في ذكرى 8 / شباط / 1963
ضرغام الدباغ
تسعة وخمسون عاماً مضت على ذلك الفجر الشتائي، الذي كان الشعب العراق فيه على موعد لإنهاء حكم عسكري لديكتاتور أطلق على نفسه لقبا رسمياً ” الزعيم الأوحد ” وهو أول زعيم عراقي وعربي يطلق على نفسه لقباً رسمياً لا يبشر عهده بخير، إذ كان افتتاحاً للسحل والتعليق في الشوارع، وكان البلد بكل مكوناته وما فيه يخضع لقاعدة ” بقدر استفادة الزعيم أو كم يلحق به الضرر”، كان العراق خارج المعادلات السياسية العربية والإقليمية والدولية، وأي مشروع سياسي أو اقتصادي يشترط في المقام الأول اقتناعه شخصياً به. والزعيم لم يكن لسوء الحظ أكثر من ضابط محترف، وخارج ذلك لا علاقة له بالاجتماع والسياسة والاقتصاد، ولا بالقانون، أو بالتاريخ، وعلى مدى أربعة سنوات ونصف، لم يسمع منه أحداً: محادثيه، أو الجماهير، يوما (رغم كثرة أحاديثه وخطبه) أن يتفوه أو يستشهد بقاعدة سياسية أو اقتصادية أو علمية بصفة عامة، أو أدبية. فشعاره ومشروعه هو ” إما أنا أو الموت الزؤام “.
ولكن الرجل كان نزيهاً، وهذا صحيح، ولا غبار على وطنيته، بل وفي أعماقه كان قومياً، ولكن قبل كل هذه الاعتبارات ولا نتجاهل أنها اعتبارات مبدأية وحاسمة، ولكن الزعيم نفسه كان يتطلع لكل هذه الاعتبارات ويتعامل بها بالدرجة التي تبقيه على سدة الحكمفحسب. فألدائرة المحيطة به يمكن أن يكونوا من القوميين، أو اليساريين، لا يهم، المهم أن يطوبونه زعيماً أوحداً يلوح وجهه في القمر (وضع عنها العميد الجدة كتاباً).. فهو يناور بالموقف القومي، حين يشعر أنه خسر من أرصدة أخرى، وليخلق تعادلاً يحقق قاعدة ” ليس هناك قوي في البلاد غيري ” وكذلك بالمواقف الداخلية، وأرجح أن هناك من قدم له نصيحة ميكافيليةمرهقة، ولا يعرف عن صداقاته شيئ يستحق الذكر(كان صديقه الوحيد السيد رشيد المطلك صاحب بار ومطعم)، أن يبقي حساباته مفتوحة مع القوميين واليساريين، وحتى الإسلاميين، قبل أن تفتي مرجعية النجف بتكفير الشيوعية، وأجاز حزباً إسلاميا في البلاد بقصد غير سليم. معتمداً أسلوب المناورة.فالموقف الإيجابي عنده يبدأ بقبول نظرية ” الزعيم الأوحد “، والخطوة التالية تماماً هي ” ماكو زعيم إلا كريم “.
