علي حسين
في صباي كنتُ مغرماً بكتب من نوعيّة “كيف تصبح مليونيراً”، ورغم حفظي لفقرات كاملة من الكتاب، إلا أنني ما أزال أنتمي إلى طائفة “المفلسين”. وهناك أيضا الكتب التي ترشد القرّاء إلى كيف يؤثرون في الناس. فإذا كان المرء على موهبة، مثل مشعان الجبوري، أسعفتُه في سعيه وسهّلتُ أمامه سبل الحصول على الأموال من دون أن يقرأ مثلي كتاب “كيف تصبح مليونيراً”،
بدليل أنه في عام 2013 وصف السيد المالكي بأنه رجل شجاع، ثم نجده عام 2021، يتهم السيد المالكي بأنه أراد أن يعدمه ! ولهذا فهو أشطر من “جنابي” الذي أمضى حياته يكتب ويكتب، ولم يستطع أن يقنع عشرة مغرمين بالنائبة عالية نصيف بأن يحاولوا إقناعها بأن تتفرغ لشؤون “تشريب الباقلاء”.
يضع أهل العلم والفكر كتباً عن تجربتهم في الحياة . ويقدمون لنا ما يعتقدون أنها أفضل النماذج لتعليم الناس كيف يعيشون حياتهم بجدّ واجتهاد. قبل سنوات أصدر بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت كتابه “الطريق إلى الأمام”، ويروي فيه لنا كيف أنه عندما ذاعت شهرته وتضخمت ثروته فكّر طويلاً ثم قال لزوجته آنذاك لا بدّ من عمل يخلّصنا من عبء هذه الثروة، فقرّر تخصيص جزء كبير من ثروته لمساعدة المحتاجين حول العالم، لا لون ولا طائفة ولا هوية دينية للذين يتلقون المساعدات .يكتب بيل غيتس أنه قرأ في صباه رواية البؤساء لفكتور هيغو التي وجد فيها لوحة ناصعة للتعاطف مع المظلومين والمساكين.
ستقولون، لقد صدّعتَ رؤوسنا بأحاديثك عن الكتب وتعيد وتصقل بحكاية شعوب “كافرة” تبني مسارح وقاعات للموسيقى ولا تعرف أن الحياة الدنيا زائلة وعلى الفقراء، حصراً، أن لا يغيروا مصائرهم. ماذا أفعل ياسادة وأنا أجد السيد محمود المشهداني لا يزال يولول لأنه لم يحصل على تفويض للجلوس من جديد على كرسي رئاسة البرلمان؟ ، ثم ما الذي حدث حتى يصبح المشهداني مرضياً عنه ويحظى بقبول دولة القانون،وقد فاتهم أن محمود المشهداني تمت إقالته من رئاسة مجلس النواب بمشاركة أعضاء من ائتلاف دولة القانون والذين أصروا على إزاحته لأنه وصفهم آنذاك بـ”الجواسيس”؟. ولكن يبدو أن البعض مصر على ان يواصل المشهداني تقديم مشاهده الكوميدية بعد أن أخبرنا التقرير الطبي الخاص به بأن الرجل يعاني من “وعي مشوش”.
لم يُقبِل الفرنسيون على رواية البؤساء حال صدورها، فالحياة كانت تعجّ بالبائسين، لكن بعد عقود تجاوزت مبيعاتها المئة مليون نسخة، كتب هيغو إلى إمبراطور فرنسا أن “الحقائق التي تقدم لجلالتكم ما هي إلا أكاذيب يحاول المحيطون بك أن ينشروها على أنها حقائق”، يحزنني ياسيدي أن أخبرك أنّ السيد محمود المشهداني لا يزال يواصل تقديم مشاهد بائسة “. فضحتنا ياعزيزي!