مرايا الوهم
الروائي/عبد الجبار الحمدي .
محبط أمرك!! فما عدت الذي أعرف، أظنك تعيش الوهم مرايا مزدوجة، ما ظننت يوما أنك ستحوم حول مقبرة الأيام تلك التي إزدانت ضياعها بشواهد وجوه غير معلومة الملامح، صرت خازنا لها فمذ عرفتك أراك تتهندم أمام مرآتك ذات الشروخ، أعلم جيدا أنك لا تريد رؤية وجهك أو هيئتك كما تحبها لأنك قد أُشبعت لعقا من ألسنة عوالق المصالح… لا عليك ستنجو إن تخطيت صور مراياك و الوهم الذي صنعت منه منطادا ينتفخ بالهواء الفاسد شأنك شأن أصحاب المناطيد ذات السواد فعالمك يا هذا مليء بالجلوس على الخوازيق الإسلامية بحب ورضا ربك الذي تمجد… صدقني كثيرا ما أتسائل كيف ستكون سنتك القادمة وانت على أبواب دخولها بوجوه مرايا متشظية؟ أستغرب خنوعك!!! خذلان نفسك، أتعرف كهف المرايا الذي يدخله الناس كي يروا صور إنعكاسات وجوههم واجسامهم في دهليز يحيط بالإنسان فيرى نفسه مرة طويلا وأخرى ذو سمنة مفرطة ومرة تتحول صورته الى قزم وهكذا… بعدها يخرج ضاحكا مبتسما على ما يرى نفسه فيه دون أن يستغرب، فقد علم جيدا كما قرينه أنه نفس تلك الشخوص التي رآها من قبل فهي مخبأة في عقله الباطن ينال منها لباسا متى لزم الأمر، فجميعكم تحتاجون الى طمس هويتكم الحقيقية كونكم تعانون الشيزوفرونيا بعد أن عبدتم صور جدران ولافتات شوارع، تعبرون عن واقعكم المزري بأنكم عبيد صور ومرايا الذات، إن عالمكم يشعركم بالخذلان فأنتم تحسون بعدم الكمال إلا حين يكون هناك جلاد فوق رؤوسكم يرفدكم بالضرب لتستقيموا ههههههههههه الغريب أن لا إعوجاج فيكم بل تستلذوا بالضرب كونكم تطبقون المثل الذي يقول ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب ههههههههه اتعجب منكم ومن تلك المرايا المتشظية التي بداخلكم والواقع أنكم لا تأكلون الزبيب بل الحصرم تمضغونه ثم تهزون رؤوسكم متعة، أما من يغلفه لكم علفا بحجة ثواب او علاج… يا لكم من رواة حديث خالفتم نبيكم من أجل لم شتات فسادكم وخيانتكم له، إن نفوذ السلطة عليكم أمر منزل من الحاكم أحبوني ابذل لكم العطاء… إدخلوا صالون المرايا الذي يحيط بي كصيوان كسرى إنظروا الى أنفسكم فخلف كل مرآة سياف أمرد إن لم تحسنوا بما أرغب سأجعله يلوط بأستكم، سأخرج العربيد الذي لا يتعب، ستصرخون وجعا تتألمون لكن وجوهكم في مرايا الوهم تتلذذون تشعرون بالمتعة، فأدباركم صارت مرافيء أفكاركم فلا حلم لكم تراودونه سوى من خلال مرايا الوهم التي أريد لكم، راوي يعيد عباراته بحديث عن سلف خاض في لبن حامض فاسد… إنكم يا اراذل وعاظ جدد بخلفيات موسومة تدار بخلسة وعلن، هيا صبوا جام غضبكم على التراث والتأريخ أعيدوا صياغة الولدان المخلدون… شكلوا قبائل من قوم لوط… فمثلكم لا نبي يروم نشر دعوته بينكم… لقد خذلتم الله فحق عليكم ان تكونوا من الغابرين… لكن مراياكم لا زالت تخفي وجوه مخلفات أثر وسيرة، عبثا تحاول ان تدير ثور الناعور أن يغير من إتجاهه فقد سلك ودار بالفلك… لا عليك يا هذا هيا زم شفتيك، وأزرر بيوت ثيابك، إلبس نعلك الذي تركت، تأنق بالصورة التي تناسب ما أنت مقبل عليه… تحلى بالنميمة، وضم بين جنبيك المكيدة فأنت في عالم مثخن بالخديعة، الفاسد فيه رجل دولة، والقواد فيه نجم سينمائي، أما من يدير الدفة فشخص توسد الحداثة باب كتب فوقه عبارة هذا من فضل ربي…
لا تخشى شيئا هكذا صارت تدار دفات السفن التي تحمل امثالكم حيث صناعة الحياة، إن المرايا التي تحيطون بها أنفسكم ما هي إلا أوعية لا تضمنون بقاء صوركم فيها فغالبا ما ستنال منكم كما نلتم منها… ستعيد تفريق أوراق أيامكم، سترسم لكم الأوهام مقدرات حياة تعيشونها كالصورة المتطايرة العابرة… سيحوم غراب الوهم كما فعل لقابيل حين أراد طمر سؤته… ستركبون سفينة نوح ولكن مع بقية الحيوانات التي وسمت ظهورها بأنها معادة… كما هي حاويات النفايات وسلة المهملات، فجميعكم معادون، تبنتكم منظمات أجادت بصناعتكم فبتم كالروبوتات يتم شحنكم من خلال أدباركم كي تدركوا أنكم بلا شرف أو ناموس، هكذا كما هي المرايا تعيطيكم الصورة التي ترغبون وانتم تعلمون أنها غير حقيقة لتطمسوا عاركم ,أنكم تمثلون تاريخ أمة بالت على نفسها حين دخلت الإسلام وأخذتكم بركبها تحت مسمى الإسلام يجب عما قبله.
القاص والكاتب
عبد الجبار الحمدي