والزعيم يفهم من المناورة بقدر تعلق الأمر بمادة التعبئة (Tactics)التي درسها وفهمها جيداً في ككلية الأركان، لذلك كان يناور تكتيكيا بين القوى القومية واليسارية، فيسوق مواقفا وخطاباتومناورات، تهدف النتيجة في خططه إلى عدم الإبقاء على قوة جماهيرية ذات يأس وقدرة، وطوال ثمانية أشهر (من تشرين الأول / 1958، وحتى 14 / تموز / 1959) سخر فيها أدوات الدولة (الأجهزة الأمنية ــ الإعلام) لمطاردة وتصفية الجهات المعارضة التي كانت بقيادة القوميين، وصولاً لإحداث الشرارة التي ستقود إلى مجازر يصعب إيقافها (مجازر الموصل وكركوك)، وتترجم واقعيا إلى اعتقالات، ثم إلى إعدامات لم تكن تخلو أحكامها من تسييس، بهدف التصفية، بلغت حتى قيادات عسكرية كبيرة كانوا من قادة الضباط الأحرار(رفعت الحاج سري، ناظم الطبقجلي، عبد العزيز العقيلي)، ومنهم صديقه الأوحد (عبد السلام عارف)..! ولعب بالمناورة بما في ذلك أجازته لأحزاب كان يهدف منها خلخلة الموقف السياسي الداخلي، ومن تلك عمل فعلياً على إحداث انشقاق في الحزب الشيوعي العراقي، ولم يمانع في إجازة حزب إسلامي (الأخوان المسلمين)، بل وحمل طرفا من القوى السياسية جريرة المجازر، وراح يعمل على تصفيتهم.
لم يكن أمام البلاد على جدول الأعمال أي مشروع لحكم ائتلافي،أو نظام جبهة وطنية، أو نظام ليبرالي، فهذا يناقض بصفة تامة مشروعه التفرد في الحكم، ولم يدعو الأحزاب الوطنية التي كانت مؤتلفة حتى الأمس القريب، في نضال مشترك ضد النظام الملكي. وكنتيجة لذلك لم يكن في وارد برامج الزعيم فكرةانتخابات أو مشروع سلطة وطنية وحتى مشروع دستور دائمي، فليس هناك غير ” مشروع الزعيم الأوحد”، وبالتالي مادام ليس هناك استقرار سياسي كنتيجة، فمن المستبعد، (وهذا منطقي)، أن تكون هناك خطط تنمية منتظمة، لغياب الأفق الاقتصادي / السياسي. كما من المستبعد أن يتمكن نظام الزعيم الأوحد من التصور لمعالجة الشأن الكردي، وليس في وارد العراق أن يرسم دورا له في الصراع العربي ــ الإسرائيلي، لأنه لا يستطيع التفاهم مع القوى العربية (مع أنه كان مؤمناً بالحقوق الفلسطينية)، وبالتالي التنسيق مع الأنظمة الوطنية في المنطقة. باختصار لا يوجد في العراق شيئ، وسوف لن يكون هناك شيئاً طالما سيادة الزعيم الأوحد موجود ويهيمن بالحديد والنار على البلاد. وما لا أراه ولا أفهمه غير موجود، الأفق مقفل، بالضبط كالجنرال فرانكو الذي لم يكن بالإمكان أي مشروع تطوير في أسبانيا بوجوده، فأضحى بنفسه العقبة الأولى. فإزاحته عن الحكم أصبحت ضرورة تاريخية.
في أقل من صفحة أعلاه، موجز سريع لأحداث السنوات الأربع ونصف، التي كان يجب وضع نهاية لها، والزعيم الأوحد كان من صنف الحكام الذي يقاتل حتى آخر طلقة ولا مانع من يدفعبالجميع للقتال معه حتى النهاية، وفي حصنه (معسكره)الصغير (مقر الدولة والحكم في وزارة الدفاع) كان هناك قوميون (نجيب الربيعي، عبد الكريم الجدة، أحمد صالح العبدي، جاسم كاظم العزاوي، إسماعيل العارف، وعدد من قادة الفرق)، كما كان هناك في معسكره عدد من المحسوبين على اليسار (يساريون مستقلون) يحدث بها توازناً من أمثال طه الشيخ أحمد، جلال الاوقاتي، طاهر يحي، فاضل المهداوي، سعيد مطر، ماجد محمد أمين. وبتقديري ليس من بين هذه الشخصيات من هو منتم لحزب سياسي، لذلك لا يجوز اعتبار هذه الشخصيات سوى عناصر قاسمية منتفعة من النظام، لأسباب عديدة، منها أن قانون العقوبات العسكري يحكم بالسجن 3 سنوات على كل عسكري ينتمي للأحزاب السياسية. ومن خلال كم كبير من المعلومات الخاصة، نعلم أنه كان يصلي ويصوم، ولكنه كان يحرص أن لا يجهر بذلك. بوسعنا الاعتبار أن الزعيم قاسم كان قوميا أكثر منه شيئاً آخر، ولكنه يريد الزعامة، وعبد السلام عارف الذي بدا أنه أكثر إخلاصا لدور القائد القومي، سبقه ليتبؤ هذا الدور. ومع ذلك وحتى الرئيس عارف حين تولى الحكم (1964) أحجم عن المضي بعيداً في مشروع الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة. وواجه عدة محاولات انقلابية ذات طابع (ناصري).
