هكذا أنهت حنين حياتها
بغداد: مآب عامر
أقدمت حنين التي كانت طالبة جامعية في بغداد، على إنهاء حياتها بعد قيام والدها بالزواج من امرأة ثانية.
لم تتحمل الفتاة الضغوط النفسية والمعنوية التي واجهتها خلال يومين فقط من إخبارها لوالدتها باكتشافها زواج والدها، فأقدمت على الانتحار، تاركة خلفها أمها التي حاولت إيقاظها في الصباح استعداداً للدوام، وهي في حالة هستيرية.
في العراق تنهي الكثير من النساء والفتيات حياتهن نتيجة تفشي العنف الأسري وسوء الأوضاع الاقتصادية وانتشار البطالة والفقر وغير ذلك من ضغوط نفسية يتعرضن لها أيضا في المدرسة والجامعة وأماكن العمل.
وفقاً للمتحدث باسم وزارة الداخلية خالد المحنا، فإن حالات الانتحار خلال العام 2021، بلغت 772 شخصاً، وبلغت حالات الانتحار بين صفوف الفئات العمرية من 20 إلى 30 عاماً 32.2 في المئة، أما الانتحار بين الذكور فيشكل 55.9 في المئة، بينما يشكل نسبة 44.8 في المئة في فئة النساء.
أنهت حنين حياتها عبر تناول كمية كبيرة من العقاقير الطبية، لأن النساء في البلاد ينتحرن عن طريق حرق الجسد أو تناول الأدوية والسموم أو الشنق، أما الذكور فعادة ما يكون انتحارهم بالغرق أو برمي الجسد من مكان مرتفع أو بالأسلحة النارية، ولكن في الآونة الأخيرة بدأ استخدام الشفرة عبر شق وريد الرسغ بالتزايد. تعتمد وزارة الداخلية الكثير من التدابير للحد من ارتفاع حالات الانتحار، ولكنها على ما يبدو غير كافية، إذ تم تسجيل أول حالة انتحار خلال 2022 في ناحية قره تبه أقصى شمال شرق ديالى لامرأة في الثلاثين من عمرها.
لجأت حنين للانتحار بعد أن شعرت باليأس وخيبة الأمل من والدها الذي هرع إلى الجامعة التي تدرس فيها بعد أن اكتشف أنها هي من أبلغت والدتها بزواجه من امرأة ثانية، فدخل بغضب متجهاً إليها أمام الطلبة لينهال عليها ضرباً في كل جزء من جسمها وشتمها بكلمات لاذعة.. لم تتحمل الفتاة الموقف، وكانت منهارة، فأقدمت على إنهاء حياتها في اليوم نفسه.