشهر والشهرين، علماً أن الاثنين ــ نازك والسياب ــ كانا قد اتفقا على كتابة ديوان مشترك ـ كما يذكر عبد اللطيف أطيمش في مذكراته عن السياب ـ بمعنى أنهما عزما على تغيير مجرى نهر الشعر العربي، عزماً يتعدى مسألة السبق والريادة التي لا تنتقص من وعيهما بالمسار الحداثي وإحساسهما الجمالي بالتحديث حسب، بل تُسيء إلى تاريخهما وتظهرهما بمظهر من يتخذ من الشعر وسيلة غايتها الشهرة وليس البحث عما هو جديد.
لكن أين الريادة والسبق من النبوغ في الشعر والعمق في الشاعرية؟ وكيف للتاريخ أن يذهب بجدوى الشعر، والشعر نفسه خالد لا ينضب نهره؟ ومهما مرت عليه العصور وتعاقبت الدهور، يظل مقاوما الزمان، بما يمتلكه من المابعدية واللانهائية التي ليس معها نفاد ولا انتهاء.
وهذا كله لا يهم مؤرخ الأدب، الذي يحكمه منطق الزمان ويسيطر عليه التاريخ، ولذلك يظل هدفه السبق والتبعية والقدم واللاحقية. فلا يعنيه سوى توثيق حياة الشاعر وتكون الأرشفة والتسجيل هما محط اعتباره، وقد قيّد عمله وحدد وظيفته في التاريخ، ناسياً فرادة الملكة الشعرية ومتاحاتها الجمالية. صحيح أن التاريخ له ميدانه مثلما أن للأدب ميدانه، فإن اجتماعهما معا يولّد نوعاً سردياً له في النقد الأدبي توصيفات جمالية وفنية كما أن لكتابته أسبابا موضوعية وذاتية، وظروفا عامة وشخصية، وأعني به المذكرات التي تنضوي إجناسيا في الرواية، بوصفها الجنس العابر على هذا النوع من الكتابة السردية. ونقديا تعد المذكرات من الأدب الشخصي وليس من أدب السيرة الذاتية، وإن كُتبت بضمير الشخص الأول وكان المؤلف هو نفسه السارد. والسبب أن الذاكرة ليست معنية باسترجاع قصة الحياة كاملة، بدءا من الطفولة، وإنما هي انتقائية لما علق فيها من ذكريات.
ولم يكتب السياب ولا نازك مذكراتهما، لكن الآخرين من أصدقائهما ومن رافقهما أو تعرف إليهما بادروا إلى تسجيل وقائع كانت قد جمعتهم بهما. وهذا التسجيل هو غاية المذكرات، إذ من خلالها نتعرف إلى خفايا ومصادفات لها أهميتها في تاريخ الأدب.
الكتابة والسياسة
وإذا عددنا التاريخ والتوثيق أساسيين في كتابة المذكرات، فإن السياسة لها حضورها وخفاياها ودهاليزها أيضا، لاسيما في تاريخنا العراقي المعاصر، وهو ما يجعل لها ثقلها الخاص والنوعي في كتابة المذكرات الشخصية. وقد لحق بالسياب من جراء السياسة أذى كبير، لم ينله شاعر عراقي معاصر آخر، ودفع السياب ثمنه من صحته وشبابه لكن شاعريته ظلت في وقدتها متوهجة حتى آخر رمق فيه. ويتضح هذا الأذى في مذكرات عبد اللطيف اطيمش المعنونة (بدر شاكر السياب في أيامه الأخيرة) الصادرة عن دار جداول عام 2015، وقد أهداها إلى شاعر كويتي تكفل بحمل جثمان السياب من الكويت إلى مقبرة البصرة هو علي السبتي، محققا إحدى أماني السياب وهي أن يدفن في بلده. وعبد اللطيف أطيمش شاعر عراقي، كتب هذه المذكرات بعد مرور خمسين عاما على وقوع أحداثها، وفيها إشارات ووقفات ذات صلة بوقائع مفصلية مهمة من تاريخنا الأدبي المعاصر، تدلل على ما للسياسة من فعل وحشي تجاه الشعر، لاسيما حين تبغض الشاعر وتقف حجر عثرة في طريق إبداعه، وقد تحول دون انطلاق طاقاته الكامنة والتعريف بموهبته الأصيلة. ولا شك في أن تأثير تلازمية السياسة والإبداع حتمي كقانون طبيعي قلما تكون له استثناءات؛ إذ كلما بغضت السياسة الإبداع كان المبدع هو الضحية، وكلما حابت السياسة المبدع كان الإبداع نفسه هو الضحية. ومن ثم يظل الإبداع الأصيل مكتويا بنار السياسة وسوطها اللاهب.