وحين نقرأ الخطاب الأخير المتأخر للزعيم قاسم الذي حاول أن يذيعه على الشعب، ومنها نستشف أن الزعيم لو تيسر له ما يريد، لأحرق العراق بأسره من شماله لجنوبه، ومن شرقه لغربه ، وليس بمقدور أحد التنبؤ بما كانت ستكون عليه الأمور….. وهذا نصه:
“ السلام عليكم أبناء الشعب.. أيها الضباط يا أبناء الشعب إن نفراً من أذناب الاستعمار وبعض الخونة الغادرين والعسكريين من أذنابه يحاولون الانقضاض على جمهوريتنا.. ولكن شعبنا المظفر.. شعب 14 تموز واقف لإنزال الضربات الخاطفة بهم وبإذناب العهد المباد والخونة.. أبناء الشعب: إن النصر معنا.. وإننا مصممون على سحق الاستعمار وأعوانه.. فلا تلتفتوا إلى الخونة والغادرين.. فان الله معكم وسوف يعلم الدساسون.. سوف يعلمون عندما توجه الضربات الخاطفة إليهم.. وقد بادرنا بتوجيهها إليهم.. الله ينصركم أبناء الخير الغيارى.. أيها الضباط: اسحقوا الخونة الغادرين اسحقوهم.. إنني عبد الكريم قاسم.. وإننا أقوى واشد عزماً في سبيل الفقراء والنصر لشعب العراق”.
وبالمقابل دعونا نقرأ مقتطفات من بيان الثورة، الذي أذيع فجر يوم 8 / شباط وفيها دعوة واضحة وصريحة للعمل المشترك للتصدي لمشكلات العراق، ودعوة مخلصة موجهة للجميع لنبذ ردود فعل الحقد والثأر ..
” يا أبناء شعبنا الكرام : إن هذه الانتفاضة التي قام بها الشعب والجيش من أجل مواصلة المسيرة الظافرة لثورة تموز المجيدة، لابد لها من إنجاز هدفين، الأول تحقيق وحدة الشعب الوطنية، والثاني تحقيق المشاركة الجماهيرية في توجيه الحكم وإدارته، ولابد من إنجاز هذين الهدفين الاثنين من إطلاق الحريات وتعزيز مبدأ سيادة القانون.
إن قيادة الثورة المتمثلة بالمجلس الوطني لقيادة الثورة، إذ تؤمن بهذا وتعمل على تحقيقه، تؤمن كذلك بما يزخر فيه الشعب من روح وطنية وثابة، وما يتحلى به من عزم ثوري، وما يتصف به من وعي عميق. لذا فنحن نأمل أن يترفع المواطنون في هذا اليوم المبارك عن الضغائن والأحقاد، وأن يعملوا جميعاً على ترسيخ وحدتهم الوطنية، وتقوية التفافهم حول أهداف ثورة تموز المجيدة، وأن لا يدعوا منفذاً لعميل أو مفسد أو مأجور يسعى فيه للتفرقة.
