علي حسين
هل شعر المواطن التشيلي بالاستغراب، حين شاهد رئيسه السابق خوسيه أنطونيو والذي يمثل اليمين المتطرف، وهو ينشر تغريدة على حسابه في موقع توتير، يهنئ فيها مرشح اليسار، غابريال بوريك، الذي فاز بالانتخابات الرئاسية، قائلا: “تحدثت للتو مع غابريال وهنأته على نجاحه الكبير، من اليوم هو الرئيس المنتخب ويستحق كل الاحترام والتعاون البناء”؟.
أتساءل لأنني أعرف ان الرئيس السابق يمثل حزبا متطرفا ظل يسعى الى اعادة الاعتبار الى حقبة بينوشيه الديكتاتورية، أنا المواطن العراقي الذي تعني الانتخابات بالنسبة له معارك وصراخا في الفضائيات، وينتظر كلّ صباح، آخر ما تجود به قريحة محمود المشهداني من مشاهد كوميدية .
ليس لديَّ موقف شخصي من الدكتور محمود المشهداني الذي اشتهر بتعليقاته الغريبة في البرلمان والتي أدت إلى إقالته، فالرجل دائما ما يقحم نفسه في مجال التنظير السياسي بعد أن فاته التميّز في مجاله كطبيب، ولا اُريد أن أتحدث عن إخفاقه كسياسي.
هنا أنا أرصد الحالة من خلال حديثه الأخيرالذي كشف لنا كيف أنّ المشهداني فاته أن يدرك أنّ السياسي هو مجموعة محصلات من الموهبة والقدرة والخبرة ، وهو كذلك تعبير عن فئة قبل أن يكون تجسيداً لطموح شخصي او عائلي، ، مثلما حدث للمشهداني حين اخبرنا ان عائلته عندما وصل لها ما حدث في جلسة البرلمان الاولى ، قررت ان تقطع الطرق في بغداد ، الامر الذي دفع المشهداني – حسب قوله – الى ان يلتقط صورة يبدو فيها مبتسما ليطكئن العائلة التي رفعت شعار ” وا محموداه ” ، تخيل جنابك رئيس برلمان سابق ، ونائب حالي ورئس الجلسة الاولى لبرلمان 2022 يتحدث عن قطع الطرق ، فلماذا اذن نكتب وننتقد المواطن عندما يفرر اللجوء الى عشيرته لتقتص من الذين يختلفون معه .وماذا بقى من القانون ونحن نرى نائب يرفع شعار ” انا وابناء عائلتي ضد المواطن ” .. سيقول البعض وما الغريب في الامر فمعظم النواب يهددون بعشائرهم واحزابهم والقانون بالنسبة لهم مجرد بوابة للحصول على المغانم ، في كل مرة اكتب عن محمود المشهداني اتذكر مواقفه المضحكة ، وكان قبل اشهر قد خرج علينا بنظرية سياسية جديدة اسمها “الشرع”، فرئيس مجلس النواب السابق والذي يتقاضى أكثر من ثلاثين مليون دينار عراقي شهرياً لأنه خدم العراق ثلاث سنوات عجاف، ظل حتى قبل اسبوع يطالبنا بأن نؤيد حركة ” عزم ” التي يقودها خميس الخنجر، لأن جميع الذين ينتمون إليها يؤدون الصلاة، ولهذا وحسب نظرية المشهداني فإن الذين أدخلوا هذه البلاد في النفق المظلم هم الذين لا ينتمون لحركة خميس الخنجر “المؤمنة ” .