وفي مذكرات عبد اللطيف أطيمش، يتضح حجم الضيم الذي عاناه السياب وهو يكتوي بنار السياسة، وفيها استرجع حادثتين جمعتاه بالسياب، وبغيته (رسم بعض الصور الخاصة واللقطات التي سجلتها الذاكرة عنه في اوقات واماكن مختلفة).. مسجلا ما بقي في ذاكرته منذ لقائه الأول به في بغداد وحتى لقائه الأخير به في الكويت، مبينا الخط التصاعدي للسياسة في بُغض السياب وشاعريته من خلال الأيديولوجيا تارة، والصحافة تارة أخرى.
فأما الحادثة الأولى فكانت في بغداد، وتحديدا في دار المعلمين العالية عام 1957 حين دعت اللجنة الثقافية بمبادرة من علي جواد الطاهر، بدر شاكر السياب لإقامة أمسية شعرية، وكان من ضمن الأدباء آنذاك صلاح نيازي وفاضل العزاوي وجليل كمال الدين وياسين طه حافظ. وقد أتاحت هذه الأمسية لعبد اللطيف أطيمش أن يتعرف إلى السياب عن قرب إنسانا، له صداقات مع الشعراء مثل الفريد سمعان ورشدي العامل ومحمود البريكان ومحمد سعيد الصكار، ومحمود الريفي وراضي مهدي السعيد اللذين كانا أكثر قربا له من غيرهما.
وكان السياب (جم الأدب وشديد اللباقة.. يتابع الصحافة الأدبية ولا يفوته شيء من أخبارها) و(لديه من المرأة خجل فطري، ولاسيما حين تكون قريبة منه) وكان يقف على المنصة بخصوصية مكنته من توصيل شعره إلى الجمهور (كان صوته واهنا يقرأ بطريقة مسرحية يروح ويجيء يمشي ويؤشر، رافعا رأسه يديره كأنه خارج الزمان والمكان لكنه كان حذرا مترقبا يخشى النقد ويتوجس من رأي الآخرين.. ويثور ويفقد صوابه حين يشعر بالغبن أو ينتقص أحد من قيمته، أو يستهين بقدراته الأدبية فهو من هذا الجانب شديد الحساسية وعصبي المزاج). بيد أن الأهم في استذكار هذه الحادثة ما سجله أطيمش من آراء كانت سببا في وضع السياب في طريق السياسة الشائك، منها أن السياب جادل في تلك الأمسية في فلسفة الالتزام ونظرية الفن للفن والشعر في خدمة الجماهير. وأشار أطيمش عرضا إلى حادثة نادرة هي ذهاب السياب إلى روما عام 1961 للمشاركة في مؤتمر حول الأدب العربي المعاصر، وفيه قدّم محاضرة عن الالتزام في الأدب العربي، أثارت جدلا ومناقشات في الصحافة العربية، فانتقده النقاد واتهموه بالتناقض والتذبذب، بسبب ما ذكره من أن تأثره وجيله من الشعراء العرب بالشاعر ت. س. أليوت كان تأثرا موضوعيا، مخالفا بذلك ما كان معروفا عنه أثناء انخراطه في الحزب الشيوعي، من أن أليوت شاعر رجعي.
وكانت هذه المماحكات والانتقادات، أمرا طبيعيا إذا علمنا أن السياب تعرض قبل سنوات من هذه المحاضرة إلى حملة معادية من الأدباء اليساريين، بسبب تغيير مواقفه الفكرية، وأهم ما في هذه الحملة ما ذكره عبد اللطيف أطيمش، عن الاجتماع التاريخي في بيت الجواهري بعد ثورة 1958 من أجل انتخاب هيئة إدارية لأول مرة لاتحاد الأدباء العراقيين مؤكدا أن قوى اليسار هي التي همشت السياب ونجحت في مسعاها، فأصيب السياب بأزمة نفسية كبيرة دفعته إلى كتابة مقالات غاضبة في جريدة «الحرية» البغدادية عام 1959 عنوانها (كنت شيوعيا) وأثارت هي الأخرى جدلا واسعا في حينه. وعزز أطيمش ما ذكره عن هذه الحملة المغرضة ضد السياب بشهادتين، الأولى للشاعرة لميعة عباس عمارة، قدمتها في أمسية شعرية، أقيمت لها في لندن عام 1996 وكشفت فيها عن أمور خاصة عن حياة السياب، ثم كتبتها في مذكراتها. ومنها ما ذكرته عن الاجتماع في بيت الجواهري صيف 1958 وفيه كانت سيطرة الشيوعيين كبيرة، وأن السياب عانى ـ بسبب تجاهلهم المتعمد له ومحاربتهم إياه ـ بمغص وغثيان وكاد يغمى عليه. وأنهم في ما بعد ذلك قرّبوا شاعرا على حساب السياب، لم تذكر لميعة اسمه، لكن أطميش والكثيرين يعرفون أن المقصود هو الشاعر عبد الوهاب البياتي.