أيها المواطنون : إن المجلس الوطني لقيادة الثورة يعمل على إنشاء حكومة وطنية من المخلصين من أبناء الشعب، ومن المخلصين من أبناء هذا الوطن، وستكون سياسة حكومة الثورة وفقاً لأهداف ثورة تموز المجيدة، لذا فإن الحكومة ستعمل على إطلاق الحريات الديمقراطية، وتعزيز مبدأ سيادة القانون، وتحقيق وحدة الشعب الوطنية بما يتطلب لها من تعزيز الأخوة العربية الكرديةـ بما يضمن مصالحها القومية ويقوي من نضالهما المشترك ضد الاستعمار واحترام حقوق الأقليات وتمكينها من المساهمة في الحياة الوطنية.
كما أنها تتمسك بمبادئ الأمم المتحدة، والالتزام بالعهود والمواثيق الدولية، والمساهمة في تدعيم السلام العالمي ومكافحة الاستعمار بانتهاج سياسة عدم الانحياز، والالتزام بقرارات مؤتمر باندونغ، وتشجيع الحركات الوطنية المعادية للاستعمار وتأييدها. كما تعاهد قيادة الثورة الشعب على العمل نحو استكمال الوحدة العربية، وتحقيق وحدة الكفاح العربي ضد الاستعمار والأوضاع الاستعمارية في الوطن العربي، والعمل على استرجاع فلسطين المحتلة، وستحافظ على المكتسبات التقدمية للجماهير وفي مقدمتها قانون الإصلاح الزراعي وتطويره ولمصلحة الشعب، وإقامة اقتصاد وطني يهدف إلى تصنيع البلد وزيادة إمكانياته المادية والثقافية، كما سيؤمن تدفق البترول إلى الخارج. “.
ولنتساءل اليوم برأس بارد، ولكن بروح المسؤولية الوطنية العالية، هل هناك فقرة في هذا الخطاب الأول ما يثير الضغائن، أو الاحتراب الداخلي، أو دعوة حزبية صرفة ..؟ ثم هل يستحق الزعيم الأوحد ونظامه، مواجهة الدعوة الواضحة والصريحة لفتح صفحة في العمل الوطني، رداً تطالب فيه قيادة الحزب أعضاءها ومؤيديها، مهاجمة الجيش، ومراكز الشرطة، والاستيلاء على الأسلحة، وقتل الناس .. مقابلة النوايا الحسنة بالدعوة الصريحة للقتل والسحل .. ومرة أخرى نتساءل، ألا تنطوي الدعوة الصريحة للقتال على مجازفة سياسية.. بمصير البلاد قبل مصير الحزب …أقرأ نص البيان:
” إلى السلاح لقمع مؤامرة الاستعمار والرجعية ” . ” إننا ندعو الجماهير لمواجهة الجيوب الرجعية وسحلها دون رحمة، وعدم الانتظار “. ” أسحقوا المتآمرين الخونة دون رحمة، استولوا على السلاح من مراكز الشرطة، ومن أي مكان وجد فيه، وهاجموا المتآمرين وعملاء الاستعمار “. ” إلى السلاح، إلى الهجوم في كل أنحاء بغداد والعراق لسحق جيوب العملاء الاستعمار المتآمرين “. بغداد في 28 شباط / 1963. الحزب الشيوعي العراقي.
