بتاريخ 22/1/2022 الموافق يوم السبت، اجتمعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني في مدينة رام الله حيث تدارس المجتمعون آخر المستجدات على الصعيد المحلي،العربي والعالمي.
على الصعيد المحلي، رأت اللجنة المركزية بالخطوة التي اتخذها محمود عباس حول منظمة التحرير الفلسطينية، والتي تشمل إعادة تشكيل المجلس المركزي واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، هي خطوة مستنكرة وغير مقبولة، وهي جاءت من أجل تركيز القرار في يد ثلة لا تمثل إلا مصالحها الفئوية الضيقة، ولقد وقفت اللجنة المركزية مطولاً أمام الحالة التي أوصلتها القيادة المتنفذة بعنق م ت ف فمنذ اختطاف المنظمة على يد عصابة التفريط واستخدامها مطيه للوصول لتسويات أوسلو، التي أثبت الواقع عقم الرهان عليها كخيار استعادة الحق الفلسطيني، هذه المنظمة التي لا يتم استدعاء حضورها اليوم إلا لتنفيذ مهام تفريط جديدة، إن منظمة التحرير التي مثلت الشعب الفلسطيني على مدار عقود مضت لم تعد هي المنظمة أو الأداة التي تقود لتحرير الأرض والإنسان، فقد سيطرت على كل مفاصلها عصابة علي بابا، وتقاسم صندوقها القومي الأربعين حرامي، هذه المنظمة التي غُيب دورها ومرجعيتها لصالح سلطة هجينة فأصبحت مرجعية المنظمة سلطة أوسلو وليس العكس إن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني، أكدت باجتماعها هذا ضرورة عدم التفريط بالمنظمة كإنجاز تاريخي للشعب الفلسطيني، وإن ليس من حق أحد تجيره لصالح فئة ونهج محدد، فمنظمة التحرير للكل الفلسطيني بالداخل والخارج وكل أماكن تواجد شعبنا العربي الفلسطيني، وإنه من واجب القوى الثورية اليوم هو استخدام كل وسائل الضغط على جماعة الخاطفين لتحرير المنظمة واستعادتها ودورها الكفاحي لشعبنا لتحرير وطنه المغتصب، وأكدت اللجنة المركزية أن لا قدسية إلا للثوابت والحق الفلسطيني بأرضه كاملة،حق تقرير المصير، حق العودة والتعويض والإفراج عن كافة الأسرى الفلسطينيين والعرب.
كما ناقشت اللجنة المركزية الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة، وحول الأوضاع الاقتصادية الصعبة الذي تمر بها طبقتنا العاملة وعموم أبناء شعبنا، وأكدت على أهمية الالتفاف حول برنامج الحزب الاقتصادي، كما تابعت اللجنة المركزية ممارسات الفساد التي تمارسها السلطة
الفلسطينية من تعيين المقربين والأقارب في مراكز حساسة، كذلك استنكرت اللجنة المركزية فضائح الفساد كفضيحة مستشفى خالد الحسن للسرطان الذي من جهة تم استخدام الأراضي المتبرع بها بشكل غير قانوني، ومن جهة أخرى صرف الأموال المتَبرع بها بدون حساب، وحذرت اللجنة المركزية من استمرار تغول الفساد في أجهزة السلطة الفاقدة للشرعية وطالبت بمحاسبة كل الفاسدين والذين هم معروفين بالوجه والاسم لأبناء شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة.
واستنكرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني قيام أجهزة القمع الفلسطينية باعتقال وملاحقة المقاومين في قرية بيتا قضاء نابلس، حيث ضرب أهالي القرية مثالاً يحتذى به في مقاومة الاستيطان والمستوطنين، واعتبرت اللجنة المركزية أن ما جرى هو كشف الوجه الحقيقي لدور الأجهزة الأمنية الفلسطينية وهو حماية الاحتلال ومعاونيه، وقد وجهت اللجنة المركزية دعوة لمنتسبي الأجهزة الأمنية بضرورة الاستقالة منها أو عدم تلبية الأوامر المشبوه التي تصدر لهم باعتقال أو ملاحقة المقاومين .
وناقشت اللجنة المركزية هبة أبناء شعبنا الفلسطيني في صحراء النقب ضد ما يتعرضون له من قمع وهدم للمنازل وتجريف للأراضي الزراعية، وهذه الإجراءات التي تطالهم تثبت للقصي والداني، أن هدف الاحتلال الوحيد هو اقتلاع الفلسطيني من أرضه سواء في الأراضي المحتلة عام 1967 أو عام 1948 كما هو حاصل مع جماهير شعبنا في النقب، ويثبت أن الصراع مع هذه العدو هو صراع وجود وليس صراع حدود، فرغم كل التنازلات التي قدمتها سلطة أوسلو، لم ينتج عنها سوى فتح شهية الاحتلال على مزيد من القمع والقتل والتنكيل بالشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده في فلسطين المحتلة، سواءً في الضفة الغربية أو القدس كما حدث ويحدث في حي الشيخ جراح، أو قطاع غزة أو النقب أو الناصرة ….الخ.