وكانت الشهادة الثانية للشاعر بلند الحيدري، وقدمها في محاضرة في لندن عام 1993 وذكر فيها ذاك الاجتماع، وأن إبعاد اسم السياب عن الهيئة التأسيسية جعله ينسحب (السياب حورب بتعمد واستبعد من إدارة الاتحاد بضغط الحزب الشيوعي، الذي كان مسيطرا على الحياة السياسية والثقافية بعد سقوط النظام الملكي) ما سبب للسياب ملاحقات وتعرض إلى الإهانات ومنها ما ذكره اطيمش من أن بعضهم تعرض له (في الشارع وأجبروه بعد أن أهانوه على ان يعلق صورة الزعيم عبد الكريم قاسم على ياقة قميصه، حسبما نقل ناجي علوش في مقدمته لديوان السياب) وكان من تداعيات ذلك كله أن تزايدت خصوماته فـ(كان يبخس نفسه أحيانا وكأنه يجهل قيمته الأدبية العالية فينخرط في مدح من هم دون قدرة ولا يستحقون منه ذلك) كمدح مزهر الشاوي. وليست السياسة وحدها عدوة للإبداع، وإنما أيضا سوء الحظ، وحسد الحساد وغيرتهم التي ما أن تجتمع مع السياسة حتى توهن أقوى الشعراء إرادة، وأكثرهم جلدا. ولما كان السياب عليلا في أصل وضعه الجسدي فإن ما أتاه من أهوال بسبب السياسة وكيد الحساد ضاعف همّه، وحطم معنوياته وجعله فريسة سهلة للاعتلال الجسدي والأذى النفسي. ويؤكد ذلك ما نقله أطيمش عن الشاعر عبد القادر رشيد الناصري أنه قال له بالحرف الواحد (السياب لا يصلح للسياسة، وجيلنا لم يكن محظوظا، فقد ولد في زمن الغيرة والتباغض والحسد والمكائد، والشعر لا يزدهر إلا بالمحبة والنقاء، والعداوة والغيرة تقتلان الشعر).
والحادثة الثانية التي بنى عبد اللطيف أطيمش مذكراته عليها ـ وكان فيها الشاهد على عذابات السياب في محنته في الغربة ومأساة موته ـ هي قصة خروج أطيمش من العراق بلا جواز عبر صفوان، هاربا إلى الكويت وهناك استقبله الشاعر محمد الفايز، وفي هذه الأثناء كان السياب قد وصل الكويت قادما من إيران، وكان مريضا فرعاه الشاعر علي السبتي وأدخله المستشفى الأميري ليرقد فيه إلى أن وافاه الأجل. وفي هذا المكان التقى أطيمش بالسياب وهو طريح الفراش، وروى تفاصيل حواراته معه ومشاهداته، وفي مقدمتها أن السياب وعلى الرغم من مرضه ووهن جسده كان متقد الذهن وخصب القريحة، فكان يكتب قصائده ويسلمها لعلي السبتي الذي كان ينشرها في جريدة «صوت الخليح» (حارة مثل رغيف الخبز الخارج لتوه من التنور. وكل يوم تقريبا يسلم قصيدة تطبع في الليل وتظهر في الصباح كان هذا جزءا من عبقريته في الشعر). ومن أقوال السياب التي نقلها أطيمش في مذكراته، (اعتمدوا على أنفسكم ولا تعولوا على الأجيال، أو رعاية الأدباء الآخرين) وهو ما اعتمده من بعده عبد الرزاق عبد الواحد وشاذل طاقة وسعدي يوسف ويوسف الصائغ. ووقف السياب عند بؤس السياسة وما تسببه للمبدع الحقيقي من خصومات ومكابدات، لائما الأدباء العراقيين لأنهم كانوا (مثل الحزبيين لم يضعوا مصلحة الوطن في أولى حساباتهم، لقد انشغلوا بالتناحر والمكائد والمنافع الشخصية صاروا أبواقا حزبية وكتّاب دعاية).