وبرأس بارد، نتساءل مرة أخرى، أليست هناك مبالغة (من أي قيادة سياسية) في تقدير درجة هذا الموقف ..؟ من المثير للدهشةأن يضم التاريخ السياسي العريق للحزب الشيوعي العراق والنضال الوطني للحزب، صدامات مسلحة عنيفة أكثر من مرة مع السلطات الوطنية، بدرجة عنف لا يستحقها الموقف السياسي تأريخياً بأن يكون الصدام عنيفاً بهذه الدرجة، وساهموا في قتال الجيش العراقي مرات عديدة، وبالمقابل شاركوا في العملالسياسي وبأعلى المستويات مع قوات الاحتلال الأمريكيةوإداراته. ترى ألا يستحق العراق وتاريخه ومستقبله أن تقدم قيادة الحزب على أي عمل ذو طابع جبهوي عراقي من أجل تحريره ..؟.. ألا يخشون من تسجيل موقف غير مشرف على رصيدهم الشخصي ورصيد حزبهم، وتاريخه النضالي الوطني …؟
وفي تحليل سريع وموضوعي لأسباب النهاية السريعة لتجربة الحكم في 18 / تشرين الثاني / 1963، هو الصراع السياسي داخل الحزب، وتعاون فئات من تشكيلات قومية يمينية / انتهازية شتى، وعناصر حزبية مغامرة عسكريين ومدنيين، أرادت من الحزب أن تكون وسيلتها لبلوغ الحكم، فتحالفت مع عناصر على شاكلتها من خارج الحزب، وإلا فإن الخلافات الحزبية ليست بالأمر النادر في العراق وغير العراق، ولا نريد أن نبحر بعيداً في هذا المجال، فشعبنا يدفع دوما أثمانا باهضة لعرقلة تقدمه، ووضع المعوقات في طريق تنميته.
هل البلاد تمتلك موارد التنمية ….؟ بالتأكيد نعم
هل البلاد تملك الطاقات البشرية اللازمة للإقلاع ..؟ بالتأكيد نعم..
هل نمتلك مستوى علمي وتكنيكي يساعدنا على حل معضلات الإقلاع … بالتأكيد نعم ..
ولكن النتيجة هو أننا لا نمتلك القدرة على خلع عباءة الخرافاتوالعقلية لا تفهم العمل الوطني وجوهر العمل السياسي، فالناس عندنا يفهمون العمل السياسي الحزبي ..وكأنه انتماء عشائري .. أو نقابي في أفضل الأحيان. وللأسف نلاحظ أن العقل الغيبي الديني قد أثر على أذهان المناضلين وساهم بخلق عقلية الثأر والانتقام والغضب الأبدي الذي لا حل له، وهذا بالطبع سوف لن يحل مشاكلنا الوطنية. قيادة الحزب الشيوعي الصيني وجدت في مثلاً شعبياً صينياً القاعدة في التحول إلى ضرب من نظام رأسمالي ” ليس المهم أن يكون لون القط أسودا أو أبيضاً .. المهم أن يلتهم الفئران “. فالمهم أن تتقدم البلاد، والشعارات الحزبية هي أمر ثانوي.
نطرح هذه المقدمات كضرورة حاسمة لقيام جبهة وطنية تقدمية عراقية عريضة تأخذ على عاتقها إنجاز مهمة تحرير العراق واستعادة الاستقلال الوطني. إن تحالف القوى الوطنية المناهضة للاحتلال هي أمنية كل عراقي شريف، وتلبيتها ضرورة سياسية تكتيكية واستراتيجية، وشرط من شروط التحرير واستعادة الاستقلال، وبتقديري، ومثلي ترى الأغلبية الساحقة أنه شرط أساسي ليتمتع كل حزب بالصفة الوطنية المناهضة للاحتلال، ونناشد كافة القوى العراقية أن تنظر بجد للواقع المؤلم، وللمستقبل الأكثر إيلاماً، والمسؤولية التاريخية واستحقاقاتها ستكون قاسية …
الجبهة الوطنية التقدمية أمل الشعب العراقي بأسره … إنها عبرة العبر، وهدف الأهداف، وأكبر من كل الأحزاب، ومهمة برسم الاستحقاق للجميع بمواجهة أنظمة الاحتلال والتراجع، وهي الخطوة الأولى الضرورية والحاسمة لإخراج الوطن من محنته …
هل سنبقى نتشاجر ونتكافش، لأن أبويا وأبوك تعاركوا قبل 60 عاماً مضت …. يا محنة البلاد والعباد
والله صرنا مضحكة للعالم ….
العراق ينتظركم .. فلا تدعوه يطيل الانتظار