علي حسين
التجربة التي عاشتها المغرب خلال الأيام الماضية تثبت أن الفعل البشري المحب يمكن أن يفعل الكثير إذا توافرت له النوايا الصادقة، حيث تبدو حكاية الطفل “ريان” نموذجاً جديداً للبشرية، نموذجاً يحترم الإنسان ويقدر قيمة الحياة، نموذجاً يسهر أياماً لا يوماً،
من أجل إنقاذ طفل صغير تقطعت به آمال الحياة، لقد شهدت بلدان العالم، نماذج مشرفة من حب الحياة، وشاهدنا نماذج مثل مانديلا ولي كوان والشيخ زايد ومهاتير محمد يقودون شعويهم إلى الحرب على الفقر والجهل والأمية، والاستعباد، كل منهم قدم نموذجاً مشرفاً للبشرية: لي كوان يو في سنغافورة، ومهاتير محمد في ماليزيا، والشيخ زايد في الإمارات وأبطال الصين الذين صنعوا مجد الصين الحديثة وازدهارها أيضاً.. وارجوك لا تسألني عن حالنا فلا نزال ننتظر النهاية “السعيدة” لجلسة البرلمان الأولى، ونتشوق للنهاية الممتعة للمسلسل الدرامي الطويل “الإصلاح” وبانتظار مسلسل اكثر امتاعا بعنوان “أنا الأكبر”!!.
دائماً ما يسألني قرّاء أعزّاء عن سبب حديثي الدائم عن تجارب الشعوب، والبعض منهم يلومني وهو يقول، بمحبّة، هل تتوقع أنّ ساستنا ومسؤولينا يقرأون؟ أنا يا أصدقائي الأعزاء لا أكتب من أجل الساسة الذين لا يفرقون بين علي الوردي وسعدون الساعدي، ولست أريد من مسؤولينا الأكارم أن يمضوا أعمارهم في تقليب صفحات الكتب، وقراءة تجربة باني سنغافورة، كلّ ما أريده وأتمناه أن أشاهد مسؤولا يختنق بالعبرات وهو يرى طفلا عراقيا نازحا تحاصرة الثلوج ، أو تدمع عيناه على مشهد مقتل شاب تظاهر من اجل الوطن ، ما أطمح إليه، هو نواب وساسة يعرفون معنى المواطنة، لا أقبل أن يتحسّر العراقي وهو يسمع أن المغرب باكملها تسعى لانقاذ طفل .
يا أصدقائي الأعزّاء، أنا وأنتم مواطنون في بلد ضعيف يستقوي عليه ساسته وإخوانهم ورفاقهم، كنت أمنّي النفس بمسؤول من المؤمنين على شاكلة الرئيس الصيني شي جين بينغ وهو يعلن ان هدفه ان يكون الفقر صفرا في بلاد المليار والنصف مليار.
ليس صحيحاً أن الإكثار من الخطابات يحوّلها إلى حقيقة.. فإذا تقول إننا يجب أن نشكل حكومة توافقية، في الوقت الذي كنت تصر ان لاحل لمشاكل العراق إلا بحكومة اغلبية، وأن تكتب في تويتر أن انتخابنا وسط هذه الظروف الصعبة جاء من أجل النهوض بالمهام وقطع الطريق على الفاسدين والمتلاعبين بمقدرات الوطن، من حقنا أن نسألكم ايها السادة، ألم تكن السنوات التسعة عشر الماضية كافية لبناء البلاد والنهوض بها.
طفل واحد تقف المغرب بأكملها لإنقاذه فيما تخلى مسؤولونا عن إنقاذ اطفال ونساء سنجار الذين تحولت حياتهم الى مأساة، السياسي الحقيقي يفتح طرق الحياة مع مواطنيه، فيما يشيد ساستنا سدوداً بينهم وبين الناس تكبر يوماً بعد يوم.