والمحصلة التي انتهى أطيمش إليها وكانت هي الغاية من وراء كتابة المذكرات، الاستعبار وأخذ العظة من حياة السياب، التي كان شاهد عيان على أيامها الأخيرة (حالة السياب هذه علمتني الصبر والجلد لأنني شاهد عليها. إنها ليست مأساة السياب وحده، بل مأساة كل المبدعين والفنانين ورجال الفكر الأحرار، الذين ظلمتهم أوطانهم وحاربهم أعداء الحرية).
ولأن في المذكرات يلتقي السرد بالتاريخ والسياسة وغيرهما، لا تُعطى أهمية للمسائل الإبداعية من ناحية قوة المخيلة وجودة التشكيل وصدق التعبير، بقدر ما تعطى الأهمية للمسائل الشخصية، كما أن أي تفسيرات يأتي إليها تكون آنية ومزاجية وخارج أدبية، مبنية إما على تحامل مغرض أو على تعاطف متطرف، ما يلحق الأذى بالمبدع ويصيب إبداعه بالحيف لاسيما إذا كان هذا المبدع كبيرا مثل السياب.
ومن تلك المسائل التي ذكرها أطيمش وكانت قادحة بشاعرية السياب دون أن يقصدها قصدا، تشبيهه وقفة السياب وأسلوبه في إلقاء الشعر بالشاعر الروسي يفغيني يفتوشينكو ( 1932ـ 2017) كأن السياب يقلد يفتوشينكو مع إنه أسبق من الأخير. ومن ذلك أيضا تفسيره قوة شاعرية السياب وهو على فراش المرض، وكيف كانت تتلبسه حالة صوفية فيرى أشباح العمالقة تتصارع أمام باب غرفته، بما سماه التلبس السيكولوجي اللاإرادي لحال مشابه مرّ به الشاعر ت. س. أليوت في ما كتبه في مقالة له عن باسكال عام 1931، وكان يعاني من مرض عضال في أحد مستشفيات لوزان. وعلى الرغم من ذلك، تظل مذكرات عبد اللطيف أطيمش مهمة لأنها تقدم لنا مشاهدات وحوارات ولقاءات فواعلها أهم شاعرات العراق وشعرائه كذكره الجواهري وأنه عبّر عن ألمه لما أصاب السياب من غبن وتجاهل قائلا: (هو شاعر مقتدر دون شك وهو أفضل شعراء جيله)
وذكر الشاعر الفريد سمعان وكيف أنه استأجر للسياب بيتا يقيم فيه مع زوجته إقبال عبد الجليل حين قدما إلى بغداد. ونقل عن نجيب المانع أن السياب بعد فصله من ثانوية الرمادي عام 1949 عمل في شركة نفط البصرة، وأن المدير الإنكليزي كان يعامله بجفاء وينهره. وأن أول مقابلة مع السياب كانت في مجلة «فنون» التي كان يرأس تحريرها الشاعر صادق الصائغ. وأن جبرا إبراهيم جبرا كان يعد كتابا عن الأبطال التراجيديين في التاريخ واجدا في (حياة السياب ومأساة مرضه وموته حالة جديرة بالدراسة) كما أشار إلى فضل فيصل السامر على السياب وكان صديقه وابن مدينته، كلّفه السياب طباعة ديوان (أزهار ذابلة) خلال ذهابه إلى مصر عام 1947، والسامر حمل أيضا مخطوطة السياب (بين الروح والجسد) ـ وهي ملحمة شعرية كتبها في ما يقارب ألف بيت ـ إلى الشاعر المصري علي محمود طه لكتابة مقدمة لها (لكن وفاة الشاعر علي محمود طه اوقفت هذا المشروع). وأشار أطيمش إلى تعلق السياب بممرضة لبنانية شابة جميلة في أثناء إشرافها على معالجته في بيروت وكانت محبة للأدب فكتب فيها قصيدته (ليلى).
ومن الاستطرادات التي وردت في مذكرات أطيمش وكشفت عن معلومات قيّمة، ما ذكره من أن القاص أنيس زكي حسن هو أول من ترجم كتاب (اللامنتمي) لكولن ولسن. وأن سليم النعيمي مدرس التاريخ في دار المعلمين العالية هو أول من ترجم (أعمدة الحكمة السبعة) لإدوارد لورنس المعروف بلورنس العرب. وأن البدلة الرمادية التي ارتداها تمثال السياب الذي أقيم له على شط العرب عام 1971 هي التي كان يرتديها حين ألقى قصيدته (بور سعيد) على منصة كلية دار المعلمين العالية عام 1957.