على الصعيد العربي والإقليمي، ناقشت اللجنة المركزية آخر المستجدات على الساحة العربية، حيث استنكرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق الشعب اليمني وذلك من خلال استهداف المدنيين العزل من قبل ما يسمى التحالف العربي وما هو إلا تحالف امبريالي رجعي يهدف إلى ربط اليمن وشعبها بالقطب الرجعي العربي، واعتبرت اللجنة المركزية أن الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني هي تعبير عن المأزق الذي وصل إليه تحالف العدوان، وبوادر هزيمته المحققة في اليمن، والتي سيكون لها تبعات كبيرة واستراتيجة على المنطقة
وسوف تصب في مصلحة شعوب المنطقة وانعتاقها من التبعة للمحور الصهيوامبريالي، واستنكر المجتمعون أيضا إدانة مجلس الأمن للدفاع المشروع للشعب اليمني بضرب دولة الإمارات المشاركة في حصار وقتل وتجويع الشعب اليمني، فهذا المجلس اللئيم لم يستنكر ولا مرة واحد جرائم تحالف العدوان على الشعب اليمني وإنما استنكر المقاومة المشروعة ضد ما يقوم به تحالف العدوان، وقد شددت اللجنة المركزية على دعمها للشعب اليمني وقواه الحية في مواجهة وصد هذا العدوان وأكدت على وقوف كل أبناء شعبنا الفلسطيني ضد هذا العدوان المستمر منذ 7 سنوات، واعتبرت أن النصر سيكون في النهاية لصالح هذا الشعب وقواه الحية واندحار الغزاة والخونة من أرض اليمن.
وناقشت اللجنة المركزية الثورة الشعبية في السودان الشقيق ضد الانقلاب الفاشي الذي قام به العسكر، وعبرت اللجنة المركزية عن دعمها الكامل للشعب السوداني وطبقته العاملة في كفاحهم من أجل التخلص من الهيمنة العسكرية وكل المتذيلين لهم، وعبرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني عن دعمها المطلق للرفاق في الحزب الشيوعي السوداني الذين يتقدمون الصفوف في مواجهة الانقلاب العسكري حيث قدموا العديد من الشهداء والجرحى في سبيل انعتاق الطبقة العاملة السودانية وباقي شرائح الشعب السوداني من هذه الطغمة الحاكمة المتحالفة مع المجمع الأمرواقليمي كمصر والسعودية، والتي ليس لها هدف سوى الاستمرار في نهب خيرات وموارد الشعب السوداني لصالح الطبقة البرجوازية في السودان.
على الصعيد العالمي، ناقشت اللجنة المركزية الأوضاع الاقتصادية المتردية في مختلف دول العالم وتحديدا في دول المركز، حيث ساهمت جائحة كورونا في تسريع وتيرة تردي الأوضاع الاقتصادي، من حيث ارتفاع معدلات البطالة بشكل غير مسبوق وانتشار الجريمة، وتصاعد لقوى اليمين المتطرف والذي يُحمل المواطنين من أصول غير أروبية مسؤولية تفاقم البطالة والكساد وقد ساهمت وسائل الإعلام في تزيف الواقع من أجل توجه نقمة الشعوب اتجاه الأقليات والمهاجرين والتغطية على المسبب الرئيسي لهذه الأزمة وهو النظام الحاكم، وهو المسئول الأول عن سياسة إفقار الشعوب، ولكن رغم محاولة النظام الحاكم توجيه البوصلة باتجاه آخر إلا أن الطبقة العاملة في دول المركز بدأت تدرك أنها ضحية لهذا الاستغلال الرأسمالي، ولذلك شرعت هذه الطبقة ببعض الهبات والتظاهرات ضد كل هذه السياسات كما حصل في الولايات المتحدة ، اسبانيا، فرنسا بريطانيا والى آخره من الدول، ورأت اللجنة المركزية في كل هذه التظاهرات أن الغائب عنها هو الحزب الثوري الذي يجب أن يوجهها باتجاهها السليم وقطع الطريق أمام كل محاولات تجير هذه التظاهرات والهبات لصالح فئات أخرى “لصالح البرجوازية الوضيعة على حساب البرجوازية الكلاسيكية.
كما رأت اللجنة المركزية أن الصراع الحاصل اليوم بين الأطلسي من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى هو عبارة صراع على النفوذ والثروات والأسواق وتجلى هذا الصراع بشكل واضح في أوكرانيا ومن ثم في كازاخستان التي شهدت اضطرابات عمالية تطالب بتحسين الأجور، وخفض سعر السلع الأساسية، لكن هنا تدخل الغرب من خلال إرسال المسلحين من اجل ضرب المراكز الحساسة في هذه الدولة الغنية بالنفط وصاحبة الموقع الجيوسياسي المهم بين الناتو من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى، حيث عبرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني عن دعمها للطبقة العاملة الكازاخستانية وللحزب الشيوعي الكازاخستاني المحظور، ولكن في نفس الوقت حذرت اللجنة المركزية من خطورة التدخل الخارجي وتحديدا الأطلسي الذي بدأ في تأجيج الأزمة وتحويلها لأهداف أخرى خطيرة كان من أهمها السيطرة على منابع النفط وفتح الحدود للشركات المتعددة الجنسيات العالمية وهي المحرك الرئيسي لمختلف الثورات الملونة في مختلف دول العالم.
انتهى