الأمومة علاج ضد «الإدمان»!
ثمة خبر يزداد تكراره، وهذا مروع. وهو عن رجل يقتل أطفاله نكاية بزوجته بسبب خلافات زوجية! وهذه الحكاية المروعة تقع في بلدان عديدة. وآخر ما قرأت في هذه (الممارسات) أن رجلاً باكستانياً قتل بناته الثلاث (9 أعوام) و(8 أعوام) و(6 أعوام) حين رمى بهن في الماء وقتلن اختناقاً، وذلك كله للانتقام من زوجته! وقرأت أن الأب القاتل يواجه عقوبة الإعدام، لكنني أعترض على ذلك. فالإعدام راحة لمجرم كهذا، وأفضل السجن المؤبد له ليقضي بقية أيامه مع ذكرى بناته، يأتين إليه في كوابيسه. وأتساءل ببساطة: لماذا لم يقتل زوجته بعد خلافاته الزوجية معها بدلاً من (إعدام) الطفلات اللواتي شاء لهن سوء حظهن أن يكون والدهن؟
طفل في حاوية القمامة!
كيف استطاعت تلك المرأة إلقاء طفلها الوليد إثر ولادته، في حاوية القمامة حيث عثر عليه وهو على وشك الموت وتم إنقاذه؟ تصادف أن حدث ذلك في مدينة براغ، لكننا نقرأ أخباراً مشابهة وقعت في مدن أخرى، والسؤال الأليم هو: لماذا في حاوية القمامة؟ لماذا لم تضعه أمام باب جامع أو كنيسة بعد أن تلفه بمعطفها، فقد كان «طفل براغ» على وشك الموت برداً.
الأطفال مسؤولية أولاً، وليسوا أداة انتقامية في خلاف زوجي، ولا مخلوقاً يجب التخلص منه في حاوية قمامة وتركه يموت برداً.
زراعة قلب خنزير لإنسان!
زرع العلماء قلب قرد لرجل قلبه معطوب، وفشل ذلك. لكنهم حين زرعوا له قلب خنزير نجحت العملية ولم يرفض الجسم ذلك. تُرى لو كان لتلك المرأة التي رمت بوليدها في حاوية القمامة قلب خنزير، هل كانت قد قامت بفعلتها؟ ولو كان قلب الخنزير قد زرع في جسد ذلك الذي رمى بناته في الماء وأغرقهن، هل كان سيقترف ذلك؟
أتحدث عن ذلك وأنا أعرف أننا سنواجه المعضلة الدينية، فالإسلام يحرم أكل الخنزير لكنه لم يحرم زرع أعضائه، وتلك معضلة على رجال الدين مواجهتها. لكن امرأة ترمي بطفلها الوليد في حاوية القمامة تملك قلباً يرفض الخنزير زرعه لها! كما ذلك الرجل الذي قتل بناته نكاية بزوجته بعد خلاف زوجي! هل يرضى الخنزير بزرع قلبه لرجل كهذا؟
أطفالنا كنوزنا الحقيقية
كل ما تقدم ذكره ليس القاعدة، بل الاستثناء.
والأمومة حنان وحب واحتضان للطفل… كما الأبوة… ولي ابنة صديقة لبنانية فرنسية تقيم مثلي في باريس. وللأسف، تزداد في إدمان الكحول والحبوب المنشطة والمخدرات بأنواعها كافة. وذكرت لي أنها قد تكون (حبلى) من صديقها الفرنسي. وهنا تذكرت يوم حملت بابني في بيروت وبارك لي طبيبي الدكتور سويدان وطلب مني الذهاب إلى عيادته، والتقينا وقال لي: عليك الامتناع عن شرب الكحول وأي دواء بسيط مثل الأسبيرو ودون استشارتي. توقفي عن التدخين، وعن تعاطي المخدرات، فقلت له: لم أفعل ذلك يوماً. وباختصار، أفهمني أن كوني «حاملاً» يعني أن أعيش حياة صحية مبتعدة عن أي إدمان، خلال تسعة أشهر. وقلت ذلك لابنة صديقتي الحامل على الأرجح، وسرني أنها اقتنعت بكلامي الجاد وقررت التوقف عن التدخين والحبوب المخدرة أو المنشطة وعن كل إدمان آخر.
بهذا المعنى، يبدو لي عيد الأم في أي موعد وأي بلد عيداً للعافية.
فحين تتوقف مدمنة عن تناول (سمومها) تسعة أشهر، تشفى من الإدمان من الكحول والمخدرات، بكل بساطة.. وهذه بركة تضاف إلى عيد الأم الذي يصادف في كل بلد في يوم محدد، لكن عيد الأم في جوهره هو كل يوم.
الحورية الصغيرة، ما ذنبها؟
لا أستطيع أن أفهم ما سبب اعتداء بعض الناس على أعمال فنية جميلة لا تؤذي أحداً مثل تمثال «حورية البحر الصغيرة» الجميلة المنصوبة منذ العام 1813 على صخرة في خليج العاصمة الدنماركية، ويوم زرت كوبنهاجن في الدانمارك حرصت على مشاهدة ذلك التمثال ووجدته جميلاً ووديعاً وأصغر حجماً مما كنتُ أتصور، إذ يبدو في صوره في البطاقات البريدية أكبر حجماً (بفضل مهارة المصور!).
لكن تلك الحورية تعرضت للاعتداء ولأعمال تخريبية (اقتطاع أحد ذراعيها مثلاً عام 1984)، بل ولتحجيبها سنة 2004 للتنديد بترشح تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي!
فالبعض يستعملها كلوحة لكتابة شعارات سياسية مثل عبارة «هونغ كونغ حرة» التي كتبها محتج (ضد الحكم المركزي في بكين)، لكن تلك الحورية توحي بكل شيء غير الصراعات السياسية.
اقتلوا الموناليزا فهي مجرمة: بالجمال!
لوحة «موناليزا» الشهيرة من إبداع ليوناردو دافنشي، تعرضت لمحاولات السرقة والتشويه والتخريب، كأن الجمال الفني يستفز الكراهية لدى البعض أو حب الامتلاك.. وهي اليوم في متحف اللوفر الباريسي بابتسامتها الغامضة الشهيرة محمية بزجاج ضد الرصاص وبسور حولها يمنع زوار المتحف من لمسها أو الاقتراب منها كثيراً. أفهم الذين يحاولون سرقتها (لبيعها) بمبلغ كبير لهواة جمع التحف الأثرياء، لكنني لن أفهم يوماً الدافع من محاولة تشويهها وإيذائها، ربما لأنني لست طبيباً نفسانياً.
رمز بروكسل رديء فنياً
وفي بروكسل رمز المدينة هو (مانكن بيس) كما «برج إيفل» الرمز الشهير الباريسي، وحين ذهبت إلى بروكسل وقفت أتأمل شعار المدينة، وهو تمثال يمثل طفلاً صغيراً يتبول! ولم أجده جميلاً (بل يثير القرف)، والبول ليس مادة شعرية حتى من طفل، لكن كل بلد حر في اختيار رمزه!